القاهرة 29 مارس 2017 الساعة 01:43 م
بحضور نخبة كبيرة من نجوم المسرح ونقاده - الذين يمثلون مختلف الأجيال - نظمت بقاعة "أوزوريس" ندوة احتفالية بمناسبة انتهاء د.عمرو دوارة من انجاز "موسوعة المسرح المصري"، والتي تعد بلاشك أكبر إنجاز في مجال التأريخ
للمسرح المصري منذ بداياته وحتى الآن.
حضر الندوة التي قام بإدارتها الفنان/ حلمي فودة، كل من الأساتذة: د.كمال عيد، سهير المرشدي، مديحة حمدي، سميرة عبد العزيز، آمال رمزي، سيف عبد الرحمن، رضا الجمال، سميحة عبد الهادي، فاطمة محمد علي، إيميل شوقي، عبد المنعم المرصفي، عصام عبد الله، ناجح نعيم، والنقاد/ عبد الغني داود، عبد الرازق حسين، د.سيد علي إسماعيل، د.وفاء كمالو، أيمن الحكيم، د.حسام أبو العلا، رامي البكري، وذلك بخلاف المسرحيين/ نبيل نجيب، عبد الفتاح البلتاجي، أحمد حمدي، محمد أبو الوفا، محمد آدم، محمد توفيق، مدحت إسماعيل، أمل خالد، أمجد زاهر، وأعضاء جمعية زمن الفن الجميل/ ماضي توفيق الدقن، أمال علي الغندور، محمد رياض القصبجي، وأيضا من المركز القومي للمسرح رئيسه الفنان/ عماد سعيد والزملاء/ رضا فريد، محمد فاروق، رانيا بشر، أحمد جميل، ومن البيت الفني للمسرح ماجدة عبد العليم. واستعرض د.عمرو الجهود التي استمر يبذلها بدأب مع مجموعة متخصصة خلال سبعة وعشرين عاما حاول خلالها تجميع أجزاء خريطة الإبداع المسرحي الممزقة واستكمال بعض تفاصيلها الغائبة، خاصة مع غياب منجز المراكز البحثية وتوقف ءالإصدارات المسرحية لسنوات طويلة خلال رحلة الإبداع المسرحي ومسيرته الثرية، بالإضافة إلأى رحيل عدد كبير من الرواد، وعدم توثيق أغلب الفنانين لأعمالهم.
وتعد هذه الموسوعة إضافة حقيقية وتسد نقصا كبيرا بالمكتبة العربية. وهو جهد عجزت عن تقديمه المؤسسات والمراكز العلمية، وهو انجاز غير مسبوق ليس بمصرنا فقط بل وبجميع دول العالم بلا استثناء، فلم يعرف تاريخ الموسوعات المسرحية إصدارا ضم جميع الانتاج المسرحي بدولة ما (فرق حكومية وخاصة) منذ نشأة المسرح بها كتلك الموسوعة التي تضمنت أكثر من ستة الآف مسرحية قدمها المسرح المصري منذ بداياته عام 1870 وحتى عام 2015، وبرغم وجود بعض الانجازات المهمة عالميا في مجال التوثيق وإصدار الببلوجرافيات يبقى لهذه الموسوعة تميزها وتفردها أيضا بتضمنها لثلاث صور فوتوغرافية لكل عرض، وذلك بخلاف عدد كبير جدا من الصور الشخصية لكبار الرواد والمبدعين.
وجدير بالذكر أن هذه الموسوعة التي استغرق إعدادها أكثر من عشرين عاما"، تضمنت ما يزيد عن ستة ألاف عرضا مسرحيا – هي مجموع العروض الاحترافية التي تم انتاجها منذ مبادرة يعقوب صنوع (عام 1870)، وتم تخصيص صفحتين لك مسرحية لتوثيق البيانات الخاصة بكل مسرحية منها والتي تشتمل على اسم العرض والفرقة المنتجة وتاريخ الانتاج وأسماء جميع المبدعين المشاركين في تقديمه (المؤلف/ المخرج/ مصمم الديكور/ الملحن أوالمؤلف الموسيقي/ مجموعة الممثلين).
ويحسب لهذه الموسوعة تضمنها لجميع عروض بعض الفرق المجهولة التي قام بتأسيسها بعض النجوم وقدمت كل منها عرض أو ثلاثة عروض، (ومثال لها فرق النجوم: حسن البارودي، حسن فايق، محمد كامل المصري (شرفنطح)، نجمة إبراهيم، نيللي مظلوم، فريد شوقي، بدر الدين جمجوم، كمال الشناوي، حسن يوسف، ليلى طاهر).
- ويحسب لها أيضا اقتحامها لمناطق مجهولة من حياتنا المسرحية ورصدها وتوثيقها لأول مرة ومثال لها "مسارح الصالات" في منتصف الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي التي قدمت ما يزيد عن ربعمائة مسرحية، شارك في تقديمها كبار الكتاب (بيرم التونسي، أمين صدقي، بديع خيري، أبوالسعود الإبياري)، وبإخراجها كبار المخرجين (عزيز عيد وبشارة واكيم وعبد العزيز خليل) وبالتمثيل فيها نخبة من كبار النجوم وفي مقدمتهم علي الكسار، فاطمة رشدي، بديعة مصابني، فتحية أحمد، رتيبة وأنصاف رشدي، ببا عز الدين، إسماعيل يس وتحية كاريوكا، كذلك قام لأول مرة بتوثيق "المسرحيات المصورة" أو المعلبة التي تم انتاجها خصيصا للتصوير التلفزيوني خلال فترة السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي وعددها يزيد عن خمسمائة مسرحية!!، أو خلال فترة بدايات القرن الجديدة ومن بينها عروض أشرف عبد \الباقي.
وقد وفق د.عمرو دوارة حينما انتهز الفرصة لبيان مدى دقة المعلومات وتكاملها بالموسوعة فأصر على إجراء تطبيق عملي لكيفية استرجاع بيانات وصور جميع المسرحيات التي شارك بها كل فنان من الحاضرين في ثوان معدودة، سواء كان
مشاركا بالتأليف أو الإخراج أو التمثيل أو بمفردات العرض المسرحي الأخرى.
وإذا كان جميع الحاضرين قد أشادوا بهذا الجهد الخارق لراهب المسرح المؤرخ الأكاديمي/ د.عمرو دوارة، واتفقوا على أهمية هذه الموسوعة فإن السؤال الذي طرح نفسه ولم يوجد له إجابة حتى الآن هو: لماذا لم تقم هيئة الكتاب بنشر هذه الموسوعة التي لم يختلف أحد على أهميتها برغم مرور أكثر من خمس سنوات على تاريخ التعاقد على طبعها (حيث تم التعاقد في 2012)، وبرغم تجهيزها للطباعة منذ أكثر من أربعة أعوام وتحمس وزير الثقافة الكاتب الصحفي/ حلمي نمنم لطباعتها.
وحرص عدد كبير من الحاضرين على تسجيل كلمات إعجابهم وتقديرهم لهذا الجهد الموسوعي الضخم فقاموا بتسجيل تلك الشهادات:
شهاداتهم
- حقا لقد سعدت بهذا الانجاز المتميز لابن مصر البار/ د.عمرو دوارة، لأنه بإخلاصه وثقافته ومهارته وحبه الكبير للمسرح وحبه الأكبر لمصر استطاع أن يخلد أعمال زملائه من المسرحيين ويحفظ لنا التراث المسرحي المصري.
الفنانة/ سهير المرشدي
- هذا انجاز رائع وضخم وغير مسبوق يتحدث عن نفسه .. حقا لقد أدخل "د.دوارة" السرور إلى قلوبنا بتوثيقه وحفظه لجميع أعمالنا المسرحية، فأدعو الله أن يدخل السرور إلى قلبه وأن يسقى من ماء الكوثر.
الفنانة/ مديحة حمدي
- لابد من الإشارة في البداية إلى أن فكرة الأرشفة والتأريخ اللتين استند عليهما إعداد هذه الموسوعة قد تم استكمالهما بعد ذلك بجهد تحليلي، حيث لم يتم الاكتفاء بتسجيل الحقائق والوقائع كما هي بل تم الربط والمقارنة فيما بينها وتقييمها بكل دقة وبميزان صادق وحساس، وبذلك وضع د.دوارة نفسه في مكانة سامية ومتميزة بين كبار المؤرشفين المؤرخين العرب.
الفنان د.كمال عيد
- كلماتي تعجز عن أن تشكر د.دوارة على مجهوده الضخم في إصدار أول موسوعة مسرحية .. بارك الله لنا فيه وفي حبه واهتمامه بالمسرح، فقد أسعدنا جميعا حينما قام بالتأريخ لمصر فنا من أهم فنونها .. فخالص الشكر والتقدير له .. ودام للمسرح ولمصر.
الفنانة/ سميرة عبد العزيز
- هذه الموسوعة مفاجأة حقيقية بكل المقاييس ... لم أكن أتخيل إمكانية مشاهدة صور جميع عروضي المسرحية وبتلك الجودة، أو أن يتم استرجاع جميع البيانات الخاصة بتلك المسرحيات بكل الدقة وفي ثوان معدودة .. حقا إنه إنجاز مدهش أن أسترجع مع جميع الزملاء تاريخنا المسرحي بكل الدقة وبمنتهى السرعة أيضا.
الفنانة/ آمال رمزي
- دائما ما يختار المسرح لنفسه حراسا من عشاقه، ولقد اختار المسرح المصري د.عمرو دوارة لنفسه حارسا أمينا على ذاكرته، وبالتالي تحمل المسرحي العاشق مسئولية هذا الدور بحب واقتناع وعطاء دون انتظار لمكسب أو نفع، خاصة وهو المخرج الأمين على نصوص كتاب المسرح، والناقد النزيه لعروض المسرح المختلفة.
الناقد/ عبد الغني داود
- د.عمرو دوارة .. هو الحضور والوهج والإخلاص والحب المطلق للمسرح .. وسيكتب التاريخ أنه من العباقرة العظماء الذين غيروا مسار الثقافة والوعي والإبداع ... أحييه وأقدر هذا الانجاز الذي يمثل إضافة ملموسة لواقعنا العلمي الثقافي.
الناقدة المسرحية/ د.وفاء كمالو
- حقا لقد أنجز الحبيب الغالي/ د.عمرو معجزة فنية وثقافية في عصر انتهت فيه المعجزات .. وأعاد لذاكرتنا عدد كبير من العروض التي طواها النسيان ... فشكرا جزيلا له باسم جميع المسرحيين .. وليتقبل منا كل مشاعر الود والتقدير.
المخرج القدير/ عبد الغني زكي