القاهرة 17 مايو 2017 الساعة 11:49 ص
استمتع كثيرا بمتابعة الزيارات الميدانية التى يقوم بها الرئيس السيسى للمواقع المختلفة فى مصر، إنها كلها زيارات توحى لنا
بكل وضوح أن عبدالفتاح السيسى ليس سياسيا محترفا يجيد التلاعب بالألفاظ أو بيع الأوهام للناس، ولكنه- بحكم انه رجل عسكرى النشأة والتربية- لا يعرف إلا الإنجاز الملموس على أرض الواقع.أقول هذا وقد تابعت على شاشة التليفزيون زيارة الرئيس الاخيرة لمحافظة قنا فى قلب صعيد مصر. لم يكن الرئيس يناقش قضايا نظرية مجردة، ولا يقول كلاما عاما، وإنما تحدث أولا عن السكك الحديدية، وعن مشكلات إيراداتها التى تقل عن نفقاتها، وشكوى المواطنين من رفع أسعار تذاكرها. وعبر ثانيا عن انتقاده لتنفيذ أحد الكبارى فى المنطقة ـ كوبرى الكباش ـ وعدم التنسيق بين وزارات الإسكان والنقل والآثار. وناقش ثالثا مشكلة صوامع القمح والحاجة إلى تطويرها، و تطرق رابعا إلى قضية اراضى الدولة، ووضع اليد عليها بأساليب غير قانونية...إلخ. وفى هذا السياق ايضا كانت ملفتة ومؤثرة لقطة الفلاح «حمام» من قرية المراشدة، مركز الوقف بمحافظة قنا، الذى شكا للسيسى من حرمان ابناء قريته من الأراضي، وهو ما استجاب له الرئيس بتخصيص المزيد من الارض لهم. فإذا تذكرنا ان هذا كله يحدث فى، فى قلب صعيد مصر، الذى نعلم جميعا أنه تعرض فى أغلب عهوده لإهمال جسيم، وجب علينا تحية تلك الخطوات للرئيس السيسي، ويكون من المهم هنا أن نتساءل: أين سوف تكون الزيارة التالية...لأن القضية ليست على الإطلاق مجرد زيارات رئاسية بروتوكولية، وإنما هى متابعة وبث للروح و للحيوية فى مناطق طال حرمانها من أرض مصر الغالية.