القاهرة 01 ديسمبر 2016 الساعة 10:29 ص
هنا دمشق من القاهرة ....هنا بغداد من القاهرة ....هنا ليبيا من مصر ....هنا اليمن من مصر ....هنا بيروت من القاهرة .... باختصار ... هنا صوت العرب من القاهرة... !!هذا هو أصل القضية التى نلف وندور حولها ... الأصل هو إبعاد مصر عن المشهد العربى والإقليمى بكل الطرق أو تكون تابعة لمن يملك النفط ..وحين بدأت فى التعافى و عاندت لتبدأ إنقاذ الأشقاء من السقوط ..بدأت السيناريوهات المتعاقبة..
• فى البداية كان الهدف جر الجيش المصرى للمشاركة فى غزو العراق بعد تحرير الكويت لإسقاطه فى مستنقع حروب العصابات والطائفية والعرقية التى وقع فيها الجيش الأمريكى ، وحين رفضت مصر فى عهد مبارك الإنجرار إلى الشرك الأمريكى والسقوط فيه لإننا ذهبنا لحماية السعودية وباقى دول الخليج من بطش صدام حسين ثم تحرير الكويت منه ، و ليس من ثوابتنا تدمير أى بلد عربى فما بالك إذا كان العراق و هو ركيزة من ركائز الأمن القومى المصرى... والنتيجة كانت دخولنا حقبة الحرب الباردة مع واشنطن منذ ذلك الوقت والباقى تعرفوه ...
• وبعد وصول محمد مرسى للحكم بدأت من جديد محاولة جرجرة مصر و جيشها إلى سوريا وللدرجة التى أعلن فيها مرسى قطع العلاقات مع دمشق وإرسال الجيش المصرى إلى هناك لإسقاط سوريا وشعبها ونظامها فى بئر الفوضى ... ورفض الجيش الذهاب وثار المصريون على مرسى وجماعته لإنهم لم يدركوا أن مصر وعقيدة جيشها هى عدم التدخل بين الأشقاء أو الاعتداء على حرمة الدول والشعوب أو الانتقام من حاكم قد نختلف مع سياساته وهو المنطق الذى يسيطر على ذهنية "الكاوبوى "الأمريكى أو أهل القبائل الصحراوية ....وتكرر السيناريو مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ولكنه أعلنها بوضوح منذ البداية .. بدبلوماسية حينا أو بصراحة فى أحيان أخرى، وكانت النتيجة تجدد لسيناريوهات بأشكال مختلفة .
• منذ ثورة 30 يونيو بعد انكشاف الإخوان ومخططهم ومن اللحظة الأولى قالت مصر إن الحل العسكرى لن يكون هو الأجدى ووقفت مصر حكومة وشعبا مع الشعب السورى ، ضد تمزيق بلاده وتفتيت أركانه وتحويله إلى لاجئين .. من اللحظة الأولى كان موقف مصر واضحا وقبل أن تمد السعودية أو الإمارات والكويت يد العون ، أو بعد أن فعلا ، لأن سوريا باختصار هى الإقليم الشمالى لمصر حتى الآن رغم فض الوحدة ، ومازال الجيش الأول يطلق على الجيش السورى والجيشين الثانى والثالث فى مصر .... يعنى أمن مصر القومى هناك رغم الخلافات التى تطرأ على الحكم هنا وهناك ...
• لذلك لم يكن غريبا أن تقف مصر فى مجلس الأمن فى صف الشعب السورى و سوريا ،وهذا للأسف عكس الموقف الخليجى الذى تحول لعداء شخصى غير مبرر مع الأسد ، باختصار نحن مع سوريا و الشعب السورى ومع من يختاره وأمن مصر القومى ، ولسنا ضد أحد إلا إذا كان هدفه إنهاء سوريا من الوجود !!
• ولأن مخطط إسقاط الدول فى الفوضى يبدأ بإضعاف الجيش والشرطة وهز الثقة فى القضاء ومؤسسات الدولة من خلال الإعلام وهو السلاح الذى ثبت نجاحه فى الجيل الأخير من الحروب فقد ارتكزالمخطط على ضرب "الأسافين" فى علاقة الشعب بجيشه حتى يسقط لأنه ليس عمود الخيمة لمصر فحسب ولكنه عمود الخيمة الباقى بعد انهيار الجيش العراقى وإضعاف الجيش السورى اللذان مثلا مع مصر مثلث القوة العربية طوال الحقب الماضية
• وأنا شخصيا فضحت أحد هذه المشاهد حين كتبت فى هذا المكان فى 7 إبريل 2016 بعنوان الهدايا المسمومة لمصر وشعبها ورئيسها وإعلامها!!
وبعنوان فرعى مخطط لـbbc... مؤامرة مخابراتية جديدة علي مصر وقلت بالحرف الواحد ... "الكل يعرف أن إذاعة وتليفزيون ال bbc البريطاني مملوكان للحكومة البريطانية أو بالأصح المخابرات البريطانية...ولا يدرك البعض منا السم في العسل الذي تبثه ال bbc إلا بعد جهد لأنهم يضعونه بين ثنايا صحافة مهنية... ومنذ أيام شاهدت تحقيقا تليفزيونيا مصورا عن بعض جنود الأمن المركزي الذين ماتوا أثناء وجودهم في معسكراتهم.. اعتمد صناع التحقيق التليفزيوني علي لقاءات مع أهل وأصدقاء وأقارب الجنود المتوفين وبعض مشاهدات المحاكم وتقارير الطب الشرعي ومشاهد تمثيلية عن كيفيه موت بعض هؤلاء الجنود.. اتهم التقرير صراحة وزارة الداخلية والحكومة في التستر علي من قتل هؤلاء الجنود من ضباط بالتحديد وتلفيق تهمة الانتحار لهؤلاء الجنود الموتي... المهم ظهر التحقيق متكاملا من الناحية المهنية الظاهرية حين أشار المذيع لعدم رغبة الداخلية في التعليق علي هذه الاتهامات.... قلت في نفسي بعد أن ملأ الغضب قلبي العليل من المؤكد أن النائب العام سيفتح التحقيق في مثل هذه الاتهامات حتي يظهر البريء من الجاني!!
• و بعد ساعات من إذاعة هذا التقرير فوجئت ببرنامج " بتوقيت مصر " يستضيف شابا اسمه سمير الشرباتي يقول إنه يرفض التجنيد في القوات المسلحة لاعتراضه ضميريا علي المشاركة في النزاعات أو العمليات العسكرية لإنه ضد الحروب والنزاعات المسلحة وضد حمل السلاح و العنف ضد أي جماعات... ويتشبه بالملاكم محمد علي كلاي كما يقول حين رفض الانضمام للجيش الامريكي في حرب فيتنام واخرون رفضوا المشاركة في حرب العراق!!...واضاف ان اعتراضه الضميري نابع عن آرائه وأفكاره ومبادئه التي أوصت الأمم المتحده في القانون رقم 59 لسنة 1989 الحكومات بالنظر في أصحاب هذه الاعتراضات الضميرية من خلال هيئات مدنية...المهم تمالكت نفسي من الاستفزاز وأنا أتابع مزاعمه مثل أن قواتنا المسلحة تخالف الدستور الذي ساوي بين المواطنين حين تفرق بين المواطنين.. جنسيا بتجنيد الذكور دون البنات ودينيا حين تخفض مدة تجنيد الحافظ للقرآن إلي عامين بدلا من 3 سنوات.. الخ من أسباب جعلتني اربط بين خطوط المؤامرة التي بدأت بالأمس بعمل تحقيق تليفزيوني عن مقتل ونحر بعض الجنود فى الشرطة علي يد بعض الضباط واليوم يستضيفون من يرفض التجنيد فى الجيش ...والهدف طبعا هو نشر الفتنة التي يريدها أعداء مصر في هذه اللحظة بمنع الشباب من التجنيد بعد الترويج عن العنف الذي يمارس ضد المجندين الذي يصل إلي حد القتل ثم الاعتراض الضميري عن حرب أعداء مصر!!
المهم الرد علي الشاب الذى تم استقطابه ليكون أحد أدوات المؤامرة بسيط فالاستشهاد بالتجنيد الأمريكي أو بعض الدول الغربية غير جائز لأن التجنيد هناك اختياري وعندنا الزامي و تكليف وواجب وطني طبقا للدستور ، ومع ذلك القانون الأمريكي والغربي يلزم كل أبناء الشعب بالتجنيد في حالة الحرب والخطر ، والسؤال أليس مايحدث لمصر الآن حربا في الداخل والخارج ؟ وهل نساوي بين اعتداء أمريكا علي العراق وفيتنام وبين حماية حدودنا من العدو الإسرائيلي ومن الجماعات الإرهابية!!
أما مسألة التمييز المضحكة التي يقولها لا رد عليها سوي أنه فعلا رجل مصري بحق وحقيقي حين يرفض هو التجنيد للدفاع عن وطنه وفي نفس الوقت يطلب تجنيد أخته وبنت عمه وبنت خاله للدفاع عنه!! ...أما حفظة القرآن الكريم، ألايكون بذمتك قدرتهم علي فك الخط تعادل حملة الدبلومات المتوسطة وحتي بعض المؤهلات العليا، فتخفيض مدة التجنيد لا علاقة له بأنه مسلم لكن لأنه علي درجة من التعليم والثقافة تعادل حملة المؤهلات المتوسطة... أما قانون الأمم المتحدة المذكور يوصي ولا يلزم الدول خاصة التي تجند اختياريا وليس الزاميا... أخيرا كنت أريده أن يقولها صراحة إنه إخواني أو ينتمي للفكر السلفي.. الخ ويرفض أن يحمل السلاح ضد إخوانه.. ساعتها سنقول له: شرف لنا أن نخرجك من صفوفنا لإننا لا نريد جواسيس في جيشنا!! "
لذلك لم اندهش كما حدث للكثيرين من استكمال قناة الجزيرة للمسلسل بإذعة فيلم تمثيلى عن التجنيد الإجبارى فى مصر لأن السيناريو واضح هو تفكيك وهزيمة وتشويه صورة الجيش المصرى من الداخل بين المصريين لأنهم يعرفون عجزهم عن أداء ذلك فى ساحة القتال التى لايقدرون على الاقتراب منها ويستأجرون المرتزقة لهذا المهمة ....المهم هناك عدة أمور يجب وضعها أمام أعيننا ونحن نراقب المشهد، والربط بينها يكشف حجم وإبعاد المؤامرة :
• البداية منذ فترة بما تردد فى بعض دول الخليج بأن مصر تنتظر إجراءات مؤلمة لموقفها المساند لسوريا فى مجلس الأمن وهو ما أعتبرته السعودية وقطر بالتحديد ضد سياساتها هناك... ولو وقف الأمر عند التلاسن الإعلامى لقلنا هذه حرية رأى ، رغم أن هناك فارق بين حرية الرأى والعمى ، فمن ينكر دور مصر وتاريخها أما أعمى البصر والبصيرة أو جاهل خرف ... لكن أن يتحول الأمر لإجراءات ، فهذا يعنى أن الأمر تعدى الإعلام إلى الحكومات والبداية كما تصوروه الاقتصاد ووقف إمدادها بالبترول من شركة رامكو السعودية والباقى تعرفونه...
واستمرت حلقات المسلسل بعد زيارة الرئيس السيسى للبرتغال حين قال فى حوار صحفى أن «الأولوية الأولى لنا دعم الجيش فى ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، والكلام نفسه في سوريا.. ندعم الجيش السوري وأيضا العراق .. ومن المفضل أن تكون القوات الوطنية للدول هي التي تقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار في مثل هذه الأحوال».....يعنى قالها السيسى بصراحة لابد من دعم الجيوش السورية العراقية الليبية .. يعنى الوقوف ضد توجه أمريكا وأذنابها فى المنطقة بتدمير الجيوش حتى يسهل تمزيق البلاد وتشريد الشعوب ...
والحل عندهم هو البدء فى مسلسل تدمير الجيش المصرى بعد نجاح الجيش الليبى فى بعض مهامه بعد الدعم المصرى لقائده خليفة حفتر والأمر كذلك للجيش العراقى بعد الاقتراب من تحرير الموصل ...ثم جاءت الحلقة التالية من المسلسل بنشر بعض الصحف العربية أخبارا عن وجود سرب من الطيارين المصريين فى سوريا ومعهم بعض القادة "الجنرالات" فى هيئة الأركان السورية وقيادة العمليات للجيش السورى ....ورغم النفى الدبلوماسى المصرى لكن النجاحات التى تحدث على أرض الواقع جعلت مابقى من أبراج عقولهم تطير خاصة وهم يدركون بحق وحقيقى كفاءة المقاتل المصرى وعقليته سواء كان جنديا أو جنرالا بعكس مايروجون له فى فيلمهم التافه ....لذلك صدرت الأوامر ببث الفيلم المسموم عن التجنيد فى مصر والهدف واضح هو تشويه الجيش المصرى باعتباره غير مؤهل للدفاع عن الوطن لإنه تفرغ لكل الأعمال غير العسكرية ..
والدخول فى هذه المهاترات هو المقصود رغم أن الرد بسيط إذا كان جيشنا كذلك وهذا عكس الواقع فماذا يضير قطر أو الخليج إذا كان ذلك يعجب المصريون أم يريدونه قويا ليدافع عنهم ؟!! وماذا يضيركم من تحول بعض أفراده إلى "سيكا" لبعض الضباط إذا كنتم حولتم كل شعوبكم إلى "سيكا" لكم ..وهذا شأن خاص بكم ؟!
• ثانيا :إذا كان جيشنا بما صورتموه غير قادر على حماية بلادنا ونحن نثق فى عكس ذلك ، فهل تملكون واحد على مليون من هذا الجيش أم سلمتم أمر الدفاع عنكم لبعض المرتزقة من هنا وهناك بالإضافة إلى قواعد عسكرية أمريكية لاتسطيعون المرور من أمامها وليس دخولها!!
•رابعا : إذا كان الوطن عندكم مجرد بئر نفط أو دفتر شيكات فالأمر يختلف عندنا لإنه بمثابة الشرف والعرض الذى نموت دون أن تمسه نسمة ريح جارحة لإننا ببساطة أصحاب حضارة زراعية تقيم وتعشش فى مكانها ولا تفارقه بل وتقدس كل ذرة رمل فيه لإننا لسنا أبناء أو أحفاد رعاة غنم ننتقل وراء المرعى ، وحيث يكون المرعى يكون المنزل ، وحيث يكون البئر يكون المقام ، فإذا جف البئر وغاب الكلأ تغير الموطن والوطن !!
أخيرا أنا اتفهم انتقاد الفيلم لإجراء كشف طبى لاستبعاد أى مشتبه فيه بالشذوذ الجنسى وهذا لايحدث ولو 1 فى المليون عندنا لإنكم تخافون من انتقال مثل هذا الكشف الطبى إليكم إذا فكرتم يوما ما فى إنشاء جيش منكم وفى هذه الحالة قد لايجد الطبيب من يصلح ، ليس لدخول الجيش بل بالبقاء أصلا بين الرجال إذا كان هذا الصنف متوفر أصلا عندكم !!
yousrielsaid@yahoo.com