القاهرة 13 ديسمبر 2016 الساعة 01:51 م
محمود متولي
اختتم أخيراً في الكويت معرض الفن التشكيلي الشخصي "نوافذ باريسية" للفنان التشكيلي لبناني الأصل فرنسي الجنسية بلال بصل والذي استضافته قاعة بوشهري للفنون في منطقة السالمية الراقية على مدى 10 أيام.
وقدم بلال بصل خلال معرضه مجموعة مختارة من الأعمال المتميزة التي صاغها بريشته وكانت أشبه بسيرة تشكيلية وثق من خلالها نماذج ونوافذ ورؤى عاشت في وجدانه وعكست الواقع الفرنسي في مخيلته في محاولة منه للخروج عن المألوف واستحضار عناصر مغايرة للمعتاد في لوحاته مستنداً إلى مساحات لونية كبيرة.
يقول بصل" حين وصلت فرنسا مطلع هذا القرن قادماً من لبنان كان أول ما استقبلني هناك واجهات المباني الباريسية وبالأخص تلك النوافذ متعددة الأشكال والأحجام التي اعتدت مشاهدتها في بيروت ،حينها تجددت علاقتي القديمة مع النافذة" .
وتابع" مرت سنوات وأنا أتأمل النوافذ الباريسية ،أعاين تفاصيلها تقاسيمها ،أشكالها ،وحالاتها المتعددة ،وفي هذه الأثناء بقيت الحرب الأهلية اللبنانية ومشاهدها ماثلة أمامي ومعها الأحاسيس والانفعالات التي عشناها ونحن نتوسل طريقة للوصول تحت القذائف إلى أقرب ملجأ ، ورغم المأساة كانت عيني تلتقط صوراً ايجابية لازلت أحتفظ بها في ذاكرتي".
وأضاف "تسعى هذه المجموعة لالتقاط صفوة ما أحببته وعشته في باريس وهو لما عشقته في الحلة التي تزينت بها بيروت الستينات لكن الزمن حرمني من أن أعيشه واتأمله عن كثب...هذا العشق في الحالتين هو اللوحة البصرية التي ترسم باللون والضوء والتعايش بين الأديان والأفكار الثقافية والسياسية كافة في مبنى واحد متعدد الدلالات فهو يرمز للوطن والمدينة والشارع أو هو مبني يقوم هنا أو يرتفع هناك ...لكل منها نافذته الخاصة يخفي ورائها أسراره وهواجسه وخيالاته، يقفلها أو يفتحها ولكنها تبقى أداتنا الأساسية لإثراء جمال المشهد العام".
وتابع"الفنان هو الذي يتأثر بما حوله ويؤثر فيه، وذلك راجع لرهافة حسه ودقة ملاحظاته وقراءته للأشياء بأسلوب آخر يتضح في فنه وأعماله، الفن مرتبط بالواقع ومنه يستمد قوته وتعابيره، وإلا فلسنا في حاجة إلى الفن، شخصيا أتابع هذا الواقع وأذوبه في داخلي واعمل على طحنه لكي أحوله إلى أعمال فنية،أرضي بها أنانيتي وشخصيتي، ثم أمتع بها المتلقي، الحياة لوحة كبيرة ندخل إليها ببراءة ونخرج محملين بأشياء كثيرة، كل حسب قدره، لتصبح اللوحة متعددة القراءات والتأويلات، ونعلقها في المنزل لكي نستلهم منها العبر.
يذكر ان بلال بصل ولد في 7 فبراير 1973 في العاصمة اللبنانية بيروت وبدأ العمل منذ عام 1992 في مجال الكاريكاتير، رسوم الأطفال والإعلانات، فرسم ونشر الكثير من القصص المصورة للعديد من مجلات الأطفال العربية، منها مجلة أحمد، مجلة العربي الصغير ومجلة هزار، ونشر مئات من الرسوم الفنية والكاريكاتورية في العديد من المجلات الثقافية والسياسية، من بينها مجلة النقاد اللبنانية ،النشرة العربية في فرنسا ومجلة العربي في الكويت.
في عام 1999 حصل على دبلوم في الرسم والتصوير من كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، وأقام معرضه التشكيلي الأول في بيروت، ثم درس فن الحفر في المدرسة الوطنية العليا للفنون التطبيقية في باريس، شارك في العديد من المعارض الفنية الجماعية، معارض الرسم والكاريكاتور، في لبنان، فرنسا، تونس، اسبانيا، ألمانيا و كوريا.
في عام 2004 أسس مشروع "عالم ذكي" للأطفال، فكانت بداية تعاونه مع الدار العربية للعلوم في بيروت، لإنتاج مجموعة تسهل ايصال المادة التعليمية للأطفال، صدر منها سلسلة (تعلم الكمبيوتر مع المهندس ذكي) التي تتألف من خمس كتب تغطي المرحلة المدرسية الإبتدائية وفي عام 2005 نشر سلسلة دورس تعليمية بالتعاون مع مجلة العربي الصغير في الكويت، وأطلق موقع المشروع على شبكة الأنترنت، الذي لاقى نجاحاً مميزاً وأصبح يضم آلآف المواضيع التي تهم الأطفال في شتى المجالات، العلمية منها والترفيهية.
وفي عام 2005 دعته مجلة العربي في الكويت ليقدم مشروعه للصحافة ووسائل الإعلام، وذلك خلال فعاليات ندوة "الثقافة العلمية واستشرف المستقبل".
ويقيم بصل منذ عام 2000 وحتى الآن في العاصمة الفرنسية باريس .