القاهرة 02 ابريل 2017 الساعة 11:46 ص
حوار: نور الهدى عبد المنعم
العرض هو الذي يجمع بين الفائدة المعرفية والمتعة الجمالية
أهمية المهرجان تكمن في احداث التغيير والتطوير في المسرح.
لم يكن الحوار الأول، فقد سبق أن أجرينا معها حوارَا لمصر المحروسة من قبل عبر الإنترنت، لكنه اللقاء الأول وجهَا لوجه مع نقيبة الفنانين اللبنانيين الفنانة الكبيرة شادية زيتون حيث التقينا أخيرَا على أرض السلام شرم الشيخ، خلال فعاليات مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي، حيث تشارك فيه كضو لجنة تحكيم.
وسبق أن أشرنا أيضَا من قبل أنها أول سيدة متخصصصة في السينوغرافيا في لبنان، كما انها اول نقيبة أيضَا، كما تتمتع بالتفرد في كل شئ في حياتها تقريبَا.
معها كان لنا هذا الحوار.....
ماذا تمثل لك زيارة مصر وشرم الشيخ تحديداً والمشاركة بالمهرجان بها ؟
ليست المرة الأولى التي أزور فيها مصر، الدولة التي شهدت أقدم الحضارات، فقد زرت القاهرة والإسكندرية مرات عديدة، ولكنها المرة الأولى التي أزور فيها مدينة شرم الشيخ، وزيارتي لمصر تمثل لي دائماً إستعادة التاريخ وثقافة الحضارات وتأثيرها على الحاضر، وبالنسبة لمدينة لشرم الشيخ المعروفة بمدينة السلام، فهي تمثل لي سلام النفس وسلام الطبيعة وجمالها. أمّا بخصوص المشاركة في المهرجان، فهي تمثل لي فرصة الإطلاع على مدى الإقبال الشبابي على فعاليات المهرجان ، وعلى ما إذا كانت العروض تحمل الأبعاد الإنسانية التي تلامس الواقع، وتعزيز التلاقي والتبادل الفكري بين المسرحيين .
شاركت كعضو لجنة تحكيم في عدة مهرجانات، ماذا أضافت لك هذه المشاركات ؟
يمكنني القول أن هذه المشاركات ساهمت أكثر في تعزيز الحيادية التي انشدها، والدقة في التفكيك والتقييم، والتعرف عن قرب الى فكر وثقافة الزملاء في اللجنة.
هل تعتقدي أن السينوغرافيا لم تأخذ حقها الكافي كعلم وفن وعنصر من عناصر تقييم العمل الفني ؟
لغاية اليوم وللأسف الشديد، لم تأخذ السينوغرافيا حقها في المسرح في عالمنا العربي بشكل عام، والسبب يعود أولاً لعدم تدريسها كما ينبغي في معاهد الفنون، هذا في حال كانت مدرجة في مناهجها، وثانياً لجهل المفهوم الصحيح للسينوغرافيا لدى معظم المسرحيين، للحقيقة هذا الموضوع يؤرقني وأصبح هاجسي. هل يعقل ونحن في القرن الحادي والعشرين وبعض المهرجانات تغيّب جائزة السينوغرافيا، هذا الفن الذي يعد في الغرب عماداً أساساً في العرض المسرحي، وبسببه إستعاد المسرح وهجه وجمهوره الذي سرقته السينما منه. باختصار، نحن بحاجة الى بناء ثقافة مسرحية منهجية من أجل بقاء واستمرارية المسرح .
ما هي أهم المعايير من وجهة نظرك التي يتم على أساسها اختيار العروض الفائزة ؟
هو العرض الذي يجمع بين الفائدة المعرفية والمتعة الجمالية، والذي يحمل متعة الآداء ومتعة التلقي ،والمتضمن لتوظيف عناصر السينوغرافيا بابعاد وظيفية ودلالية درامية وجمالية، باختصار العرض الذي يحتوي فرجة شاملة، تتمثل في توظيف جميع مقومات العرض المسرحي ، توظيفاً يتجلى في جودته بايقاع مدروس ومتناغم، نصاً وتمثيلاً وإخراجاً .
لبنان دائماً له حضور قوي في المهرجانات، ماذا عن مشاركته في هذا المهرجان ؟
الحضور القوي للبنان في المهرجانات يعود لأصحاب المهارات والطاقات الفردية، التي تعمل بجدية بعيداً عن دعم المؤسسات الرسمية لها، وفي هذا المهرجان تمت دعوتي للمشاركة كعضوة في لجنة التحكيم، والفنانة رندا الأسمر كمكرمة .
كيف ترين اختيار مدينة شرم الشيخ لإقامة المهرجان ؟
إن إقامة أي مهرجان يجب أن لا يقتصر على العاصمة في مطلق دولة، فكيف في بلد مترامي الأطراف كجمهورية مصر العربية. من حق الجمهور في كل أرجاء الدولة أن ينعم بحضور المسرح ، واختيار مدينة شرم الشيخ ، إختيار ممتازلكونها مدينة سياحية، وإضافة فعاليات ثقافية إليها ، بالتأكيد ستسهم اكثر في حركتها السياحية.
ما رأيك في مسرح الشباب كتصنيف جديد للمسرح ؟
مواكبة التغيير والتطوير تتطلب دائماً تشجيع جيل مسرحي شبابي، واستمرارية المسرح مرتهنة بجهد الشباب وعزيمتهم، وهذا التصنيف يليق بهم تبعاً لدورهم البناء وتشجيعاً لهم وإيماناً منّا بعطاءاتهم. على أن يكون ذلك مقروناً بدعمهم وتقديم الرعاية لهم من قبل أصحاب الخبرة والمؤسسات الرسمية.
من وجهة نظرك، أين تكمن أهمية هذا المهرجان ؟
تكمن في إيلائه أهمية تفعيل وتعميق دور الشباب في الإبتكار، وفي احداث التغيير والتطوير في المسرح، وفي ايمان رئيسه الفنان مازن الغرباوي ومديرته الفنانة وفاء الحكيم واللجنة العليا المنظمة للمهرجان في شحذ همم الشباب لتقديم الأفضل والأجمل، والسعي الى الرقي دائماً بالمشهد الثقافي الممثل للوجه الحضاري لمطلق وطن