القاهرة 19 سبتمبر 2016 الساعة 01:48 م
? ?الخلوة في? ?الجلوة
المنظر?: ?
?( ?قاعه متسعة حيطانها مبنية بالطوب اللبن مدهونة بالجير?- ?في? ?نهايتها مصطبة عالية من الطين أيضا والتي? ?يجلس عليها?( ?الشيخ سيد? )- ?رجل في? ?الأربعينيات بجلباب أبيض?- ?،? ?ويبرز في? ?ركن المصطبة? ( ?جريدة نخل?) ?طويلة،? ?والي? ?جوارها كيس كبير معلق لمصحف،? ?وحوله بعض الخوص?) ?الوقت في? ?العصاري? - ?يقف الشيخ سيد وأمة? ) ?امرأة ريفية في? ?الستين? .. ?يستعدان للخروج من قاعه الخلوة إلي? ?بقية المنزل? .. ?طرق علي? ?باب الخلوة وأصوات نسوة ورجال في? ?الخارج?) ?
أصوات النسوة والرجال? : ( ?من الخارج?) ?أفتح? ?يا شيخ سيد?..?
سيد
?:?
?(?لأمة?) ?خلي? ?الباب مقفول? .. ?قولي? ?لهم? (?مفيش إذن?) ?يا زوار بعد صلاة العصر?..?
الأم? ?
?:?
?(?ترجوه?) ?زوار وحضروا من بعيد وقاصدينك?.. ?حرام? ( ?ترفس?) ?النعمة،? ?ومحملين بالرزق?.?
سيد
?:?
أنا زهقت? ?،? ?والرزق عن طريق?( ?الغلابة? ) ?ما? ?يلزمني?.?
?( ?الطرق والنداءات مستمرة? )?
رجال ونساء
?:?
?( ?من الخارج?) ?أفتح? ?يا شيخ سيد? .. ?أفتح? ?يا مولانا?.?
سيد
?:?
أخرجي? ?لهم وقولي? ?لهم? ?– ما في? ?أمر? ?– مفيش إذن? - ?النهار ولي? ?وما عنده أمر بالدخول?..?
الأم
?:?
?(?حانقة?) ?طول عمرك تعاند نفسك من صباك? .. ?عالم? ?غلابة واصحاب حاجات،? ?وصدقوا كراماتك?.?
سيد
?:?
أي? ?كرامات? ?يا ولية? ?،? ?وهي? ?الخلوة كرامة?!.. ?أنا بعدت عن الناس وكفرت بالخلق في? (?مصر?) ?لما دخلت المعتقل هناك لاجل حق الغلابة? ?،? ?وخرجت من المعتقل ما لقيت ولا ولحد من أصحابي? ?أو من الغلابة منتظرني? ?،? ?ولا واحد فيهم عرف إني? ?كنت في? ?صفة أو في? ?صف الظالمين? ?،? ?وباعوني? ?عند أول ناصية،? ?وانا كنت? ?مستعد أضحي? ?بحياتي? ?لأجل العدل والإنصاف? .. ?ما لقيت لي? ?صدر حنون? ?غيرك وصدر دارنا القديمة في? ?الكفر،? ?ورجعت أعيش جنبك،? ?ولزمت? ( ?الخلوة?) ?أراجع نفسي? ?واكتفيت باللقمة وحب الملح? ?
النداءات والطرق? ( ?من الخارج?): ?إفتح لنا? ?يا شيخ سيد?.. ?مشوارنا طويل والسكة بعيدة?.?
الام
?:?
?(?فرحة ومشجعه?) ?أسمعهم? ?يا شيخ سيد? .. ?خلوتك انشهرت وذاع صيتها في? ?البلاد حوالينا? . ?أنت دخلت في? ?أهل الطريقة واصحاب الكرامات?.. ?والسنين مرت ما بارحت دارك? ?،? ?قصدوك الناس تطلب البركة،? ?ورزقنا وصلنا من عند الله?.. ?حرام عليك تحجد النعمة?..?
سيد
?:?
صعبان علي? ?الناس?.. ?رغم انهم خذلوني? ?في? ?شبابي? ?وضاعت سنين المعتقل هدر?.. ?من? ?غير ما? ?يتغير حالهم?..?
?(?الطرق والنداءات تتزايد?)?
قولي? ?لهم? ( ?مفيش أمر? ) ?في? ?أخر النهار?.?
الأم
?:?
?( ?في? ?لوم?) ?لولا? (?زيارات? ) ?المحبين? ?،? ?وقاصدين الخير? .. ?كنا متنا من الجوع?..?
سيد
?:?
كانت نيتي? ?من ساعه ما رجعت مصر إني? ?ازرع القيراطين بنفسي?..?
الأم
?:?
القيراطين ما? ?يكفونا? ?ناكل? ( ?عيش?) ?حاف?.. ?والقيراطين? (?حيلتنا?) ?بعتهم لاجل أجري? ?وراك في? ?المحاكم وربنا عوضنا بخلوتك? ?،? ?ولقيت لك? (?الجريدة?) ?الطويلة? (?المقري?) ?عليها تضرب بها علي? ?رأس أو ضهر الزوار أصحاب الحاجة علي? ?الغلابة وعيالها? ?،? ?وساعات? ?يقوموا من المرض ترمح كما الرهوان? ?،? ?وتزول الغمة بعد ما تعطيها? (?الحجاب?) ?لاجل تزول العلة من العليل والعليلة? .?
صوت الشيخ مهدي
?:?
?(?ينادي? ?من الخارج دون طرق علي? ?الباب? )?
افتح? ?يا شيخ سيد?:.. ?أنا? (?مهدي?) ?صاحبك لما كنا عيال? ?،? ?ورجعت من السفر? ?،? ?ونفسي? ?اشوفك? .?
سيد
?:?
?(?يتوقف عن مجادلة أمة? ?،? ?ويصيح في? ?فرح?) ?الشيخ مهدي? ?أعز اصحابي? ?ظهر? ?– رجع من السفر? ?وياما مر علي? ?بالي? ?بمرور الايام والسنين? ( ?يسرع الي? ?الباب ويتوقف عندة،? ?ويخاطب أمة ضاحكا?): ?افتحي? ?ياأمي? ..( ?الامر? ) ?وصل? ..?الشيخ الحقيقي? ?وصل?.. ?الشيخ مهدي? ?أبن خالتي? (?أمينة? ) ?جيراننا أيام زمان?..?
الأم
?:?
ياة?.. ?عمر طويل من? ?يوم ما خرجوا من الكفر?.?
سيد? ?
?:?
?(?مهدي?) ?هو الشيخ الحقيقي? ?،? ?وصاحب كرامات? .. ?من عهد الطفولة وهو مكشوف عنه الجحاب،? ?وكنت أعارضة وأخانقة? ?يردني? ?بنفس هادي? .. ?إفتحي? ?الباب? ?يا ولية? ..( ?مهدي? ) ?صاحبي? ?وخلي? ?من صبانا?.. ?يا هل تري? ?من فكرك بي? ?يا مهدي? !?؟ إتفرقت بنا السكك،? ?وضعت في? ?حواري? ?الدنيا وشوارعها? .. ?ضاع مني? ?وياما كان منايا القاه،? ?وياما كان? ?يزورني? ?في? ?المنام في?( ?الحبس?)..?
?( ?يسرع? (?سيد?) ?بفتح باب الخلوة علي? ?مصراعيه?..( ?فيدخل? (?مهدي? )?،? ?ويظهر من خلقة وبالتوالي? ?نساء متشحات بالسواد تحمل بعضهن علي? ?رؤسهن? (?منشات?) ?،? ?وكذا مجموعه من الرجال القرويين حتي? ?أمتلات قاعه الخلوة بالجميع?.. ?يتعانق مع مهدي? ?في? ?حرارة وصمت? .. ?ثم? ?يلتفت الي? ?الرجال? ?الجميع في? ?استغراب?) ?،? ?يا مرحبا?..?
مهد? ?ي
?:?
خلوتك طالبت? ?يا شيخ سيد?..?
سيد? ?
?:?
?( ?الامر?) ?وصل ساعه وصولك? ?يا بركة?..?
مهدي
?:?
?(?مداعبا?) ?أنت البركة كلها?..?
أم جبر
?:?
?( ?التي? ?تتقدم النسوة?- ?تتدخل فيما بينهما?) ?حليمة? ?يا شيخ سيد? .. ?حليمة أم عيسي? ?من عرب? ?بلادها بعيدة? . ?غريبة عن كفرنا? .. ?الحرب حرقت كبدهم،? ?وياما حرقت كبدنا من سنين?.. ?علي? ?رملها مات إبني? (?جبر?)?،? ?ومات عرسان شباب ما عرفوا ليلة الدخلة ولا تحنوا في? ?ليله الحنة?.. ?رملتها بحر كبير? ?غرق عيالنا فيه? ..( ?حليمة? ) ?قصداك وعشمهما في? ?الله كبير? ..(?عيسي?) ?إبنها صابة? (?حال?) ?واحتار فية الدكاترة في? ?البندر?..?
?( ?تظهر الام حليمة ممسكة بيد الصبي? ?المريض عيسي? ?من بين النسوة الواقفات في? ?انتظار? )?
حليمة
?:?
?(?تتقدم في? ?لهفة علي? ?يد الشيخ سيد تقبلها? ) ?إنجدني? ?يا عم الشيخ? .. ?أنا في? ?عرضك? .. ?ياما جري? ?لولدي? .. ?إنكتب علينا الكرب?.. ?الحرب والنار في? ?اراضينا طردتنا من مطارحنا? .. ?إبني? ?ضربة? ( ?الخولي?) ?علي? ?دماغة فقد النطق? .. ?رجع? ( ?يعوي?)?من الغيط?) ?رحنا به البندر عند الدكاترة? .. ?كتبوا له الدوا ودواهم ما? ?يفيد?..?
أم جبر
?:?
وضاعت فلوسها والعوض علي? ?الله? .?
سيد
?:?
?( ?بعد أن أجلس? ( ?مهدي?) ?الي? ?جوار المصطبة? ?ينتبة الي? ?المرأة وإبنها? ) ?يمكن مس من الارض?..?
أم جبر
?:?
?( ?تلاحق سيد? ) ?عيسي? ?سرح مع الانفار? ?ينقي? ?الدودة في? ?غيط القطن? ..?نزلت علي? ?دماغة? ( ?خزرانة الخولي? ?،? ?والدنيا ضهر وحر بؤونة? ( ?يفلق? ) ?الحجر?..?
حليمة? ?
?: ?
وعيسي? ?ما? ?يعرف الدودة ولا جمع القطن?.. ?جري? ?وراة الخولي? ?وضنايا? ?يعوي? ?وخزرانة الخولي? ?علي? ?دماغة?..?
أم جبر
?:?
طاش? .. ?يا عيني? ?صوابة?.?
سيد
?:?
?(?يقف متحيرا بين النسوة ويقترب من عيسي?..( ?وعيناه ترقب جريدة النخل الطويلة مترددا?.. ?وتُقرُب حليمة الصبي? ?من الشيخ الذي? ?اقترب من المصطبة?)?
سيد
?:?
?(?متلعثماَ? ?ومتمتماَ?) ?بسم الله الشافي? ..?
حليمة? ?
?:?
?(?تطارد الشيخ?) ?طردونا عسكر اليهود? .. ?
أمرأة? (?1)
:
الغالية حضرت من عند أحباب ما رجعوا?.?
أم جبر
?:?
بلدهم بحر كبير أصفر?..?رمل
امرأة? (?2)
:
أو? ?يمكن? (?غول?) ?حنكة مفتوح? ?يبلع الخلق? .. ?من راح هناك من عيالنا عمرة ما رجع?.. ?
امرأة? (?3)
:
( غازي? ) ?مسافر ولم? ?يرجع? ?،? ?و(عثمان?) ?عريس أبن ليلتين طلبوه بإشارة من المركز? .?
فتاة
?:?
نسيتي? ( ?خالد? ) ?ياخالة أبن خالتي? ?سكينة الوحيد? ( ?الحيلة?).. ?كان زين الشباب?.?
امرأة? (?3)
:
حرام عليها سينا ما ترحم صبي? ?ولا عجوز? .. ?
حليمة? ?
?:?
?(?منفعلة?) ?سينا بلدنا? ( ?مرية? ) ?وترابها زعفران?.. ?طردونا اليهود? ?ياسيدنا الشيخ?.. ?هربنا أنا وإبني? ?من الهول? .. ?قابلونا علي? ?الجسر ركبنا اتوبيس ووصلنا كفركم?.?
أم جبر
?:?
?(?تواسيها?) ?نحفظكم في? ?رموش العيون? .. ?إسم النبي? ?يحرس لك عيسي? ( ?لسيد?) ?عيسي? ?يا شيخ سيد صبي? ?جميل الصورة? .. ( ?حيلة? ) ?حليمة من الدنيا? .. ?منه لله الخولي? ( ?عبد القوي? ) (?صرعة?) .. ?جري? ?الصبي? ?علي? ?آخر الغيط?.. ?جري? ?وراه? ?يا ولداه بالخرزانه ما رحمة?..?
حليمة
?:?
رجعنا ساعة المغربية? .. ?كان كل? (?جتته? ) ?جمرة نار?.. ?ما نام طول الليل من الحمي?.. ?قعد? ?يصرخ وكأن عبد القوي? ?نازل علي? ?دماغة بالخزرانة? ?،? ?وعند الفجر قام? ?يمشي? ?ما قدر? ?يمشي? ?علي? ?رجليه?.. ?مشي? ?علي? ?اليدين والرجلين? .. ?أكلمة ما? ?يرد? .. ?لسانة مربوط ويعوي? ( ?الصبي? ?يتحرك علي? ?يديه ورجليه فوق الارض ويعوي? )?
أم جبر
?:?
جا.لة مس من الارض?.. ?بسم الله الحافظ?..?
حليمة? ?
?:?
?( ?تتشبث بسيد? ) ?أنجدي? ?يا سيدنا الشيخ،? ?وحياة النبي? ?تنجدني? ( ?تنظر الي? ?من حولها وتتشبث? ( ?بمهدي? ) .. ?كنا مُجبرين علي? ?سروح الغيطان?.. ?معونة الحكومة علي? ?الدوام تتأخر? ?،? ?وكان لابد نسرح الغيطان لأجل? (?اليومية?) ..?سرحنا مع الانفار،? ?وأنا ولية بعيدة عن داري? ?،? ?وعيسي? ?يتيم ما له مُعين? ?غيري? .. ?ساعدوني? ?يا أهل الخير?..?
أم جبر
?:?
هنا الكل أهلك وناسك? ..(?مهدي? ) ?أبو علي? ?المسافر رجع? ?،? ?والمعلم إبراهيم شيخ الجزارين والتجار? (?نواره?) ?البلد،? ?والشيخ سيد،? ?بركتها? .?
امرأة?(?1)
:
الشيخ سيد بركة بلدنا من ساعه ما رجع من مصر?..?
امرأة?(?2)
:
وكفرنا? ?يعيش في? ?حمي? ?خلوتة وبركتها?..?
امرأة?(?3)
:
ولاجل? ?يحافظ علي? ( ?البركة?) ?في? ?الكفر?.. ?وكان? ( ?معذور?) ?لما قفل بابة بعد العصر?.. ?حبس نفسة في? ?خلوته من سنين طويلة? .?
أم جبر
?:?
إطمئني? ?يا أم عيسي? .. ?طلبك مُجاب?.. ?
امرأة?(?4)
:
لو ضربة عمي? ?الشيخ علي? ?إكتافة? (?بجريدته?) ?يخرج منه الشر? .. ?يمكن? (?نظرة?) .. ?نعم? .. ?هي? ( ?نظرة?) ?وأذتة?.?
امرأة?(?1)
:
ممسوس من الاض? .. ?ولدك جميل? ?يا حليمة? ?,, إسم النبي? ?يحرسة،? ?ولوكتب? ?له? ( ?الحجاب?) ?يقوم علي? ?رجلية كما الروهان?.?
سيد
?:?
?(?مُرتبكاَ،? ?ويضع? ?يده علي? ?رأس? (?عيسي?) ?القابع بين قدمية،? ?وينظر? (?لمهدي? )?،? ?وأمة في? ?حيرة وقلق،? ?ويتمتم?) ?ربنا? ?يشفيك? ?يا عيسي?.. (?يرتل?) ?اللهم? ?يا حي? ?يا قيوم،،? ?بك نتحصن? ?،،? ?فأحمنا بحماية كفاية? .. ?وقاية? .. ?حقيقية برهان? .. ?حِرز أمان باسم الله?..?
مهدي? ?
?:?
?(?يقترب من الصبي? ?ويربت علية ثم? ?يربت علي? ?يد سيد? ): ?بسم الله الشافي? .. ?قلبي? ?عندك? ?يا عيسي?.. ?قلبي? ?عندك? ?يا أم عيسي?.?
حليمة
?:?
?( ?في? ?لهفة لسيد?) ?اطرد الشر?.. ?ابعد الشر عنه? .. ?يا خوفي? ?الولد? ?يضيع مني? ?يا أم جبر
أم جبر
?:?
أبوة مات? (?جبر?) ?عند الجبل في? ?الحرب،? ?وأندفن في? ?رملة طاهرة? .. ?سينا ورملة سينا وجبال سينا في? ?كرب?.. ?سينا محبوسة?..?
سيد
?:?
?( ?ينظر الي? ?مهدي?)..?كلنا محابيس?.?
أم جبر
?:?
وحبسنا طال?..?
سيد
?:?
كان نفسي? ?تكون خلوتي? ?هناك? ?
مهدي
?:?
?(?لسيد?) ?الخلوة الحقيقية? ?يكون فيها الجسد مع الخلق،? ?والقلب مع الرب?.. ?وخلوة القلب?..?
سيد
?:?
?(?جانبا لمهدي?) ?ضاقت عليٍّ? ?خلوتي? ?يا شيخ مهدي? .. ?هموم الناس جبال فوق كتافي?..?
مهدي
?:?
الخلوة في? ?الجلوة? ?يا شيخ سيد?.. ?الخلوة في? ?الجماعه?..?
حليمة
?:?
?(?تصرخ في? ?سيد? ) ?عيسي? ?أمانه في? ?رقبتك?..?
سيد
?:?
?(?بفزع?) ?لا? ?– عيسي? ?أمانه عند ربنا?.. ?أنا عبد? ?،? ?وربنا الشافي?..?
حليمة
?:?
?(?تحتضن ولدها في? ?لهفة وتتحلق حولها أم جبر والنسوة?) ?دلني? ?علي? ?الدوا اشترية? .. ?سعيت وراة في? ?البنادر عند الدكاترة? .. ?ما عندهم? ?غير برشام ودوا مر،? ?والحال هو الحال?..?
سيد? ?
?: ?
?(?في? ?تردد?) ?دوا عيسي? ?ما نعرف نشترية?.. ?
حليمة
?:?
?(?ملتاعة?) ?أمنت بالله?..?
أم جبر
?:?
?(?تلاحقة?) ?لكن انت الدليل? ?يا شيخ?..?
حليمة
?:?
تهنا وانت الدليل?..?
أم جبر
?:?
أنت النجدة والمرشد?..?
سيد
?:?
?(?ينظر? (?لمهدي?) ?في? ?حرج?) ?النجدة من عنده?..?
حليمة? ?
?: ?
?( ?مولولة وتخبط علي? ?صدرها? ) ?يا حرقة قلبك علي? ?ولدك? ?يا حليمة? .. ?غريبة? .. ?لا بر ولا مرسي?.. ?رد علي? ?سؤالي? ?يا شيخ? .. ?لو كنت تعرف جاوبني?..?
سيد
?:?
?( ?مُنفعلاً?) ?لو كنت اعرف ما وقفت قدامك مكتوف اليدين?..?
حليمة
?:?
إن كنت ما تعرف? ?يكون? ?يا ويلي?..?
سيد
?:?
?( ?في? ?تحرج?) ?قدري? ?ومكتوبي?..?
أم جبر
?:?
?( ?تتدخل?) ?لا? .. ?كراماته شهد لها أهل الكفور? .. ?صحيح? ?يمكن ما كان عنده إذن بالدخول عليه?..?
حليمة
?:?
أنا دخت بين الاطبا في? ?البنادر ما? ?غاثوني?.( ?لسيد في? ?رجاء?) ?انت تنجدني? ?وما سواك? ?ينجدني? . ?
أم جبر
?:?
?(?تشجع سيد?) ?أت تعرف ترد لهفة الملهوف? ?،? ?ولا? ?غيرك? ?يعرف?..?
أمرأة?(?1)
:
إليك نمد الأيادي?.?
أم جبر
?:?
سرك باتع وعزمك قوي
أمراة? (?2)
:
ومن? ( ?للغلابة? ) ?سواك؟?!?
أمرأة?(?3)
:
ومن? ?يغيثنا? ?يا قطب الغوث ؟? !?
أمراة?(?4)
:
ومن? ?يخفف الهم? ?،? ?والبلوي? ?علينا ؟? ! ?وكيف? ?يعيش الغلابة بلا أب وصدر حنون ؟? !?
سيد
?:?
?( ?يتجه الي? ( ?مهدي? ) ?مستنجدا? ) ?انجدني? ?يا شيخ مهدي? . ?الدنيا عتمة قدامي? ..?
مهدي
?:?
?( ?متألما? - ?لحليمه? ) ?يا أم عيسي? ?همك وجعني? ..?
سيد
?:?
?( ?لمهدي? ) ?خلوتي? ?كانت مع نفسي? ?،? ?ظنوها كرامة? .. ?
مهدي
?:?
الكامل? ?يا سيد من قعد بين الخلق? ?يبيع ويشتري? ?،? ?ويختار له حليلة ويختلط بالناس? ?،? ?ولا? ?يغفل عن مولاه لحظة? ..?
سيد
?:?
?( ?صارخاً? ) ?أنا فقير? ?يا ناس? .. ?ما عندي? ?كرامات? ..?
مهدي
?:?
ليس? ( ?بالكرامات? ) ?يكون الأنسان? ?،? ?وانما بالقرب من الناس والعمل بالكسب الحلال? ..?
سيد? ?
?:?
?( ?جانبا لمهدي? ) ?ساعدني? ?يا? ( ?مهدي? ) ?في? ?محنتي? ?،? ?ولك الثواب عند الله? ..?
أم جبر
?:?
?( ?تقترب من? ( ?سيد?) ?غاضبة? ) ?فجعت الولية في? ?أبنها? .. ?حرام عليك? .. ?ساعدها? ..?
سيد
?:?
ربنا? ?يساعدنا كلنا? .. ?ما باليد حيلة? ?يا أم جبر?.. ?
ابراهيم الجزار
?:?
يتقدم? ( ?ابراهيم الجزار? ) ?من بين السيدات والرجال ويواجه? ( ?سيد?) ?في? ?تعجب? ?غاضب?). ?شيخ كفرنا له مقامه وهيبته? ?يا نسوان? .. ?لكن عتابي? ?عليك وأنا? (?المعلم إبراهيم? ) ?سيد الجزارين في? ?الناحية أني? ?أدق علي? ?بابك ساعات وما تفتح لي? ?،? ?وأنا كنت فاكر ان مقامي? ?كبير عندك? !! ?خاصة وفي? ?صحبتي? ?ضيوف عندي? ?وقاصدينك? .. ?لا? ?يا شيخ سيد? .. ?أنا كنت نسيت? ?يوم ما سألتك عن صاحبي? ?وخلي? ( ?سيد الصعيدي? ) ?تاجر الخضار علي? ?الجسر? ..?
رجل? (?1)
:
( مقاطعا?) ?الله? ?يرحمه? .. ?طالت? ?غيبته عن? ( ?فرشته?) ?علي? ( ?الجسر? ) ?وكذبوا? (?أهله?) ?وقالوا? ( ?في? ?الصعيد عند أهله? ?،? ?وأهله هناك قبيلة كبيرة? ..?
ابراهيم
?:?
لجأت لك ما عرفت ترد علي? ?سؤالي،? ?وقولتي? ?يمكن في? ?الهول?.. ?في? ?سينا
رجل? (?2)
:
وفجأة رجعت به عربية الاسعاف كوم شاش وقطن? ..?
رجل? (?3)
:
وقالوا? : ?ادفنوه من? ?غير? ( ?صوات?) ?ولا كلمة عزا? ..?
رجل? (?4)
:
وعرفنا انه ضاع في? ( ?هول?) ?الحرب?.. ?بعد ما? ( ?انكسرنا? )..?
ابراهيم
?:?
كان? ( ?ميتنا? ) - ?صاحبي? ?وخلي? .. ?عبارة عن شاش وقطن? : ?ما عرفت تدلني? ?هل كان الشاش والقطن هو جسد سيد الصعيدي? ?،? ?أو? ?يمكن شاش وقطن?..?
رجل? (?1)
:
أو? ?يمكن شبحه? ..?
ابراهيم
?:?
والله ما صدقت? ?،? ?وأنا دفنت الجثة بيدي? ! ?ما عرفت انت تدلني? ?،? ?ولزمت خلوتك? ?،? ?وقفلت باب الخلوة? ?،? ?وأعطيت ضهرك للعالم?.. ?يسرح أولاد الحرام في? ?البلد،ويحكم فينا أبن الزنا?. ?
رجل? (?1)
:
غمضت عينيك عن كل شئ في? ?الكفر? ?،? ?والناس مصدقاك? !?
رجل? (?2)
:
غمضت عينيك عن المتعاجب والفرحان بالغني? ?والجاه? ?،? ?وعن الجيش الساعي? ?انه? ?يكون من حاشية الحكام? ?،? ?ومن دعي? ?نفسه لكرسي? ?الحكم بدون استئذان? ..?
سيد
?:?
?( ?صارخا? ) ?أما أنا? ..?ما جنيت? ?غير حبسي? ?في? ?الخلوة?.. ?في? ?دار مهدومة في? ?أخر الكفر?.. ?يا ناس ارحموا? ..?
أم جبر
?:?
?( ?تتدخل? ) .. ?حتي? ?الأطبا احتاروا في? ?شفا? ( ?عيسي? ) ?،? ?والبركة فيك? ?يا صاحب الكرامات? ..?
?:?
?( ?عيسي? ?يعوي? ?زاحفا علي? ?الأرض? )?
سيد
?:?
?( ?صارخا?) ?كذب? .. ?كله كذب? ( ?الي? ?مهدي? ) ?يا شيخ مهدي? .. ?ابن الولية المهاجرة من سينا حار فيه الأطبا? .. ?إنجدوه? ?يا نا س?..?
?:?
?( ?لحظة صمت وذهول بين الجميع? ) .. ?يا شيخ مهدي? .. ?أنا كان مقصدي? ?قبل دخول المعتقل اني? ?أساعد كل أصحاب الوجيعه وأزيح من علي? ?عقول الناس العما? ?،? ?وبعد خروجي? ?من المعتقل نويت أقعد في? ?داري? ?كافي? ?خيري? ?شري?..?،? ?وفي? ?الخلوة أمان? ..?
مهدي
?:?
?( ?مقاطعا? ) ?وبعون الله تقدر في? ?الخلوة? .. ( ?صمت قصير? ) ?لا بجريدة النخل الطويلة في? ?يديك? ?،? ?ولا بالضرب بها علي? ?الرأس او الكتاف والضهر? ?،? ?ولا? (?بالحجاب? ) ..?
سيد
?:?
?( ?مقاطعا أيضا? ) ?أنا كنت عابر اني? ?كنت أضرب بها البلا والشر من? (?جواهم?) ?،? ?والناس صدقتني? ..?
مهدي
?:?
وهم? ?يا شيخ سيد?.. ?وهم? .. ?حتي? ?ولوكانت نيتك خير? .. ?لا بالحجاب تظهر الكرامة والبركة ولا? (?بالجريدة?) ..?
سيد
?:?
يا شيخ مهدي? .. ?بعد خروجي? ?من المعتقل لا أخترت خلوتي? ?وحبسي? ?،? ?وعجزي? ?عن السعي? ?بين الناس? ?،? ?وكأنهم كانوا كلهم? ( ?أمر?) ?بالخلوة? ?،? ?وما قدرت الهروب? ?
ابراهيم
?:?
?( ?متهكما? ) ?اذا كان ما في? ?مقدورك تسعف أم ملهوفة? .. ?يكون وجودك في? ?الكفر شر? ..?
أم جبر? ?
?:?
?( ?تتدخل? ) ?يا معلم ابراهيم? .. ?الشر? ( ?بره وبعيد? ) .. ?وتتجة? (?لسيد الذي? ?ينحني? ?عاجزا علي? ?الصبي? ?الذي? ?يعوي?).. ?نفسك الطاهر? ?ينجية? ..?
سيد
?:?
?( ?ممسكا بالصبي? ?الذي? ?يستمر في? ?العواء شاعرا بالعجز فيكاد? ?يبكي?) ?،? ?بسم الله? ..?
?( ?فترة صمت قصيرة? ) ?ما في? ?مقدوري? ?غير اني? ?أدعي? ?دعا العواجز? ?،? ?وأقول? ?يا رب? ?،? ?وأطلب العزم من أهل العزم? .. ?الغمة طالت? ?يا سيدي? ?أحمد? ?يا رفاعي? .. ?الغمة طالت? ?يا سيدي? ?أحمد? ?يا بدوي? ?،? ?وياسيدي? ?أبراهيم? ?يا دسوقي? ?،? ?يا أصحاب العزم والهمة? ?،? ?وأنت? ?يا سيدي? ?يا جيلاني? .. ?انجدني? ?يا قطب الغوث? ?يا متولي? ..?
مهدي
?:?
?( ?يربت علي? ?كتف سيد?) ?هون علي? ?نفسك? ?يا سيد? ..?
أبراهيم? ?
?:?
?( ?غاضباً? ) ?يعني?.. ?هي? ?خلوتك كانت لعبة ولعبتها علينا وشربناها? ! ?؟
مهدي
?:?
?( ?مُدافعاً? ?عن سيد? ) ?كلنا في? ?الهم سوا? ..?
أمراة? (?1)
:
عيني? ?علينا? ?يا? ?غلابة?.. ?ما عاد لنا نصير? ?يمد? ?يده? ?يساعدنا? .?
أمرآة? (?2)
:
خلاص? .. ?ما عاد لنا سند? ! !?
سيد
?:?
?( ?ينظر لعيسي? ?في? ?أسي? .. ?مناحيا نفسه? ) ?يا لهفتي? ?عليك? ?يا عيسي? ?،? ?ويا لهفة نفسي? ?علي? ?نفسي? .. ?يا لهفتي? ?عليك? ?يا سيد تهرب من سجون ومعتقلات لسجون خلوتك? .. ?يطاردوني? ?حتي? ?في? ?خلوتي? !!?
أم جبر
?:?
?( ?تضرب صدرها في? ?جزع وتولول وهي? ?تخاطب الجميع?) ?ولت عنه? (?الولاية?) ?وبركته أهل الله? .?
إبراهيم
?:?
?( ?غاضباً? ) ?عيب عليك? ?يا شيخ سيد تخيب ظننا? ..?
أمراة? (?3)
:
( تولول? ) ?دلونا? ?يا خلق? ..?
أمراة? (?4)
:
حياري? ?في? ?بحر? ?يا عيني? ?،? ?والموج شديد?..?
سيد
?:?
?( ?مناجيا نفسه وكأنه? ?يخاطب مهدي? ?بينما? ?يخاطب الجميع? ) ?موج وبحر ماله? (?قرار?) .. ?قصدتكم خذلتوني? ..?
الأم
?:?
?( ?تتدخل? ) ?يا ناس حرام عليكم? .. ?طول عمره? ?يتنقل من سجن لسجن? ..?
سيد
?:?
جوعت أمي? ?وأهلي? ?،? ?وعلي? ?استعداد في? ?كل ساعة أموت لأجل الغلابة? ?،? ?والغلابة خذلوني? ?،? ?ولما أفرجوا عني?.. ?سعيت هنا لخلوتي?.. ?قلتم علي? ?من أهل الله? ?،? ?وصدقت لأننا كلنا من أهل الله? .?
الأم
?:?
حسرة عليك? ?يا ابني? ?،? ?و?(?ياريتك? ) ?ما دخلت سجون? .. ?جلبت علينا الفقر والجوع والقهر? ..?
سيد
?:?
وفرحت في? ?البداية بالخلوة لما لجأ لها الناس الغلابة شبهي? .. ?أصحاب الحاجات وقلت? ?يمكن ربنا له حكمة في? ?هروبي? ?للخلوة إني? ?أكمل مشواري? ?في? ?خدمة الخلق? .. ?لكن للأسف كنت موهوم?.. ?لأني? ?وأنا في? ?الخلوة كنت فاكر ان الناس في? ?يوم من الأيام تفهم وتصحي? ?من النوم? .. ( ?في? ?مرارة? ) ?كانت النتيجة ان أنا دخلت في? ?صحبتهم في? ?النوم? ?،? ?وطال النوم? ..?
إبراهيم
?:?
?( ?متُهكماً? ) ?أنت كان نفسك تكون شيخ? . ?ولك? ( ?كرامات? ) ?،? ?حتي? ?آمنا بك? (?الشيخ سيد شيخ كفرنا?) ?،? ?وقربنا نبي? ?لك مقام? - ?تخلي? ?بنا? ?تتخلي? ?عنا؟?!?
سيد
?:?
ادفنوني? ?في? ( ?تربة? ) ?من? ?غير? (?مقام?) .. ?أنا أبن كفركم مالي? ( ?مقام?)..?
أم جبر
?:?
?( ?هامسة لابراهيم? ) ?،? ?يا معلم ابراهيم? .. ?بركة أهل الله ولت عنه? .. (?سيد?) ?تاه منه الكلام? ?،? ?والكلام مداوي? ?وطبيب? .. ?تاه منه الكلام،? ?وباطل مفعوله? ..?
مهدي
?:?
ارحم نفسك? ?يا شيخ سيد? .. ?عمرك ضاع? ?،? ?وفي? ?أخر المشوار فتحت دكان? (?بركات? )..?
سيد
?:?
أنا ما فتحت دكاكين? .. ?أنا لزمت خلوتي? ..?
مهدي
?:?
الخلوة في? ?الجلوة بين الناس? ..?
الأم
?:?
?( ?في? ?أسي? ) ?أنا السبب? .. ?شفت عليه علامات? ( ?الولاية? ) ?بحق وحقيق? .. ?في? ?منامه وسرحانة في? ?حب الله? .?
سيد
?:?
لجأت(لخلوتي?) ?يا شيخ مهدي? ?بعد سجن الظالم لأصحاب المبادئ? ?،? ?ولما? ?يأست إن? (?الثورة?) ?تقوم? ..?
إبراهيم
?:?
?(?متهكما?) ?ثورة?!!..?،وأنت الزعيم?!! ?دخلت السجن لأجل نفسك? .. ?كان نفسك تكون? (?كبير?) ?وتتشبه بالكبار? ?،? ?وتكون كبير بين الأكابر?.. ?أنت? ?يا? (?أبن صابحة?)!!?
سيد
?:?
?( ?وهو مازال? ?يحتضن الصبي? ?عيسي? ?الذي? ?يعوي? ?،? ?وقد أخذ العواء? ?يخفت قليلا وبالتدريج?).. ?وانا في? ?السجن قلتم مجنون? .. ?متهور وعبيط? .. ?ضيع نفسه هدر? ?،? ?وحلفت لكم قبل سجن الخلوة?..?
مهدي
?:?
?(?مُعترضاً? ) ?الخلوة ماهي? ?سجن? ..?
سيد
?:?
?( ?متأسيا?) ?الظاهر اني? ?مكتوب علي? ?أخرج من سجن لسجن? ..?
ابراهيم
?:?
?( ?غاضبا? ) ?فات الميعاد? ?يا سيد? .. ?أنت ما عدت تخدع الكفر وأنا موجود? . ?يمكن تقدر تضحك علي? ( ?شوية? ) ?نسوان مساكين? .. ?انما أن لا? .. ?أنا أدخل فيك السجن? ..?
الأم
?:?
?( ?تصطدم بابراهيم? ) ?ابعد شرك عنا? ?يا ابراهيم? .. ?وخلينا في? ?حالنا? ..( ?للجميع? ) ?أنتم ناسيين اني? ?ياما قصدتكم تساعدوني? ?في? ?احتياجي? ?وابني? ?في? ?السجن? .. ?قلتم لي? : ?أبنك ضيع نفسه لأجل السياسة? ?،? ?وقعدت اندب حظي? ?وسكت? ..?
سيد
?:?
?( ?للجميع?) ?وخرجت لكم وقلت لكم? ( ?الهول? ) ?في? ?الطريق? ?،? ?وفعلا انهزمنا،? ?وكانت بشاير الهزيمة واضحة?.. ?من قبلها بسنين في? ?رجعة عساكرنا من? ?غزه بأطقم الصيني? ?المستورد في? ?سوق? ?غزه الحر،? ?وواضحة في? ?حريفة تهريب البضاعة? ?،? ?وفي? ( ?الكورة? ) ?حتي? ?من? ?غير انتصارات حقيقية? ?،? ( ?وصريخ? ) ?الميكروفونات هنا وهناك? ?،? ?وصوتها العالي? ?بالكلام الطنان الرنان تمجد في? ?بني? ?أدم واحد? .. ?فرد? .. ?متحكم في? ?رقاب الناس? ?،? ?والناس تتقوت علي? ?كلام?.. ?كلام عن العزة والكرامة? ?،? ?وأرفع رأسك? ?يا أخي? ?فقد مضي? ?عهد الاستعباد? ?،? ?وفي? ?نفس الوقت الصهانية هاجمين? ?،? ?وانهزمنا وأنتم دفعتم التمن? ?،? ?ولما حبست نفسي? ?في? ?داري? ?قلتم?: ?شيخ وصاحب بركات? ( ?صدقوه? )!!?
إبراهيم
?:?
?( ?تأتي? ) ?يا سيد نفسك ترجع المعتقل? .. ?والله لأبلغ? ?عنك? ..?
أم جبر
?:?
?( ?تمهل إبراهيم ومازالت تتعلق بالأمل?)?،? ?انسي? ?يا شيخ? .. ?زمن مضي? ?يا أبني? ?،? ?وكل شئ راح لحاله? .. ?أجبر بخاطر? ( ?حليمة? ) ..?
سيد
?:?
?(?ينظر لأم جبر في? ?أسي? ) ?ربنا عليه جبر الخواطر?..?
أم جبر
?:?
?(?بنفس نغمة الرجاء? ) ?زمان مضي? ?وراح? ?،? ?انسي?.. ?وكل وقت وله ادان? ..?
حليمة
?:?
?(?تنوح? ) ?خرزانه الخولي? ?رجعت? (?عيسي?) ?لساعة ما قتل اليهود اخواته واهلنا وسال دمهم قدام عينيه? ( ?تمسك بسيد?) ?دوا الاطبا باطل و? (?عِلة?) ?عيسي? ?بين? ?يديك?..?
?(?يبتعد? (?سيد?) ?مرتعبا عن عيسي?.. ?الذي? ?ينفر منه, ويعوي? ?عواءا حيوانيا?)?
أم جبر
?:?
?(?تحفز سيد?) ?كراماتك? ?يا شيخ سيد?..?
سيد
?:?
?( ?يتشجع ويعود الي? ?الصبي? ?محاولا? ( ?رقياه?) ?ويلامس رأسه(وكتفيه? ?،? ?ويردد? ) ?بسم الاله الخالق الأكبر? ?،? ?وهو حرز مانع مما أخاف وأحذر? .. ?لا قدرة لمخلوق علي? ?قدرة الخالق? .. ?يلجمه بلجام قدرته? ?،? ?أحمي? ?حميثا? ?،? ?أطما طميثا? ?،? ?وكان الله قويا عزيزا? .. ?حمسعق حمايتنا? ?،? ?كهيعص? ?،? ?كفايتنا? .. ?فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم? ?،? ?ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي? ?العظيم? ?،? ?وصلي? ?الله علي? ?سيدنا محمد وأله وسلم?.. (?ينظر الجميع? ?في? ?ترقب(لعيسي?) ?أثناء توقف? ( ?سيد?)?،? ?وفجأة? ?يزحف عيسي? ?علي? ?يديه ورجليه? ?يعوي? ?– ليخرج من باب المكان الواسع،? ?وقد أوسع له الجميع الطريق في? ?ترقب وجزع الي? ?الشارع? ..?فتسير خلفه? ( ?حليمة? ) ?وأم جبر? ?،? ?والنسوة? - ?بينما? ?يتحلق? (?مهدي? ) ?والأم وابراهيم و بعض الرجال حول? ( ?سيد?)).?
مهدي
?:?
أخرج للصبي? ?يا سيد?..?
سيد
?:?
والخلوة ؟
مهدي
?:?
الخلوة في? ?الجلوة بين الناس? ..?
الأم
?:?
?( ?متشبثة بسيد? ) ?والأمر? .. ?،? ?والأحكام? ..?
مهدي
?:?
خروج الصبي? ?يمكن? ?يكون? ( ?علامة? ) ..?
أبراهيم
?:?
?( ?يخفف من لهجته ويقول في? ?تردد وكأنه عاد? ?يؤمن بكراماته? ) ?أخرج? ?يا مولانا اسعفه? ..?
مهدي
?:?
أخرج? ?يا صديق الصبا? ..?
سيد
?:?
مكتوف القدمين واليدين? ?،? ?الصبي? ?أنا, وأنا الصبي? ..?
الأم
?:?
الأوامر والأحكام?.. ?
مهدي
?:?
كلها أوامر وأحكام من الشيطان? ..?
أبراهيم
?:?
انت ملزم قدامنا ومكلف? ..?
سيد
?:?
?( ?في? ?مرارة? ) ?وأنتم ؟ ساعدوني? ..?
أبراهيم
?:?
كلنا طالبين المساعدة? ..?
مهدي
?:?
الناس محتاجة? ?،? ?والنسيان دوا? ..?
سيد
?:?
صحيح? .. ?النسيان دوا? ?يا شيخ مهدي? .. ?أنا حقيقي? ( ?متكتف? ) .. ?الخلوة مكتفاني? ?،? ?والخوف محاصرني? .?
أبراهيم
?:?
?( ?في? ?حماس? ) ?الساعة ساعتك? ?يا بطل الكفر? .. ?روح الصبي? ?متعلقة بكلمة منك? ..?
الأم? ?
?:?
?( ?تحاول? ?منع سيد? ) ?أوعي? ?تهجر خلوتك والعهد? .. ?حياتك في? ?الخلوة? .. ?أوعي? ?تتخلي? ?عنها? .. ?تكون ضيعت عمرك هدر? ..?
سيد
?:?
الصبي? ?طلبني? ?بالاسم أخرج له? ?،? ?أنا عاجز اخرج ـ خطوتي? ?مقيدة?.. ?
الأم
?:?
أحكام? ?يا أبني? .. ?الخلوة أحكام? ..?
سيد
?:?
? ?لا?.. ?يا أمي? ?الصبي? ?خرج نفور مني? ?أو? ?يمكن? ?يحقق المعجزة وربنا? ?يشفيه? .?أنا خارج له?.. (?يدفع إبراهيم? ?،? ?بعض الرجال? (?سيد?) ?للخروج من باب? ?الخلوة في? ?اثر الصبي? ?ـ بينما? ?يقف مهي? ?يراقبهم في? ?هدوء?.?
إبراهيم
?:?
?( ?صائحا في? ?فرح)الشيخ سيد انفك حبسه? ?يا ناس? .. ?بشري? ?وعلامة?..?
الام
?:?
?( ?التي? ?لم تخرج في? ?أثرهم تلطم خديها صارخة في? ?الخلوة الخالية? ) ?الشيخ? (?سيد?) ?هدم الخلوة وانكشف سره? .. ?ضاعت البركة والرزق? ?يا هوه? .. ?
المشهد الثاني
?( ?رحابية? ) ?أمام منزل الخلوة? ?،? ?ويحيط بها بعض منازل القرية? - ?تقف حليمة? ?،? ?وأم جبر وبقية النسوة? ?يتحلقن حول الصبي? ?عيسي? ).. ?
حليمة في? ?ابتهال نطق بكلام ما? ?يفسرة? ?غيره? .. ( ?تنادي?) ?أخرج لعيسي? - ?ولدي? ?عيسي? ?ضنايا في? (?شدة?) (?بينما النسوة تكاد تولول? ) .?
امرأة? (?1)
:
هاتوا لي? ?طبيب? ?يرحم عذاب الصبي? ?وأمه مكسورة الخاطر? ..?
امرأة? (?2)
:
لأجل خاطر البني? ?وكل الاوليا?..?
امرأة? (?3)
:
ولك الثواب? ?،? ?واليوم وقفه عيد الضحية? ..?
أمرآة? (?4)
:
كمل جميلك في? ?يوم عيد الضحية
أم جبر
?:?
أخرج? ?يا شيخ سيد? ?يا ولدي?.. ?لأجل نفرح كلنا في? ?يوم وقفة عرفات? .. ?تعود عليك الأيام بخير? ..?
?:?
?(?يخرج سيد ببطء خلف الرجال? ?،? ?إبراهيم? ?،? ?ومهدي? ?،? ?ورجلان? ?،? ?والأم? - ?تزغرد بعض النسوة عندما? ?يجدن? ( ?سيد?) ?خارجا من عتبة? ( ?الخلوة?.. ?في? ?فرح الشيخ سيد انفك حبسه? .. ?بشري? ?وعلامة? .. ?
الأم
?:?
?( ?بصوت مكتوم? ) ?الشيخ سيد هدم الخلوة علي? ?رؤوسنا? ?– يا رب سترك?..?
?( ?يتقدم سيد?) ?بين الجميع فيفسحون له الطريق? ?الي?( ?عيسي?) ?الراقد في? (?حجر?) ?أمه? ?،ومن خلفهما أم جبر? ?،? ?ويتابعه إبراهيم ومهدي? ?والآخرون? - ?يتلقف? (?سيد?) ?الصبي? ?من? (?حجر?) ?امه بين? ?يديه? - ?فيسقط جثة هامدة? - ?وصرخات الام والنسوة? ?– بينما? ?يحتضن? (?سيد?) ?الصبي? ?وينخرط في? ?البكاء?).?
حليمة
?:?
?( ?في? ?لوعه?) ?أسعفة? ?يا مولانا? .. ?رُد فية الروح? ?
مهدي
?:?
?(?مفزوعا?) ?استغفر الله العظيم? .. ?الروح من عند ربنا? ..( ?ينظر الي? ?الجميع? ) ?عوضك علي? ?الله في? ?ولدك? ?يا حليمة?..?
سليمة
?:?
?(?متشبثة بالأمل?) ?اكشف عليه? ?يا? ( ?المداوي?) .. ?ببركة العيد ووقفة عرفات،? ?وغسل الذنوب،? ?والأيام المبروكة،? ?ونفسك الطاهر?..?
مهدي
?:?
ما باليد حيلة? ?يا خالة?..?
حليمة
?:?
?( ?تنصرف عن? ( ?سيد وترتمي? ?في? ?أحضان? ( ?أم جبر?) ?– ولدي? .. ?وحيلتي? ?مات? ?يا أم جبر?.?
أمرأة? ?
?:?
فكرتينا بالغاليين في? ( ?الجهادية? ) ..?
أم جبر
?:?
والغالي?(?جبر?) ?مات في?(?الجهادية?)?،? ?وكان? ?يوم عيد? .. ?أهو حتما علينا تموت فرحتنا في? ?يوم العيد!؟
امرأة? (?2)
:
الصبي? ?جدد بكانا علي? ?عيالنا،وما كنا ننساهم،? ?ويما نيسنا?..?
امرأة? (?3)
:
قلبنا موجوع علي? ?الصبي? ?،? ?والصبر دوا? ?يا أم الصبي? ..?
أم جبر
?:?
?( ?تردد?) ?في? ?باطني? ?جرح? ?يا طبيب? .. ?فيه? ( ?شمية? ) ?وفواره? ?،? ?وفيه مراكب بتوسق جبس وحجارة?.?
أمرأة? (?2)
:
( ترد عليها? ) ?جابوا المداوي? ?علي? ?بغلة وطرق الباب? ..?
أمرأة? (?3)
:
كشف المداوي? ?علي? ?الجرح? ?،? ?واتاخر? ( ?تمان? ) ?أقصاب? ..?
أمرأة? (?4)
:
قال المداوي? : ?عيطوا? ?يا رفاقه?.. ?قليل إن طاب? ?
مهدي
?:?
الله? ?يعوض عليك? ?ٍ? ?يا أم الصبي? ?
أمرأة? (?1)
:
الحزن مكتوب علينا حتي? ?في? ?الأعياد?..?
ام جبر
?:?
?( ?تندب?) ?يا عيد? - ?عيد عند الجيران ورَوْحْ? .. ?إحنا حزاني? ?وقلبنا مجروح? .. ?يا عيد عيد عند الجيران وامشي? .. ?دا إحنا حزاني? ?وقلبنا مكوي? ..?
أمرأة? (?1)
:
( ترد عليها في? ?الندب والعديد? ) ?بني? ?له بيت? ?،? ?والهم في? ?قلبي? ?بني? ?له بيت? - ?بني? ?بناية مثلها ما رايت? ..?
حليمة? ?
?:?
?( ?تنتزع الصبي? ?من بين احضان? ( ?سيد?) ?،? ?ويبقي? (?سيد?) ?راكعاً? ?في? ?مكانه? ?،?(?بينما? ( ?تعدد?) ?حليمة علي? ?أبنها? ) ?طلعت الجبل ولقيت? ( ?زرزورة?).. ?مكتوب ومسطرعلي? ?القورة?.. ?طلعت الجبل ولقيت? ( ?قِمرْية?).. ?مكتوب ومسطر علي? ?عيني?.. ( ?تتجه الي? ?الجميع في? ?حزم? ) ?نرجع به سينا? ?،? ?وندفنه هناك في? ?الجبل? - ?ساعدوني? ?يا ناس? ..?
مهدي
?:?
?(?يتدخل?) ?كلها أرض الله? ?يا حليمة? .. ?هنا دارك،? ?والجبل دارك? ..?
حليمة
?:?
?(?في? ?تصميم?) ?لابد من الجبل? ?،? ?وأدفنه جنب أهله في? ?الرمل?.?
أم جبر
?:?
?( ?تترك الجميع وتتجه الي? (?سيد?) ?الراقد علي? ?ركبتيه في? ?صمت? ) ?منك لله? .. ?أنت السبب? .. ?ما? ( ?قريت? ) ?عليه كلام? ?يشفيه? ?،? ?وأنا كنت? ( ?عشمانه?) ?فيك? - ?قتلتة? .. ?دم عيسي? ?في? ?رقبتك? ..?
حليمة? ?
?:?
?( ?تكلم نفسها? ) ?أنا كنت? ( ?مستنظراه? ) ?يكبر ويسندني? .. ?انكسر? ( ?ضهري? ) ..?
أم جبر
?:?
?( ?تتهجم علي? ?سيد?) ?حسبي? ?الله ونعم الوكيل فيك? .. ?ضيعت? ( ?البركة? ) ?من كفرنا? ..?
?( ?سيد في? ?مكانه مستكينا? ?يبكي? )?
مهدي
?:?
?( ?يتدخل? ) (?سيد?) ?عبد عاجز من عباد الله? ?يشبهنا كلنا? - ?جاهد في? ?شبابه لأجل الناس? . ?اعتقلوه الحكام? ?،? ?ولما خرج لجأ لخلوته قصدتوه وعملتم منه شيخ وصاحب كرامات?.?
حليمة
?:?
?( ?تنوح? ) ?عيسي? ?يا ولدي?. ?وبعض النسوة تحمل الصبي? ?تحمل الصبي? ?فتساعدها بعض النسوة? ?،? ?ويسرن به داخل القرية ويتحرك بعض الرجال بعد ان? ?ينظرن شزرا? ( ?السيد?) ?الذي? ?بدأ? ?ينكمش في? ?مكانه? .. ?يحاول? ( ?مهدي?) ?أن? ?يأخذ بيده لينهض كي? ?يتجه نحو باب الخلوة? - ?بينما? ?يبقي? ?بعض الرجال و النسوة? ?ينظرن? (?لسيد?) ?في? ?غضب? - ?الذي? ?يحاول مترددا ما بين العودة الي? ?الخلوة أو السير خلف حليمة ومن معها لكن قدميه لا تسعفاه? ?،? ?ويتصدي? ?له? ( ?ابراهيم? ) ?بعصاه الغليظة? ?،? ?ويمنعه من السير خلف موكب حليمة? )?
ابراهيم
?:?
?( ?لسيد في? ?حدة? ) ?غلطتي? ?أني? ?صدقتك،? ?وأنا السبب?.. ?ودلتها عليك? ?
مهدي
?:?
قولوا أمر الله ومقدر? .. ?حكموا عقولكم? ?يا خلق? .. ?العقول تاهت? ..?
أم جبر
?:?
?( ?توجه حديثها للجميع? ) ?يا ناس الحقوا? ( ?حليمة? ) ?المسافرة مع ضناها? .. ?أنا مسافرة مع حليمة? ?،? ?وأنت? ?يا معلم ابراهيم تسافر? .. ?حليمة? ( ?وحدانية? ) ?مالها سند?. ( ?الجميع? ?يصمتون? - ?فتقترب منهم واحدا واحدا? ) ?ردوا علي? ( ?الي? ?سيد?) ?وانت ربنا? ?ينتقم منك? - ?خنت الأمانة في? ?رقبتك? .. ?طردوك اهل الله من ولايتهم? ?،? ?والله ما كان? ?يخطر في? ?بالنا انك في? ?يوم شيخ كفرنا? ?،? ?ونسينا? ( ?رزايلك? ) ?وأعمالك السودا مع الحكومة? .. ?أتاريها كان عندها حق? ?،? ?وكنا في? (?التوهان?) ?كيف? ?يكون واحد? ( ?سوابق? ) ?،? ?وخارج من سجون? ?،? ?ومطلوب من الحكومة من كل? (?هوجة? ) ?،? ?ويصبح شيخ في? ?غمضة عين? !!!?
مهدي
?:?
?( ?منفعلا? ) ?يا ناس? .. ?ياهوه? .. ?ضاع عيسي? ?،? ?وكم عيسي? ?ضاعوا وشربنا جميعا من كاس العما والنسيان? ?،? ?وقلوبنا عميا قبل عينينا? .. ?سلامة الشوف? ..?كان لابد الأرض تبور وتملح? .. ?من رجع من الحرب هجر الفلاحة وطاروا علي? ?بلاد الغربة? - ?جريتوا لأجل? ( ?يعدوا? ) ?العيال? ?،? ?ويبنوا لكم دور بالمسلح? ?،? ?ولما رجع بعضهم في? ?صندوق دفنتوه? ?،? ?ولما رجع الباقي? ?هجر الفلاحة? ..?
أم جبر
?:?
للجميع? ?،? ?ياللا? ?يا رجاله واجب علينا نسافر مع حليمة ندفن ولدها? ..?
مهدي
?:?
أجل الصبي? ?حان في? ?كفرنا? .. ?ندفنه هنا? ..?
أم جبر
?:?
أم الصبي? ?حلفت لتدفنه هناك? ?،? ?وان ما صدقتوني? ?تقولها لكم بلسانها? ..?
مهدي
?:?
كل الكفور سينا? ?،? ?وكل الكفور? ?غزة? ?،? ?وكلها أرض ربنا? ..?
حليمة
?:?
?( ?تعود وخلفها البعض? ?،? ?وقد تخلت عن انهيارها الباكي? ) ?والله ما? ?يهدا لي? ?بال إلا إذا دفنته في? ?رمله أرضنا? ?،? ?والله ما نريد مقابر الصدقة? ..?
إبراهيم
?:?
?( ?غاضبا? ) ?كلنا أهلك وناسك? ?يا ام عيسي? .. ?يا بنت الناس
حليمة
?:?
أنت ما ترضي? ?لي? ?الهوان? ?يا معلم? .. ?أنا من قبيلة كبيرة? ..?
أم جبر
?:?
?( ?تحتضنها? ) ?وكلنا قبيلتك وناسك? ..?
حليمة
?:?
?( ?وقد ازداد انفعالها? ) ?أرجع هناك وأندفن جنب ولدي? .. ?أهلنا هناك ما مالهم عدد? ..?
سيد
?:?
?( ?يتجه ناحية حليمة ببطئ? ) ?علي? ?سينا أنا في? ?صحبة عيسي? ..?
الأم
?:?
?( ?في? ?هلع وتكاد تزجره? ) ?ارجع لخلوتك? ?يا شيخ سيد?..?
أم جبر
?:?
عيني? ?عليك? ?يا أم سيد?.. ?طول عمره وهو? ( ?مجرجر?) ?أهله وراه في? ?السجون? .. ?عاصي? ?ومجنون? ?،? ?ومكتوب عليه تعب السر وقلة الراحة? .. ?وما صدقنا ربنا هداك? ?،? ?وكتب لك بركة الخلوة بهداية من أهل الله? ..?
ابراهيم
?:?
وكنا في? ?كل ناحية نفتخر بك? ?،? ?ونقول? : ?شيخ كفرنا? ..?
رجل
?:?
كنت أقول في? ?أي? ?مطرح? : ?انا من بلد الشيخ سيد صاحب الخلوة? - ?خيبت ظننا? ..?
ابراهيم
?:?
?( ?غاضبا? ) ?والله ما نمشي? ?معك علي? ?أرض تمشي? ?عليها
ابراهيم
?:?
أنا لازم أدفن الصبي? ?بيدي? ..?
ابراهيم
?:?
يكفينا دجل وشعوذة? ..?
سيد
?:?
أنا هجرت الخلوة? (?خلاص?) ..?
إبراهيم
?:?
أحذرك ترجع الخلوة لأجل تسحر للناس وتحرضهم? .. ?قعدت توهمنا سنين طويلة انك دخلت الخلوة بهاتف هتف بك من الغيب? ?،? ?وانك لبيت الندا? ?يبشرك من بعيد? .. ?فقعدنا نتباهي? ?بك بين الكفور? ?،? ?وقلنا أخيرا? : ?بلدنا أصبح لها شيخ? ?يجلب لنا البركة? ?،? ?ويحرس لنا الكفر? ?،? ?وقصدناك? ?،? ?وقصدك الناس من كل بلد? ?،? ?وكنا بدأنا نبني? ?لك ضريح ومقام? ?،? ?ونسينا ماضيك وصحيفة سوابقك? ?،? ?وقلنا? : ?نسي? ?السياسة ولعب العيال وطيش الشباب? .. ?لكن الظاهر ان العاصي? (?يفضل?) ?،? ?عاصي? ?طول عمره? .. ( ?متودك? ) ?علي? ?المعتقلات? ..?
سيد
?:?
أنا ما نطقت بكلمة عن ولاية أو كرامة او بركة? ?،? ?واحترت فيكم? ?،? ?وبعد السنين رجعتم كذبتوني،? ?وأهل السلطة زمان حبسوني? ..?
ابراهيم? ?
?:?
?( ?متجاهلا سيد? ) ?كذبت علينا وما لك كرامات? ..?
أم جبر
?:?
?( ?تقترب منه في? ?شراسة? ) (?عزمت? ) ?بتعازيمك علي? ?الصبي? ?،? ?وبدلا ما تشفيه قتلته? ?،? ?وبدلا ما تقرا عليه بالشفا?( ?كتبت?) ?له? ?،? ?والصبي? ?مكتوب له? ( ?سفلي? ) ?،? ?كان? ?يوم الهنا? ?يوم ما دخلت الخلوة? ?،? ?وقلنا ساعتها الشيخ سيد? ( ?عقل? ) ?بعد ما دوخ الحكومة وراه? ?،? ?وقولته? : ?قضية وسياسة? ?،? ?ظهرت كراماتك سنين وصدقنا ضرب الجريدة والحجاب? ?،? ?وتم الشفا علي? ?يدك لاصحاب المرض و? ( ?الحاجة?) ?
ابراهيم? ?
?:?
?( ?بغيظ? ) (?والأكادة?) ?ان مناماته و? ( ?رؤيته? ) ?تتحقق في? ?كل مرة? ?،? ?وصدقنا انه مكشوف عنه الحجاب? ?،? ?وأخر المطاف? ?يموت الصبي? ?علي? ?يدك? .?
سيد
?:?
?( ?صائحاَ? ?وغاضباَ? ) ?أنا عبد من عباد الله ضعيف? .. ?أنا? ( ?اللي? ) ?كنت محتاجكم جنبي? .?
أم جبر
?:?
وناس الكفر ضعفا? : ?مالهم سند? .. ?كنا محتاجين? ( ?واحد? ) ?يعدل? ( ?المايل? )?
سيد
?:?
?( ?مستفزا? ) ?واحد? ( ?بس?)!! ?واحد ما? ?يكفي? .. ?عموما أنا تنازلت عن الخلوة،? ?ومسافر مع حليمة? ..?
ابراهيم
?:?
?( ?يتصدي? ?له? ?غاضبا? ) ?يحرم علينا طريق تمشي? ?فيه? .. ?تِشبهنا?..?
سيد
?:?
أنا ما? ?يمنعني? ?مانع? .. ?طول عمركم علتي? ?ودائي? ?،? ?وحان الوقت تتبروا مني? .?
رجل? (?1)
:
( غاضبا? ) ?ربنا? ?ينتقم منك? ?يا شيخ? ..?فضحتنا?..?
سيد
?:?
?( ?منفعلا?) ?ربنا? ?ينتقم من الظالمين?.. ?يحكمونا ويتحكموا فينا? .. ?من أكبر كبير حتي? ?أصغر صغير? ?،? ?وطول عمرنا ندفع التمن? .. ?ومهما دعينا عليهم ليل ونهار? ?،? ?وكنسنا عليهم مقام السيدة والحسين? .. ?الحكومات الظالمة والناس سبب بلاوينا? ..?
ابراهيم
?:?
لا?.. ?انت رجعت لتخاريف أيام الطيش? .. ?لا? .. ?أنت قعادك في? ?كفرنا خطر علينا? (?مهددا? ) ?والظاهر انك ما عندك نية تخرج من الكفر علي? ?رجليك? ?
سيد
?:?
?( ?مُتحدياَ? ) ( ?ياريتكم? ) ?تقدروا تعملوها وتخرجوني? ?من كفرنا? ?،? ?أو حتي? ?طردي? ?منه?.. ?ما تقدر وا عليه? .. ?أنا هجرت الخلوة ومسافر مع حليمة? ..?
الأم
?:?
?( ?تتمسك بة? ) ?ارجع لخلوتك? ( ?في? ?لهفة? ) ?يا شيخ سيد? ?،? ?وأوعي? ?تخطي? ?من? (?عتبتها? ) ?بعد اليوم? ?،? ?وافتح بابها لأي? ?محتاج? ?يدق عليه? ..?
ابراهيم? ?
?:?
انت ما عاد لك قعاد في? ?كفرنا? .. ?ارحل? ?،? ?وابعد عنا في? ?طريق سينا? ..?
أم جبر
?:?
?( ?في? ?قسوة وغلظة? ) ?ابعد عنا? ?يا بومة الشوم? .. ?كنا? ( ?هبل? ) ?لما صدقنا فيك? ?
ابراهيم
?:?
?( ?محرضا الرجال والنساء الحاضرين? ) ?ارحل? .. ?ارحل وإلا نهدم الخلوة علي? ?دماغك? ..?
سيد? ?
?:?
?( ?في? ?تحد? ) ?اهدموها? . ?لو تقدروا? .. ( ?يتجه الحاضرون نحو الخلوة? .. - ?فتهرول الأم? ) ?تحمي? ?بابها? ?،? ?ويسرع مهدي? ?للوقوف الي? ?جوار? ( ?سيد?).. (?بهدوء? .. ?مخاطبا الجميع? ) ?علي? ?مهلكم? ?،? ?ولا تستعجلوا كلنا تنهدم دورنا علي? ?دماغنا عن قريب?.. ?علي? ?مهلكم?.. ( ?الهول? ) ?في? ?السكة قريب? ?،? ?وأوعدكم أربط لساني? ?ولا أتكلم? .. ( ?مش? ) ?خوف منكم? .. ?لكن أحلف لكم بالله?.. ?ماعدت أتكلم ولا أنطق بحرف? ..?
ابراهيم
?:?
?(?يتحرش بسيد? ) ?يعني? ?انت مفرغ? ?عينيك وما عاد? ?يهمك شئ? .. ?لا? .. ?وجودك هنا? - ?كفاية? - ?يعرض كفرنا للخطر? ( ?شُبهة? ) ?،? ?ويِغضب علينا الحكومة? ?،? ?والناس هنا كلهم? ( ?مُحرجين? ) ?ونقول? : ( ?يا حيطة داريني? ) ?علي? ?راسهم? (?بطحة? ) ?،? ?وياويله من? ?يكون تحت عين الحكومة? ?،? ?وتضيع مصالحنا بسببك? .. ?
الأم
?:?
لا?.. ?ابني? ?ما? ?يهجر خلوته? ( ?وتحاول أن تحيطه بيديها? )?
سيد
?:?
?( ?يلتفت الي? ?أمه? ) ?يا أمي? ?ما تخافي? ?منهم? .. ?كلهم خايفين? ..?
الأم
?:?
?( ?للجميع? ) ?ابعدوا? ?يا خلق? ?،? ?وخلونا في? ?خلوتنا? .. ?ربنا? ?يرحمكم? ..?
سيد
?:?
أنا عزمت أسافر مع الصبي? ?سينا? ..?
ابراهيم
?:?
والله لو أخر? ?يوم في? ?عمرك ما تسافر في? ?سكتنا? .. ?يا أم إبراهيم? .. ?ابنك جبان?..?
سيد
?:?
انتم في? ?الحقيقة? ?جبنا وخايفين?..?ما تقولوا الحق? .... ?ما تمشوا? ?غير بالعصا والكرباج? .. ?تعود قفاكم علي? ?الضرب? ?،? ?وجلودها? ( ?اندبغت?) ?من الضرب وما عادت تحس?.. ?في? ?أي? ?زمان وفي? ?أي? ?مكان? .. ?الظاهر إنكم عبدتم خوفكم? ?،? ?ويالله السلامة? ?،? ?والنسيان دوا ومتأصل حتي? ?تنسوا? ( ?أكلتوا ايه امبارح? ) ?وأي? ?حاكم عندكم صنم تعبدوه? .. ?تمام تشبهوا عبدة الأصنام? .. ?كفار? ..?
إبراهيم
?:?
?(?هائجا ويحاول أن? ?يهجم عليه مستفزا الأخرين? ) ?الكافر عدو الحكومة? ?يكفرنا? .. ?الله? ?يلعنك? ?،? ?ولابد نخلص من شرك? ?،? ?ونخلص منك? .?
سيد
?:?
?( ?في? ?شبه استسلام? ) ?لو تقدر خلصني? ?منكم? ..?
?( ?يندفع ابراهيم نحو سيد ويضربه بعصاه الغليظة? ( ?شمروخه الطويل? ) ?علي? ?رأسه ضربة قاتلة فتشج رأسة،? ?وتفشل الأم ومهدي? ?في? ?اللحاق به ومنعه?.. ?ويسقط? ( ?سيد? ?غارقا? ) ?في? ?دماءه? - ?صرخات الأم ويسرع? ( ?مهدي? ) ?إلي? ?سيد? ?يقلب فيه فيجده بلا حراك? - ?ينظر الجميع في? ?ذهول?. ?
مهدي
?:?
?( ?صائحا? ).. ?ارجع? ?يا إبراهيم? ..?
الأم? ?
?:?
?( ?ترقع بالصوت? ) ( ?إياك? ) (?تنشل?) ?ايديك? ..?
?:?
?( ?وينظر الجميع بعضهم الي? ?بعض بعضهم الي? ?بعض في? ?خوف? ?،? ?ويتراجعون ببطئ في? ?ذعر? ?،? ?ويفر بعضهم في? ?هرولة? ?،? ?يهم إبراهيم بضربه مرة أخري? ?وهو في? ?حالة جنون? .. ?فتتصدي? ?له? (?الأم?).?
مهدي
?:?
?( ?يصيح? ) ?ارجع? ?يا إبراهيم? ?يا مجنون? .. ?قتلت الشيخ? ( ?للأم? ) .. ?الحقينا? ?يا أم سيد بكوب ميه?. ?
الأم
?:?
?( ?تصرخ في? ?لهفة? ) ?ولدي? .. ( ?وتهرول نحو باب الخلوة?) ?ويتراجع إبراهيم في? ?تريث? ?،? ?هرج ومرج? )?
أم جبر
?:?
?( ?في? ?هرولة? ) ?الحقوا? ?يا عالم? .. ( ?حليمة? ) ?مسافرة? ?،? ?وأنا مسافرة معها? ..(?تفاجأ بسيد ملقي? ?علي? ?الأرض? ?غارقا في? ?دمائه فتبهت?) ?شفتم? ?يا خلق? .. ?كلنا? ?غلابة? .. ?لا شفنا ولا شهدنا شئ? ( ?تعود الأم مهرولة بكوز الماء وتعطيه لمهدي? ?فيدأ في? ?رشه علي? ?سيد? ) ?الله حليم ستار? ?يا ناس? ( ?تعطي? ?ظهرها لسيد? ?،? ?والأم? ?،? ?ومهدي?).. ?نشهد علي? ?ما حصل،? ?المعلم إبراهيم مرافق حليمة في? ?سفرها? .. ?دمه حامي? ?ويمكن? ?يتهور،? ?ما باليد حيلة? .. ?ساعة ما? ?يغضب? (?النفر?) ?منا تعمي? ?عينيه?.. ( ?يقف إبراهيم? ) ?مُتسمراَ? ?في? ?مكانه? ?ينظر الي? ?جسد? ( ?سيد?) ?المسجي? ?في? ?غباء وبلاده?).?
الأم
?:?
?( ?تهدد إبراهيم? ) ?والله الضربة إن صابت تضيع فيها رقاب? .. ?
أم جبر
?:?
وربنا? ?يسلم? .. ?مالنا ومال الحكومة? ?يا ناس? ! ?كلنا فلاحين? ?غلابة? .. ?مساكين ومكسورين الجناح? .. ?مالنا? ( ?ضهر? ) ?،? ?وانتم عارفين? .. ?لازم ننضرب علي? ?بطننا? ?،? ?ومالنا الا ربنا? .. ?مالنا ومال? ?غيرنا?! .. ?كله? ( ?ينِكنْ? ) ?في? ?داره? .. ?لو مات الشيخ سيد? .. ?الله? ?يرحمه?.. ?ما حد فينا شاف حاجة?.. (?يسرع الجميع بالهروب من المكان ومن خلفهم أم جبر مولولة،? ?وهي? ?تهرول خلف الجميع وتصيح? ) ?مسافرة في? ?صحبتك? ?يا أم عيسي? ?يا? ?غالية? .. ( ?بينما تقف الأم? ?،? ?ومهدي? ?الي? ?جوار جسد سيد المسجي? ?علي? ?الأرض? ?،? ?وفي? ?لحظة سريعة? ?ينظر ابراهيم المتسمر في? ?مكانه الي? ?جسد سيد? ?،? ?وكمن أفاق? - ?فجأة? - ?من? ?غفوته? .. ?يلوز بالفرار دون أن? ?ينطق بحرف? ).?
الأم
?:?
?( ?تهز سيد? ) ?مالك? ?يا ولدي? ?؟
مهدي
?:?
?( ?ينحني? ?عليه?) ?مالك? ?يا سيد ؟
سيد
?:?
?( ?في? ?لهجة راضية? - ?ناظرا الي? ?مهدي? ?وأمه? ?،? ?وفي? ?صوت واهن كمن? ?يحتضر?) ?مالي? ?نصيب في? ?سفر سينا? .. ?أخيرا عملوها رجالة الكفر? ?يا شيخ مهدي? .. ?لكن? ?يا خسارة? ( ?نشنتوا? ?غلط? ) .. ?العيار خايب? ?
الأم
?:?
أنت مبروك? ?يا شيخ سيد وربنا نجاك? .. ?الحمد لله? .. ?الضربة خابت?.?
سيد
?( ?خابت? .. ?يا ريت الضربة كانت في? ?خوفكم? ?،? ?وفي? ?دماغكم المخروم? (?النساي?).. ?ننسي? ?علي? ?الدوام? ..?ننسي،? ?ونقول ساعتها العيار?.. ( ?صايب?)?،? ?وتعرف الناس عدوها من حبيبها? .. ?أما أنا? ?فالأجل مكتوب?.. ( ?عمر الشقي? ?بقي?) .. (?لأمه ومهدي? ) ?ساعدوني? ?أقوم? ?،? ?واضحكوا علي? ?كفرنا المحتاج لكرامة،? ?وقاعد مستتنظر كرامة? ?أو معجزة? ?،? ?أو? ?حتي? (?نفر?) ?يرموا حملوهم عليه? .. ( ?الأم ومهدي? ?يساعدان سيد في? ?النهوض ويعودان به في? ?خطي? ?بطيئة الي? ?باب الخلوة? ).?
النهاية
***********
عبد الغني داود
نقلا عن مسرحنا