القاهرة 05 فبراير 2017 الساعة 11:12 ص
أعلن جلالة الملك عبد الله السادس قرار بلاده العودة لما اطلق عليه أسرتها الافريقية وبيتها الافريقي وتم التصويت علي عودة المغرب ب 39 صوتا مقابل 15 صوتا. وبذلك عادت المغرب إلي بيتها الافريقي وأسرتها الافريقية بعد ابتعاد منذ عام 1984 احتجاجا علي انضمام الصحراوية للمنظمة في ذلك الحين تحت تأثير الجزائر التي اختلفت مع المغرب في التوصيف للوضع القانوني لحركة البوليساريو هل تقع في اطار حركة التحرر العالمي ومن ثم من حقها إقامة دولة مستقلة أو الانضمام لأية دولة أخري لان ذلك بمقتضي مبدأ تقرير المصير . بينما المغرب رأت أن تحرير الصحراء هو تحرير لأرض مغربية ومن ثم يجب عودتها إلي الدولة الام اسوة بالسوابق العالمية في هذا الصدد .وأحدث اختلاف الموقف بين الجزائر والمغرب تأثيرا عميقا علي علاقات الدولتين مع بعضهما البعض وعلي علاقاتهما ونشاطهما علي الساحة الافريقية والدولية. ولحسن الحظ فإن جامعة الدول العربية لم تتعرض لموقف مماثل لأن انضمام دولة جديدة يخضع لقاعدة الاجماع في مجلس الجامعة ومن ثم أمكن تجنب أزمة علي غرارما حدث علي الساحة الافريقية.
وظلت المشكلة مطروحة علي الامم المتحدة انتظارا لما يتوصل إليه مبعوثو الامين العام من السعي لتسوية المشكلة عبر استفتاء وفقا لقرارات الامم المتحدة ولكن للأسف لم يتم الاتفاق علي من يشارك فيه وعلي الاختيارات المتاحة والإجراءات التنفيذية بين الاطراف المختلفة.وكل منها لديه بعض الدول التي تؤيد وجهة نظره. وأخذا في الحسبان أن الانضمام
لعضوية الامم المتحدة يقتضي توصية من مجلس الامن والتصويت علي التوصية أو القرار من المجلس في شأن العضوية يقتضي إجماع الدول دائمة العضوية فإن توافر مثل هذا الاجماع لم يكن ممكنا لما هو معروف من علاقات كل من الدولتين ( المغرب والجزائر) مع القوي الدولية وبخاصة مع الاعضاء الدائمين في المجلس . المهم إن قرار الدورة الحالية للاتحاد الافريقي تم بالتصويت واستعادت المغرب مقعدها ولكن لم يطرح موضوع الصحراء علي بساط البحث . وهذا بدوره يترك بعض التساؤل عن الموقف المستقبلي للمغرب والجزائر و الاتحاد الافريقي باعتبار الثلاثة هم الاطرف المؤثرين علي القضية. بالطبع بالإضافة إلي موقف الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو.
وأنا كباحث في القضايا العربية والدولية ومتابع لتطورها وكمواطن مصري بهوية عربية اتمني أن تتوصل الاطراف كافة إلي كلمة سواء تعيد الوئام للمغرب والجزائر وتسمح بإعادة تنشيط الاتحاد المغاربي الذي توقف عمليا منذ عدة سنوات كما تسمح بعودة الوئام العربي أيضا من خلال الاتحاد المغاربي وتخفف العبء علي الامم المتحدة من متابعة القضية.وبمناسبة صدور قرار الاتحاد الافريقي بعودة المغرب لأسرتها الافريقية فإني اعبر عن تهنئتي للمغرب الشقيق ولإفريقيا وللاتحاد الافريقي فالمغرب كانت من الدول الرائدة في العمل الافريقي منذ تشكيل تجمع الدار البيضاء في أوائل الستينات ثم تألفت التنظيمات الاقليمية الثلاثة من شمال وغرب وجنوب القارة لتكون منظمة الوحدة الافريقية في 25 مايو عام 1963 التي أصبحت بعد ذلك الاتحاد الافريقي
ولعله مما يجدر استذكاره أن مصر منذ استقلال تونس و الجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا في الشمال الافريقي وهي تؤيد العلاقات الودية بين هذه الدول بل كان تأييدها لثورة الجزائر أحد أسباب العدوان الثلاثي في أكتوبر عام 1956 ضدها والذي ضم فرنسا.كما إن مصر خلال الستينات من القرن الماضي وما بعدها كانت حريصة علي بذل مساعيها الودية الاخوية خاصة في التقريب بين الجزائر والمغرب في القضايا الخلافية بينهما كدأب مصر دائما في الحرص علي تسوية الخلافات العربية في إطار عربي.ونحمد الله أن المغرب الشقيق عاد للأسرة الافريقية ونتمنى أن تزول كافة الخلافات بين أي من الاشقاء العرب أو الأشقاء الافارقة وتكون خلافاتنا جميعا كسحابة صيف عابرة.