القاهرة 01 اغسطس 2017 الساعة 10:03 ص
الساعة الخامسة صباحا، زالت الظلمة واللون الرمادي تحول إلى برتقالي، الطيور تطير في اتجاهات مختلفة، أظنها تبحث عن الطعام ، تركت الأعشاش بخفة وحيوية، السماء تستقبل كل من يستطيع الطيران، أجلس على سريري متحجرا، لحيتي طالت مع الانتظار، أنظر إلى ساعة الحائط منبهرا بحركة عقارب الساعة التي لا تتوقف، أفكر إلى متى ستظل العقارب في دورانها حول الكرة الأرضية، تدق ساعة الحائط القديمة معلنة السادسة صباحا، مازلت أرتدي بيجامة النوم القطنية، أكره الزحام، الشوارع ستكون متكدسة بالسيارات والمارة بعد دقائق، يجب أن أرتدي ملابسي واذهب للعمل، لكني لا استطيع الحركة، يبدو أني ثمل من مشروب البارحة ،أعتقد أنه كان عصير تفاح أحمر ، قدمته لي شابه ناعمة في المقهي ليلة أمس، تبادلنا كثير من النظرات، كانت تنظر بأعجاب شديد لذقني الأشقر ، أفكار كثيرة تهاجمني وانا أنظر الي عقارب الساعة ولكني لا أريد الخروج اليوم من البيت
.
قلبي يدق بسرعه هائلة، لا أعلم لماذا انتابني الخوف فجأة، كم أتوق إلى أن أعشق واعيش لحظات اسطورية في الحب بعيدا عن دوامة الحياة اليومية وزحمة الشوارع المقلقة. ماذا أنتظر؟ كثير من الفتيات يتمنين قربي، اندفعت من سريري سريعا بعد أن تخيلت اني أقبل حبيبتي، ستظهر حتما قريبا . اسرعت إلى الحمام، أمام المرآة بدأت أهذب لحيتي و أعلم أن حبيبتي ستحبها كثيرا، كنت أسمع أصوات الساعة تدق في أذني، أمتلأ الحمام بالبخار الكثيف وأختفت صورتي من أمام المرآة، فخرجت مسرعا إلى بهو البيت لأرى أمامي امرأة جميلة كالملاك بشعر اسود ملفوف وعيون سوداء، تلبس ملابس الأميرات وعلى رأسها تاج، حولها وصيفات ساحرات، كانت تجلس علي فرش مطرزة من عصور القرون الوسطى، بالطبع لم يكن هذا بهو بيتي!
تقدمت الأميرة بخطوات جريئة نحوي وأمسكت يدي، أشارت للوصيفات فبدأن بعزف الموسيقى، لم أجد مفر من الرقص معها، أنه ما كنت احلم به، حب في قصر الأحلام وتبا للعمل وللشوارع المزدحمة. التقاء عيوننا أرجف جسدي، يداي علي خاصرتها ويديها علي عنقي، نرقص رقصة الصباح الحالم. كم انا مشدوه في مشهد اللقاء المذهل، لمحت ساعة الحائط القديمة علي جدران القصر، كانت الساعة التاسعة صباحا!
نظرت إلي وهي تهمس في أذني :أريد أن أتزوجك، أنا من تنتظرني ، قلبي أسرع في دقاته وكدت أموت من الانفعال بها، وضعت يدها الرقيقة علي قلبي لأهدأ وقالت تعالى نرقص في مساحة أوسع من بقاع الأرض، سأخذك الي بساط لنا في السماء الزرقاء لكن عليك أولا أن تتخلى عن حياتك التي تحياها الآن وتترك كل ملابسك الأرضية القديمة، ازدادت الموسيقى طربا من حولنا فتمايلنا ،وجهي كان يملؤه النور وعيوني تشع بأشعة عجيبة!
كانت تقترب أكثر وجوارحي ترقص فرحا بقربها المجنون وجسمها المحموم، استمررت في الرقص معها إلى أن أختفت ساعة الحائط .