القاهرة 14 ديسمبر 2016 الساعة 02:24 م
ليس مهما ، أن يتبنى التنظيم الإرهابي "داعش" الحادث الشيطاني الذي ضرب الكنيسة البطرسية بالعباسية، وليس مهما أن نلتفت إلى غباء بعض الأطراف العربية ، التي أشارت إلى أن الداخلية المصرية، سبق لها أن حمّلت مسؤولية التفجير إلى عناصر اعتنقت أفكار سيد قطب، وتنظيم أنصار بيت المقدس !! وهم يتجاهلون أن "شلة الشياطين" تنبع من "ماعون واحد" ، تأسس على أفكار متطرفة "تكفيرية"، ترجع إلى سيد قطب متناسقا مع "فقه البداوة" من السلفيين الوهابيين، ولذلك أيضا ليس غريبا، أن يطل علينا هذا الشيخ السلفي " برهامي" ليحرم واجب العزاء للأشقاء المسيحيين في مصابهم الجلل، وحرم علينا أن نطلق على الضحايا "الشهداء" ، لأنهم يتصورون بالجهل المتعمد، أنهم وكلاء الله على الأرض .. وهكذا لا فرق بين داعش وبقية الفصائل من "الإسلامجية" .. هم "تيم واحد" من شسياطين العصر الراهن.
المهم .. أنني رأيت وفي لحظة مبكرة من هذه السطور، أن أضع عنوانا " شكرا ياريس" .. ولكنني لا أحب العناوين المباشرة ، وبمقدار كراهيتي للمتخلفين عقليا من أصحاب "فقه البداوة" .. ولكن تبقى رسائل الرئيس "السيسي" في المقدمة، لمن يقرأ ، أو يريد أن يفهم .. وهي رسائل أتركها لتوضيح رجل من موقعه كمسؤول أمني ، أثق في مصداقيته ، وبمقدار معرفتي بدوره ، وما يتمتع به من "مؤهلات أمنية" فوق العادية .. وهو يقول، إن الرئيس السيسي، وضع تقديرا للموقف، وخلال الساعة الأولى من الحادث الإجرامي، وعقد اجتماعا عاجلا وطارئا مع رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء خالد فوزي، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، ومدير المخابرات الحربية، اللواء محمد فرج، ووضع أمامهم تقديرا للموقف، كان محددا بالآتي: أن الحادث الإرهابي، له جوانب “خطيرة جدا” على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وستكون له تداعيات أيضا على “الصعيد السياسي”.
وأن الرئيس السيسي، كان متألما وهو يقول لوزير الداخلية، إن رد الفعل المطلوب، يسبق ما هو مطلوب أيضا من كشف الثغرات الأمنية، وكيف حدثت الجريمة الإرهابية، رغم الكشف عن مخطط إرهابي يستهدف احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد، ورغم خطط الاحتياطات الأمنية التي تسبق تلك المناسبات والأعياد، المطلوب الآن الكشف عن الجناة و”القبض عليهم” قبل إعلان أية جماعة إرهابية عن تبنيها للجريمة.
السيسي كرر : “خطورة الحدث” الذي يستهدف ضرب الاقتصاد المصري بضرب السياحة، والجهود التي أثمرت عن بدء عودة الأفواج السياحية لمصر، وجذب الاستثمارت الأجنبية، وبالتالي تعافي رصيد مصر من العملات الصعبة، في ظل أوضاعنا الإقتصادية الراهنة، وثانيا والأشد خطورة إشعال فتنة طائفية داخلية، تضرب استقرار الوطن، وثالثا ردود الفعل الخارجية، وهناك تنظيمات سوف تلجأ فورا لمزاعم عدم تأمين أقباط مصر، ورابعا ضرب صورة مصر، والتي تتمتع باستقرار والسيطرة على الوضع الأمني في مواجهة الإرهاب. وقال السيسي، لا بد من تحويل “الضربة الموجعة” إلى الإرهابيين، خلال أسرع وقت ممكن، وقبل “تشييع شهداء الكنيسة .
كان تقدير "السيسي" أن الدولة أمام تحدي خطير لا ينتظر وقتا، وأن القبض على الجناة خلال ساعات فقط هو انتصارنا على الإرهابيين ومن يدعمهم ويمولهم ويضع لهم المخططات الدموية الشيطانية، لا بد من رد الجريمة إلى نحورهم.
وهذا ما حدث بالفعل.. تلقى "الإخوان" ومن معهم من "أبناء العمومة" من التنظيمات الإرهابية ، صدمة موجعة، من رسائل السيسي .. وبقيت الرسالة الأهم ، التي سبق أن طرحها، بتجديد الخطاب الديني، والقصد العودة إلى صحيح الإسلام، ومحاصرة "الفكر الإرهابي التكفيري" الذي أطل علينا طوال ثلاثة عقود تقريبا، وبثوا أكثر من 17 قناة وهابية من القاهرة .. لا أعرف لماذا ومن سمح لهم ؟ وهذه قصة أخرى يطول شرحها.
ولكن .. دون حركة تطهير ، قبل تجديد الخطاب الديني .. ودون مواجهة حاسمة "قاطعة" مع أصحاب "فقه البداوة" التكفيريين، فإن القضاء التام على الإرهاب يصبح أمرا بعيد المنال!!