القاهرة 25 سبتمبر 2016 الساعة 04:27 م
اغتيل الكاتب الأردني ناهض حتر صباح اليوم أمام المحكمة" قصر العدل" في العاصمة عمان، حيث تلقى 3 رصاصات غادرة في الرأس من قبل شخص
ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه.
وكان حتر، يواجه عدة قضايا مرفوعة بحقه؛ بتهمة الإساءة للذات الإلهية، وإثارة النعرات الطائفية؛ بعد نشره قبل نحو شهرين رسمًا يتطاول على الذات الإلهية على حسب وصف سلطات الادعاء والتحقيق
و وجهت سلطات التحقيق تهمة الإساءة إلى الذات الإلهية إلى حتر، بعد أن قام بنشر رسم كاريكاتيري، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، بينما اعتبرت السلطات في المملكة الأردنية الهاشمية الرسم الكاريكاتوري يحمل الإساءة إلى الذات الإلهية ، تحت عنوان ( رب الدواعش ) .
كان حتر قد حذف المنشور من صفحته بعد ان اكد أن الرسم “يسخر من الارهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الالهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الارهابيون”.
وأضاف قبل أن يغلق صفحته الشخصية، أن الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه
للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري.
وتابع أن النوع الثاني، إخونج داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون
وأفاد شهود عيان أن مسلحاً مجهولاً فتح النار على حتر أمام قصر العدل بمنطقة العبدلي وسط عمان. وقالت وكالة الأنباء الأردنية إن المسلح أطلق ثلاث طلقات على الكاتب قبل إلقاء القبض عليه.
وقالت صحيفة "الغد" الأردنية إن قاتل ناهض حتر دخل الأردن يوم أمس قادماً من بلد مجاور، وإنه كان يرتدي "دشداشة" وهو ذو لحية طويلة.
وقالت إدارة الإعلام الأمني في مديرية الأمن العام إنه "صباح اليوم أقدم أحد الأشخاص على إطلاق عيارات نارية باتجاه الكاتب ناهض حتر بالقرب من قصر العدل في منطقه العبدلي أثناء توجهه لحضور جلسة لدى المحكمة وتم نقله على الفور إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة".
وأضافت إدارة الإعلام الأمني أن "فور إطلاق النار تمكن رجال الأمن العام المتواجدون على مقربة من الحادث من القبض على مطلق النار والسلاح الناري الذي كان بحوزته وبوشرت التحقيقات معه للوقوف على ملابسات الحادثة".
يأتي الحادث بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية إثر نشره رسماً كاريكاتيرياً يسخر من "داعش" اتهم أنه "يمس الذات الإلهية"، وقد أثار جدلاً كبيراً في المجتمع الأردني.
وأوقف حتر (56 عاما) في 13 أغسطس الماضي عقب نشر الكاريكاتير على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلا أنه ما لبث أن حذف المنشور من صفحته.
ووجه مدعي عام عمّان إلى الكاتب اليساري تهمتي "إثارة النعرات المذهبية" و"إهانة المعتقد الديني"، وأعلن حظر النشر في القضية. ونفى حتر حينها ما اتهم به مؤكداً أنه "غير مذنب".
وكانت عقوبة أي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل في حال إدانته إلى الحبس ثلاث سنوات.
وكان رئيس الوزراء هاني الملقي طلب من وزير الداخلية سلامة حماد استدعاء حتر واتخاذ الاجراءات القانونية بحقه لنشره "مادة مسيئة".
وحمّل اهل الكاتب ناهض حتر السلطات الأردنية المسؤولية لعدم حمايته، وقال اهل القتيل إن حتر كانت حياته مهددة وإن الحكومة لم تقم بما يلزم لحمايته.
من جانبه، استنكر وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمّد المومني الجريمة النكراء التي راح ضحيتها الكاتب الصحافي ناهض حتر.
وأكّد المومني في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية أن الثقة بالقضاء الأردني وبأجهزتنا الأمنية عالية في متابعة ومحاسبة من اقترف هذه الجريمة النكراء، مشدداً على أن اليد التي امتدت إلى الكاتب المرحوم حتر ستلقى القصاص العادل حتى تكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه جرماً وغدراً وخيانة.
وثمّن المومني ردود الأفعال التي صدرت عن قيادات المجتمع وفعالياته السياسية والاجتماعية والإعلامية، والتي أدانت هذا العمل الإجرامي الذي يتطاول على دولة القانون، مؤكّداً أن القانون سيطبق بحزم على من قام بهذا العمل الآثم، وعلى كل من يستغل هذه الجريمة لبث خطاب الكراهية الطارئ على مجتمعنا.
"إفتاء الأردن": الإسلام بريء من الجريمة البشعة
وفي سياق متصل، استنكرت دائرة الإفتاء العام الأردنية، مقتل ناهض حتر، مؤكدةً أن الدين الإسلامي بريء من هذه الجريمة البشعة".
ودعت في بيان صدر عنها ونقلته وكالة "بترا" الأردنية للأنباء "أبناء المجتمع الأردني جميعاً باختلاف أديانهم وأطيافهم إلى الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتهم الهاشمية ضد الإرهاب ومثيري الفتنة".