القاهرة 11 يوليو 2017 الساعة 10:18 ص
قادر هو دائما سيد مكاوي علي إخراجها من حرارة الجو، وضغوط الحياة، مواد الدستور التي تنام منذ فترة طويلة علي ورق أغلي منها جميعًا، وأبيات قليلة لا زالت تجمع في باقيها عن الغزل الأندلسي، عفيف وغير عفيف، ربما كانت أجزاء نفح الطيب جميعا لا تحوي بداخلها سوي أبيات قليلة من الغزل أو ربما كان"المقرِّي التلمساني"متعمدا أن يكتب بعيدًا عن الغزل كي يتعبها أكثر وأكثر، تجد غزلياتها في طيات الكتاب حينما تقرأ بتمعن وتركيز، أكثر الأحيان لا يكون لديها تركيز ولذلك يتآمر عليها الغزل وأيضا نفح الطيب، تخرج من دائرتها المغلقة إليه.
"كدا ميلوموش عليا...ولا يشمت حد فيا"
تذكرتْ الآن أنها غيرت موضوع رسالتها العلمية وابتعدت قليلا عن السياسة ودستورها النائم، يصنع الشعير مزيدا من التألق بلونه الذهبي اللامع، يتأنق المساء أيضًا بحبات صغيرة من الفول السوداني.
"كان قبلك عمري فاضي قسوة وحرمان وماضي، بلقاك بقا قلبي راضي وبنقول أحلي الكلام"
يمكنها الآن أخذ نفس عميق وفتح البلكونة والنظر إلي السماء والعودة إلي يوم أمس حيث قابلته وأضافت إلي عمرها ابتسامة جديدة حينما صافحته، وعادت منزلها متوهجة بالسعادة، تلمع نظراتها بأريج فسفوري يلون ليلة أمس ويطغي علي كل ملامح اليوم.
"كدا أجمل انسجام ، كدا يحلو الكلام، كدا نبقا للمحبة فرحة وشوق وابتسام، من غير الحب وانت قول علي الدنيا السلام"
لكنها نسيت بعد كل هذا أن تخبره إنها تحبه أكثر من كل شيء حولها ، حتي سيد مكاوي ، لقد تنبهت أيضًا أن سيد مكاوي نفسه كان مجرد معادل غرامي لكلمات طالما قرأتها في عينيه، وأن الغزل الأندلسي جميل بالفعل، وأن نفح الطيب مليء بشواهد غزلية رائقة، أما الدستور والسياسة أصبحا شيئين هادئين لا يثيران زوبعة مشاعرها، سوف يتغير الدستور، لكن بعد قليل.
"وبقربك يا حياتي بيدوبني الهيام"
تترك سيد مكاوي يدندن ويرسل انسجامه إلي أذنها بينما تسترخي علي السرير، تُقَبِّلُ كتابًا أقرضه إياها كي تقرأه.