القاهرة 04 يوليو 2017 الساعة 09:33 ص
د . صلاح مصطفى
قد تعتقد عزيزي القارئ للوهلة الأولى أن هناك خطأ مطبعي وأن كلمة شخلوبة كلمة ليس لها أى معني ولو حاولت البحث عنها في كل معاجم اللغة
والمصطلحات القديمة والحديثة فلن تجدها علي الاطلاق فهو للأسف مصطلح اطلقه بعض من ( مرتزقة العزف ) علي شكل موسيقي مشوه يعتمد علي الجمل الموسيقية الغير مترابطة والنغمات النشاز الغير متجانسة وأصبحت قالباَ موسيقياً اشتقت منه عدة قوالب مثل المولد والبوابة ومزامير الست والمهرجان والغيبوبة ...
لا تتعجب عزيزي القارئ فهذا هو الحال الأن بعد أن كانت القوالب الموسيقية العربية بين الموشح والطقطوقة والموسيقي الغربية بين السوناتا والكونشرتو وبين موسيقي الجاز والروك أصبحت موسيقي الغيبوبة ،،، وهذا الانحدار الموسيقي ليس وليد المرحلة بل أنه تسلل إلي وجداننا وعقولنا في العشر سنوات الأخيرة .
نعم فالمناخ السياسي والاقتصادي عامل مؤثر في تدهور الفنون وانحدار المزاج العام ، ونعم أيضاً أن هناك زحف لطمس الهوية الوطنية ومحاولة تشويهها كما أن بعض المستثقفين تعمدوا تغيير بعض المفاهيم مثل حرية الابداع واطلاق العنان للكلمة دون وضع قيود فنية وأخلاقية جعلت من الحرية انفلات والفارق بينهما دهراً ...
كل هذه العوامل أدت بالفعل لما وصلت إليها الموسيقي من انحدار...
ويستحضرني هنا عندما سئل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن سبب انحدار الموسيقي في مصر
فجاء رده : السبب الأول هو موت الناقد العظيم ألا وهو الجمهور المتذوق .
وأضيف أن غياب الرقابة الواعية على كل ماهو مقدم ساهم بشكل أو بأخر في هذا الانفلات تحت مسمى حرية الابداع .
ناهيك عن الإعلام الذي عقد العزم والنيه خالصة فى جريمته وهو نشر ذلك الانحدار والترويج له مع سبق الإصرار والترصد.
إن جريمة الترويج لهذا النوع مما يسمى موسيقى الشباب والشعبى افتك من كل مخدرات ومسكرات العالم . انما هو سرطان ينخر فى عظام هويتنا وحضارتنا يجعل من أجيال قادمة مسطحة الفكر والمعنى تفطم مشاعره على الرقص الماجن والكلمات التى لا أصول لها سوى مكبات الجهل اللغوى .
ونجلس نتباكى على ما آلت إليه أحوالنا .... ياللعجب .
لم توضع القيود لحبس حرية الابداع وإنما وضعت للحد من الانفلات والاسفاف .. أين دور النقابات الفنية والرقابية ؟
أين دور تلك المؤسسات التى انشئت لرعاية الفن والفنانين والنهوض بهما ؟
النهوض من تلك الكبوة يحتاج إلى الكثير والكثير من التنسيق بين جميع المؤسسات المسئولة عن الفن عامة والموسيقى خاصة ولنبدأ بمشروع قومي وهو محو الأمية الموسيقية يبدأ من حصة الموسيقى بالمدرسة الابتدائيه التى تكاد تكون ألغيت من المناهج تماماً .
وحتى نقضي معاً على الشخلوبة ... لابد أن نفيق من الغيبوبة .
ودقي يامزيكا