القاهرة 01 ديسمبر 2016 الساعة 02:11 م
اعبرعن التقدير للكاتب حسين التتان لمقاله في الوطن يوم 25 نوفمبر المعنون عودة مصر ضرورة. والمقال في مجمله يعبر عن حس عربي وليسمح لي بتوضيح بعض النقاط التي تعد ضرورية من وجهة نظري كباحث.
الاولي إن مصر لم تبتعد ولكنها تتروي لقصور في فهم البعض وتطلعهم للحلول محلها وهي محاولات قامت بها قيادات بعثية عبر السنين كما قامت بها دول أخري وما يزال بعضها يتطلع للدور المصري. ومصر لا يهمها إذا كانت تلك الدول تستطيع فلتفضل. فالزعامة والدور ليس بالكلام والاحلام وإنما بالموقع الاستراتيجي والتضحيات.
الثانية إن الدورالمصري هو يسعي لنوعين من الامن: الامن الوطني لأنه قاعدة قوة مصر. و الامن القومي العربي لانها مرتكز قوة مصر . فمصر عربية قبل الاسلام وبعده وقبل الفكر القومي الحديث . فهاجر أم اسماعيل أبو العرب .و الهجرات بين مصر والجزيرة العربية يعرفها المؤرخون منذ عهد الفرعونية.ولهذا فإن ارتباط مصر بالعروبة أرتباط وثيق ولن ينجح أحد مهما حاول أن يفصم عراه.
الثالثة : إن أدوار الدول من أقدارها وهذا قدر مصر. ولكن اتخاذ التصرفات والمبادرات والدخول في حروب لها حسابات وليست أعمالا عشوائية يستيقظ قائد صباحا ويعلن قيامه بحرب أو يتخذ قرارا ما وعلي الاخرين أن يتبعونه هذا عبث لا تتحمله مصر فالحرب لها استعدادات والسياسة لها مناورات.
الرابعة :إنه عندما كان الفكر القومي متألقا بفضل الرؤية الاستراتيجية لعبد الناصروكانت معظم الدول العربية محتلة . كانت مصر تتقدم الصفوف وتتيح الدراسة في مدارسها وجامعاتها وتقدم ما تستطيع من مساعدات لاشقائها العرب دون تفضل عليهم ودون شروط بل اعتبرت أن ذلك واجبها القومي. ولم ينبث أي مصري بكلمة تسيء لاي عربي فذلك ليس شيمة المصريين .
الخامسة : أريد أن اطمئن الاستاذ حسين التتان وغيره من الاعلاميين والسياسيين علي مختلف مواقعهم أن مصر لم ولن تتخلي عن مساندتها ودعمها لقضايا أمتهاالعربية عندما تكون هناك قضية حقيقية
وليست قضايا مفتعلة ففي غزو صدام للكويت وفي تهديدات عبد الكريم قاسم كانت مصر في مقدمة الصفوف فلما أدت دورها انسحبت في هدوء بعد تراجع البعض عن إعلان دمشق لبناء قوة عربية والانسحاب من دعم صناعة سلاح عربية.
السادسة : إن لكل دولة موقعها الاستراتيجي الذي يفرض عليها أولويات والامن الوطني الاولوية الاولي وهو مهدد من مصدرين رئيسيين من الشرق حيث أسرائيل وأعوان الشيطان في سيناء. ومن الغرب حيث 1900 كيلو متر طول الحدود المصرية الليبية وهناك الارهاب وأعوان الشيطان . أما التهديد الثالث فهو تهديد صبياني من هواة السياسة حيث دولة ما تدعي الاسلام والديموقراطية تجمع علي أراضيها شذاذ الارض وتفتح لهم مقارات وقنوات فضائية للقيام بحرب نفسية ضد مصر وشعبها . كما إن كبيرهم يشتم من منابر الامم المتحدة في مصر. ولا يرد عليه المصريون لعدم قيمته عملا بقول الشاعر
إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل
ولا يرد المصريون علي القنوات الفضائية التي تعيش في أوهام عودة جودو بطل المسرحية المشهورة ولينتظروا جودو من عيد لاخر إلي أن يموتوا بغيظهم كما مات غيرهم الذين آوتهم أوربا وأتاحت لهم قنوات أذاعية للهجوم ضد مصر وثورتها وعبد الناصر وهم في حقيقتهم عملاء مثل خلفائهم الذين يشتمون مصر وتحيا مصر وثورة 30 يونيه بقيادة السيسي القائد العسكري المتميز والسياسي المحنك والمسلم صادق الاسلام والايمان الذي حمي جيش مصر الوطني في عقيدته.
السابعة : إن المثل الشعبي المصري يقول "تموت الحرة ولا تأكل بثدييها". فمصر معتادة علي التقشف وشعبها صبور وفي نفس الوقت مؤمن بما يفعل و يقول . إنه مؤمن بعروبته ومن مباديء العروبة عدم التدخل في الشئون الداخلية والحفاظ علي القوة الوطنية للدولة سواء علي أراضيها أو سيادتها أو قواتها المسلحة والشرطة والقضاء . ولهذا ليس عجبا أن القضاء المصري يصدر أحكاما بالاعدام ولم يعدم شخص واحد منذ ثورة 25 يناير أو 30 يونيه. وهذا تسامح مصري وليس مثل دول أو ثورات في بلآد أخري تبيد شعوبها.
إن هناك فهما مغلوطا حول مواقف مصر وادعاءات كاذبة تروجها الفئة الباغية التي تحتمي بطغاة علي شاكلتها .منها أن مصر ترسل قوات لمساعدة جيش سوريا أو أن مصر تشتري نفطا من إيرن ونحو ذلك من الاكاذيب في القنوات الفضائية التي يصدقها ضعاف العقول. مصر ستدافع عن عروبتها ولن تسمح لاحد بأن يجرها إلي معركة في غير التوقيت والمكان الصحيح الاستعداد والهدف الواضح.