القاهرة 01 اغسطس 2016 الساعة 02:56 م
كتب صلاح صيام
فترة طويلة من البيات الشتوي هاجمت أنشطة "اتحاد الأثريين المصريين" اختفت المؤتمرات والندوات أو الملاحظات التي يقدمها حول سياسة الدولة المصرية تجاه الآثار, في الوقت الذي نحتاج فيه جميعا لكيان قوي يحافظ علي ما تبقي من اثارنا التي تجتذب السياح لأنها تمثل ثلث اثارالعالم.
(وقطع فترة البيات الشتوي إعلان رئيسه، عبد الحليم نور الدين، عبر عدد من وسائل الإعلام، مؤخّراً، بأن الاتّحاد "مهدّد بالحل بسبب الأزمة المادية
التي يعيشها هذا الهيكل منذ سنوات.
ويكشف" نور الدين" النقاب عن أهم اسباب تلك الازمة وهو احجام أعضاء الاتحاد عن دفع الاشتراكات - التي تمثل جزءا رئيسا من دخله الثابت- مما يعني قلّة اهتمام الأثريين بهذا الهيكل.
الجهات الرسمية لا تُبدي أي اهتمام بإنقاذ الاتحاد، وهي التي عُرفت بمحاولتها احتكار كلّ ما يتعلّق بمسألة الآثار، كما أن مطالب المشرفين عليه بالسماح له بتنظيم ملتقياته في أماكن توفّرها الدولة لم يحظ بالقبول
، ويكشف ما يجري عدم قدرة مثل هذه المؤسّسات على أن تشكّل قوّة ضغط، أو حتّى قوة اقتراح أمام خيارات الدولة في موضوع الآثار، خصوصاً في القضية الأساسية المتمّثلة في استرجاع الآثار المصرية.
من هنا نفهم أن قضية "إفلاس" اتحاد الأثريين ليست مادية فحسب، فلهذا الإفلاس جوانب أخرى.
وعن مقر الاتحاد رئيسه يوضح أنه لا يصلح لإقامة أى فعاليات بداخله، وتساءل كيف نعقد مؤتمرات وفعاليات ودورات تدريبة للأثريين فى مكان لا يتسع لأكثر من 15 فردا, ودعا اتحاد الأثريين العرب بتخصيص حجرة أو قاعة بمبنى الاتحاد بالشيخ زايد لإقامة فعاليات وأنشطة الأثريين المصريين، وإنقاذا لاتحاد من التجميد، مشيرا الي أن مساحة مبنى الأثريين العرب كبير ويتسع إقامة المؤتمرات.
ويضيف رئيس اتحاد الأثريين المصريين انه يسعي للتفاوض مع أماكن ومؤسسات لإقامة فعاليات الاتحاد بالمجان، ولكن لا يوجد نتيجة حتى الآن, ودعا جميع المصريين للسعي لإنقاذالاتحاد من الإفلاس الفكرى قبل المالي.
علي الجانب الاخر قال الدكتور محمد الكحلاوى، رئيس اتحاد الأثريين العرب تعليقا على طلب الدكتور عبد الحليم نور الدين، رئيس اتحاد الأثريين المصريين، باستضافة أنشطة الاتحاد بعد تعرضه لأزمات مالية وتجميد فعالياته، إن مواقف "نور الدين" مع الاتحاد العرب للأسف سلبية, فعندما شرعنا فى إقامة الاتحاد وعزمنا على جمع التوقيعات من جميع الأثريين بمصر والعالم العرب، الجميع وقع إلا "نور الدين" وكان ذلك بغير سبب معلن، حدث ذلك بين عامى 1996 ـ 1997، وبالفعل نجحنا فى إنشاء جمعية الأثريين العرب. وأشار الكحلاوى، إلى أنه لا يوجد اتحاد تحت عنوان الأثريين المصريين فهو ولد بطريقة "مشبوهة"، وترجع قصته عندما عزم على إقامته بعدما ترشح لرئاسة اتحاد الأثريين العرب ولم يأخذ غير صوته فقط، فكان الهدف من إقامة ذلك الاتحاد هو محاربة الأثريين العرب. وأضاف الكحلاوى رغم ذلك، نرحب بأى نشاطات تخدم الآثار والأثريين، ومستعدون لإقامة نشاطات اتحاد المصريين لكن ليس بطريقة استحواذية، والاتحاد العرب مفتوح أمام الأثريين بمصر والعالم العربى لإقامة أى فعاليات تسير فى خدمة الآثار والأثريين.
ورد "نور الدين" فى بيان على تصريحات "الكحلاوى" قائلا : "أرجو أن تسعفك الذاكرة بذكر الحقائق، لقد وقفت مع اتحاد الأثريين العرب بناءً على طلب من الأستاذ الدكتور على رضوان، عندما خشى رد فعل الزملاء فى المجلس الأعلى للآثار، والذين عبروا عن استياءهم من إبعادهم، وحضرت جلسة الافتتاح وكنت وقتها رئيس المنظمة العربية للمتاحف، لكن لأسباب فى نفسكم جعلتكم تتجاهلون ذلك". وأضاف البيان "ليس صحيحاً أننى تقدمت لترشيح نفسى، وكيف أقدم على ذلك الترشيح وأنا حينها كنت أشغل منصب رئيس المنظمة العربية للمتاحف، وأقول لك لقد أنفق الشيخ سلطان القاسمى، على مقركم الملايين، ونحن اعتمدنا على أنفسنا وعلى اشتراكات الأعضاء ومارسنا أنشطة أكثر منكم عشرات المرات".
ووجه"نور الدين" عدة تساؤلات لـ" الكحلاوى"، مطالبًا إياه بالإجابة عليها وهى: هل لديكم نشاط غير المؤتمر السنوى؟، ولماذا تحتكر أمانة الاتحاد منذ سنوات طويلة، أليس هناك من يصلح غيرك؟، مضيفًا: "اتحاد الأثريين لم يمد يديه لمؤسسة تتبع سيادتكم فالمؤسسة دائماً تتبع الأثريين ونحن جزء منهم، وطلبت منك من قبل الدعم، وكان ردك الانفعالى كالعادة أننا نثير فتنة، فمن فوضك فى التحكم فى العمل الآثرى فى مصر والوطن العربى؟". وتابع: "ليس لدى من رد على المفردات السيئة التى استخدمتها فى الإشارة إلى شخصى وإلى الإتحاد، وهو ما اعتدناه منكم، وأنت لست بمالك للمنشئة حتى تفرض علينا شروطك".