القاهرة 14 نوفمبر 2016 الساعة 01:38 م
تمتاز الانتخابات الامريكية عادة بالديمقراطية الحقيقية فهي تسمح بالتنافس بين من يرغبون أيا كان أصله أو لونه أو عقيدته أو سلوكه ومن هنا يتنافس فيها الاقطاعي ورجل الاعمال كما يتنافس فيها ذو البشرة السوداء والبيضاء. ويتنافس فيها المثقف من الوصب الانجلوساكسوني ومن الاقليات ذوي الإصول الايرلندية أو الافريقية أو الالمانية وربما يوما ما يمكن أن يتنافس ذوو الاصول العربية فمن الناحية الدستورية لا يشترط سوي أن يكون مولودا علي الارض الامريكية . بغض النظر عن أية اختلافات.
وحقا قيل عن المجتمع الامريكي إنه بوتقة من التنوع وينبغي علينا أن نحترم التنوع لدي المجتمع الامريكي ونظامه وثقافته وتراثه. و عليه احترام التنوع في بلادنا و نظامنا وثقافتنا وتراثنا.وهذا هو أساس الحرية كما عبر المفكر الفرنسي فولتير بقوله "أخالفك رأيك ولكنني أدافع عن حقك في إبدائه " وكما قال الإمام الشافعي " رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل ألصواب" .
ومن هذا المنطلق أبدي بعض ملاحظات حول الانتخابات الامريكية : إن المرشحين دونالد ترامب و هيلري كلنتون كانا مختلفين عن بعضهما في الاوليالخلفية و التأهيل العلمي والمعرفة بالسياسة الدولية.ومع ذلك سمح المجتمع والنظام
السياسي بتنافسهما وبانتقاد كل منهما للأخر بشدة وبعبارات غير مسبوقة بل بانحياز بعض مؤسسات الدولة لمصلحة هذا الطرف أو ذاك.
إنه رغم تقدم استطلاعات الرأي في أمريكا فلأول مرة تقع في الخطأ كذلك الثانيةالمحللون والخبراء.
إن أسباب نجاح ترامب وإخفاق كلينتون وخطأ الاستطلاعات في تقديري هو الثالثةتجاهل قطاعات معينة ممن يمكن وصفهم بالمهمشين في الريف الامريكي وذوي الاتجاهات المحافظة بل العمال الذين أوصلوا أوباما للسلطة في بنسلفانيا التي لم تشعر بان الرئيس اهتم بها طوال فترة حكمه لذلك تحولت من تأييد الحزب الديمقراطي إلي الحزب الجمهوري.
إن المواطن الامريكي العادي في الانتخابات بل في العمل السياسي الفعلي لا الرابعةيهمه كثيرا قضايا السياسة الدولية المعقدة بل يهمه قبل كل شيء احواله المعيشية وقضاياه المحلية لهذا نجد كثيرا من أعضاء الكونجرس لا يعرفون كثيرا من أحوال العالم ويفكرون بمنطق أن أمريكا هي العالم والصحافة الامريكية لا تهتم كثيرا بالتدقيق في حضارات وثقافات الدول الاخري ولا بتطورها إلا إذا كانت القضايا لها آثارها عليهم أو تهم أقلية معينة في المجتمع معروفة بنفوذها في الإعلام والاقتصاد والسياسة.
إن الثقافة الامريكية الحقيقية ليست هي ثقافة المفكرين والعلماء ومراكز لخامسةاالابحاث بل ثقافة المواطن العادي الذي يستخدم أحيانا عبارات نابية في تعامله اليومي بطريقة لاشعورية يرفض المثقف استخدامها ، وهي أقرب للغة رجل الشارع ولقد تفوق ترامب في استخدام تلك العبارات ليخاطب بها مشاعر الرجل العادي ويقول له إنني منكم ولست مثل السياسيين في واشنطن المنفصلين عنكم. ولهذا تجاوب معه كثيرون.
صورة العرب والمسلمين في أولها إنه يهمني كعربي وكمسلم ثلاثة أمور السادسةأمريكا والعالم وهذه بلغت الاسوأ في عهد الرئيسين بوش الابن و أوباما فتحول العرب والمسلمون إلي إرهابيين ومتطرفين خاصة في أمريكا وأوروبا ولكن يقع
علينا بعض المسؤولية إذ يتباهى بعضنا بالإرهاب والقتل والجهاد الذي لا يفهمون معناه جهلا بالإسلام ومبادئه السمحة .
مي وفقا لصورته إننا نتوقع من الرئيس ترامب أن ينظر للعالم العربي والإسلا الثانينتوقع أن يحافظ علي تصريحاته الثالثالحقيقية كما نتوقع منه أن يطبق ما يقوله . وعقب الفوز " بانفتاحه علي العالم والدول الاخري علي أساس استعداد تلك الدول بالسعي لأرضية مشتركة لمصلحة الجميع " . وبناء علي ذلك ندعوه لعدم للتدخل في شئوننا الداخلية وعدم تصديق محترفي الاتجار بقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان الهاربين من أوطانهم و أستشهد بمقولة الراحلة بنظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة التي قالت ذات يوميا في مؤتمر ببلادها " إن هؤلاء الجبناء الذين يأتون إلي بلادنا ويتآمرون ضد دولهم وحكوماتهم لو كانت لديهم الشجاعة لعادوا لأوطانهم يقاومون الفساد والظلم بالأسلوب السلمي ويتحملون النتيجة بدخول السجن كما فعلت أنا ولا يهربون لباكستان ويمارسون الارهاب والدمار ضد بلادهم أو العمالة للخارج. وأضافت لقد ناضلت بأسلوب سلمي وبالعمل بين الجماهير وليس بتخريب البلاد والأوطان وتدميرها والعمالة للخارج مثل هؤلاء الجبناء.
وختاما نقول لقد انخدع العرب والمسلمون بأمرين ذكرهما الرئيس أوباما في خطابه وعده بالانفتاح علي الدول العربية والإسلامية . والمحصلة أولهمابجامعة القاهرة هي تدمير التراث العربي والإسلامي وتقسيم كثير من البلاد العربية وإثارة الصراع سعيه لتحسين صورة أمريكا لدي العرب والمسلمين. وثانيهما الطائفي والعرقي فيها. وهو يغادر البيت الابيض فصورة أمريكا لديهم اسوأ مما كانت.
ولذا نتمنى أن يفعل الرئيس ترامب عكس ذلك.