القاهرة 28 مايو 2017 الساعة 12:44 م
منذ سنوات فكرت أن اكتب مسرحية شعرية عن صلاح الدين الأيوبى وبدأت رحلة طويلة فى قراءة قصة حياته وتاريخه ومعاركه وهناك عشرات الكتب التى تناولت سيرة الرجل وقد توصلت إلى نتيجة هامة بعد ذلك كله أن حياة صلاح الدين الإنسان بعيدا عن ملابسات وظروف عصره كانت صورة من صور النقاء الإنسانى الرفيع وأن الرجل اخلص كثيرا لوطنه ودينه وكان صاحب قضية حقيقية فى زمن عز فيه وجود هذه النماذج..كانت هناك روايات كثيرة عن حياة صلاح الدين من هؤلاء الذين أحبوه وقدروه أو هؤلاء الذين كرهوه وفى تقديرى أن التعامل مع الشخصيات التاريخية لابد أن يتسم بالنزاهة الشديدة حبا أو كراهية وقد اعتدت قبل أن اقترب من أى شخصية تاريخية شاعرا أو مفكرا أو قائدا أن أقرأ حياته أولا ثم بعد ذلك اقترب أكثر من التفاصيل وفى أحيان كثيرة اشعر بالرفض المسبق للشخصية لسبب من الأسباب ولا أكمل رحلتى معها..وهنا اعترف اننى أحببت صلاح الدين الأيوبى بعيدا عن كل ما قيل فيه من السلبيات بل اننى لم اصدق الكثير منها لأنه لا يتفق مع طبيعة الشخصية..لقد بقى صلاح الدين فى فلسطين يحارب الصليبيين ست سنوات كاملة لم يدخل القاهرة وكان يعيش وسط جنوده يحارب معهم ويعالج الجرحى منهم ويقدم نموذجا فريداً للقائد العسكرى العظيم..وقد حكم صلاح الدين 18 عاما وأصبح حديث الشرق والغرب فى النزاهة والأمانة والتسامح وفى هذا الزمن كانت الصراعات الدينية بين المسلمين سمة من سمات العصر إلا أن صلاح الدين كان يدعو للمساواة بين البشر رغم اختلاف الأديان والعقائد..حين مات صلاح الدين اجتمع قادة الجيوش فى بيته حيث كانت إحدى خزائن القائد الكبير وتصوروا أن فيها ما جمع من الأموال وحين فتحوها وجدوا فيها بعض الدنانير والدراهم القليلة ووجدوا كيسا كبيرا مملوءا بالتراب وحين فتحوا الكيس وجدوا ورقة صغيرة كتب عليها القائد العظيم ما دخلت معركة فى سبيل الله مدافعا عن دينه إلا وأخذت منها بعض التراب فانثروه على قبرى عسى الله أن يغفر لي..هذا هو صلاح الدين الذى أحببت.
|