القاهرة 25 يوليو 2017 الساعة 10:57 ص
بقلم: ماهر العلي
حين جاء وزير التعليم الحالي طارق شوقي، وسمعنا تصريحاته، وعرفنا أنه مدعوم من رئيس الدولة لتحويل التعليم لملف أمن قومي استبشرنا خيرا، وتمنينا أن تحتشد الدولة كلها وراء وزارة التربية والتعليم لإنقاذ ملف التعليم الذي يهدر المليارات كل عام من ميزانية الدولة ومن ميزانية المواطن، ولي الأمر، لكن لن يحدث ذلك إلا إذا تبنت الوزارة الثقافة العلمية واهتمت بأن تتضمن المناهج التعليمية هذه الثقافة العلمية،
لأن مشكلة الثقافة العلمية ترتبط بضعف قيمة العلم والتوظيف الاجتماعي للعلم في الواقع الحياتي، والاقتراب أكثر من ثقافة اللفظ التي يسود فيها الجدل ورفع الشعارات والبحث في التاريخ عن حلول لمشكلات الواقع بعيدًا عن تفعيل المنهج العلمي في البحث والتفكير وهو المنهج الذي دفع بالدول المتقدمة
إلى إبداع حضارة العلم والتقنية والمعلوماتية الراهنة..
وقد عانى التعليم المصري من ضعف مستويات الثقافة العلمية لدى طلاب المراحل التعليمية جميعها، لذا لن تفلح الوزارة في هذا الملف إلا إذا اهتمت وبشكل واضح بضرورة التوجه في بناء المنهج وتنفيذه نحو الاهتمام ببعض القضايا المهمة التي تتفق مع توجهات هذا العصر مثل: التعايش مع التقنية، مهارات الحياة، ثقافة العلم، القضايا الاجتماعية للعلم والتقنية، وبخاصة لطلاب التخصصات الأدبية،
كما يجب أن تعد الوزارة وثيقة منهج تحدد فيه الأهداف العامة والخاصة لمنهج الثقافة العلمية. وعلى ذلك فالوضع الراهن للتعليم الثانوي ينبىء عن فراغ في جانب الثقافة العلمية، الأمر الذي يستلزم الحاجة إلى بناء المقررات والأنشطة التي تكفل بتحقيق الأهداف الموضوعة. وثمة أسئلة يمكن طرحها على الوزير والوزارة منها
كيف يمكن تضمين الثقافة العلمية في مناهج التعليم العام ؟
ما الثقافة العلمية وما أهدافها في السياق التربوي والثقافي المعاصر؟
ما مواصفات ومعايير تضمين الثقافة العلمية في مناهج التعليم العام ؟
ما التجارب والخبرات العالمية الحديثة في مجال تضمين الثقافة العلميةفي مناهج التعليم العام ؟
ما واقع احتواء مناهج التعليم العام على مفاهيم ومضامين الثقافة العلمية؟
ما التصور المناسب لتضمين الثقافة العلمية في مناهج التعليم العام ؟
كيف يتم تطوير وحدات تعليمية لتحقيق هذاالتصورفي مناهج المرحلة الثانوية (القسم الأدبي)؟
ما عناصر البرنامج التدريبي الذي يتم من خلاله إعداد معلمي التعليم العام لتفعيل الثقافة العلمية ؟
ما فاعلية تلك الوحدات في تحقيق أهداف الثقافة العلمية لدى طلاب التعليم الثانوي ؟
ما الإجراءات والتصورات حيال تفعيل الثقافة العلمية لطلاب التعليم العام في السياق التربوي والمجتمعي للمملكة ؟
وبالإجابة عن هذه الأسئلة يمكن لنا أن نتعرف على مفهوم الثقافة العلمية ودورها في تكوين طالب المرحلة الثانوية في السياق المجتمعي التربوي المعاصر، كما يمكن لنا تحديد مواصفات ومعايير تضمين الثقافة العلمية في مناهج التعليم العام . كذلك يمكن لنا التعرف على التجارب والخبرات العالمية الحديثة في مجال تضمين الثقافة العلمية في مناهج التعليم العام. ثم تقويم واقع تضمين الثقافة العلمية في مناهج التعليم العام في مصر.
وأيضا التعرف على مراحل وخطوات بناء مقرر مقترح حول الثقافة العلمية لطلاب التعليم الثانوي في إطار المنظومة الراهنة للتعليم الثانوي في مصر . كما يجب إيضاح الإجراءات التي يمكن إتباعها لتفعيل الثقافة العلمية لدى طلاب التعليم العام في السياق التربوي والمجتمعي . وأخيرا إعداد برنامج تدريبي يتم من خلاله إعداد معلمي التعليم العام لتفعيل الثقافة العلمية.
وهذه الإجراءات جميعها يمكن لها أن تسهم في التكوين الثقافي العلمي للطلاب على اختلاف المراحل التعليمية هو مطلب حيوي في السياق التربوي المعاصر، حيث أن العلم والتقنية هما معًا السبيل لإحراز التقدم والسبق في مجال النهوض الحضاري لأي مجتمع.