القاهرة 18 يوليو 2017 الساعة 12:53 م
كتبت :رحمة منصور
كان المسرح دائما هو حلقة الوصل بين الجمهور والأبداع الفنى من خلال العروض التى كان يقدمها سواء على مسارح الدولة أو حتى تلك العروض التى كان يقدمها فى الأقاليم وفى الشوارع ظل المسرح محتل المرتبة الأولى فنيا وكان لديه الكثير من الجماهيرية التى لا زالت تأمل فى عودة المسرح كما كان فى سابق عهده ولكن المسرح تراجع كثير فى الأونة الأخيرة وذلك أما لعدم إرتباط النص بالذوق العام وكثرة الأسفاف الذى نراه فى العروض المقدمة والأستخفاف بعقول المشاهدين وتعتبر المهرجانات الفنية أداة هامة لتقيم الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية ومنها المهرجان القومى للمسرح المصرى والذى توقف بعد ثورة 25 يناير ثم عاد مرة أخرى يزاول نشاطه الفنى وهذا العام تبدأ دورته العاشرة (دورة نهاد صليحة) يشهد المهرجان هذا العام إقامة المسابقات وتقديم عروض مسرحية. وعلى هامش المهرجان أقيمت عدة ندوات ناقشت العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بالمسرح، ومن هذه الندوات ، ندوة تحت عنوان:"
دور المؤسسات المسرحية الرسمية فى تلبية احتياجات الجمهور فكريا وجماليا" شارك فيها الناقد أحمد هاشم والناقد محمد زعيمة ، وأدارها الناقد الفني باسم عادل .
وقد قدم الناقد المسرحى أحمد هاشم ورقة تحت عنوان:" المؤسسات المسرحية الرسمية بين المنتج والمستهلك" وعلق عليها قائلا شرفت ان أقدم فى هذه الندوة ورقه بحثية كان هدفى منها أن أوضح الفجوه الواسعه ما بين المنتج الذى تقدمة المؤسسات المسرحية الرسمية والجمهور الذى كان نتيجته عدم التماس الموجود بين ما يقدم وبين الجمهور مثلما لاحظنا فى العشر سنوات الأخيره تحديدا أنه إنصرف عن العروض التى ينتجها مسرح الدولة مثل بيت الفن المسرح أو الأوبرا أو الهناجر أيضا جمهور الأقاليم عندما كنا نذهب لرؤية عرض هناك نجده سعيد ومتواجد طوال أيام العرض المسرحى ولكننا لمسنا أنه هو أيضا إنصرف عن العروض المسرحية أوضحت فى هذه المبحث الأسباب التى تؤدى إلى ذلك سواء فى بيت الفن المسرحى أو فى الثقافة الجماهيرية, فى البيت الفنى المسرحى لم يعد لدينا لكل فرقة هويه محدده أو معينة مثلا لدينا المسرح القومى والمسرح الكوميدى مسرح السلام أو الطليعه هذه المسارح حينما أنشئت كانت هويتها محدده وكذلك نوعية العروض التى كان يقدمها ونوعية الجمهور الذى يخاطبة أصبحت الان تلك الفرق لا تفصل بينها تلك الحدود النوعية
يضيف الناقد أحمد هاشم ان مسرح الثقافة الجماهيرية الأن لم يعد مهتما بالمنتج ولا الجمهور وأصبحت المسألة مجرد إدارية أهمها أن الورق يقول أننا أنتجنا مسرح ولكن على الأطلاق لا يوجد هناك مسرح
الآن هناك عروض مسرحية تقدم لفرق ورغم ضحالة وتفاهة ما تقدمه من افكار وأوكد أيضا انها بتأخذ زوق الجمهور المسرح هو أبو الفنون من المفترض أن أمنعة من أن يلتقى بالمشاهد ولكننا نرى أن هذه الفرق تخاطب غرائز الجمهور تخاطب الأطفال الصغير فيما تصنعه من إيفهات (مصطلحات) شديدة الساذجة ورغم ذلك تحظى هذه الفرق بنجاح جماهير كبير جدا ولكنه لن يستمر طويلا
نرى اليوم أن الثقافة الجماهيرية بدأت رحلة السير إلى الخلف والتراجع إلى مراحل عده أيضا من الأسباب التى أدت إلى انصراف الجمهور مخرجى الثقافة الجماهيرية وحرصهم الشديد على تقليد الغرب كذلك تقديم العرض ليلة واحدة
كذلك تحدث الناقد المسرحى محمد زعيمة عن :" المؤسسات المسرحية الرسمية والوعى باحتياجات الجمهور" وضرب مثلا بالبيت الفنى للفنون الشعبية بيت الفن المسرحى الهيئة العامة لقصور الثقافة بصفتهم المؤسسات الحكومية المنوط لها بأنتاج المسرح بحثى يؤكد على فكرة العلاقة بين المنتج والجمهور هل تعى هذه المؤسسات طبيعة الجمهورفنحن نرى فى العروض المسرحية الأخرى أنه يعرف من يخاطب لذلك النوعية محدودة لكن المشكلة فى عروض المسرح الرسمى أننا نقدم عروض متميزه من وجهة نظر النقاد والفنانين لكن هل خطابها وطبيعتها تذهب إلى الجمهور وتقدر على أن تتحاور معه لالكنها تخاطب فئة معينة ليست هى المستهدفة لذلك أنا أرى أن دراسة الجمهور ومعرفة مستوياتة وتحديد زوقه وإجتاجاتة بالتالى سوف نعرف ما يجب أن نقدمه فالمشروع لا يكون مسبق بل يتم بعد دراسة الجمهور لأنه فى النهاية المسرح يقدم إلى الجمهور لذلك فأن وجود الجمهور ضرورى لوجود المسرح
يضيف الناقد أن الأسس التى يقوم عليها المهرجان هى مسابقة للعروض التى قدمت طوال العام هذا هو الأساس ولكن هذه الدورة من المهرجان تختلف فالتغير الذى حدث فى تلك الدورة هو أننا كنا نأخذ كما من العروض تقترب من خمسين عرض مثلا لكن هذا العام يختلف فقد جعلنا العروض المتسابقة لا تتعدى العشرين عرض وبالتالى يكون هناك فرصة للجنة التحكيم أنها تقيم هذه العروض بشكل أكثر موضوعية
وعن العروض المسرحية التى تقدم اليوم من خلال شاشة التليفزيون أرى أن هناك عروض مسرحية هى مجرد اسكتشات وليست عروض مسرحية ولم تقدم شيئا للمسرح بالعكس هى ساهمت فى إفساد زائقة المتذوق
وجاءت الندوة الثانية تحت عنوان :" مسرح مؤسسات المجتمع االمدنى والجمهور"
وأدارت الندوة الكاتبة المسرحية رشا عبدالمنعم وشارك فيها كل من الناقد والباحث المسرحى رامزعماد والناقد محسن الميرغنى الذى قدم كلا منه بحثة خلال الندوة
تحدث رامز عماد عن المسرح المصرى وعلاقته بالمجتمع المدنى تحدث فية عن تنوع مفهموم المسرح المصرى والمجتمع المدنى أيضا نشأة وظهور المسرح المستقل وكيف كان السبب فى الربط بين مؤسسات المجتمع المدنى والمسرح فى مصر قائلا:أرتطبت العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدنى والمسرح فى مصر من خلال وسيط جديد ظهر فى بداية الثمانينيات وهو المسرح المستق الذى ظهر نتيجة عوامل اجتماعية وإقتصادية مؤثرة على المجتمع المصر حيث جاء كرد فعل لوضع الفنون بشكل عام والفن المسرحى بشكل خاص
كما تحدث عن كيانات المجتمع المدنى المستقلة التى ظهرت عقب ثورة 25 يناير مثل "جمعية النهضة العلمية والثقافية بالقاهرة- الجزويت" والتى أسست فى السابق مدرسة "ناس" والتى تمكنت من إيجاد مكانة جيدة على ساحة المسرح المصرى يضيف قائلا ليس هذا فقط بل استطاعت أن تخلق لنفسها عالم موازى تمام عن مسرح الدولة الذى له كيانات وكوادر تتحرك بشكل معين تبع استراتيجات الدولة وظهور كيانات موازية تصبح أزمة هذه الأزمه أن هذ الكيانات غيره قادره على التواصل مع مؤسسات الدولة
ناقش أيضا الناقد المشكلات التى تواجة تلك الكيانات والتى تتمثل فى "أزمة التمويل" فهى لا تتلقى أى دعم من مؤسسات الدولة وغير قادرة على تلقى تمويلالت من الخارج كذلك تواجة عقبة أخرى وهى أزمة التوثيق
كذلك تحدث الباحث محسن الميرغنى عن المسرح والمجتمع المدنى فى مصر قائلا الجزء التاريخى للمسرح يظل رمز الأستقطاب دائماوبشكل أساسى ومن خلال بحثى وجدت أن المسرح المصرى منذ أنشأ فى أواسط القرن التاسع عشر أصبح الحديث بعيدا جدا عن فنون الأداء الشعبى والنقاد بشكل قوى ومتين ووطيد الصلة بالجمعيات الأهلية وجمعيات المجتمع المدنى التى كانت لها علاقة بالتبرعات الخيرية مثل "الجمعية الخيرية الأسلامية" التى تأسست فى الاسكندرية بمبادرة عبدالله النديم والتى قدمت مسرحيتان هما"الوطن وطلائع النعمان— والعرب" والجمعيات الكنسية الثانية التى كان لها دور كبير جدا فى دعم المسرح الكنسى على مدى الكثير من السنين
أضاف أن المجتمع المدنى بكل تعريفاته وعناصره الحديثة حسب دليل المجتمع المدنى المشروعى لليونسكو يشتمل على مجموعة عناصر أساسية منها كل الفئات والمؤسسات والأفكار التى هدفها أنهم يدافعون عن قيم ومضامين وموضوعات تتلخص فى إفادة وتنمية البشر فى الدفاع عن حقوقهم التى أتفق البشر فى أواسط القرن العشرين أن هيئة الأمم تعلن هذه المبادئ الأساسية فى ميثاق حقوق الأنسان وبالتالى كل جمعية غير نظامية بمعنى أنها لا تنتظم فى سياق الدولة التى تمولها سواء مصر أو غيرها من المعروف ان هذه الدولة لها مؤسساتها التى بنيت من بدايات الدولة الحديثة كل هذه المؤسسات لها أبواب تاريخية بداية من تأسيسها وصولا إلى اليوم أنما على التوازى معها هناك جمعيات ومؤسسات وهيئات غير حكومية بمعنى أنها خارج إطار المؤسسات الحكومية ولها أنشطة وممارسات مستمرة تهدف إلى تعزيز وتنمية دور الفرد فى مجتمعه وإثراء المجتمع بطاقات هذا الفردهذه الجمعيات سواء كانت تنتمى إلى كيانات دينية مثل الكنائس أو الجمعيات الخيرية مثل الشبان المسلمين كل هذه البنيان هو خلاصة ونواة المجتمع المدنى
واختتمت الندوة الكاتبة المسرحية رشا عبدالمنعم بتوضيح رؤية أولية لتطوير أداء وزارة الثقافة واشراك المجتمع المدنى هذه الرؤية تنطوى على
1-العمل على كسرالعزلة الجبرية الممتدة التى عزلت المنتج الثقافى عن مستحقية ودعم كل المشاريع الثقافية التى تؤدى هذا الدور والعمل على ربط النشاط الثقافى بالتعليم والرياضة عبر اتفاقيات تعاون مشترك مع وزارة التربية والتعليم والشباب والرياضة 0
2-تفكيك المركزية المحكمة لدعم النشاط الثقافى فى المحافظات عبر تحرير الميزانيات واستقلال كل موقع بميزانيته (بالنسبةلقصور الثقافة)وعمل شبكات تواصل لجميع فنانى وأدباء الأقاليم ومؤسسات المجتمع المدنى الثقافية فى كل محافظة لتدير تلك القصور عبر محددات مواقع قصور الثقافة فى المحافظة التابعة لها0
3- اشراك الشباب والمجتمع المدنى فى إدارة المؤسسات الثقافية التابعة للدولة عبر تشكيل مجالس إدارات مستقلة لتلك المؤسسات يمثل القاسم الأكبر بها مطعمة بالخبرة
وأضافة مقترح بمشاريع توصيات للمؤتمر
أولا: إصدار قرار وزارى بتخصيص أو منح أو إتاحة كم من :مسرح أوبرا ملك , مركزالهناجر للفنون مراكزالإبداع الفنى على مستوى الجمهورية للفرق المستقلة على أن يتم إدارتها عبر مجالس إدارات مستقلة تتلفة من أعضاء الفرق المستقلة المسرحية ومن الفنانين المستقلين فى السينما والفن التشكيلى ومن عناصر مختارة من مؤسسات المجتمع المدنى المعنية بالثقافة تكون فى معظمها مكونة من الشباب على أن يتم تطعم تلك المجالس بعناصر الخبرة الفنية والإدارية (وفق بروتكول تعاون ما بين وزارة الثقافة والكيانات القانونية للفرق المستقلة)
ثانيا: تخصص نسبة20% من دعم وزارة الثقافة للمسرح وتوجيه إلى دعم المسرح المستقل , على أن يتم الأعلان عن حجم هذا الدعم ومعاييرة واستقبال المشاريع الفنية المتقدمة للدعم لاختيار الأكثر استحقاقا فنيا وموضوعيا عبر لجنة من الخبراء والنقاد