القاهرة 10 ابريل 2017 الساعة 04:00 م
حوار: نور الهدى عبد المنعم
أستاذة جامعية قدمت للمجتمع أشهر الفناين وأكثرهم إلتزامَا، مارست تقريبَا كل الأدورا المرتبطة بالعملية الفنية حيث قامت
والتأليف والإخراج والإنتاج، وهي تشارك في المهرجان الآن كعضو في لجنة التحكيم. مع الفنانة والأكاديمية الدكتورة سميرة محسن التقيتها في مدينة شرم الشيخ أثناء فعاليات
"مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي" وكان هذا الحوار...
• كنتى أول أكاديمي يمارس كل الأدوار الفنية، هل من باب كسر الحاجز بين النظرية والتطبيق؟
لا يوجد أكاديمي يعمل بمعزل عن الممارسة العملية فالأستاذ يمارس التمثيل أو الإخراج أو النقد، وذلك يقوي وضعه كأستاذ فكلما كان مشهورَا كان الطلبة أكثر حرصَا على حضور محاضراته والاستفادة من خبرته والاقتاء به، أما أنا فقد مارست كل هذه الأدوار لأترك بصمة فمن لا يتذكرني ممثلة سيتذكرني مخرجة وهكذا....
• ما هي اهم ادوارك المسرحية؟
أنا بدأت بدري وانا طالبة في المعهد بطولة مشتركة مع الأساتذة سميحة أيوب كمال ياسين توفيق الدقن عزت العلايلي في عرض خيال الظل تأليف رشاد رشدي إخراج الأستاذ كمال ياسين، كان أستاذ وقتها وكنت طالبة في الصف الثاني بالمعهد اخذني ووقفني مع هؤلاء العباقرة واستفدت طبعَا من خبرتهم ، وكانوا يوالونني بالاهتمام الشديد جدَا، ووقتها قالت لي سميحة أيوب ستكونين خليفتي وقالتها أيضَا في الإذاعة وفي التليفزيون.
• ما هي أسباب ابتعادك عن المسرح رغم أن بدايتك كانت قوية وأثبتي وجودك؟
لم يعد يوجد مسرح جاد الآن، وآخر مرة وقفت فيها على خشبة المسرح كانت منذ حوالي خمس أو ست سنوات، قدمت مونودراما بعنوان "الحجرة" على مسرح السلام "الحديث" لأن التجربة أعجبتني جدَا حيث سأكون وحدي، وقد شاهدت الفنانة سناء جميل وأنا طالبة في هذا العرض، وتمنيت أن أخوض هذه التجربة، وكان المخرج طالب عندي في الصف الثالث، واعتقدوا أنني لم أقبل أن أمثل في عمل من إخراج تلميذي، فقدمت تجربة المونودراما وكذلك أثبت أن الممثل يستطيع أن يعمل أمام أصغر مخرج سنَا طالما مقتنع به وبموهبته، وكانت تجربة ناحجة جدَا.
• كيف كنت تتلقين تعليمات المخرج؟ أم كان هو يتحرج من توجيه تعليمات لأستاذته؟
بمنهى الاقتناع، طالما قبلت أن أعمل مع مخرج فلابد أن أنفذ ما يريده، ولو أي مسلسل أو فيلم لابد أن ينفذ الممثل تعليمات المخرج.
• لكن هذا لا يقبله ممثلون كبار مثل عادل فهو الذي يقود العمل حسب معلوماتي؟
هذا الكلام غير صحيح، وعادل إمام وجوده يعطي ثقة للمخرج حتى لو كان جديدَا، وقد قدم مسلسلَا مع المخرج السينمائي علي إدريس، وكان من أنجح المسلسلات ، ويعمل مع ابنه رامي الذي عمل معه في بدايته ولم يكن وقتها قد اكتسب الخبرة الكافية، وعمل مع مخرجين كثر جدد، هو فقط يتصدر في كتابة النص إذا أعجبه من البداية ويقول رأيه فيه، ولا يتدخل في فريق العمل ولا في عمل المخرج، فالموضوع ليس جديد ولا قديم، الفيصل أن يكون مؤمنَا به وقد شاهد له تجربة، وهذا حقه لأن هذا تاريخه. كذلك نور الشريف عمل مع محمد النجار في بداياته.
• هل التدريس عطلك عن أعمالك الفنية؟
لا. أنا مقلة في أعمالي الفنية لأنني أنتقي، وذلك لأني مسئولة عن جيل، فلا يمكن أن أفعل شيء وأقول للطالب لا تفعله، ولابد أن يكون خدمي، يقدم شيء للمجتمع مش مجرد للظهور على الشاشة، وأن يكون السيناريو جيد، وأسلم نفسي لمخرج يعي جيدَا هو يعمل مع من، فلابد أن أكون منتهى اللإلتزام ومنتهى الحرص، فالمخرج محمد سامي حين كان يتأخر ممثل عن التصوير يضرب المثل بي، ويقول دكتورة سميرة تأتي قبل موعدها وتنتظر، فالمسألة ليست ابتعاد ولكن طبيعة ما يقدم خاصة أن لي تلاميذ، وأولاد شابان، فلابد أن أقدم مثل يحتذى، هنا الأم والأستاذ، ولا فرق بينهما فكلاهما مرب.
• هل صحيح تعمدتي إبعاد أولادك عن الفن؟ ولماذا؟
صحيح وذلك للإستقرار العائلي، فالفنان لا يمتلك وقته، فمن الممكن أن يعمل مساءَ أو يسافر ويمكث شهر بعيدَا، وهذا يخلخل الأسرة، وأنا حظي كان جيد لأن أمي كانت تعيش معنا، وكانت ترعى أولادي، وحين وصلوا لمرحلة الثانوية العامة توقفت عن العمل في الفن، كنت أذهب إلى المعهد وأعود إلى المنزل، ففي فترة في مرحلة المراهقة لابد أن تراعيها الأم، وفيه فترة أخرى هي المرحلة المفصلية بين تلميذ ثانوي وطالب جامعي، ولأنني خريجة علم نفس قبل التحاقي بالمعهد فأنا مستوعبة هذا جيدَا.
• من من النجوم والنجمات المتواجدين اليوم على الساحة تتلمذوا على يديك؟
إلهام شاهين، خالد النبوي، أحمد السقا، أحمد حلمي، رامز جلال، مجدي كامل، سوسن بدر، شريف منير، حسن الرداد، شريف سلامة وداليا زوجته، صفاء الطوخي، ماجدة زكي، كمال أبو رية، روجينا، ماجد الكدواني.
والجميل أن العلاقة بيننا مازلت مستمرة، وفخورة جدَا بهم فقد تبنيتهم وهم مازالوا طلبة وكنت أرشحهم للأدوار حين أكتب مسلسلاَ.
• إذا وجهتي لهم رسالة. ماذا تقولين فيها؟
الحقيقة هم ماشين على مثل ومحترمين ويحترموا الفن جدَا، ويقدمون أدوارَا قيمة جدَا، وإذا راجعتي تاريخهم تجدينه مشرفَا، أحب أن أقول لهم استمروا على ما أنتم عليه، وهم إذا كانوا أمهات أو آباء فهم جيدين جدَا ومهتمين بأسرهم، وأقول أيضَا اعملوا حساب جيل تال وكن حذر وذلك لأن الأجيال الجديدة تتصارع لقتل الأجيال القديمة.
• من وجهة نظرك الموهبة أم الدراسة أيهما يصنع الفنان؟
أولاَ الموهبة بعدها تأتي الدراسة التي تصقلها، ثم أن الفنان –لا أحب أن أقول رسول- لكنه رسول في توصيل رسالته، فلابد أن يكون واعيَا ومثقفَا، يعرف عيوب مجتمعه حتى يشير إليها فتبتعد الناس عنها وأن يكون له نهج فيما يقدم وليس مجرد ظهور على الشاشة، فالفن رسالة إذا ابتعد عنها فلا يوجد فن.
• ما رأيك في المسرح الشبابي كتصنيف جديد للمسرح؟
شاهدت تجارب لمناضل عنتر منها الفيل الأزرق والجلسة، فهو يتقدم ويضيف إلى كل تجربة، لأن الكلمة بدأت تضييع في العالم، فلا يوجد تجانس في الحوار في العالم، إنجليزي، فرنساوي، عربي، كذلك اللهجات كويتي، سعودي، فاللغة ليست مشتركة لذلك أصبح المضمون ولغة الجسد هما ما يصل للمتلقي، ومناضل يعمل في هذه المنطقة، وهي الطريقة موجودة في العالم الخارجي منذ زمن وقد بدأت عندنا منذ عشر سنوات فقط، لكنها الآن بدأت تتبلور، وأنا سعيدة جدَا أن المسرح عنده أصبح كامل العدد، فالناس بأت تستوعب، رغم أنهم فئة من الناس، وهم الذين لا يشاهدون أفلام العنف. فالتجارب الشبابية للشباب الذي يمتلك رؤية الواعي المثقف، لأنه في المقابل أيضَا يوجد شباب مسطح وغير مثقف، لذلك فهذه التجارب وهذه الفئة من الشباب سوف تنجح فتوجد فئة من الشباب لديها طموح ورغبة في التطور ويحبون البلد جدَا، ولديهم رؤى جديدة ستحدث تطورَا للمسرح المصري؟
• ما رأيك في ظاهرة انتشار المهرجانات المسرحية المستقلة؟
أنا أرى أن مصر أقل دولة في العالم بها مهرجانات مسرحية، وقد ذهبت لعدة دول عربية ورأيت اهتمامهم بالمهرجانات، أما المهرجانات المستقلة التي تقصدينها فاعتقد أن هذه المهرجانات الغرض منها هو شغل وقت الشباب، لأن الشباب إذا لم يجد وظيفة سيظل بدون عمل، وإذا كان خريج المعهد فيريد من النقابة أن تساعده في الحصول على عمل، لديهم وقت فراغ كبير، ففي الدول المتحضرة الشباب يكونون فرق بالاكتتاب، وكان يحدث ذلك عندنا وعلى سبيل المثال فرق المسرح الحر، أما فرق الجامعة تقدم عروضها داخل الجامعة لكن بعد التخرج لا يسعى الخريجين لتكوين فرق ويظلون في انتظار الوظيفة التي تلائم تخصصاتهم الدراسية وينسون المسرح، والدولة وبعض الفرق الخاصة تحاول مساعدة الشباب على تكوين فرق وتقديم عروض تحمل مدلولا يدفع الشباب، ورغم قلتها فهي ظاهرة إيجابية تحمي الشباب من أخطار وقت الفراغ.
• انت حريصة جدَا على عدم الخلط بين مصطلحي دراماتوج وإعداد، والتفرقة بينهما، فما هو هذا الفرق؟
أحيانَا يقوم شخص بإعداد نص ثم يكتب في البانفليت دراما تورج، فالإعداد هو الاختصار في النص ليلائم الزمن المطلوب للعرض، أما الدراماتورج فهو يضيف للنص ويحذف منه، دون الإخلال بوجهة النظر العامة للنص، فهو يؤلف، والدراماتوج يحصل على جائزة أما المعد فلا. وأنا غير معترضة على المصطلح لكن الإعتراض على استخدامه في غير موضعه، وفي المعهد توجد جائزة للدراماتورج، فهو مؤلف لا يخل بالمضمون.
• كيف ترين اختيار شرم الشيخ لإقامة المهرجان؟
جدا لأن الاعتماد فيه على أجانب وهو يقوم بالتسويق لمكان للسياحة، فشرم الشيخ كانت مملؤة بالأجانب وكذلك الغردقة، فالمهرجان يعقد في مكان ملائم ويليق بالسياحة، فلا يمكن إقامته في سفح الهرج مثلاَ، فمن الممكن أن يقام به حفل كما فعلنا مع وزيرة الخارجية بألمانيا، أما مهرجان يشارك به عدد من الدول، فأنسب مكان لتسويق السياحة هو شرم الشيخ والدليل على ذلك مشاركة وزارة السياحة في دعمه، وكذلك مؤتمر الشباب يعقد في شرم الشيخ.
• ما هي المعايير التي سيتم على اساسها اختيار العروض الفائزة؟
هي معايير فنية تمثيل، إخراج، موسيقى، إضاءة، ديكور، رقصات، نصوص مؤلفة إذا النص مكتوب دراميَا بشكل الجيد يوجد به صراع أم لا، تتفق لجنة التحكيم على معايير خاصة على أساسها تقام المسابقة، كل في تخصصه.
• كلمة أخيرة لمن توجهيها؟ وماذا تقولين؟
للشباب وأقول لهم اي ثورة في العالم نتاجها يطمث السينما والمسرح والتليفزيون، لذلك نريد أن نرتقي بهم مرة أخرى، لأن بعد الثورات بفترة تعود هذه الفنون وتكون أرقى، ونحن لانستطيع أن نفعل ذلك الآن لأن آثار البراكين التي خرجت من تحت الأرض مازالت مهيمنة على السينما والمسرح فأصبح رواد السينما ورواد المسرح ليس هم الرواد الحقيقيون ولكن من خرجوا من تحت الأرض ويجب أن نتعاون ونتكاتف لنعود الأوائل في السينما والمسرح والتليفزيون كما كنا من قبل.