القاهرة 19 اكتوبر 2016 الساعة 01:58 م
رغم تصريح الرئيس السيسي، خلال حضوره الاحتفالات بالذكرى الـ42 لنصر أكتوبر المجيد بالكلية الحربية ، أن حرب أكتوبر لم تأخذ حقها في إبرازها بكافة المجالات, إلا أننا ما زلنا نردد السؤال الذى بلغ عمره الآن 43 عاما أين الأعمال الفنية من ملحمة العزة والكرامة, و مع حلول الذكرى غدا ، لا تجد الفضائيات المصرية بديلا عن عرض أحد الأفلام التى حفظها الجمهور عن ظهر قلب، ورغم اعتراف الجميع بأن هذه الأعمال لا ترقى انتاجيا وفنيا للتعبير عن حجم المعجزات التى حققها أبطال الجيش المصرى فى هذه المعركة، الا أن المنتجين سواء فى القطاع الخاص أو الدولة لا يتحركون لصناعة أفلام أخرى أكثر احترافية توثق هذا النصر العظيم ليخلد ويوثق للأجيال التى لم تعيش الحرب
6أفلام فقط تعد أشهر ما أنتج عن حرب أكتوبر من بينها "الطريق إلى إيلات" و"حتى آخر العمر" و"الرصاصة لا تزال فى جيبى" الذى كان آخر ما أنتج عن حرب أكتوبر عام1993, 23عاما كاملة امتنع خلالهما المنتجين عن إنتاج المزيد من أفلام تكون أكثر تطورا عن حرب أكتوبر
ولم يقدم صناع المسرح المصرى سواء مؤلفين أو مخرجين أى تجارب مسرحية عن أكتوبر ولا نعرف فى أرشيف المسرح المصرى غير مسرحية واحدة كتبها الراحل على سالم بعنوان "أغنية على الممر" قبل الحرب تتناول بطولات منسية تتمثل فى صمود الإنسان المصرى، وصلابته، برغم ما حدث من هزيمة
ونال العمل شهره أكثر فى السينما بعدما حوله الكاتب مصطفى محرم لفيلم سينمائى حمل نفس الاسم وأخرجه على عبد الخالق عام 1972 ويبدو أن صعوبة تنفيذ الحرب على المسرح كانت السبب الرئيسى فى خلو المسرح المصرى من تلك الأعمال وحتى الكتابات المنسية التى قدمها مسرح الثقافة الجماهيرية كانت خالية من الإبهار وأغلبها كانت قصص إنسانية لجنود داخل خندق فى مرحلة الاستنزاف وما قبل حرب أكتوبر.
فى المقابل جاءت كل الأفلام التى انتجت عن أكتوبر لتهمش البطولات التى لا تعد ولا تحصى، والأزمة ليست فى السينما فقط، وانما فى المبدعين الذين لم يقدموا على توثيق بطولات الحرب،.
والغريب أن الإسرائيليين يتمتعون بإحساس وطنى دون مقابل عكس المبدعين المصريين، هم انتجوا بالفعل الكثير من الأعمال السينمائية والأدبية التى تبرر لشعبهم الهزيمة وتعالج ما انكسر بداخلهم, فى الوقت الذى ينتظر المبدعين أموال الدولة لإنتاج عملا وطنيا مكتوبا كان أو مصورا، وإذا لم تفعل فالإرادة السياسيه غير متوفرة
وحديث الافتقار إلى المعلومات مردود عليه فالقوات المسلحة أفرجت عن 20 قصة عن مواقع وبطولات أكتوبر، ولم يقدم أى مبدع على الاستعانة بها لتحويلها إلى سيناريو وينتجها فيلما أو مسلسلا، ورغم أن المبدعين المصريين يتابعون حركة السينما العالمية، فإنهم لم يتوقفوا عند فيلم مثل «أطول يوم فى التاريخ» الذى يحكى قصة مدفع, وعندنا قصة عن هدم خط برليف التى مازالت تحير العالم حتى الآن
فمتى نعى قيمة الملحمة العسكرية ونسعى لتوثيقها بالطريقة الصحيحة أم أننا سننتظر للعام القادم لنردد نفس السؤال؟