القاهرة 02 فبراير 2017 الساعة 03:35 م
"أمريكا شيكا بيكا.. أمريكا شيكا بيكا..
تلعبك ع الشناكل.. وتجيب عليك واطيكا".
* سيطرت علي كلمات هذه الاغنية التي كتبها مدحت العدل ولحنها الصديق أحمد الحجار وغناها محمد فؤاد وانا اشاهد دراما المسرح العالمي منذ ظهور دونالد ترامب علي اعتاب وداخل البيت الابيض ..
نعاني جميعا من حالة شيزوفرنيا غير مسبوقة ..
نبغضها ونذهب اليها .. نكرهها ويحاول البعض التمرغ في ترابها والحصول علي جنسيتها.. واذا فشل البعض منا حاول ان يحصل عليها لأولاده ولو بالميلاد علي أرضهم.. كل ده لان جواز سفرهم هو الاعلي ودولارهم هو السيد ..!!..
اذا مرضنا نذهب للعلاج هناك حتي ولو كنا من الد خصومها السياسيين ..
"أمريكا يعني ضرس.. وتحت الضرس فص..كاوبوي بيحب رقص.. دولاراته تشتريكا..أمريكا".
* هي عزرائيل لنا ونتمني زوالها ومع ذلك نتيه عشقا بها ونستمد شرعيتنا من رضاها.. تسرق بترولنا وما تبقي منه نذهب بثمنه الي بنوكها ..
تخرب اقتصادنا وندعم اقتصادهم بشراء بضائعهم وتكنيز اموالنا في بنوكها.. اغرقونا في الجهل ونذهب للتعليم هناك مع حلم بالبقاء عندهم ..
يقتلوننا باسلحتهم ونمنحهم ثمنها ونسلم رقابنا لهم.. تثير الفتن بين اهل الارض ونتمني لهم التقدم ونضع مصائرنا تحت امرتهم..
"دي الدنيا يا خلق فانية.. بتروح منك في ثانيه..وان شاء الله تروح رومانيا ح تقولك..أمريكا".
* يصدرون لنا كل عوامل الفناء ونفعل ما بوسعنا ونتضرع للسماء لتمنحهم نعمة البقاء..
يسرقون مستقبلنا بعد ان خربوا حاضرنا ونعطيهم عقولنا كي يتقدموا هم ونتخلف نحن ..
هي أمريكا شيكابيكا ..
غريب امرنا لسنا كعرب فحسب بل العالم كله ..
الذهاب الي هناك منتهي المراد من رب العباد للتمرغ في جنتهم..
مصوا دماءنا لكي يصبحوا ديناصورات.. اكبر دولة مدينة ولا احد يجرؤ ان يطالب بامواله..
كل اخلاق الكاوبوي نراها فيهم ومع ذلك نضع انفسنا تحت مقصلتهم بعشق غريب يصل الي حالة السادية حين تتلذذ الضحية بكرباج جلادها ..
تدعم اسرائيل التي جاءت لتعيش علي جثتنا وقد نحارب اسرائيل ونرفض التطبيع معها وفي نفس الوقت لا يجرؤ احد منا علي معاداة الراعي الرسمي لها..
ومن يخرج من صف التبعية سرعان ما يعود اليه بعد ان يذوق الأمرين..
البعض منا يدعم كلينتون واوباما رغم ادراكنا انهما سبب بلاوينا ومن قبلهما بوش وكل بوش ..
ندعمهم ونناصر بعضهم علي حساب الآخر ايمانا منا بان قتلنا باسلحتهم الكيماوية او النووية أهون من قتلنا علي البارد..
نصفق لقاتلنا لمجرد استبداله لآلة القتل والتعذيب..
يصفق البعض للصعق الكهربائي عن القتل بالسم..
اية مهزلة نعيش ؟..
نوهم بعضنا بأكاذيبهم ولا نملك الجرأة لنقول انهم قتلة..
وجاء دونالد ترامب ومن المدهش توقع البعض خيرا من امبراطورية الشر..
نعم هو صريح لحد الصفاقة لكننا ادمنا من يكذب علينا .. تعودنا من يسقينا حاجة "أصفرة" أو يعطينا حقنة بنج حتي لا نشعر بالقتل..
والسؤال ماذا يحدث لو اصبح العالم بلا أمريكا وتابعتها اسرائيل؟..
طبعا افضل لكن للأسف الشديد سيصرخ البعض منا: كيف نعيش بدونهما؟..
رغم ادراكنا بانهم قتلونا ويقتلوننا وسيقتلونا وبكافة الطرق والاشكال
ويبقي السؤال الذي يفرض نفسه الآن:هل جاء ترامب ليصنع ويكتب كلمة النهاية لنا ام لأمريكا ؟
عشنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عصر الحقبة الامريكية وتعاظم الامر بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي بفعل الكاوبوي الامريكي وبعدها عشنا الحقبة الامريكية بكل تفاصيلها وفرض السيد شروطه علي العالم كله..
من عملة جعلها رابضة علي قلب كل العملات وبلا غطاء من ذهب كباقي العملات بمنطق البلطجي بعد ان اجبر الجميع علي التعامل بالدولار وفرض اكلاته ومشروباته وحتي فنه علينا جميعا وعلي أولادنا..
"همبورجر يا عيني يا ليل.. همبورجر يعني لحمة.. وزحمة يا دنيا زحمة.. هلفوت وملكش لزمة.. ومحدش داري بيكا..أمريكا".
* باختصار أصبحت كل الحدود تحت سطوته واصبح كل العالم ولايات أمريكية بالغصب والعافية أو بالتبعية والخضوع أو التحالف الظاهري لانه لا تحالف الا بين الانداد وفي غياب الند السوفيتي اصبح الكل تحت سنابك الكاوبوي الامريكي.
ولا أعرف سر اندهاش البعض من سلوك ترامب..
هو لم يقل سوي ما يراه مناسبا للامبراطورية الامريكية.. العالم ملكه ومن حكم في ماله ما ظلم..
ومع ذلك أري ان ترامب جاء ليكتب كلمة النهاية لهذه الحقبة الامريكية..
فاذا كانت الحدود قد تلاشت امام الكاوبوي الامريكي طوال العقود الماضي فيبدو كما تقول بعض الدراسات ان الشمس قد تأفل عن هذه الامبراطورية بعد ظهور التنين الصيني.. لذلك كان غريبا للبعض دعوة ترامب لبناء حدود بينه وبين جارته المكسيك. فبدلا من الاستمرار في ضمها إلي حظيرته اصبح يخشي حدودها.
وقد يعني ذلك بداية مرحلة الانكماش الامريكي..
وبدلا من احتواء كل من يذهب اليه لانه بلد قام علي المهاجرين اصبح يخاف من ضم مهاجرين جدد ولانه يدرك انه حاول القضاء علي الاسلام بتشريد وسفك دماء الملايين من المسلمين اصبح يعاني من شبح جريمته بعد ان شعر اقتراب انقلاب السحر علي الساحر..
وقد يعني ذلك بداية مرحلة الخوف والفزع الامريكي من الآخرين!!
لاتندهشوا.. بدلا من سرقة اموال الشعوب العربية وغيرها تحت مسميات براقة وحروب مصطنعة نزع ترامب ورقة التوت عن عوراتنا وخلع برقع الحياء وقالها صراحة:
"نريد ثمن حمايتكم"..
رغم ان صادر ويصادر وسيصادر كل ثرواتنا..
باختصار هو يرانا لا شيء.. لذلك لايهمه ان يرمي في وجوهنا الحقيقة المرة باننا مجرد هواء..
لا شيء..
فلماذا الاستغراب؟
"دي الدنيا يا خلق فانية.. بتروح منك في ثانيه.. وان شاء الله تروح رومانيا ح تقولك أمريكا".
* إلي متي نظل جميعا كشعوب العالم الثالث أو حتي العالم الأول دون الأمريكان وتابعهم قفة اقصد اسرائيل نعشق الوهم ..
ايران في عداء مع أمريكا او هكذا يصدرون لنا هذا الصورة ومع ذلك يغضبون من قراره بعدم دخول الايرانيين لبلاده..
"اشرب يا بنسونيكا.. وناولني رود وفوديكا..وانساها دي دنيا سكة.. الله يرحم ابيكا..أمريكا".
* أيها السادة
ترامب يكتب نهاية العالم
وقد نكون نحن في البداية.
وكان يفعل ذلك أوباما ومن قبله.
لكن الفارق بينه وبينهم انهم كانوا يقتلوننا بابتسامة صفراء وسم بطيء المفعول وهو جاء بالصاعق الكهربائي وقد يتطور الامر بالضغط علي الزر النووي ..
وحتي يحدث ذلك قد نعيش احداث بعض الافلام المنتجة في هوليوود للمخرج والبطل دونالد ترامب..
وتتوالي المشاهد..
تارة بمنع المهاجرين من الدخول الي الاراضي الامريكية
ومرة بمظاهرات بعض النساء ضده ومرة بالخروج القانوني علي بعض قرارته.
لكن منذ متي يحترم الجلاد والقاتل القانون ؟ ..
أمريكا فوق القانون لانهم الاقوي.
ومنذ متي يحترم القوي الضعفاء ؟..
فاذا اراد البعض الاعتراض عليه التعامل معه بنفس منطقه..
هل يمكن ان ندرب انفسنا أن نعيش دون أمريكا؟.. يعني نستغني عن دولارها واسلحتها واكلاتها ومشروباتها وحتي افلامها وتكنولوجياتها..
باختصار كل ما هو امريكي ؟..
وانا لا اقصد العرب ولا المسلمين فحسب ولكن كل من يريد التحرر والخروج من الشرنقة الامريكية.
فاذا اردنا لنبدأ..
واذا ماتت الارادة قبل ان تولد فعلينا ان نعيش ننتظر نهايتنا
ام بضغطة زر مجنونة علي اسلحته النووية التي تجعل كل الاحياء علي الكرة الارضية يذهبون في لحظة واحدة الي الآخرة ..
او بالموت متعدد المراحل..
او تكون نهاية ترامب..
او نهاية أمريكا علي يد واحد من اهلها مثلما فعلت أمريكا بالاتحاد السوفييتي علي يد رئيسه جورباتشوف بعد ان تم تجنيده ليكون اخطر جاسوس عرفته البشرية بتدمير هذا الكيان الذي كنا نحتمي به احيانا من البلطجي الامريكي.
ولنستعد لحقبة جديدة قد يكون السيد فيها هو التنين الصيني ومعه بعض الحيتان والنمور الصغيرة والقطط الاليفة وبعض الكلاب الوفية التابعة للمارد الاصفر الجديد
وأمريكا شيكا بيكا.. أمريكا شيكا بيكا..تلعبك ع الشناكل.. وتجيب عليك واطيكا.. أمريكا¢!!
* طاهر البرنبالي وكبدنا المأزوم!!
* كنا نغني معه طالعين لوش النشيد..
هو الشاعر الصديق طاهر البرنبالي واحد من اهم واجمل شعراء العامية في جيل الثمانينات يصارع المرض منذ سنوات.. البداية كانت في احتياجه لفص كبد يعيش به بعد ان تمرد عليه كبده المأزوم وحين لم يجد احد من الاقارب يتقدم ولا يملك ثمنا للشراء تقدمت زوجته التي لم يكن قد مر علي زواجه منها شهوراً قليلة وقدمت فص كبدها ليعيش طاهر. ووقفنا كلنا مشدودين لهذه الزوجة الاستثناء التي اقتسمت كبدها لتعيش مع حبيبها فضلا عن المغامرة بالحياة كلها ..قبل إجرائه العملية الجراحية .. نزف مشاعره في حضنها قائلا:
* "كل يوم تقرب جراحتي..
أعْرفك أكتر براحتي ..
واسكن الإحساس بقلبك وبشباب النبض فيكي..
وأمّا روحي تخاف وتشهق.. من عيوني بتداديكي..أسمع التنهيدة نار..
والمس الأحلام هيام ..
قلبي داق الاختيار واترمي في حمي الجراح..
واللي راح م العمر راح كان بيتمني يلاقيكي..
آه يا أوراق النهار والندي نازل عليكي..أكّدت لي محنتي قلبك خضار"
وبعد سنوات كان يتنقل بيننا كالطيف رفض جسده وتمرد علي فص كبد زوجته واصبح يصرخ فينا اريد كبدا كاملا.. يرقد طاهر الآن في انتظار عمليه زرع كبد ولم يبق من زوجته بعض كبد تتبرع به له.. هو في انتظار قرار بالسفر للخارج او معجزة في الداخل.. كلنا نقف نتفرج عاجزين..
"تلاتين سنة.. والبحر عازب ..تلاتين سنة..
والبحر يحبل بالشطوط.. والحمل كاذب ..تلاتين سنة..
والبحر ما داقشي الصبا ..لأن عينه قريبة م المستحيل ..
والناس بترمح في الوريد ..طالعين لوش النشيد".
هامش
* وحزن جديد كل يوم كسر جديد ووحدة جديدة وغربة اليمة.. اقول ذلك بمناسبة رحيل الصديق سيد حجاب!!