القاهرة 11 يوليو 2017 الساعة 09:47 ص
يتحدث الكثيرون عن مبادرات لإنقاذ أبنائنا من العنف أو المخدرات أو الإلحاد فهل تطرق أحد عن مبادرة لحماية أبنائنا منا نحن الآباء والأمهات فنحن من نسطر بأيدينا كل الصفات الطيبة والسيئة في تلك الصفحات البيضاء التي هي أبنائنا .
نربي أبنائنا في معظم الأوقات برؤية خاصة بنا وحدنا دون أن ندرك إن المجتمع يربي معنا ويزرع فيهم ضعف ما نزرعه نحن، وأوقات أخري نربي أبنائنا بحرص شديد ونعزلهم عن المجتمع بكل مشاكله وإمراضه فيصبح أولادنا بدون رؤية خاصة أو تجربه تخلق لديهم مناعة طبيعية
أو نربي أبنائنا علي قيم ونكون نحن أول من يخالفها أمامهم والأمثلة الدالة علي ذلك كثيرة فيتابعك ابنك وأنت تثب أحد المذيعين في احدي برامج التوك شو المستفزة بدلا من أن تقوم بتحويل القناة ثم يفاجأ ابنك بأنك تعنفه عندما يختلف مع أخته ويشتمها هو يفعل ما كنت تفعله أنت فيصدم الابن وتكون النتيجة فقد مصداقيتنا ،ومثل أخر عندما تطالبه أن يود أخته ويسأل علي أحوالها ويراعيها وأنت للأسف لا تسال عن أخيك و أختك أو تحرم زوجتك من زيارة أهلها .
عندما تنتقد الحكومة في شيء فتثب بلدك وتتهمها أنها ضيعت حقك وانك مظلوم فيها ،يا عزيزي بلدك هي رحم دافئ حملك ولازال يحملك فلا تنتظر أن يكون ابنك وفي ليك وحافظ جميلك وأنت تنكر جميل بلدك ،علموا أنفسكم أولا احترام أنفسكم ثم احترام الآخر حتى يحترمكم أبنائكم ،تعلموا أن ارتفاع الصوت ليس قوه بل ضعف حجة وفقدان منطق وان اختلاف الآراء ليس من العداء بل هو ظاهرة صحية تجعل عندك وجهات نظر متعددة تضيف ليك ولانتقص من قيمتك .
صادق ابنك بمقدار وكون حازم معه بمقدار ،صادقي بنتك دوما ولكن أحظري أن تكوني مرنه أكثر من اللازم حتى يختلط معها صداقتك وضعفك فيفلت منك زمام الأمور من يدك ،الصح يعلمه الجميع والخطاء أيضا يعلمه الجميع فكونوا علي ثقة أن اختلافكم أمام أبنائكم ليس بالعيب أو العار بل هو رسالة لهم أن الاختلاف بين الأزواج وارد طالما في صورة محترمة بدون أي تجريح فيعلم الأبناء أن من سنن الحياة الاختلاف وذلك لاختلاف الرؤى والبيئات وطريقة التربية فعندما يختلفون هم بعد ذلك مع زوجاتهم وأزواجهم لا يتسرع كل منهم بهدم البيت ظنا منهم أن الاختلاف كارثة وهو أخر المشوار .
تحدثوا عن العلم وكأنه حياة ،بل طاقه نور تأخذك من عالم باهت لعالم رائع وراقي ،علموهم أن التعليم ليس لتكون من حاملي الشهادات وفقط بل التعليم لتحمل شهادة ميلاد انك إنسان تعي وتفهم قيمه إمكانياتك التي وهبها الله ليك ألا وهي عقلك،علموهم ماذا تعني الثقافة حتى لا يعلمهم الجهلاء أنها رفاهية ،قولا لهم أن الثقافة هي المخزون الحي في الذاكرة ويكون مخزون تراكمي مكون من محصلة العلوم والمعارف والأفكار والمعتقدات والفنون والآداب والأخلاق والقوانين والأعراف والتقاليد والموروثات التاريخية واللغوية والبيئية التي تصوغ فكر الإنسان وتمنحه الصفات الراقية والقيم الاجتماعية التي تصوغ سلوكه العملي في حياته ومجتمعه.
هكذا نصنع نحن جيل رائع لا نخاف عليه مهما كان المجتمع يشوبه العطب