القاهرة 09 يناير 2017 الساعة 01:11 م
ساعات أو أيام قليلة جدا وتوقع مصر مع روسيا اتفاقية إنشاء المحطة النووية فى الضبعة.... ساعات ويبدأ الحلم المصرى بالدخول إلى عالم الطاقة النووية وسيذكر التاريخ للرئيس عبد الفتاح السيسى تحويل الحلم إلى واقع ، وربنا يجعل كلامنا خفيف على أعداء مصر الذين لايريدون لنا الدخول لنادى الدول النووية .. والمسألة ليس توليد كهرباء فحسب ولا حتى انتاج قنبلة نووية ولكن الأهم من ذلك هو ما تتيحه هذه التكنولوجيا من تقدم هائل فى كافة المجالات من الطب الى الزراعة والصناعة .. الخ
• (وبدأ الحلم النووى مع السيسى)
نعم نجح أعداء مصر فى تعطيل التوقيع إلى نحو العام وكنا فى أشد الاحتياج إلى كل ثانية تعطلنا فيها فى هذا العام بعد تعطلنا منذ السبعينات حين اوقف الرئيس السادات أى تعاون مع السوفيت الذين بدأوا هذه التكنولوجيا فى مصر عام 1961 بانشاء مفاعل انشاص التجريبى ولو استمر هذا التعاون لكنا الآن جالسين ونضع رجل على الاخرى فى نادى الكبار النووى ....لن نبكى على اللبن المسكوب لكن المهم أن نعى الدرس جيدا ونتحسب كل السيناريوهات المتوقعة لايقاف هذا المشروع الذى سيضع مصر على خارطة الدول المصدرة للطاقة إن أرادت أو تستغلها فى تنمية صناعية هائلة وهذا ما اتمناه ، ومن جهة ثانية سندخل من خلاله إلى عالم تحلية مياه البحر بثمن رخيص يمكن أن يفى باحتياجات مصر المائية فى الزراعة أو الشرب وكأحد السيناريوهات البديلة لمواجهة أى نقص محتمل فى مياه النيل اذا انتهت كل مراحل عمليات بناء وعمل سد النهضة ....
والمهم ايضا ان تدرك القاهرة وموسكو ان هذا العمل المشترك سيثير حفيظة اعداء البلدين الذين سيرونه بداية قوية لوجود حلف روسى مهم فى المنطقة لذلك علينا توقع العديد من المؤامرات من عينة إسقاط الطائرة الروسية بعد إقلاعها من شرم الشيخ ...وتأتى الخطوة المهمة التالية أن تبدأ الجامعات المصرية والمراكز البحثية بإعداد الكوادر العلمية التى تكون جاهزة للعمل فى هذا المشروع، ليس بعد افتتاحه ولكن من أول يوم يبدأ العمل فى الانشاء لنكتسب خبرات فى مجال بناء المحطات النووية ليأتى اليوم الذى نبنى فيه هذه المحطات لنا ولغيرنا ، والروس يتميزون بانهم ليسوا بخلاء أو خبثاء فى نقل الخبرة مثل الغرب ، وتاريخنا الطويل معهم من بناء السد العالى الى بناء مصانع الحديد والصلب والالومنيوم ... الخ يؤكد ذلك .... باختصار انتج التعاون مع السوفيت فى الستينات التقدم ، وخلف التعاون مع الغرب منذ منتصف السبعينات الخراب والتطرف والجهل والمرض !!....أخيرا البدء فى هذا المشروع مثل الذى يزرع نخلة وهو يدرك أنه قد لا يأكل من بلحها لكنه يزرعها لأولاده و أحفاده !!!
• (المراجل البخارية ... حلم جديد)
وإذا كان الرئيس السيسى أخذنا إلى عالم الطاقة والتقدم النووى فهناك قلعة صناعية أقصد إطلال قاعدة صناعية أخرى تستغيث به أن يلتفت إليها ليعيد الحياة لها لتكون أحد أهم ركائز التقدم ولها فى عالم المحطات النووية والأمن القومي المصري نصيب معتبر .. أقصد شركة المراجل البخارية التى أسسها الزعيم جمال عبد الناصر عام 1962 كإحدي ركائز الصناعة الوطنية ضمن البرنامج النووي وباعها الرئيس مبارك عام 1994 لتنتهى ككيان وكصناعة استراتيجية ، وأعادها القضاء بعد ثورة 25 يناير للشعب مرة أخرى من بين أنياب غول الخصخصة والمصمصة !!
والمراجل البخارية لمن لا يعرف عبارة عن وعاء ضغط مصنع من مواسير حديد وألواح صاج ويعمل بحرق الوقود لينتج البخار عند ضغط ودرجة عالية وتستخدم المراجل في أغلب الصناعات سواء كانت الغذائية والكيميائية والأسمدة والمنسوجات والورق و في مجال الصناعات البترولية والبتروكيماويات تصنع أبراج التكرير ومعدات الفنادق والمستشفيات و السفن...والمراجل البخارية تمثل الجزء الرئيسي من أجزاء المحطات الحرارية لانتاج الكهرباء.. أما الاستخدام غير التقليدي فإنه يتمثل في صناعة مراجل نووية.. بحيث يمكن أن تصبح في المستقبل جزءا من وحدات مشروع نووي متكامل سواء كان ذلك المشروع موجها للأغراض السلمية أو لأي غرض آخر.. ولهذا السبب فإن وجود صناعة للمراجل في أية دولة من دول العالم وهو أحد الأسباب التي تدعو الدولة إلي الاحساس بالفخر، وقتلها هو هدف أعداء تقدم أى دولة ..ولاتوجد دولة تحلم بالتقدم لاتملك مثل هذه الشركة التى يسهم انتاجها فى بعض الصناعات الحربية مثل قواعد مدافع الهاون وأجهزة تطهير للأفراد للحرب الكيماوية مع أوعية الضغط للقوات البحرية، وفي صناعة الحديد والصلب تقوم بانتاج أفران وحوائط تبريد وصهر الحديد الصلب لشركات الحديد والصلب... و كانت صناعة المراجل أحد مصادر الدخل القومي المصري التى تجلب العملة الصعبة لتصديرها المراجل إلي الدول العربية والشرق الأوسط والدول الأفريقية.. فضلا عن وجود مركز تدريب ألماني مصري مشترك ليس له مثيل في الشرق الأوسط والمنطقة العربية جميعهاوبعد بيعها تم عمل مصنع مماثل في إسرائيل!!
لذلك كانت المؤامرة على عدم استمرار هذه الشركة حتى نضرب معظم الصناعات المصرية فى مقتل وبدأت المؤامرة عام1994من خلال مسلسل بيع الشركة التى أقيمت على مساحة33 فدانا و22 قيراطا على ضفاف النيل فى منيل شيحة بالجيزة وكان عدد العاملين بالشركة قبل الخصخصة2000 عامل فني بخلاف العمالة الموسمية..وتم بيع الشركة من خلال مخطط عاطف عبيد "حوت الخصخصة" الذى كلف أحد زبانيته عبدالوهاب الحباك ـ رئيس الشركة القابضة وكانت الشركة خاضعة لها بحبك فصولها وتمليك أرض الشركة بالنصب للهيئة حتي يتسني له بيع الشركة بالأراضي التى كانت منزوعة الملكية للصالح العام.....وبدلا من طرح الشركة للمشاركة كما أعلن فى البداية تحولت المشاركة إلي بيع وانتهى المطاف إلى رجل أعمال ليحول أرضها إلى أرض بور تمهيدا لتحويلها إلى منتجع سياحى بعد أن تم تفكيك الورش والماكينات لتخزينها فى مخازن رجل الأعمال سميح ساويرس قبل أن يحكم القضاء فى 21 ستبمبر2011 باعادتها إلى الشعب بعد أن تم فضح مخطط تدمير رأس حربة تقدم مصر... يعنى بناها عبد الناصر وباعها مبارك وأعادها القضاء بعد ثورة 25 يناير بشهور قليلة بعد أن حكمت المحكمة بإجماع الآراء باعادتها ... ومن المعروف أن الحكم بالاجماع يصدر في أحكام الإعدام.. وهذا الحكم يعتبر حكما لاعدام الخصخصة فهل ينفخ فيها الرئيس السيسى قبلة الحياة من جديد ؟!
• (صاحبة الجلالة ..كائن مندثر!!)
بلد من غير جرايد ما تتعاش أو تتسكن ... إلى أى مدى تصح هذه المقولة الآن والناس مش لاقية كيلو سكر أو الحلم بكيلو لحم أو حتى دجاجة مكسورة الجناح ..لكن يبقى السؤال : بما أن الحكومة بيقع فى سكتها من يسقيها حاجة أصفرة مثل أزمة السكر وألغاء الجمارك على الأبيض منه دون فائدة وكذلك إلغاء الجمارج على الدجاج المستورد ثم التراجع عنه ولا تتعلم من هذه الاحداث وبتقول كمان لماذا تستنصح الحكومة وتستأسد على الصحافة والصحفيين بل وتقول بشماته وهى تخرج لنا لسانها : لجلالة اصبر على الصحافة والصحفيين ليرحلوا أويجيلهم زيحة .. وبدأت الرحلة من سجن نقيب الصحفيين وسكرتير النقابة ووكيلها إلى بعترة وتقسيم مشروع قانون الصحافة والإعلام بين الكارهين لصاحبة الجلالة ووضع رقبتهم تحت سنجة وساطور من يطالب بإعادة نجيب محفوظ للحياة لمحاكمته عن خدش حياء المصريين وأخيرا وليس آخرا إصرار الحكومة على عدم إلغاء الجمارك على ورق الجرائد ومستلزمات الطباعة بعد ارتفاع أسعارها بشكل فلكى وعدم وجود منتج محلى بديل .. يعنى لسان حال الحكومة يقول بالفم المليان : أحسن من لم يدخل السجن من الصحفيين أو هرب من عقوبة خدش الحياء وقضايا الحريات والرأى سيموت بانصراف القراء عنه بعدم شراء الجرائد التى قد تصل سعرها إلى 4 أو 5 جنيهات بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار!....كل ده والمواطن يتفرج بصبر لمحاولات نتف ريشه وشربه المرار دون ملعقة سكر وآنين من مرض لعين ألم بجسده الواهن ولايجد له دواء مع محاولة تغييب من يصرخ عنه بنتف ريش الصحافة لتحويلها قريبا لهيكل عظمى لكائن مندثر !!
• (الشعب بين مطرقة الحكومة ومجلس النواب)
من يعبر عن الآم وهموم الشعب وينقذه من نار الأسعار التى أصبحت كالكرباج تلهب ظهر الناس كل صباح ، الحكومة سلمت رقبة الناس إلى حفنة من المحتكرين والبلطجية يفرضون الأسعار التى يحددونها بمزاجهم بعيدا عن أى سبب وجيه ... بائعة الجرجير رفعت سعر "الربطة" إلى جنيه ، لكن المثير للضحك المرير أن الجنيه لايساوى حتى بصلة بعد أن وصل سعر الواحدة إلى أكثر من جنيه ونصف إذا قسمنا سعر الكيلو على عدد "حباته " ... وللدرجة التى رفع أحد الباعة صوته الجهورى بسخرية و ناعيا الجنيه
بقوله : الله يرحمك ياللى م تجيبش بصلة !!.....
كل ده ومجلس النواب يتفرج وأصبح بعض أعضاءه يبارون الحكومة فى ضرب المواطن على ظهره أو قفاه ... آخر القنابل آسف حقل الألغام التى سيجد الشعب نفسه فيه بفعل أحد النواب مشروع قانون لاشعال النار فى بيوت ملايين المصريين .. اقصد مشروع تحرير العلاقة الايجارية بين المالك والمستأجر فى السكن فى الايجارات القديمة .... المواطن الغلبان أصبح لا يدرى من أين تأتيه المصائب من الحكومة أم من مجلس اختار نوابه ؟ ... والسؤال هل الوقت مناسب للدخول فى هذا الحقل من الالغام ... هل يدرك صاحب مشروع القانون أثر وجود ملايين المصريين لانفسهم فى الشارع ... يعنى لا دواء ولا اكل ولا سكن ... أهمس فى أذن الجميع ... جربنا أن نكون بعد 25 يناير بلا مجلس نواب ولم نمت وفى ظله الآن نكتوى بسياطه بدلا من أن يتصدى عنا لسياط الحكومة ، وأقول للحكومة ولبعض العقلاء فى بلادى : شعب بلا حكومة أفضل من حكومة بلا شعب !!
yousrielsaid@yahoo.com
•