القاهرة 18 يوليو 2017 الساعة 11:11 ص
ترجمة خلود الجرايحي
إلى أين يتجه الحب فى تلك الأيام الحزينة المليئة بالحب و الحرب ؟
الحب كما الكراهية يتجهان دائما وفقا لقانونهما الخاص , موجودان هنا , أمام أعيننا . لم تمر أزمنة برشت التى يعتبر فيها " الحكى لشجرة جريمة تقريبا , حيث يتواطىء الصمت فى كثير من الأعمال الشريرة " , الحب و الكراهية موجودان فى التاريخ الأرضى ( فأنا لست من المريخ ) أنا ابن ذلك الزمان الذى تحدث فيه المذابح فى سوريا و بورما , الذى فيه قد ترى وجها حائرا لطفل جائع , متروك لتعاسته فى أفريقيا و أفغانستان و هايتى و حتى فى بلادى نفسها . الحب و الكراهية موجودان فى كثير من النماذج الأدبية مثل , شخصية ماتيو : الشخصية الوحيدة و المركزية فى رواية سوزانا تامارو ( للأبد) : و التى تتناول قصة فتاة رقيقة تسمى أرزيبت , بسبب حبها لوالدها , بحثت له عن مأوى و هزمت وحش الحرب العالمية الثانية . و فى رواية ( التحرر) لسندو ماراي , و فى شخصية خابيير بارديم فى فيلم ( Biutiful), دراما الهجرة و شرور القرن 21 , ذلك الشخص الذى عاش بالوهم و الألم , بالحب و الكراهية الموجودين فى مكان و زمان الغضب . أيضا , فى قصيدة أبانيرا , صرخ الشاعر أنخيل جونزالز من أجل الأمل , و فى القصيدة الوجودية ( مشهد لإنسان ضعيف فى القاع ) للدومينيكى فرانكلين ميسيس بورجوس يقول " لأن نهرا عميقا من البكاء عليه أن يجرى دائما حتى لا تنقرض البسمة من العالم ". و هكذا الحب , هذا الضعف , الذى لابد له أن يأتى , حتى ولو لم ينتظره أحد , هذا الذى ينقذنا وو يغرقنا , يبقى موجودا هناك فى مكان و زمان الكتابة و الحياة .
فى تلك القصيدة التى كتبت مبكرا ( محطة الشتاء ) كان قلبك يخفق بإيقاع ثقيل : " فى الخارج , ليلة عميقة و ميتة , محطتى غير موجودة , و القطار لم يتوقف فى رحلته إلى االشتاء . بعد مرور عشرين عاما تقريبا , فى لغة البحر تبدو مستسلما أمام طيرانه (.....) " , " الغير مكرر الهائل , البحر الذى يطير ببطىء جريح , أجنحة لا يستطيع الازرق رفعها " . بم تفسر أن كلا النصين يكشفان الداخل : عذاباتنا الداخلية , الثنائيات , السلام الذى يمثل معاناة و رحلة الحياة ؟
لا اعرف إن كنت سأجد كلمات أفضل من التى ذكرتها فى السؤال لأجيب : وسط كثير من الخطوب التى تحافظ علينا أحياء , فقط هذا النفس المستعاد , أو هذه الزفرة هى التى تقدم بعدا للقصيدة , تماما مثل أسطورة سيزيف , الذى شعر أنه حى فقط عندما عاقبه زيوس , ليضع الحجارة فى القمة وعندما يتركها تبدأ فى الهبوط مرة أخرى , ليكون عليه أن يصعد بها من جديد , ينظر, من القمة حوله , فيتعجب من المنظر الذى يتأمله , نحن أولا و أخيرا هذا المزيج من الحزن و اللذة التى صاغها بايخو فى كلمة سحرية و هى ( Trilce) 3 , التى تعتبر من القصائد الاكثر إنسانية التى يمكن أن تقرأها باللغة الإسبانية . الثنائية , هى صفة مقدرة فى كينونة الإنسان , الذى يعانى و يتمتع , يعيش و يموت , أنا سيزيف و الجبل هو الحياة , الحجر هو الفكر , و البحر , ذاك البحر هو المنظر الذى أتأمله , الذى يحدثنى و يضع لى أجنحة .
دون تنبؤات , آمال أو شبهات , دون كلمة( ثم) أو (ربما ), أين تلك الفتاة الجميلة التى تمتطى نبضات قلبك , وتضع المساءات فى دمائك ؟
تلك الفتاة هى الشعر نفسه , تعيش فى خفايا اللغة , هى جبل بلورى , كائن يعيش فى نبضاتى و يستمر يوما بعد آخر , و يفاجئنى و يجعلنى أهتز من جماله الغير مسبوق و الذى ليس له مثيل .