القاهرة 20 يونيو 2017 الساعة 09:48 ص
الأقصر مدينة المائة باب أو مدينة الشمس عرفت سابقا باسم طيبة
وعاصمة الثقافة العربية لعام 2017 وبه االعديد من الآثار والأسرار الأقصر التي تقع علي ضفاف النيل والذي يقسمها إلي شطرين البر الشرقي والبر الغربي فتوارت أسرتر عديدة خلف جدران مقابر بالبر الغربي بالأقصر بمنطقة علوة الخوخة وهذا الأسم والمكان يعد من الأماكن التي لم يسمع ولا يعلمها الكثيرون والتي توجهت إليها حيث تعمل هناك البعثة المجرية منذ أكثر من 35 عاما وأزالوا الغطاء عن الأسرار هذا المكان حيث يقبع بها العديد من المومياوات والتي تخضع للعديد من الدراسات العلمية في علوم الإنسان من قبل البعثة المجرية بالنسبة لي كنت متشوقة جداكي أتعرف علي كل ما هو مثير وغريب عند قدماء المصريين .
سبقت زيارتي للمنطقة العديد من الإتصالات والمقابلات بالقاهرة مع رئيس البعثة المجرية قبل المغادرة للأقصر وبالتالي كان الإتفاق أني سأقوم بزيارة المنطقة بعدها بحوالي 10 أيام حتي يكون كل أعضاء البعثة قد وصلوا إلي الأقصر واندهشت جدا من تسم المكان وتحدث معي الأستاذ الدكتور زوليتان فابيان أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة بودابيست بالمجررئيس البعثة المجرية والذي يجيد بعض الكلمات العربية البسيطة عن عشقة للمكان وولعه بالآثار المصرية القديمة واكد لي أن هذا يعود إلي إهتمام العديد من العلماء المجريين منذ عام 1910 .وبالفعل تم التنسيق والترتيب مع رئيس البعثة والسفير المجري بالقاهرة الدكتور بيتر كيفيك ووزارة الآثار للترتيب لهذه الزيارة والتي تمت بعد تعديل الميعاد أكثر من مرة حتي تمت قبل مغادرة البعثة حوالي بيومين فقط.
وكان كل ما يدور في ذهني هو ما هو الذي تم الكشف عنه في حوالي 36 مقبرة بمنطقة علوة الخوخة وما هو شكل وعدد المومياوات التي اكتشفت في
المكان ...وعلي الفور جاء في مخيلتي أساطير وحكايات لعنة الفراعنة ..
بدأت رحلتي إلي الأقصر في الثالثة عصرا ووصلت الأقصر في الرابعة وعند وصولي إلي الاقصر كنت فخورة بهذه المحافظة الجميلة ووجدت أهل الاقصر يسألوني عن اسم الفندق ووجدت عدد من السيارات البيجو تنتظر أمام المطار رغم حرارة الجو ببتسامة ترحب بالزائر وكان من وصلني إلي الفندق شاب مهذب اسمه محمد وبالطبع كان أول سؤال هو ما هي أخبار السياحة فأجاب بأنها أفضل حالا وأخذنا الحديث حتي وصلت للفندق وعرض علي أن يوصلي للمطار عند المغادرة للمطار مرة أخري فأجبت عليه إن شاء الله وصلت وحاولت أن أستريح كي أستعد لليوم التالي وهو زيارة منطقة الخوخة وعلي الفور أتصلت بالدكتور زوليتان فابيان كي ابلغه إني قد وصلت إلي الأقصر فقال لي أنه عاد من الموقع وأنه في إنتظاري في الصباح الباكر وقال لي أنه يبدأ العمل في السادسة صباحا وينتهي من العمل بالموقع الثانية ظهرا . صباح اليوم الثاني إتجهت إلي البر الغربي ولكن كنت أفتقد المناظر الطبيعية والأثار المبهرة والعظيمة بالأقصر وكنت أتابع اللوحات الإرشادية حتي أقتربت من منطقة القرنة واللتي يسبقها تمثالي ممنون وعلي الفور توقفت عندهما وتذكرت غناء الشرق وتمنيت لو كنت في هذا المكان في الفجر حتي أتذكر الأسطورة أسطورة لليونان لقد نسبا التمثالان إلي أحد الأبطال اليونانيين في تلك الحرب وكان ممنون يعتبر أبنا للفجر "أيوس"وزعموا أن هذا البطل الذي مات مقتولا كان يحي أمه مع نسمات كل صباح بصوت حزين فأخذت أتخيل وأسمع هذا الصوت في آذاني وبعدها عدت لإستكمال طريقي إلي علوة الخوخة بدأت المنطقة تتكشف من بعيد عبارة عن مقابر محفورة داخل الجبل والطريق إلي المقابر وعند وصولي شاهدت لوحة مكتوب عليها منطقة الخوخة وسلكت الطريق في جو هادئ وملئ بالغموض حتي وصلت وكان في إستقبالي الدتور زوليتان وأعضاء البعثة ومدير أثار منطقة علوة الخوخة وعدد من العمال الذين يقومون منذ سنوات بالعمل مع البعثة المجرية .
المكان علوة الخوخة بالبر الغربي بالقرنة التي تقع في حضن الجبل قد عرفناه من خلال القرن أو القمة وذلك فقد أطلق الأهالي هذا الاسم علي هذه المنطقة الفريدة التي ارتبط أهلها بوادي الملوك ومقابرهم وأعمال الحفائر والاكتشافات .
لفت نظري الجو بما يحمله من طابع خاص ورائحة مميزة تبعث في النفس مزيج من المشاعر المختلفة كالفخر والرهبة والدهشة ومشاعر كثيرة متناقضة ولكنها جعلتني فخورة بكوني مصرية وبدأ الدكتور زوليتان فابيان رئيس البعثة شرح كل ما تم الكشف عنه والأجزاء التي تم ترميمها ومحاولة أعادة شكل الأواني الفخارية تقريبا لما كانت عليها من قبل وأعادة المناظر علي جدران المقابر لما كانت عليه من قبل بدأت أن اتعرف علي عمل كل فرد بالبعثة المجرية .المكان بسيط جدا ويعملون بجدية وعشق للآثار العمال المصريين يتحدثون مع أفراد البعثة باللغة العربية رغم صعوبة هذا بالنسبة لأفراد البعثة ولكنه :انى طريف بالنسبة لهم وكانت أبحاث البعثة المجرية للآثار التي أجريت في الموقع ترمي بشكل أولي إلي دراسة الصروح الجنائزية العائدة لعهد الأسرة التاسعة عشرة .نورا زومدي تقوم برسم اشكال الأواني الفخارية المختلفة كل فرد في البعثة يعمل بدقة أما اورسوليا لاسلو فهي متخصصة في علم الإنسان تقوم بالكشف العديد من الأسرار والغموض من خلال دراسة كل مومياء وتحليل كل جزء فيها كما اطلقت علي المومياء لقب المومياء السوداء وكشفت عن العديد من الأمراض من خلال تحليل كل مومياء ومن أشهرهم كان مرض الأنيميا وكشفت النقاب عن العديد من الأسرار المثيرة ومنها تكوين وحجم الجمجمة ومقاسات أجزاء المومياء مما أثار الدهشة بالنسبة لي وتذكرت هنا القصص التي يتناولها الناس عن لعنة الفراعنة وترتبط بالاكتشافات الأثرية كما تذكرت فيلم المومياء للمخرج العبقري شادي عبد السلام .إن قدماء المصريين لم يقصدوا بالعنات كل محب ومكتشف يري العظمة والشموخ والعبقرية في تاريخهم ولكن فقط كل من أراد السوء والسرقة أو تدمير تاريخهم .وتظل الحضارة المصرية بكل ما يتعلق بها العالم السحر يحبس الأنفاس من فرط الروعة والغموض والجمال .