القاهرة 29 ديسمبر 2016 الساعة 03:05 م
هذا الرجل هو المسئول الأول عن الحالة الثقافية للمصريين.. والحالة الثقافية لأي شعبي مكون رئيسي من حالته المعنوية ورؤيته للحاضر واستشراقه للمستقبل.
المؤكد أنه في خضم ما تمر به مصر من تحديات يبق الحديث عن الخطاب الثقافي هو خط الدفاع الأول الذي يلجأ إليه أي شعب لمواجهة الافكار الظلامية التي تعوق مساره ومسيرته.. ولذلك يبق الحوار مع المفكر حلمي النمنم وزير الثقافة له أهميته الخاصة بسبب طبيعة مهمته التي تشتبك وتتقاطع مع كل مؤسسات المجتمع.
ورغم كل التحديات والصعاب يقف الرجل متفائلا وهو يري أن المواطنة محققة وموجودة علي أرض مصر بشكل كبير لاسيما أن الحالة الثقافية للمجتمع المصري تساعد علي تحقيقها بشكل كامل بعد ما توافر من درجة وعي تؤكد أن شعار "الهلال والصليب" العربي رفعة المصريون 1919 مازال موجودا "بقوة ويعبر عن ثقافة الشعب وهويته التي ظهرت في ميادين ثورتي 25 يناير و30 يونيه.
ما بين تجديد الخطاب الديني ودور الثقافة في مواجهة الإرهاب.. وكيفية التصدي للافكار الهدامة.. دار حوارنا مع المفكر حلمي النمنم وزير الثقافة.. وإلي التفاصيل:
* في البداية سألت وزير الثقافة: ما الدور الذي يمكن أن تقوم به الثقافة في مواجهة الفكر الإرهابي؟
** قال: مواجهة الفكر الإرهابي تحقق بالعدالة الثقافية.. وأعني بها أن تصل الثقافة إلي كل انحاء الوطن.. بالاضافة إلي تجديد الخطاب الديني لكي نفضح الارهابيين ونفقد أفكارهم.. وهذا الأمر يحتاج إلي جلسات وحوار مجتمعي وتعديلات تشريعية وأنشطة ثقافية كثيرة.
وأعتقد أنه قد آن الأوان لكي نقف جميعا خلف دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاقامة دولة مدنية ديمقراطية.. لأن التصدي للفكر الإرهابي والجماعات الإرهابية واجب وطني يجب علي المصريين أن يتكاتفوا جميعا ضده بفضح هذه الجماعات وكشفها.
* وبأي قدر تري أن المواطنة محققة في الواقع المصري؟
** قال حلمي النمنم: مفهوم المواطنة موجود إلي حد كبير في المجتمع المصري والدولة المصرية.
* وماذا ينقضنا لكي تصبح المواطنة سلوكا حقيقيا؟
** قال: أري ان مفهوم المواطنة عامله موجود إلي حد كبير.. أنت في مجتمع ليس فيه تمييز بين المواطنين علي أساس الجنس طبقا للقوانين ولا علي أساس المعتقد الديني ولا علي أساس أي معيار والقوانين تساوي بين المواطنين المصريين والدستور ينص علي ذلك والتجنيد يشمل كل أبناء مصر إذن المواطنة الكاملة موجودة.
* وهل تري ان الظرف الثقافي الذي تمر به مصر حاليا يساعد علي نشر الأفكار الايجابية المطلوبة؟
** الظرف به عوامل مشجعة وعوامل ليست مشجعة وعلينا نحن المثقفين والمفكرين والكتاب ان يستفيدوا من العوامل المشجعة ويقدموا أفكاراً.
* ماذا تقصد بالعوامل المشجعة؟
** قال: هناك حرية موجودة.. أنت تقول ما تريد.. والدستور يضمن الحرية.
* وما العوامل غير المشجعة؟
** وجود تيارات متشددة في المجتمع تفرض افكارها.
* بأى قدر وصل وعي الشعب المصري لكي يدعم العوامل المشجعة؟
** الوعي كبير بدليل الملايين التي نزلت في 30 يونيه و25 يناير.
* وما الدور الذي تلعبه الثقافة للتصدي للأفكار الظلامية في المجتمع؟
** أشياء كثيرة والأدوار كثيرة.. بنشر الفنون ونشر الثقافة ونشر الأفكار الجديدة.
* وماذا تفعل وزارة الثقافة في هذا الاطار؟
** تعمل كل هذا.. من خلال نشر الافكار الجديدة والكتب الجديدة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب "دار الكتب" ومن خلال الفنون المسرحية ومن خلال الأعمال الفنية والمهرجانات المختلفة.
* علي المستوي الشخصي ما علاقتك باصدقائك من المسيحيين؟
** اعترض علي هذا السؤال لأنه ينطوي علي نوع من التمييز بين المصريين.. أنا اتعامل مع الناس باعتبارهم مصريين.
* في ثورة 1919 رفع المصريون شعار الهلال والصليب في مواجهة المحتل.. ماذا تبقي من هذا الشعار الآن؟
** مازال موجودا.. مشهد الشباب الذي وقف يصلي الجمعة في ميدان التحرير.. ووقف الشباب المسيحيون يحرسونهم ويحمونهم يقول هذا الكلام.. إذن شعار الهلال والصليب موجود كامل.
* تولي الدولة قضية تجديد الخطاب الديني اهتماما خاصا.. كيف نصل إلي التجديد المطلوب في هذا المجال؟
** تجديد الخطاب الديني مهمة كل اطراف المجتمع.. وفي المقدمة منها المؤسسات الدينية.. المؤسسة الإسلامية والمؤسسة المسيحية.. المؤسسة الاسلامية تتمثل في الأزهر الشريف الذي نعتز به كلنا والمؤسسة المسيحية تتمثل في الكنيسة القبطية التي نعتز بها أيضا بالاضافة إلي كل المؤسسات الأخري ويدخل فيها ليس الثقافة فقط.. بل التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي وأظن ان مصر بحاجة إلي التجديد.
* هل توجد أفق أو مجاملات معينة مطلوب ان يخوض فيها التجديد؟
** التجديد ينبغي أن يدخل كل المجالات وليس مجالاً واحداً فقط.
* مصر بعد 30 يونيه.. هل استردت وعيها؟
** مصر لم تفقد وعيها لكي تسترده.. الشعب الذي قام في 25 يناير و30 يونيه هو نفس الشعب.. شعب واع.