القاهرة 23 اكتوبر 2016 الساعة 12:45 م
الأوبرا المصرية.. القوة الناعمة أم القوة الدافعة؟
بدأت الآن دار الأوبر المصرية فى تقديم عروضها المعتادة فى المواسم لن أقول الشتوية ولكن فى المواسم المعدة أساس لفنونها الرفيعة المختلفة.
كانت البداية لأوركسترا القاهرة السيمفونى بعرض بديع كالعادة بقيادة أحمد الصعيدي.. ثم كان بعد ذلك باليه «سبارتكوس» الذى لم أجد مكانا واحدا فى الصالة إلا وقد احتله الجمهور.. وهنا أقول الجمهور المصرى وأيضا الأجنبى الذى ينتمى إلى الدبلوماسيين وغيرهم.
العرض تقدمه فرقة الباليه المصرية التى تتولى بإخلاص نادر «رعايتها» ولا أقول تدريبها.. إنها الفنانة وراقصة الباليه قبل اعتزالها الرقص أرمينيا كامل.
أرمينيا هى أرملة الفنان الراحل عبدالمنعم كامل الذى كان مديرا لدار الأوبرا المصرية قبل المديرة الحالية إيناس عبدالدايم التى ألقبها بالمديرة التى لا يرهقها كثرة العمل.. هى بالفعل المديرة الدينامو أو المرأة الحديدية.
اهتماماتها بأمور الأوبرا كان وراء استمرار أرمينيا كامل مديرا لفرقة الباليه لأنها أى إيناس تعرف بالفعل قدرات أرمينيا بالنسبة لفرقة الباليه.
باليه سبارتكوس الذى كان ضمن البرامج الأولى لهذا الموسم قاده أى قاد فرقة أوبرا القاهرة المايسترو ناير ناجى وكان الفنان الراحل عبدالمنعم كامل هو من اختار رؤية فالنتين بليزاريف لتصميم وإخراج العمل.
النص أو القصة بالطبع معروفة خاصة بعد تجسيد السينما الأمريكية لها فى فيلم يحمل نفس الاسم لهذا العبد المصارع الذى قاد ثورة ضد الحكم فى روما وهذا الدور قام به كل من أحمد يحيى وهانى حسن وممدوح حسن حيث أن الراقص الأول لا يقدم أو يقوم بالبطولة يومين متتاليين وما شاهدته لك فى العرض الذى حضرته كان البطل هانى حسن.
الموسيقى لواحد من أكبر الموسيقيين الروس والذى يهتم المتلقى المصرى هنا بموسيقاه لقربها إلى حد ما من الموسيقى الشرقية وهو خاتشادوريان الأرمنى الأصل.
الموسيقى هنا نقلت كما أحسست الفنون من خانة القوى الناعمة إلى القوى القادرة الهادرة قوة بالفعل تستخرج من الإنسان كل قدراته وإمكانياته على الإحساس بالقوة التى من خلالها يمكن له ألا تقف أمامه أى عوائق تبعده عن تحقيق هدفه، فعلا هى القوة الهادرة القادرة الضاربة.
وكالعادة بالنسبة لعرض دار الأوبرا المصرية فى المجالات الكلاسيكية فالديكور جيدا لمحمود حجاج وإن لاحظنا فيه زيادة غير مبررة للإضاءة.
الملابس كما تعودنا لا يمكن أن تستشعر أى تقصير فى أن تظهر فى الصورة المناسبة مهما تكلفت.
إن هذه الأمور مجتمعة بالإضافة بالطبع للمران الذى تستشعره من خلال أداء الراقصين والراقصات.. كل هذا يقدم لك أقيم وأجمل العروض التى يستمتع بها المتلقى المتفرج مهما شاهدها عدة مرات فأبعاده هنا ليست فى القصة فهى معروفة ولكن هى مجرد إناء لوضع الموسيقى والحركة وكل الفنون داخلها مما يجعلها فى النهاية الوسيلة الحقيقية لاستمتاع المتلقى المتفرج.
أنتظر ما سوف تقدمه لنا د. إيناس عبدالدايم من خلال دار الأوبرا المصرية للموسم القادم
نقلا عن الأهرام