القاهرة 12 ديسمبر 2016 الساعة 01:32 م
لقد جاء حادث قتل 25 وإصابة خمسين مواطنا مصريا في الكنيسة القبطية ليعيد تكرار الجرائم الارهابية التي يستشهد كل يوم من جرائها أفراد من القوات المسلحة و الشرطة الذين يدافعون عن الوطن بتفان وإخلاص .
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرا في إعلانه الحداد ثلاثة أيام والمسلمون صادقو الايمان والإسلام أول من بادر لمساعدة إخوتهم الاقباط وإدانة هذا العمل الارهابي الإجرامي الذي ارتكبه أناس لا ينتمون للإسلام ولا للإنسانية حتى وإن ادعو بخلاف ذلك . فالإسلام في مبادئه وفي سلوك وتصرفات قادته الاوائل ورجال الدين العالمين بتلك المبادئ الصحيحة أمثال الازهر الشريف أكثر براءة من هؤلاء المجرمين وسلوكهم مثل براءة المسيحية من الحرب الاستعمارية المسماة بالحروب الصليبية التي قادها الاوربيون في العصور الوسطي باسم الصليب وهي لا تمت للصليب بصلة . والأكثر أهمية أن أقباط مصر هم أكثر ولاء لوطنا وحبا له من المتأسلمين السفاحين والإرهابيين الذين يعيثون في الارض فسادا . وهذا ليس شيئا جديدا في سلوك المنافقين و المتأسلمين فانه الطمع في السياسة والمال والسلطة والسعي لاغتصابها أعمي بصيرتهم وأبصارهم فتبا لهم ولأمثالهم ممن يخونون أمانة الوطن وممن يخرجون علي تعاليم القرآن الكريم بقول الله تعالي " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " هذا هو الجرم في القتل كما وصفه الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم و كما وصفه بنفس الجرم الاكبر في التوراة والإنجيل. والله الذين خلق كافة البشر قال دون تميز لخلقه في نظرته إليهم " الحمد لله رب العالمين "ولم يقل إنه رب هذه الطائفة أو تلك وهو أرحم الراحمين الذي وسعت رحمته كل شيء في الدنيا وفي الآخرة سيكتبها لمن أراد بحكمته ورحمته.
والنبي الكريم كان سلوكه وخلقه القرآن ولذلك قام احتراما لجنازة يهودي مرت بهم وهو جالس مع أصحابه ولما استفسر منه أصحابه لماذا يقف وهي جنازة يهودي فقال تعبيرا عظيما ورائدا قبل ما يسمي بحقوق الانسان أليست نفس ؟. وعمر بن الخطاب عندما طلب راعي الكنيسة في القدس أنه لن يسلمها إلا لأمير المسلمين احترم عمرو بن
العاص الذي فتح فلسطين إرادة القس وكتب لعمر بن الخطاب الذي استجاب وذهب احتراما لقدسية الكنيسة وبعد زيارته لها وحديثه مع راعي الكنيسة حان موعد صلاة الظهر فخرج للصلاة فأبدي راعي الكنيسة دهشته وسأله لماذا لا تصلي في الكنيسة أليست بيت الله فقال عمر بن الخطاب نعم إنها بيت الله ولكنني أخشي إذا صليت داخلها أن يأتي مسلمون من بعدي ويستولون عليها ويحولونها إلي مسجد ويقولون إن عمر صلي هنا.هذا هو خليفة المسلمين وسلوكه علي هدي نبي الاسلام وهو سلوك يستلهم روح الاسلام المتسامحة والتي تحترم الاديان والعقائد الاخري بغض النظر عن أي ابنائها ومعتنقيها اعتبار.
و نحن نشهد في أيامنا هذه مسلمين بغير اسلام في بلادنا كما قال الشيخ الامام محمد عبده رحمه الله عندما سئل عن فرنسا وما شاهده إثر عودته إلي أرض الوطن فقال حكمة بليغة رأيت في فرنسا مسلمين بلا إسلام و رأيت في بلادنا إسلام بلا مسلمين. فالإسلام هو القيم و الاخلاق و المعاملة ولذلك وصف الله نبيه بقوله وإنك لعلي خلق عظيم وفي أية أخري وصفه بقوله " لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وقال له "ادعو إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " ولم يقل له اقتل كل من يخالفك ولم يقل له لا تكن رحيما بالناس ونحو ذلك من سلوك المتأسلمين الجدد. وفي تقديري. والشيخ حسن البنا رحمه الله قال "إنهم لإخوان ولا مسلمين " بمعني أن من يقتل لا يكون مسلما .و لكن شتان بين هذا وبين من ينتسبون زورا للإسلام وهو منهم بري إنهم زمرة من المجرمين والقتلة ولا علاقة لهم بأي دين ولا بأي وطن.فهم لا وطن لهم ولا دين ولا خلاق لهم.بل إنهم ليسوا من بني آدم لسلوكهم البالغ السوء. ونقول رحمة الله علي شهداء مصر من القوات المسلحة ومن الشرطة الذين يحمون أرض الوطن ويحافظون علي الامن وعلي المسلمين والأقباط وغيرهم ممن يقتلون بغير حق من تلك العصابات المجرمة. ونختلف مع من يشككون في أعمال أجهزة الامن ويتهمونها بالتقصير فهم أنفسهم في الكمائن و مواقع عملهم يقتلون من هؤلاء الاشرار وهل نتهمهم بالتقصير في حماية كنيسة أو مسجد أو قسم شرطة أو معسكر من معسكرات الجيش إن هذا لا يجوز فهم يبذلون الغالي والنفيس من أجل حماية الوطن والمواطنين ولكن المجرم مثل الشيطان له اساليب متعددة ولا يوجد أمن كامل في أية دولة ففرنسا وبريطانيا وأمريكا وغيرها تعاني من الارهاب و الدول الاسلامية تعاني أيضا فالمجرمون عصابات عابرة للحدود ولا إيمان ولا دين ولا وطن ولا خلاق لهم . ورحم الله سبحانه وتعالي جميع الشهداء. ايا كانت مواقعهم وأديانهم وعقائدهم وأعمالهم
فالله رحمته واسعة ولسنا مخولين بتحديد الرحمة الالهية فالله هو صاحبها وهو خالق جميع البشر والإنس والجن والطير والحيوان وكل ما في الارض والسموات. ولم يقل بالتعذيب حتى للمجرم أو الحيوان فورد عن النبي الكريم قوله " إذا قتلتم - أي بالحق والقصاص كعقاب وهذا موجه للسلطة صاحبة الامر - فأحسنوا القتل وإذا ذبحتم - أي الحيوان أو الطير - فأحسنوا الذبح " ولم يفوضنا في القتل إلا وفقا لتعليماته و ترك ذلك لولي الامر وفقا للشرع والقانون.
ونداء لكل مواطني مصر وكل الدول في العالم أيا كانت عقائدها مراعاة التفرقة بين المبادئ الاسلامية الصحيحة وبين هؤلاء السفاحين الذي يقتلون كحرفة وهم مرتزقة من شتيالدول ويتخذون من الاسلام ستارا لإعمالهم الدنيئة . وعزاء لأسر الشهداء من المسلمين والأقباط ومن رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء وآي شهيد هو من يقتل غيلة بدون جريرة أو يقتل دونه عرضه أو ماله أو دينه أو وطنه. كما ورد في الاثر النبوي. ونداء لهؤلاء القتلة ألا ينسبون أنفسهم للإسلام وإذا أرادوا أن يكونوا مسلمين فعليهم التصرف السليم وفقا لقواعد الاسلام الحنيف . وحقا قال البابا تواضروس لو هدمت كل الكنائس يمكن إعادة بنائها ولكن لا ينبغي قتل أي مصري . والخليفة عمر بن الخطاب فأمربالقصاص من ابن عمرو بن العاص حاكم مصر لان ابنه أساء لمصري قبطي وطلب من القبطي القيام به. وقال قولته المشهورة "متي استعبدتم الناس وقد ولدته امهاتهم أحرارا " وفي رواية أخري أنه قال "متي استعبدتم الناس وقد خلقهم الله أحرارا " . هذا هو الاسلام الصحيح.وندعو لهؤلاء المتأسلمين والقتلة بالهداية والقصاص ممن ارتكب الجريمة كما قال القرآن الكريم " ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب ".