القاهرة 16 اغسطس 2016 الساعة 11:04 ص
قصر عابدين جوهرة القصور الملكيه فى مصر المحروسه ... بدء بناءه الخديوى اسماعيل عام 1863 لاستقبال ضيوف افتتاح قناة السويس لكن البناء استغرق عشر سنوات ... تكلف 100 الف جنيه ذهبيه وصممه مهندس فرنسى ... بناه الخديوى للنزول إلى الناس بعيدا عن الاحتماء بالقلعه ... يحتوى على 500 غرفه ... أطلقت عليه حكومة ثورة يوليو قصر وميدان الجمهوريه ... شهد أول مظاهره فى مصر ل أحمد عرابى ... لم يتخذه الرئيس جمال عبد الناصر مقرا له وفضل العيش فى منزله
أعداد: رحمه منصور
أمر الخديوى اسماعيل ببناء قصر عابدين 1863 فور توليه الحكم وسمى القصر بهذا الأسم نسبة الى عابدين بك أحد القاده العسكرين فى عهد محمد على باشا وكان عابدين بك يمتلك قصرا صغير مكان القصر الحالى فاشتراه الخديوى اسماعيل بعد وفاته من أرملته وبدأ فى تشيد القصر واتخذه الخديوى مقرا للحكم عام 1872 وحتى عام 1952
صمم القصر المهندس الفرنسى "دى كوريل روسو" واستغرق بناءه عشر سنوات منذ البدء في1863 وحتى عام 1874 وكلف أنشاءه مئة ألف جنيه ذهبيه حيث أقيم على مساحة 15 فدانا وحديقه تصل مساحتها الى 19 فدانا ويعتبر هذا القصر بداية لظهور القاهره الحديثه ففى أثناء تشيده أمر الخديوى بتخطيط القاهره الجديده على النمط الاوربى حيث تحتوى
على ميادين وشوارع واسعه وقصور وجسور على النيل
قرر الخديوى بناء هذا القصر لسببين وفقا لما ذكره المؤرخين الاول أنه كان يريد الانتهاء من بناءه عام 1869 قبل افتتاح قناة السويس لكى يستقبل به ملوك وأمراء دول العالم ثانيا كان يقصد النزول إلى شعبه وعدم الاحتماء والانعزال بقلعة صلاح الدين
يحتوى قصر عابدين على 500 غرفه وخمس قاعات للأحتفالات كل منها تتضمن 100 قطعه فنيه وبداخل القصر مكتبه بها ما يقرب من 55 الف كتاب ويضم القصر قاعات وصالونات باللون الابيض والاخضر والاأحمر تميزت بالجرأه زينت جدرانها بالنقوش الملونه ووحدات من الخشب الداكن انسجمت مع الارضيات الباركيه تستخدم فى
استقبال الوفود الرسميه والدوليه أثناء زيارتها لمصر
قصر عابدين تحفه معماريه من الجمال والدقه فى التصميم بداية من النقوش الموجوده على جدرانه والزخاريف التى زينت أسقف القصر وصولا إلى القاعات والاجنحه الفخمه المليئه بقطع أثاث من الطاولات والخزائن والتحف والستائر والمفروشات المذهبه الفخمه لتؤكد لنا مره أخرى على مدى دقة التصميم والجماليات التى تميزبها القصر
تجولت فى قاعات وردهات القصر مبهوره بالاعمده المحفوره بالنقوش الذهبيه التى تناغمت مع الحفر الذهبى لأثاث القصر لتشكل منظرا متناسق فى التركيب والديكور
أنسجمت مع أطر اللوحات والقنوش الذهبيه لتيجان الستائر
أثناءمرورى بالدور الاول وجدت به صالونين أحدهما صالون قناة السويس بنى خصيصا للأحتفال بقناة السويس واستقبال الضيوف ولكن لم يتم الاحتفال لان بناء القصر لم يكتمل وهذا الصالون يؤدى الى الشرفه التى تطل على ميدان عابدين
وعندى تجولى بالقصر صادفت قاعة محمد على الموجوده داخل القصر وهى من أكبرالقاعات به وأفخمها ورأيت أمامها مسرح القصر الذى يعد تحفه فنيه حيث يضم مئات الكراسى الذهبيه وبه أماكن معزوله بالستائر مخصصه للنساء ويستخدم المسرح الان فى العروض المسرحيه للزوار ويوضع على المسرح مجموعه من الالات الموسيقيه
أيضا من القاعات التى رأيتها هناك القاعه البيزنطيه التى تمتلئ بالزخرفات الجميله والغنيه بالالوان صممت بطراز بيزنطى قريب من الشرقى حيث خلقت جو مناسب لاستقبال الضيوف والدور الارضى يضم حديقه القصر وصيدلية , والمطبعه الملكيه السابقه كما يضمو مكتب الملك فاروق وورشة المكوجيه
ومن الاجحنه المميزه التى جذبت انتباهى داخل القصر الجناح البلجيكى الذى يحتوى على سرير بعتبر من التحف الفنيه النادره نظرا للنقوش اليدويه التى نقشت عليه وسمى بهذا الاسم لان الرئيس البلجيكى أول من أقام به وصمم هذا الجناح لاستقبال ضيوف مصر المهمين
كان ابناء وأحفاد الخديوى اسماعيل مولعين بالتطوير والتجديد ووضع لمساتهم على القصر التى تناسب ميول وعصر كل منهم حيث تم ترميم القصر ترميما معماريا وفنيا شملا متحف الاسلحه وهو غاية فى الجمال والثراء وتم تنسيقه وعرض محتوياته بأحدث أساليب العرض مع إضافة قاعه الى المتحف خصصت لعرض الاسلحه التى تلقاها رؤساء مصر من الجهات الوطنيه المختلفه
اما المتحف الثانى بالقصر خصص لمقتنيات أسرة محمد على باشا من أدوات وأوانى من الفضه والكريستال والزجاج الملون وغيرها من التحف والشمعدان الكريستاليه والرونزيه النادره
قصر عابدين يجمع بين الحرملك والسلاملك فى مبنى واحد على عكس القصور الاخرى وهذا يعد مخالفا للتقاليد المتبعه فى مصر واسطنبول ويعد أشهر وأضخم بوابات هو باب باريس وهذا الباب يؤدى إلى المدخل الرئيسى للحرملك وسمى ذلك نسبة إلى الأمبراطور أوجينى
بعد بنائه قرر الخديوى إسماعيل تمليكه إلى زوجاته الثلاث هو وقصر الرمله وقصر الجيزه ولكن عندما نفى الخديوى 1879 أصدر الخديوى توفيق قانونا رسميا ينص على ان القصورالرسميه كلها ملكيه منفرده لمصر وينبغى أن تظل محل لآقامة الآسره المالكه دون أن تكون ملكا لها
وقد شهد القصر الكثير من الاحداث أولها مظاهرة 9 سيبتمر 1881 بقيادة الزعيم أحمد عرابى التى قدم فيها مطالب الامه والجيش للخديوى توفيق وقال فيها مقولته الشهيره لقد خلقنا الله أحرار ولم يخلقنا تراثا أو عقارا وأعقبتها ثورة المصرين ونفى أحمد عرابى ودخل الانجليز مصر
كما شهد الميدان المواجه للقصر بدايات ثورة 1919 عندما ملأت الجماهير ميدان عابدين مطالبه الملك فؤاد بالافراج عن سعد زغلول ورفاقه وعودتهم من المنفى
أيضا من الاحداث التى شهدها القصر4 فبراير 1942 حيث أصر السفير البريطانى على تولى مصطفى النحاس رئاسة الوزراء ووجه إنذار للملك فارق بعزله عن الحكم ان لم يعينه قبل السادسه مساءا وتقدمت الدبابات البريطانيه وقابل السفير البريطانى الملك فاروق وخيره بين تولى النحاس الوزاره او التنازل عن العرش فوافق الملك وعينه رئيسا للوزراء
ومن الاحداث المهمه ايضا أزمة مارس التى نشبت بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر 1954 بعد قيام الثوره حيث شهد هذا العام تقديم محمد نجيب استقالته فى 25 فبراير وعندما تراجع عنها عاد للقصر والتف حوله المتظاهرين وردد شعارت تعارضه فى ذلك الوقت
لم يرغب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ان يعيش فى قصر وهو يتحدث عن العداله الاجتماعيه والمساواه ومبادئ الاشتراكيه ففضل ان يسكن فى بيته بمنشية البكرى ففتحت الدوله القصر أمام الشعب كما احتلت الهيئه العامه للإصلاح الزراعى جزء من القصر ووزارة الارشاد القومى"الاعلام" جزء أخر وظل الامر هكذا فى عهد عبدالناصر وفى عهد الرئيسش السادات استعمل جزء من القصر لمباشرة مهامه ثم فى عهد الرئيس السابق مبارك تحولت جميع القصور الملكيه قصورا للرئاسه
ظل قصر عابدين محتفظا بأسمه حتى الان وبالرغم من تغيره على يد حكومة ثورة يوليو الى قصر وميدان الجمهوريه الا أن الناس تطلق عليه قصر وميدان عابدين