القاهرة 26 اكتوبر 2016 الساعة 12:54 م
كتبت:رحمه منصور
أثرنا بصوته العذب والرقيق ..أحببنا لغتنا من خلال برنامجه لغتنا الجميلة فاروق شوشة الأديب والشاعر الكبير... كان هدفه نشر إعلام ثقافى صحيح.. تتلمذ على يد سيد قطب ..حصل على 17جنيها مقابل أول قصيدة
سيشرق الصباح حبيبتى سيشرق الصباح
فليسكت الأسى الذى أظلنا لتسكت الجراح
اليوم لا مكان للدموع فى عيوننا ولا نواح
أننا معا على المدى الطويل يظلنا معا جناح
مادمت ملء خافقى فألف أهلا يا رياح
فاروق شوشة الأديب والشاعر الرقيق الذى أثرنا بصوته الأذاعى فعندما نبحث عن برنامجه لغتنا الجميلة ونستمع له يأخذنا معه بصوته العذب إلى عالم الجمال والرقى فى الفكر والحوار لنعود معه ونستذكر كم هى لغتنا جميلة فقد أسعدنا بأسلوبه الدافئ ولغته العذبة والسهلة فى دواوينه الشعرية الخمسة عشر
ولد الشاعروالأذاعى الكبير فاروق محمد شوشة فى قرية شوشة فى محافظة دمياط 17فبرايرعام 1936 حفظ القرآن وأتم دراسته هناك وعام 1956تخرج من كلية دارالعلوم وعمل مدرسا فى كلية التربية جامعة عين شمس1957 كما عمل أستاذا للآدب العربى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تتلمذ على يد سيد قطب حصل على 17 جنيها مقابل أول قصيدة
التحق بالأذاعة المصرية عام1957 وتدرج فى المناصب بها حتى أصبح رئيسا لها 1994
من أهم برامجه الإذاعية برنامج لغتنا الجميلة الذى حظى بقبول كبير بين الناس وكان يهتم فيه بمناقشة قضايا لغتنا العربية وأهميتها أيضا كان يقدم فيه نماذج شعرية من الشعر القديم والحديث كان يلقيها بصوته الرقيق والعذب وبأداء متميز
ولم يكتف الشاعر الكبير بهذا فقط بل نقل اهتمامه بالقضايا اللغوية والأدبية إلى التلفزيون من خلال برنامج أمسية ثقافية عام 1977 استضاف فيه عددا من الرموز الثقافية
عمل كعضو مجمع اللغة العربية فى مصر ورئسا لجنتى النصوص بالأذاعة والتفزيون وعضولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس لجنة المؤلفين والمولحنين شارك فى مهرجانات الشعر العربية والدولية
كان هدفه الأساسى تقديم أعلام ثقافى صحيح ينشر من خلاله الوعى الثقافى فى المجتمع ويبرز جماليات لغتنا العربية
وصفه الشاعر فاروق جويدة فى برنامجه "كان برنامج لغتنا الجميلة من أكثر البرامج الإبداعية والتى كانت تفتح نافذة على التراث سار بنا إلى العصر الحديث كان البرنامج من أكثر البرامج غنى وإتقان قدم فيه نجوم العصر الذهبى وإبدعاتهم
يقول عنه الدكتور حسن الشافعى رئيس مجمع اللغة العربية "أن الراحل فاروق شوشة كان من كبار الأعضاء فى المجمع واستطا
ع أن يربط أجيالا كاملة باللغة العربية العميقة من خلال برنامجة لعتنا الجميلة وأسهم إسهامات عديدة بعد إنضمامه للمجمع حتى أصبح الأمين العام له
رغم التغير والتقدم التكنولوجى الذى شهده العالم كان الشاعر والأديب فاروق شوشة متمسك باللغة العربية يسير عكس التيار ولكن فى الأتجاه الصحيح لذلك يراه البعض أنه لم يتواصل مع الأجيال الجديدة التى تواكب التقدم التكنولوجى والتطورات السريعة عبرالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى
وعقب على هذا الكلام الشاعر فاروق جويدة قائلا " إن فاروق شوشة لم يستطع بالطبع هو وجيله فى الوصول إلى الأجيال الجديدة بحكم تكوين هذه الأجيال وموكب الفن الهابط التى إجتاحت عقول هذه الأجيال ولكن هذا لا يعنى أن مثل هذا التراث يمكن أن ينتهى فمازالت أروبا تحتفى بتاريخها الشعرى ومازال الأنجليز يقراءون شعراءهم الكبار فاللغه شىء متأصل فى تكوين الإنسان والعرب يمكن أن تجمعهم قصيدة شعر فصحى وها هم يتناحروعلى لغات عامية فى الغناء أو الشعر أو غيره.
لكن الشاعر الكبير فاروق شوشة كان متمسكا بقدرة اللغة العربية على مواجهة تحديات العصر وتطوره سواء عبر شعره أوبرمجة لذلك علق الدكتور حسن الشافعى على ذلك قائلا " إن إسهامات فاروق شوشة فى الشعر العربى كانت ثرية ويميزها إصراره على المضى قدما فى القضايا المرتبطة باللغه العربية رغم صعوبة العصر والوسائل.
وعن التغيرات التى حدثت للوسط الثقافى تحدث عنها فاروق شوشة فى أحد لقاءته المثقفين أنفسهم لم يسلمو مما يوصف به الأنسان المتهالك المتطلع المستعد أن يبيع كل شىء من أن أجل أن يغنم منصبا أوظيفة أو شهرة أو جائزة أودور وتحت هذه العناوين رضخ كثيرا منهم الذى كان موجودا ولا يزال وظنو أنهم جماعة الشطار لأنهم يحققون الغنائم أم غيرهم من العازفين أو المحبطين أو الصامتين أو العاكفين فى بيوتهم أو المهاجرين خارج بلادهم هؤلاء هم الأغبياء الذين لم يحسنو لغة العصر ولم يستفيدو من عطايا السلطان ولم يقتربو من النفوذ أو يحصلو على المنصب ولم تتردد أسماؤهم بمناسبة أو غير مناسبة ولم تظهر صورهم فى الصحف أو المجلات
بل وجدنا بعض المثقفين حين يصبحو وزراء لا ينشغلو سوى بتصفية حسابات قديمة وأصبحت كلمة مفكر تطلق على من ليس له أدنى حظ من التفكير وقد يكون مفكرا
كبيرا وعندما تسأل مفكرا فى ماذا فلا يجيب.
دواوينة الشعرية إلى مسافرة 1966 العيون المحترقة 1972 لؤلؤة فى القلب 1973 فى انتظار مالايجئ1979 الدائرة المحكمة1983 الأعمال الشعرية 1958 لغة من دم العاشقين1986 يقول الدم العربى 1988 هئت لك1992 سيدة الماء 1994 وقت لاقتناص الوقت1997 حبيبة والقمر (شعر الأطفال)1998 وجة أبنوسى2000 الحميلة تنزل إلى النهر2002
مؤلفاتة : لغتنا الجميلة1967 , أحلى 20 قصيدة فى حب الشعر العربى, أحلى 20قصيدة فى الحب الألهى, العلاج بالشعر لغتناالجميلة ومشكلات المعاصرة ,مواجهة ثقافية ,عذابات العمر الجميل .
حصل فاروق شوشة على جائزة الدولة فى الشعرعام 1986
جائزة محمد حسن الفقى عام 1994
جائزة الدولة التقديرية فى الأدب عام 1997
جائزة كفافيس العالمية عام 1991
واختتم رحلتة الأدبية والشعريه عام 2016 بجائزة النيل من الدولة وهى أعلى وسام يتم منحه للأدباء فى مصرالتى قال عنها من الطبيعى أن تكون وسام على صدر أى إنسان يفوز بها خصوصا بعد فترة عمل أمتدت لأكثر من نصف قرن فى مجال الأدب والشعر والثقافة وبعد جهد ومعاناة ومحاولة الأستمراربصور وأشكال شتى والتجريب فى مجالات كثيرة
بعض من قصائدة
قصيدة هل تذكرين
سأذكر بارقة من حنين
أضائت بقلبى فراغ السنين
وأذكر موجة حب دفين
تداعب أحلامنا كل حين
وتطفو على صفحات العيون
سأذكر ما عشت هل تذكرين
قصيدة خدم
خدم...خدم
وأن تبهنسو
وصعرو الخدود كلما مشوا
وغلظو الصوت
فزلزلو الأرض
وطرقعوا القدم
خدم ...خدم
وأثارت قصيدة خدم التى ألقاها العام الماضى ضمن فاعليات مهرجان الشرقة للكتاب فى دورته ال 34 جدلا واسعا حيث شنا فيها هجوما حادا على المثقفين مضيفا أنهم أصبحوا أحد أسباب نكبتنا وخدم للمسئولين .
توفى الشاعر والأديب فاروق شوشة 14 اكتوبر2016 فى قرية الشعراء بدمياط ودفن بها بعد فترة عمل أمتدت لأكثر من نصف قرن قدم فيها خمسة عشر دوانا شعريا خلدت اسمه بين الأدباء والشعراء وقدم برنامجة لغتنا الجميلة فى الأذاعة استطاع من خلال صوته السلس الدخول إلى قلوب الناس وإمتلاكها ليظهر لهم مدى دقة وروعة وقدرة اللغة العربية على التعبير وناقش مع كبار المثقفين قضايا اللغة من خلال برنامجة التلفزيونى أمسية ثقافية
مات فاروق شوشة ومع وفاته تذكرنا كم لدينا لغة جميلة نفخربها وبقيت لنا مؤلفاته و أشعاره التى تحكى لنا تارة عن الإنسانية وتارة أخرى يتغزل بها فى محبوبته