القاهرة 21 نوفمبر 2016 الساعة 01:22 م
*يقع على مساحة 11500 متر مربع في قلب العاصمة الكويتية ويهدف إلى تثقيف العامة في ما يختص بأمور العلوم والتاريخ
*اتخذ من مبنى مدرسة ابتدائية مقراً له بسبب حوت قذفته مياه الخليج العربي إلى سواحل الكويت
*من أهم وأندر مقتنياته... صخرة من أرض القمر تعرضت للسرقة من القوات العراقية ابان غزو الكويت ولم يعرف مصيرها حتى اليوم
*المتحف يضم بيضة نعامة حقيقية تعود لعام 1935 وهيكل الحوت الأزرق والبقرة الزجاجية التي تتحدث بخمس لغات وعينات عسكرية للألغام والصواريخ والقنابل وقاعة للفضاء أنشأها الاتحاد السوفياتي خارج أراضيه وأول طائرة ركاب كويتية من نوع( داكوتا) *شبح الانهيار يواجه المتحف بسبب الاهمال والنسيان رغم أهميته التاريخية والعلمية والثقافية وهناك محاولات حثيثة لانقاذه
الكويت من محمود متولي
يعتبر المتحف العلمي التربوي في الكويت أحد أقدم وأهم المعالم والصروح الحضارية والثقافية والتاريخية في الكويت والمنطقة العربية حيث يضم بين جنباته العديد من المقنيات النادرة التي لايقدر بعضها بثمن منها المركبات والطائرات القديمة والحيوانات البرية والزواحف والحشرات والأسماك المحنطة والنباتات التي تتميز بها البيئة الكويتية.
المتحف الذي يقع في منطقة المرقاب في قلب العاصمة الكويتية تأسس في 6 فبراير عام 1972 يهدف إلى تثقيف العامة في ما يختص بأمور العلوم والتاريخ من خلال المعارض المختلفة خاصة انه أنشئ في وقت لم يكن هناك الكثير من الاهتمام في الكويت والعالم العربي بمثل هذه الجوانب العلمية والتربوية .
وتبلغ مساحة المتحف نحو 11500 متر مربع ويطل على أربع واجهات متميزة وقد قدرت القيمة السوقية لأرض المتحف بـ 370 مليون دينار، حيث يعتبر أكبر أرض حكومية في قلب العاصمة الكويتية.
وعمل على تجميع مقتنيات ومحتويات المتحف رجالات الكويت في القرن الماضي، وعلى رأسهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد ومن أبرز الأقسام التي يضمها قسم التاريخ الطبيعي وعلوم الفضاء والإلكترونيات والآلات وعلم الحيوان والطيران والقبة السماوية والقاعة الصحية التي تغطي العديد من الجوانب مثل الميكانيكا والأحياء والأرصاد والفلك والفضاء والنفط.
ويرجع السبب الرئيس وراء إنشاء المتحف التربوي إلى «الحوت الأزرق» وتعود حكايته الى سنة 1963م، عندما قذف مياه الخليج العربي إلى الشاطئ في منطقة كاظمة حوت ضخم، تبين انه انتحر باتجاهه نحو المياه الضحلة وكان طوله 24متراً، وقد برزت المشكلة عندما تبين ان المتحف محدود المساحة جدا بالنسبة لحجم الحوت المنتحر، فقد كان عبارة عن قاعة ملحقة بمدرسة ثانوية الشويخ، وقد تسبب ذلك في ان يقام في الكويت متحف متكامل ومستقل بذاته، وبذلت الجهود عام 1970م في عهد أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم ، حيث تم اختيار مبنى مدرسة ابتدائية لتكون مقرا للمتحف، حيث بدأ العمل والتجهيز بالمدرسة واستغرق عامين ليظهر كمتحف لعرض الحوت ومعروضات اخرى كثيرة فكان الافتتاح الرسمي للمتحف 6 فبراير عام 1972م تحت رعاية ولي العهد في ذلك الوقت الشيخ جابر الأحمد ووزير التربية آنذاك جاسم المرزوق وقد أخذ المتحف الناشئ في النمو والتطور حتى أصبح
مؤسسة علمية لها تأثيرها التربوي والثقافي بعد ان كان يتبع توجيه العلوم في وزارة التربية.
ومن أهم وأبرز المقتنيات التي كان يضمها المتحف صخرة من أرض القمر التي تعرضت للسرقة من قبل القوات العراقية ابان الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990 ولم يعرف مصيرها حتى اليوم كما يضم المتحف هيكل الحوت الأزرق البالغ طوله 24متراً وأول باص عمل في الكويت وتم إهداءه من قبل وزارة المواصلات في سبتمبر عام 1980 وأول طائرة ركاب كويتية في الخطوط الجوية الكويتية من نوع( داكوتا )1954 وتم إهدائها للمتحف في ديسمبر 1986 وكذلك أول سيارة إطفاء موديل عام 1948و تم إهداءها من إدارة الإطفاء والبقرة الزجاجية وهي تتحدث بخمس لغات موضحة الأجزاء الداخلية في الجسم والإنسان الزجاجي ويوضح الأجزاء الداخلية لجسم الإنسان وسمكة السلوكانث وهي من الأسماك النادرة والتي اعتقد بأنها انقرضت منذ فترة زمنية طويلة وقد تم إهدائها للمتحف من قبل الشيخ صباح الأحمد كما يضم المتحف بيضة نعامة حقيقية تعود لعام 1935اهداء من فيوليت ديكسون عام 1985 وثعبان البيثون بطول 6 أمتار وعينات عسكرية للألغام والصواريخ والقنابل لتوعية الأفراد من مخاطرها وتليفون مرئي وتم عرضه العام 1984، وكان ثورة في علم الاتصالات آنذاك.
كما يحوي المتحف أول قاعة للفضاء أنشأها الاتحاد السوفياتي خارج أراضيه في المنطقة العربية بفضل العلاقات المميزة بين البلدين وهي قاعة من أروع القاعات وتضم مقتنيات نفيسة ونادرة لا تقدر بثمن».
ويهدف المتحف إلى توضيح مبادئ ومظاهر العلوم الطبيعية، وذلك بزيادة اهتمام الناس بهذه المظاهر وتقديم برامج تعليمية وتثقيفية وعلمية وعملية للطلاب والجمهور، وعروض ذات برامج وأهداف محددة، بالإضافة إلى البرامج الترفيهية والترويجية والمساعدة في فهم واستيعاب المعلومات العلمية وحقائق التاريخ الطبيعي بصورة جذابة والقيام بالأبحاث المختلفة وتوفير المواد الخاصة بها، من عينات ومقتنيات لخدمة الطلاب والباحثين ونمية العقول الصغيرة على البحث والإطلاع والمساهمة في المحافظة على الطبيعة والحياة البرية بما فيها من طيور ونباتات وحيوانات وزواحف وأسماك، واحترام القوانين الخاصة بحماية البيئة.
ورغم الأهمية التاريخية والعلمية والثقافية للمتحف ألا انه يعاني من الاهمال والنسيان والشيخوخة على مر السنوات الماضية، حتى أصبح مهدداً بالانهيار وفقد كل ما يحتويه من كنوز علمية رغم كل المحاولات للاصلاح والترميم واعادة التأهيل التي قام بها المسؤولون عنه، كمحاولة للنهوض به مرة اخرى ليواصل مسيرته التي انشئ لأجلها وتحقيق الاهداف والمهام المنوطة به.