القاهرة 28 يوليو 2016 الساعة 12:50 م
السادات مات مديونا بـ 1000 جنيه !!
لم يترك لنا أى عقارات أو أراضى .. والمباحث ظلت تلاحقنى حتى سددت المبلغ للبنك
سافرت إلى أمريكا بعد الأغتيال هربا من الحزن وكنت فى أشد الحاجه إلى التغير
معاش بطل الحرب والسلام 900 جنيه .. وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل من ادعى على زوجى وعائلتى بالباطل
كان يحب الصحافه جدا .. ودائما ما يقول "أنا ابن الجمهوريه " ويبيت بها أثناء العدوان الثلاثى
لم أتلقى الدعوه لحضور الاحتفال بذكرى اكتوبر على مدار 30 سنه .. والسيسى ردلى الاعتبار
السادات قلبه كبير جدا.. ولايحب الأنتقام من احد.. ولم أحضر إعدام القتله الأربعة
زوجى كانت له أخطاء لكن يكفيه فخراحرب اكتوبر والانفتاح على العالم بعد عزله واعادة افتتاح القناة .. ومعاش السادات
عائلة السادات أصبحت قبيله ولدينا 11 حفيد من أبنائنا الأربعه
أحببت أنور وهو يكبرنى بـ 15 عام ومنفصل .. ولديه 3 بنات .. وفرضته على أسرتى
لاأحمل أى جنسيه أخرى غير المصريه ولم أفكر بطلب الامريكيه خوفا من المتربصين
المحيطون بنظام مبارك منعونى من إجراء مقابلات صحفيه .. وتعرضت لحمله "تضيق" واسعه النطاق
وافق على اقتراحى بقانون الاحوال الشخصيه لسنة 79..بعد استشارة الشيوخ "جادالحق"و"بيصار" و"النهر"
مظاهرات الطلبه خرجت وهتفت ضدى بعد القانون.. لكنى لم أتراجع .. وحالات الطلاق انخفضت بنسبة 25%
مشكلة الأسعار بسبب جشع التجار .. وعلى الصحفى أو المذيع أن يتمتع بـ حس وطنى.
عدت للتعليم فى الجامعه وعمرى 42 عاما .. وكنت أريد أن أتفوق ليفخر بى أبنائي
كنت سعيده للغايه عندما قال لى رئيس جامعة القاهره مكانك محفوظ
تلقيت عرضا برئاسة إحدى الجامعات الأمريكيه .. ورفضت كل الأغراءات فى قبول المنصب لعدم البعد عن أبنائى
سعدت بانتخاب أوباما كأول رئيس أمريكى من جذور أفريقيه .. لكنه خيب ظنى باعتماده على الأخوان
بعض الأصوات زعمت أن"بيت المعموره" يسدد ديون مصر .. ومحسن محمد ألقى الكره فى ملعبى .. فتنازلت عنه
لماذا يتحدث النشطاء عن حقوق الإرهابيين.. ولا يتحدثون عن حقوق أبناء شهداء الجيش والشرطه
وطنيته جعلتنى أحبه .. وضحى بحياته ومنصبه كضابط من أجل مصر.. وعمل "سواق" و"شيال"
حوار : ناهد المنشاوي تصوير : سليمان العطيفي
هي سيدة جميلة مثقفة كان لها نشاط مكثف وغير عادي علي مدار 11 عاماً.. هي مدة حكم الرئيس أنور السادات لمصر من سنة 1970 إلي 1981 مازالت تحتفظ بكاريزما غير عادية وتمتلك حضورا مؤثرا.. هي تحتفظ بكل صغيرة وكبيرة وكل ورقة كتبها "أنور" رغم مرور اكثر من قرن فهي تزوجته في سن 15 عاما.
هي سيدة مجاملة متواضعة تعلو وجهها ابتسامة رضا دائم بالرغم من قسوة الاحداث التي مرت عليها كانت دائما في قلوب المصريين رغم سفرها للخارج والعمل لمدة 26 عاما في جامعات أمريكا. هي مناورة بارعة في الهروب من الاجابة علي الاسئلة التي تراها محرجة أو في غير سياقها تكتفي بابتسامة
أو تصمت أو تقول "الله أعلم"..
وكان الجزء الثاني من حوارها مع "الجمهورية الاسبوعي" عن حياتها الخاصة وعن بناتها وابنها ودراستها وعملها ودفاعها عن حقوق المرأة وقانون الاحوال الشخصية التي ظهر اثناء حكم السادات.. وكذلك رأيها في الحياة الاجتماعية في مصر: حقوق الانسان.. تنظيم الاسرة والإعلام والدراما استقبلتني في غرفة الصالون في بيتها المطل علي نيل الجيزة وجلست علي نفس الاريكة التي عاصرت الايام التاريخية.. فكان هذا الحوار الأجرأ.
* كيف التقيت بالرئيس السادات؟
** التقيت مع أنور السادات للمرة الأولي في السويس لدي ابنة عمتي وكان زوجها حسن عزت ضابط طيار سنة 1948 وكنت في الخامسة عشر من عمري ووقعت في حب السادات وقررت الزواج منه رغم أنه كان متزوجاً ولديه 3 بنات هن رقية وراوية وكاميليا.. وبالفعل تزوجته في 29 مايو سنة 1949 وذلك مبكراً جداً قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية. كان ضابطاً صغيراً وأنجبت منه ثلاث بنات هن لبني ونهي وجيهان وولد واحد هو جمال.
* كيف أحببت أنور السادات بالرغم من ظروفه الصعبة؟
** كان زوج أبنة عمتي الطيار حسن عزت يحكي لي عن صديقه أنور السادات وكان فيه محاكمة أيامها مقتل أمين عثمان فسجنوا معاً. وهربوا من السجن.. فحب البلد وحب الوطنية حببني في أنور السادات. حب إنسان من عائلة فقيرة ومتزوج وله بنات فكان عليه ألا يقحم نفسه في السياسة ولكن ضحي بنفسه ومنصبه كضابط وضحي بحياته وبكل شيء واشتغل سواق وشيال علشان خاطر بلده. عرفت المعلومات من الطيار حسن عزت فرسمت صورة البطل في ذهني. صورة إنسان مكافح بيحب مصر وبيضحي من أجلها بعدها رأيته مرات مع صديقه وفي بيتنا حضر عيد ميلادي الخامس عشر وقدم لي أغنية لفريد الأطرش غناها بنفسه "ياريتني طير" حتي صوته بهرني كان عمره 30 عاماً وسجن سنتان ونصف السنة وكان منفصلاً عن زوجته وبناته هو أول حب وأول رجل في حياتي وآخر رجل.
* معروف أن الوالدة إنجليزية هل تحملين الجنسية البريطانية؟
** لا الإنجليزية ولا الأمريكية ولا أي جنسية أخري غير المصرية تعلمين أنني أحاضر في جامعة سوث كارولينا في كولومبيا ومنحوني الدكتوراة الفخرية وجاء لي عرض بالتدريس هناك. قبلت وكنت في شدة الحاجة للتغيير.. وكانوا يكتبون أشياء كاذبة عن الأسرة مثل ابني يذهب للجامعة بطائرة.. استخرجت لي الجامعة هناك "الجرين كارد" الذي يمكن أن يحصل حامله علي الباسبور والجنسية هذا الكارت أحمله منذ سنة 1985 ولم أفكر اطلاقاً في طلب الجنسية الأمريكية. .
* لماذا؟
** لأنني لو فعلت ذلك ساعتها سيترك المتربصون كل شيء ويتمسكون فقط بترديد أن جيهان السادات أصبحت أمريكية.
* هل استقلت من عملك بجامعة القاهرة؟ نعم منذ اليوم التالي لمناقشتي رسالة الدكتوراة وكانت عن "الأدب المقارن".. وسافرت الي أمريكا.. وشعرت بالضيق.
* كيف عدت للدراسة بعد زواجك من الرئيس؟
** عندما قامت ثورة 23 يوليه كان لدي هاجس بضرورة أن أكمل تعليمي بعد انجابي لأولادي.. الرئيس قال لي "اقرئي يا جيهان" ليس المهم الشهادة فقد كان العقاد أديباً وكاتباً كبيراً يشار إليه بالبنان وهو لم يحصل علي الابتدائية.. فعدت الي الجامعة للتعليم وكان عمري 42 سنة ودخلت قسم اللغة العربية.. وليس قسم اللغة الإنجليزية.. وكان زملائي هم في سن أولادي.. وكنت أريد أن أتفوق ليفخر بي أولادي.. وبدأت في الاستيقاظ 4 صباحاً لأذاكر.. وتعلمت شرب القهوة. كانت تجربة غير سهلة تخرجت بامتياز وكان رئيس القسم وقتها د.حسين نصار.
* وهل كان لديك حياة اجتماعية ونشاطك كما هو في هذه الفترة؟
** أعرف كيف استفيد من وقتي بتنظيم الوقت.. فتضييع الوقت حرام وكان الماجستير حول أثر النقد الإنجليزي علي النقاد المصريين في الفترة ما بين الحربين وكان شيللي هو رمز للشعراء القدوة بالنسبة للمصريين وليس شكسبير.. وظهر بعد ذلك شعراء أمثال إبراهيم ناجي.. وعلي محمود طه.
* معني هذا أنك تقدرين قيمة الوقت؟
** وعدم تقدير الوقت له ثمن يحسب والذي يريد أن ينجز لابد أن يقدر قيمة الوقت.
* لماذا سافرت الي أمريكا بعد اغتيال السادات؟
** كنت في شدة الحاجة للتغيير.. وعرض علي التدريس في جامعة سوث كارولينا في كولومبيا وهي نفس الجامعة التي منحتني درجة الدكتوراة الفخرية ومازال الرئيس حياً وكنت أهرب من الحزن الذي امتلكني.. وكتابة أشياء غير حقيقية علي مثل شائعة أن ابني جمال يذهب للجامعة بطائرة ونلت الدكتوراة بعد رحيل أنور السادات. بينما كانوا يقولون عني وقت ماجستير جامعة القاهرة إنهم يساعدونني لأنني قريبة الرئيس.
* لم تظهري في الأضواء ولا مرة أثناء حكم مبارك في 30 عاماً؟
** المرة الوحيدة كانت أثناء افتتاح متحف لمقتنيات السادات بمكتبة الإسكندرية وشجعني الرئيس السيسي بعد ذلك عندما دعاني الي حفل تتويجه كرئيس للجمهورية.. ولم يتم دعوتي ولا مرة في الاحتفال ب 6 أكتوبر أثناء حكم الرئيس السابق مبارك ولكن بدأ دعوتي لهذا الاحتفال بعد الرئيس السيسي.. وكان الاحتفال ب 6 أكتوبر أيام سنة الإخوان يدعو للسخرية لأنه كان لا يضم سوي الإخوان المسلمين الذين حاولوا قتل عبدالناصر واغتالوا فعلاً السادات.
* ماهي ذكرياتك عندما كان السادات رئيساً لتحرير الجمهورية؟
** الحقيقة أن السادات كان يحب الصحافة بشكل شديد.. وكان دائماً يقول إنه ابن الجمهورية وعندما قام فاروق إبراهيم مصور الأخبار بتصوير يوم في حياته أراد أن يخفي الجمهورية عن أنظاره ولكنه قال له إنه ابن الجمهورية.
السادات كان يبيت في الجمهورية وعندما كنت حاملاً في ابني جمال طلب مني أن أذهب عند شقيقتي وهي لم تكن متزوجة من محمود أبو وافية وذهبت للعزبة..وحدث العدوان الثلاثي علي مصر وكان وقتها أنور السادات يبيت في مبني الجمهورية ولتوتري النفسي ولدت جمال في سبعة شهور وكان معجزة أن يعيش.
* لماذا وافقت علي عرض العمل بجامعات أمريكا؟
** من كل الظروف المحيطة بي كانت هناك مضايقات وحين جاء العرض الأمريكي شعرت بالارتياح للهرب من كل ما حولي.. ومن هجوم الصحف علي أنور السادات وعلي أولادي وكان موسي صبري يرد علي كل الأقاويل والاشاعات.. لكنني عاهدت نفسي علي ألا أرد علي أي كلمة مما نشر.. واستقلت بعد العرض من رئيس جامعة أنا فقط الآن أريد أن أغادر مصر شهرين فقط في السنة لالقاء محاضراتي ولا تتصوري مدي سعادتي عندما أرسل لي رئيس جامعة القاهرة وقال مكانك محفوظ أنت بنت جامعة لا تتصوري مدي تأثري بهذه المبادرة.
* كان هناك تضييق علي نشاطاتك؟
** لا أعلم السبب لكن ما أعلمه هو أنني كنت ممنوعة من اجراء المقابلات الصحفية.. ولا جريدة قومية أو خاصة ولا محطة تليفزيونية فضائية أو أرضية وأتصور أن المحيطين بالنظام السابق هم الذين فعلوا ذلك ظناً منهم أنهم يقومون بارضائهم.
* هل اشتقت الي أولادك وأنت في أمريكا؟
** كانت التليفونات يومياً بيني وبينهم.. كنت أعود الي مصر في الإجازات وعرض علي في أمريكا أن أصبح رئيساً للجامعة ورفضت هذا العرض بالرغم من الاغراءات المقدمة لي من بيت وامتيازات كبيرة والسبب أنني لا استطيع أن أبعد كثيراً عنهم.
* بما أنك عشت في أمريكا أكثر من 25 سنة ولك خبرة بالمجتمع الأمريكي ما رأيك في الرئيس أوباما؟
** أنا حزنت من طريقة أوباما وسياسته في الشرق الأوسط ومن دعمه هو وأجهزته للإخوان.. عندما أجريت الانتخابات الأمريكية التي فاز فيها أوباما.. كنت فرحة بأن يتولي رئاسة الولايات المتحدة أمريكي من جذور أفريقية لكنه خيب ظني بأن اعتمد علي جماعة الإخوان المسلمين المتشددة.
* رغم تحفظك الشديد وعدم التحدث عن فترة ما بعد اعتقال السادات إلا أن كلامك به كثير من المرارة؟
** صدقيني أنا لا أشعر بأي مرارة أو حقد.. لكن أتعامل مع واقع كان موجوداً ولا أشعر بالضغينة من أي أحد علي الاطلاق.. فهل مثلاً تتصورين أن معاش السادات 900 جنيه فقط وحين أجلس بمفردي في غرفة مكتب السادات حينما بلغني خبر إعدام الإسلامبولي وتساءلت هل أنا فرحة بالخبر.. لا لست فرحة.. هؤلاء قتلوا زوجي نعم أخذوا جزاءهم نعم نعم.
ولكني لست شامتة كل ما أقوله هو حسبي الله في كل من ادعي علي أو علي زوجي بالباطل. لكن هذا الزمن ولي ورد لي الرئيس السيسي اعتباري فيمر الزمن وكل شيء ينكشف بمرور الزمن وكل الحقيقة تنكشف بعد حين ولا شيء يظل مخفياً طوال الوقت. وإذا كان هناك أخطاء للسادات. فلكل أخطاؤه ومزاياه وأنا وأولادي نتحمل هذه المسئولية.
* في أحد الحوارات قلت إن نظام مبارك أخذ منكم بيت إسكندرية أي بيت تقصدين ولماذا أخذه؟
** نعم هو بيت الدولة أقصد به بيت المعمورة الذي كنت تحضرين فيه معي اجتماعات الوزراء الممثلين في المجلس الأعلي لتنظيم الأسرة. وكنا نقوم بالتصييف فيه.. وكان الرئيس يلتقي فيه يعني أخذ البيت ليس مشكلة. فقد كان بيتين بيت عبدالحكيم عامر وبيت جمال عبدالناصر في وقتها علت أصوات تقول إن ثمن البيت يسدد ديون مصر. وكتب وقتها محسن محمد أن الكرة الان في ملعب جيهان السادات وأبلغوني بهذه الجملة وقال لي جمال ابني الجرائد تتحدث عن هذا الموضوع قلت أكتب طلباً رسمياً بالتنازل عن البيت لأنه بيت الحكومة.. خذوه وسددوا ديون مصر.
* أسمحي لي بأن أسألك عن حجم ميراثك أنت والأولاد من الرئيس الراحل أنور السادات؟
** ولا مليم.. السادات مات مديوناً بألف جنيه للبنك لأنه كان يحول مرتبه عليه وقد قمت أنا بسدادها.
مات أنور السادات ولم يملك أي عقارات أو أراضي ولعلمكم مات السادات ولاحقتني المباحث ليكتشفوا إن كان لدي شيء وقد أعلنتها في مؤتمر صحفي بأمريكا وقلت أتحدي أي مخلوق يزعم أنني أمتلك أي أرض أو عقارات في مصر أو خارجها أو أن السادات ترك لي أموالاً في البنوك.
وأولادي كلهم متزوجات من أسر غنية.. وحتي ابني جمال ظل يعمل مع زوج ابنتي محمود عثمان كموظف حتي جاءه عرض شركة اتصالات وهم الذين بحثوا وطلبوه بالاسم نظراً لكفاءة ونزاهة سمعته.* حدثيني عن عائلة السادات؟
** أصبحت قبيلة.. لدينا 11 حفيداً من أبنائنا الأربعة أنا والرئيس السادات لبني لديها بنتان وجمال عنده بنتان وولد ونهي لديها 4 أولاد ولدان وبنتان وجيهان الصغري لديها بنتان والأحفاد تزوجوا وأنجبوا 11 طفلاً وطفلة هم أجمل ما في الوجود.
* يقولون إنك بنفوذك قمت بتزويج بناتك من أسر غنية؟
** لا أنا لم أسعي أبداً لزواج بناتي ابنتي لبني رآها زوجها عند أختي في الزمالك وهو المهندس عبدالخالق ثروت عبدالغفار وهو من أغني عائلات المنوفية وكان والده هو ثروت باشا عبدالغفار.
ونهي تزوجت من حسن سيد مرعي وهي رأته بحكم صلة سيد مرعي لنا فهو في السلطة وجيهان الصغري تزوجت من ابن عثمان أحمد عثمان وكان معنا في إحدي الرحلات أما ابني جمال فقد تزوج مرتين الأولي كان يحبها منذ الثانوي. ووافق والده لأنه كان يريد أن يفرح به.. وكان ينظر إليه وهو طفل ويقول متي يكبر ويختار كرافت من دولابي؟ وله ابنتان من زواجه الأول ياسمين ونور.. وقد تدخلت في زواجه الثالث فاختار بعقله من أشهر عائلات الإسكندرية.
* كنت وراء اصدار تعديل قانون الأحوال الشخصية لسنة 1979 بمرسوم رقم 44 وتم الغاؤه بعد ذلك وأطلقوا عليه قانون جيهان. ما رأيك؟
** في هذه الفترة لم يفكر أحد في سن قانون لحماية المرأة بالرغم أن الشريعة الإسلامية كفلت حقها ولكن لم يكن هناك تطبيق فعلي خاصة أن المرأة هي أساس الأسرة والتقيت بعدة نماذج لتفكيك الأسرة وتشريدها.. وكان القانون 44 يعطي للمرأة الحاضنة حق الاحتفاظ بشقة الزوجية لحين انتهاء حضانتها وكانت عند الطلاق تطرد من الشقة وتحرم من رؤية أولادها.
* هل فكرت لوحدك في هذا القانون؟
** لا طرحت الفكرة علي الرئيس الراحل أنور السادات وافق علي الفور وتمت استشارة الشيخ جاد الحق وعبدالرحمن بيصار وعبدالمنعم النمر لتكليفهم بالعمل علي القانون وتم تكليف لجنة من شيوخ الأزهر ومفتي الديار وبعض المحامين ومجموعة من السيدات مثل أمينة السعيد وعائشة راتب وآمال عثمان وكنت وقتها عندما أذهب الي أي مكان كان الرجال يقولون لي نريد قانوناً لانصافنا وكنت أقول إن جاء الوقت لتأخذ المرأة حقوقها كما كفلها الإسلام وليس علي حساب الرجل.
وكانت نتيجة القانون انخفاض نسبة الطلاق 25% لادراك الزوج مسئوليته والتزاماته تجاه الأسرة.
* هل كان فيلم أريد حلاً تحريكاً للمياه الراكدة؟
** بالطبع هذا الفيلم له دور كبير في عرض المأساة التي تتعرض لها المرأة بعد الطلاق.. وأتذكر أنني طلبت من حسن شاة كتابة عمل لتجسيد المأساة وكانت بطلة الفيلم فاتن حمامة وقدمت أمينة السعيد دوراً مميزاً.
* ولماذا تم الغاؤه سنة 1985؟
** بعد رحيل الزعيم أنور السادات هاجم البرلمان القانون لاصداره أثناء عدم انعقاد المجلس وطالبت دعوي ببطلانه لعدم دستوريته.. وفيما بعد تم تمريره علي المجلس بحضور جميع الأعضاء وتم تعديله وتمت الموافقة علي تعديل بعض بنوده حيث تم اقرار مكوث المطلق مع مطلقته في نفس مسكن الزوجية.. وهذا طبعاً لا يحقق الاستقرار للأسرة.
* كيف تقيمين الآن نضال المرأة في مسار تعديل قوانين الأحوال الشخصية؟
** مسيرة نضال المرأة في مسارها الصحيح لتعديل أوضاعها ولاتزال المرأة تحصن المكتسبات وتناضل حتي تحصل علي حقوقها الكاملة التي شرعها الله عز وجل.
* ما رأيك في قانون الخلع؟
** هذا القانون أعطي للمرأة متنفساً إذا كانت كارهة لزوجها فعليها أن ترد إليه حقه وينفصلا بسلام.
* وماذا عن رأيك في قانون الأحوال الشخصية في دستور 2014 وتعديلاته التي تصب في صالح المرأة؟
** في الحقيقة أنا سعيدة جداً بنضال المرأة وما حصلت عليه من حقوق خاصة أن كل ما نحظي به يأتي في اطار الشريعة الإسلامية وما كفلته لها من حقوق وحريات.
* في النهاية كيف تقيمين نضال المرأة المصرية في 64 عاماً؟
** نضال مليء بالمعاناة والهجوم المستمر والتهكم خاصة بعد اصدار قانون 1979 حيث اندلعت المظاهرات طلبة الجامعة الذين هاجموا القانون وهاجموني شخصياً ولكن لم أتراجع لأنه حق علينا انصاف المرأة المصرية.. كما لم تتراجع أي مناضلة ومناصرة لحقوق المرأة والطفل.. وأنا هنا أحث المرأة علي التعليم لأن تعليم البنت يحل مشاكل كثيرة ويساعدها علي الاختيار السليم.
* من خلاصة تجربة السادات هل تعتقدين أنه كان أفضل نموذج؟
** أفضل نموذج معناه أنه كان حكماً بلا أخطاء.. أنور السادات كانت له أخطاؤه وله انجازاته الممتازة فيكفيه فخراً حرب أكتوبر ويكفيه فخراً السلام. ويكفيه فخراً الانفتاح علي العالم بعد أن كنا منعزلين يكفيه فخراً أنه تذكر الفقير وعمل معاش السادات. ويكفيه فخراً أنه أعاد فتح قناة السويس بعد أن كانت مغلقة بعد الهزيمة لكن في نفس الوقت أنور السادات كانت له أخطاؤه فهو بشر.. يعني مثلاً حركة اعتقالات سبتمبر كانت خطأ.
* ماذا كان دورك وقتها هل حاولت تنبيهه لهذا الخطأ؟
** والله حاولت وقلت له هذا خطأ أنت صنعت من ناس لا قيمة لهم أبطالاً.. فقال أنا لا أتجني علي أحد.. أنا أريد استرداد سيناء.
* هل كان لديك ملاحظات أخري؟
** أن كزوجة كنت أريد أن يكون محبوباً من الناس وأحياناً كنت انبهه مثلاً أنه كان عصبياً ولم يكن يصح أن يقول عن عبود الزمر هذا الولد هارب وهاجيبه وكنت دائماً أقول له إن القانون سيأخذ مجراه حين يتم القاء القبض عليه ومع ذلك كان قلبه كبيراً جداً ولا يحب الانتقام من أحد.
* هناك تحليل سياسي تردد بأن السادات لبي مطالب الغرب وأنه حين انتهي الدور المطلوب منه تخلصوا منه ما رأيك؟
** لا طبعاً أنور السادات كان وطنياً وكان يعرف ماهو في مصلحة مصر.. وكان يعرف أن اتجاهنا للشرق ونحن فقراء وهو فقير لا يجدي.. وأنه من الأصلح الاتجاه للغرب أنور السادات كان سباقاً لمصلحة مصر.
* لقد قال إن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا؟
** طبعاً هو كان يعرف موازين القوي ولأن أمريكا قوية فقد حققت السلام معه. وكانت هذه هي أصعب الخطوات أي سلام بعد ذلك ليتحقق مع الفلسطينيين السلام في عصر السادات من أصعب الخطوات لأن بنيمين كان متشدداً جداً.
* لو عدنا لحادث اغتيال الرئيس السادات هل تعتقدين أنه كان نتيجة مؤامرة خارجية مثلاً؟
** لا أدري طبعاً هناك مؤامرة عليه بدليل أنهم قتلوه.. لكن لا أعلم إن كانت هناك أصابع خارجية أم لا.. كل ما أعلمه أن الأربعة الذين قتلوه حوكموا.. واعدموا أظن أعدم اثنان رمياً بالرصاص واثنان شنقاً وهذا ما استطيع أن أجزم به لأن الضابط المسئول جاءني هنا في المنزل وأبلغني بانتهاء إعدام الأربعة المتهمين.
* البعض ردد أنك حضرت الإعدام؟
** هذا الكلام غير صحيح وقد رددته والدة الإسلامبولي في إحدي القنوات التليفزيونية.. هناك شكوي حول إعدام الإسلامبولي والبعض ردد أنه شاهده حياً.. لا هو أعدم فعلاً والضابط الذي حضر تنفيذ الإعدام أبلغني.
* ما أكثر ما يهدد مستقبل مصر كما ترين؟
** الأمية بدون شك أكثر ما يهدد مستقبل بلادنا والتعليم هو طوق النجاة خاصة تعليم البنات لأن نسبة أمية الاناث أضعاف الذكور لأن جهل المرأة يؤثر علي التنمية بشكل عام في صور التربية السليمة لأبنائها وإعداد جيل قوي قادر علي مواجهة التحديات لصالح أولادنا وبلدنا مما يتطلب التركيز علي تعليم الفتيات خاصة في الريف والمناطق المتطرفة ومساواتها بالذكور.
* كيف ترين المرأة المصرية حالياً؟ خاصة أن لك دوراً عظيماً في قانون الأحوال الشخصية وتولي المرأة المناصب القيادية؟!
** كالعادة المرأة نصف المجتمع ولها أدوار ممتازة وبارزة علي مستوي الأسرة وعلي مستوي الوطن لقد رأيناها في طوابير تشارك في الاستفتاء وفي الدستور وكذلك في الانتخابات الرئاسية وانتخابات البرلمان والكل أشاد بدورها وأعدادها التي فاقت أعداد الرجال ورغم محاولاتها للنهوض والمشاركة في التنمية واثبات قدرتها الفائقة في التصدي للأزمات ولكن الأصولية المتشددة تحاول جر المرأة للخلف وعودتها للبيت وهذا يتطلب اصلاح الخطاب الديني كما نادي بذلك الرئيس السيسي خاصة أن الإسلام أنصف المرأة قبل أن ينصفها الغرب بأفكاره التحررية.
* ماهي الأغاني الوطنية الأقرب لقلبك؟
** يا حبيبتي يا مصر للفنانة العظيمة شادية وأغاني عبدالوهاب وعبدالحليم ووردة والرئيس السادات كان محباً للفنون وهو الذي أعاد عيد الفن مرة
أخري وكان سعيداً بأغاني أكتوبر التي تغني للوطن ولا تمجد أشخاصاً.
توقعات
* ماهي أحلامك وأنت فتاة صغيرة؟
** لقد أخذت أنور السادات وهو كان لا يملك شيئاً.. أعجبني بطولته ووطنيته. فهو لم يهتم بالسجن من أجل استقلال الوطن.. وعاش شظف العيش بعد طرده من السجن وتزوجته لأنه أحب مصر وأحببت فيه وطنيته.. وفرضته علي أفراد أسرتي وكان سني 15 عاماً فقط.
* هل كنت تتوقعين أن تصبحي حرم رئيس الجمهورية؟
** أبدا لم أتوقع أبداً هذا.. كنت أتمني عيشة كريمة فقط بدون استدانة.
تربية الأبناء
* ماهي نصائحك للأم المصرية في تربية الأبناء والبنات بعد اختلاف الزمن وسيطرة الإنترنت والفيس بوك؟
** لابد للأم أن تناقش أبناءها في أدق الأسرار وتعطيهم من خبرتها في الحياة ولابد من استقرار الأسرة لكي يشعر الأبناء بمستقبلهم في الدراسة أو العمل وعدم فرض تعليم معين لهم أو مهنة معينة.
التدليل
* جمال السادات هو الابن الوحيد لك هل تدللينه؟
** لم يحدث أبداً فقد كانت المعاملة واحدة بينه وبين البنات.. حقيقي كان والده يريد أن يفرح به لكنه نفسه جمال الذي جلس علي سلم البيت ينتظر أباه ومعه بندقية أثناء مؤامرة مراكز القوي.
وهو رومانسي للغاية وقد فشل زواجه مرتين ولذلك تدخلت وأخذت له زوجته الآن المهندسة شيرين زين وهي من أكبر العائلات في الاسكندرية وهو يعيش معي في نفس البيت.
* هل كانت نصائحك له أن يبتعد عن السياسة؟
** هو لم يكن يهتم بالسياسة أو بالسلطة هو ورأي بنفسه كيف اغتيل والده بسبب السياسة ولذلك ابتعد عنها.
* ما رأيك في الإعلام الآن وخصوصاً ان الرئيس السيسي قال ان عبدالناصر كان محظوظاً باعلامه؟
** لابد من الصحفي أو المذيع ان يكون ذوا ضمير حي ويكون لديه حس وطني وانتماء للوطن.. لابد ان يتحقق قبل كتابة الخبر وعمل تحقيق. مع وضع المقترحات والحلول وليس فقط عرض المشكلة.
حقيقي لدينا مشاكل كثيرة ولكن هناك مخططاً لهدم مصر فمثلا إحدي الصحف القومية نشرت تحقيقاً عن أرض مشققة بسبب نقص المياه في نفس وقت زراعة فدادين كثيرة في الفرافرة؟
ومع هذا هناك اعلاميين وصحفيون وقفوا مواقف مشرفة في سنة حكم الإخوان.
غلاء الأسعار
* غلاء الأسعار هي مشكلة الناس الآن.. ما هو الحل؟
** العالم كله يعاني من غلاء الأسعار والمشكلة اصلا ليست في ارتفاع سعر الدولار.. بل المشكلة في جشع التجار وهم لا يقدرون حالة الناس فمكسب معقول خير من الطمع الذي يؤدي في النهاية إلي ترشيد الاستهلاك والاستغناء عن شراء بعض السلع وأريد من الناس صبراً قليلاً والخير الكثير قادم بإذن الله.
ولكن لابد من العمل والانتاج فليس هناك تقدم بدون عمل غير هذا لا تنسي ان الجيش له منافذ لبيع الأغذية واللحوم والدواجن في كل الاحياء الشعبية والعشوائية.. وخصوصا السيارات المتنقلة التي تبيع الخضار وخلافه في الصعيد.
حقوق أبناء الشهداء
* ما رأيك فيما يجري الآن من نشطاء حقوق الإنسان؟
** الذين يتحدثون عن التعذيب في السجون وحقوق الإنسان ثبت كذبهم عندما زار أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان السجون.
ولماذا يبحثون عن حقوق الإنسان بالنسبة للإرهابيين ولا يتحدثون عن حقوق الإنسان بالنسبة لأبناء الجيش والشرطة الذين استشهدوا وتركوا أطفالاً يتامي وراءهم.
هؤلاء الاشخاص في رأيي يتلقون تمويلاً من الخارج لتنفيذ أجندة أجنبية لتدمير مصر.. فهناك مخطط أجنبي لكسر الجيش والشرطة.
المشكلة السكانية
* كنت رئيساً للمجلس الأعلي لتنظيم الأسرة أثناء عهد الرئيس السادات في رأيك كيفية حل المشكلة السكانية؟
** عندما كنت رئيساً لهذا المجلس كان الأعضاء وزراء كل من الصحة والتعليم والتنمية المحلية ووزير الاعلام ورؤساء الجامعات لابد من خطة قومية ومن وجود الوزراء لمتابعة التنفيذ.
غير ذلك باعضاء المجلس القومي للسكان الآن وهم وكلاء وزارة لن يصح العمل لأنه ليس بيده حل الأمور كلها.
مطلوب توعية جادة للطبقات الفقيرة وبالذات في الصعيد.. ومتابعة مستمرة وقوية لهذه الوزارات.
وإلا لا تنتظروا خفض الزيادة التي وصلت إلي 2.6 مليون.
دراما زمان والآن
* رأيك في الدراما والمسلسلاتپالآن؟
** طبعاً هناك تجاوزات كثيرة.. وانحرافات عن القيم والمباديء.. ونادراً ما أجد الآن مسلسلاً يقدم رسالة قومية لخدمة مصر.. زمان كنا نجد فيلم "افواه وأرانب" لفاتن حمامة يقدم رسالة عن الزحام وتنظيم الأسرة وفيلماً آخر "أريد حلا" ايضا لفاتن حمامة وللكاتب حسن شاه كان يعالج مشاكل قانون الاحوال الشخصية حقيقي كان عندنا مشاكل فقر وعشوائية لكن هناك نماذج جميلة يجب ابرازها وبث السلوك السليم في أولادنا وهذا لا يتعارض مع الحرية والابداع كما يدعون.
قصة الثورة كاملة بقلم أنور السادات
يارب....
رب ما أجل حكمتك..
وما أعظم قدرتك..
لك الحمد والنعماء..
تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء
وتعز من تشاء وتذل من تشاء..
إلهي لك الحمد والنعماء..
فقد أتيت ملكك الشعب بأسره. بعد أن كان بيد فرد وحده. كفر واستعلي وقال أنا ربكم الأعلي.
ثم شاءت إرادتك. ونفذت كلمتك فخرج الأجنبي المستعمر ذليلاً بليل. وتطهرت الأرض المباركة إلي الأبد من نجسه وأعوانه. ومن شره. وعدوانه.
في هذه اللحظة القدسية المباركة. أسألك يا إلهي بحق عزتك وجلالك أن تنفخ فينا من روحك روحا..
وأن تشعلها يارب ناراً ونوراً
حتي نصبح يارب أهلاً لعطيتك..
أمناء علي نعمتك..
ظامئين وإلي الأبد إلي رحمتك..
وما رحمتك يارب إلا حكمة ورشاد..
حكمة يارب تجنب قومي الزلل. وتنأي بهم عن الفرقة والحسد والأحقاد..
فلقد كان هذا الشعب يعيش آمنا مطمئناً متوحد الكلمة سليم البنيان. ابتلي علي مر التاريخ بالغزاة والفاتحين. ولكن أحداً من هؤلاء لم يغلبه أبداً علي أمره. أو يسلبه عزة نفسه.
ظل هذا الشعب يقاوم ويكافح. وكانت أقسي مراحل كفاحه تلك التي كان يكافح فيها القرصان اللص الذي تسلل في الوقت الذي يكافح فيه دعاة الفرقة وأشباه الزعماء من أبنائه.
هنالك فقط أحس الشعب بوطأة جراحه..
فالقرصان اللص جاثم علي الأرض يستعبد أبناءها ويسلب خيراتها. والزعماء من أبناء البلاد لاهون عنه بأمرهم. قسموا البلاد شيعا وأحزابا وعلموا الناس التنابذ والأحقاد.
رأينا القرية الصغيرة ينقسم أبناؤها والعائلة الواحدة تقتل فروعها. كل ذلك من أجل عرض زائل سموه السياسة وسموه الأحزاب وسموه الانتخاب. وما هو في حقيقته إلا الجشع والحقد والحسد والكراهية والطمع والفساد.
وهكذا راحت جهود الوطن هباء بيد الحكم من أبنائه. وأصبح الناس وأمسوا في يأس من الحال وجأروا إليك يارب بالشكوي وسألوك عن المال.
هنالك تداركتهم يارب رحمتك..
فاحفظ اللهم في مستقبل الأيام علي قومي وحدتهم التي جعلت لهم من بعد ضعف قوة. وأحالت بأسهم بينهم رحمة وعلي الأعداء نقمة.
وما رحمتك يارب إلا يدك التي تضعها فوق أيدينا.. ومكابر من يقول إن ما حدث كان ممكنا أن يحدث من غير أن تكون يدك يا إلهي فوق أيدينا.
رأيناها ليلة 23 يوليو سنة 1952 نصراً وتمكيناً ورأيناها يوم تهاوت حصون الظلم أمامنا حصنا في أثر حصن وكأنها بيوت من ورق أو قصور علي الرمال.
خرج الملك مذعوراً يتلفت وكل ما يطلبه هو النجاة.. وانكشف أمر الأحزاب والحزبية علي مرأي ومشهد من كل العباد.
وانتهي إلي الأبد علي أرضنا التضليل باسم الدين واستغلال السذج والبسطاء.
ورحل بالأمس عن أرضنا قرصان مغتصب ظل طوال خمس وسبعين سنة يحنق حريتنا ويشيع في الأرض التخلف والفساد رأينا يدك يارب وأحسسناها في كل ما مضي من أحداث.
فهلا أكملت لنا يارب ما بدا. وأتممت علي قومي يارب نعمتك بيدك تظل فوق أيديهم حتي يقيموا البناء.
رب..
إنك تعلم ما نخفي وما نعلن. وما يخفي عليك يارب من شيء في الأرض ولا في السماء.
فاهد اللهم راعينا جمالا بنيته. ووفقه علي قدر ما تعلم من إخلاص في سريرته.
وأقم يارب علي يديه بناء هذا الوطن صرحا للحق والخير والسلام.
وأملا قلبي وأفئدة قومي دائماً بالبشر والحب والرجاء.
ماذا قال موسي صبري السادات
كان بطلا حرر سيناء من الاحتلال.. وعاشت مصر في عهده أزهي عصورها.
يرسم موسي صبري عندما كان رئيساً لتحرير الجمهورية للسادات صورة ترفعه فوق مرتبة البشر وتجعله خاليا من كل عيب.. مجرأ من كل ذنب.. فالسادات كما يقدمه هو ابن مصر البار الذي اعطي بلاده ومواطنيه من حبه وجهده أكثر مما أخذ بكثير!!
قال عنه:
هو القروي البسيط الذي التحق بالجيش ثم اشتعلت فيه وطنيته.. فاشتغل بالعمل السياسي السري.. واتهم في قضية اغتيال أمين عثمان.. ودخل المعتقل وهرب وعمل سائقا ومقاولا.. فعرف الشعب عن كثب.. والتحم به دون حواجز.. فكان فيما بعد أصدق تعبير عن شعبه الذي عرفه وعاش معه بكل فئاته!!
والسادات هو أحد المقربين للزعيم الراحل جمال عبدالناصر في تنظيم الضباط الاحرار وهو الذي أذاع بصوته أول بيان لثورة يوليو.. وهو الذي تدرج لكفاءته ووطنيته في المناصب حتي وصل إلي منصب نائب رئيس الجمهورية وبعد موت عبدالناصر.. اختير السادات رئيسا للجمهورية.. وقضي علي مراكز القوي وخلص مصر من ظلمها واستبدادها واطلق الحريات وقدم لمصر الدستور الدائم!
وهو الذي علمته تجربته السياسية قبل وبعد الثورة الكثير.. فأصبح ذلك السياسي الخبير المحنك الذي قام بالتخطيط وحده تقريبا لحرب أكتوبر.. في الوقت الذي اقنع الجميع داخل مصر وخارجها.. انه لا يفكر في الحرب كحل لمشكلة مصر.. ثم اتخذ قرار العبور العظيم واستغل نصر اكتوبر احسن استغلال.. فقام بالمبادرة وذهب إلي القدس.. وخطب في الكنيست الاسرائيلي.. وأعجب العالم..وصفق له طويلا!!
وقد مرت فترة حكم السادات كأكثر العهود التي عاشتها مصر امنا وسلاما واستقرارا وتقدما.. وكانت الاحتجاجات التي تسمع احيانا مثل مظاهرات 18.19 يناير سنة 1977 موجهة أصلا ضد الحكومات لأن السادات كما هو في حقيقته.. وكما عرفته مصر وعرفه العالم.. هو ذلك الفلاح الوطني الطيب والجندي الشجاع.. والسياسي المجرب!! ولذلك فإن ما قام به بعض المتطرفين من اغتيال للسادات كان مفاجأة مفزعة وغير متوقعة بالمرة.. لأن حكم السادات كان عادلا ديمقراطيا مزدهرا!