القاهرة 01 اغسطس 2017 الساعة 09:41 ص
كلمة مراسلات عندما تسمع هذه الكلمة يخطر في ذهنك علي الفور شبكات ومواقع التواصل الإجتماعي ومنهم مراسلات علي فيس بوك ولكنها مراسلات العمارنة ودبلوماسية الشرق القديم في الألف الثاني قبل الميلاد فنجد إن حضارتنا المصرية القديمة أقدم بكثير من حضارة الغرب والتي تعد أحدث بكثير وظهرت في أواخر السبعينات وتحديدا في عام 1979التي يشيرتعرفها الرسمي يوزنت الذي أنشأة "توم براسكوت "وجيم إيليس"حيث أسسا أنظمة بي بي أس وهو موقع حيث لم يكن لها إدارة مركزية أو هيكل تنظيمي ولقد عرفها النظام الحديث بأنها عبارة عن شبكة تشير إلي نظام الأخبار وأتاحت الخدمة للناس تبادل الأراء والأفكار ,كما سمحت للمستخدمين بنشر المقالات والمشاركات تعمل معتمدة علي إستضافة الحواسيب الشخصية
وإتصال المودم المضيفة بي بي أس التى كانت شبكة وكانت تتيح لشخص واحد كل مرة الوصول للخدمة والمحاولة الأخري لإنشاء شبكة التواصل للخدمة بين المستخدمين كانت في منتصف ثمانينات القرن المنصرم ،حيث قامت الشركة التي كانت تقدم خدمات الإنترنت التجاري بدمج شبكة دردشة وتواصل لمستخدميها داخل شركة خدمتها ولكن إرتفاع سعرها أدي لتوقف الخدمة حيث كانت الخدمة يصل بسعرها إلي 30 دولار في الساعة الواحدة وأخذت شبكات التوصل الإجتماعي الفيبر والواتس والإنسترام ولكن يظل الفيس بوك يتربع علي عرش القمة لمواقع عموما .
وهنا نكشف عن سر أقدم مراسلات علي مستوي العالم والذي سبق كل هذه الشبكات من التواصل الإجتماعي وحضارة مصر القدية ورسائل أو مراسلات العمارنة التي تعود إلي القرن الرابع عشر قبل الميلاد وهي عبارة عن أرشيف ملكي فريد من نوعه يؤرخ للدبلوماسية المصرية حيث عرفت الحضارة القديمة المصرية قواعد السلوك الدبلوماسي ,فكانت تقيم العلاقات الدبلوماسية مع بعضها البعض وتتبادل التمثيل الدبلوماسي علي مستوي المبعوثين وأخذت بنظام تبادل الرسائل الدبلوماسية أكتشاف العلماء لمجموعة من المكاتبات الرسمية في مقبرة إخناتون في تل العمارنة في مصر فكانت تتبادلها دول المنطقة في الفترة من 3500إلي 300قبل الميلاد.
فهناك الكثير من المصادر والكتابات والدراسات والمؤلفات التي تحدثت عن مراسلات "تل العمارنة المصرية "المحفوظة في متاحف اللوفر ،ومتحف موسكو ومتحف المتروبوليتان للفن وغيرها والتي تشير إلي أهمية هذه الوثائق المسمارية التي تعود تاريخها إلي القرن الرابع عشر قبل الميلاد .واكتشفت في هذا التل الأثري المهم الواقع جنوبي مدينة المنيا المصرية بنحو 50كم عللي البر الشرقي لنهر النيل العظيم ،ويضم في بقايا آثار مدينة أخت أتون أي أفق الإله آتون والتي أمر ببنائها الملك أمنمحات الرابع المعروف للناس باسم أخناتون 1352-1336قزم والذي أعلن الدعوة إلي عبادة الإله آتون وجعله إلها رسميا لبلاد مصر العليا والسفلي ويحتوي أرشيف العمارنة علي الرسائل الواردة إلي البلاط الملكي عصري أمنحتب الثالث ومن بعده الملك أخناتون وبعض الرسائل موجه إلي الملكة العظيمة تي (أم الملك أخناتون).وتعود قصة الكشف عن الأرشيف إلي عام 1885 ميلادية عن طريق فلاحة مصرية تحفر بالقرب من مسكنها للحصول علي التربة السوداء لعمل الطوب الآجر ,وبالمصادفة عثرت علي رسائل العمارنة المكتوبة بالخط المسماري ,وبعد ها قام العالم الإنجليزي فليندرس بتري في عام 1891ميلادية بالكشف عن باقي الأرشيف الملكي الذي وصل عدد رسائلة إلي 379رسالة حتي يومنا هذا.
مراسلات من عالم الحضارة والعراقة والأسرار ودبلوماسية الشرق القديم في الألف الثاني قبل الميلاد عذرا عزيزي القارء فهي ليست رسالة علي الفيس بوك ...