القاهرة 21 يوليو 2016 الساعة 02:42 م
كثير من المصريين لم يعرفوا أو يسمعوا عن «عبد الستار ايدهى» المعروف فى باكستان كأشهر فاعل خير فى دولة سكانها 187 مليونا. وعندما مات فى الأسبوع الماضى عن 88 عاما ودعته باكستان وداع الرؤساء والأباطرة ونعاه كبار المسئولين وعلى رأسهم رئيس الدولة ورئيس الوزراء .
والمعروف أن بعض الأثرياء فيهم من يقدم ثروته لنفع شعبه كما فعل «ليند ستانفورد» فى أمريكا عندما فقد وحيده فقرر أن يكون كل الأولاد أبناءه ووهب ثروته الضخمة لاقامة واحدة من أشهر جامعات العالم التى افتتحت عام 1891 فى ولاية كاليفورنيا وهى جامعة «ستانفورد» الملحق بها مستشفى شهير يحمل نفس الاسم . أما عبد الستار ايدهى فكان فقيرا من عائلة فقيرة أصيبت أمه بالشلل وذهب يبحث عن علاجها لدى الدولة فلم يجد سوى الاهمال وتركوها تموت .
وبدلا من أن يحقد عبد الستار على الحكومة التى قتلت أمه ـ وكان ذلك فى عام 1951 ـ قرر أن يخصص حياته لمساعدة الفقراء رغم أنه لم يكن يملك أى مال . وكانت البداية زيارة المرضى والعمل على ادخالهم المستشفيات ومساعدة كبار السن . وعندما عرف الذين حوله الأعمال التى يقدمها وهو الرجل الفقير راحوا يقدمون له التبرعات التى جعلها أساسا لمؤسسة خيرية أخذت تكبر مع زيادة التبرعات حتى أصبحت أكبر مؤسسة خيرية فى باكستان تملك 1200 سيارة اسعاف ومدارس ومستشفيات ومطاعم تقدم الطعام مجانا لمن يقصدها .
وأصبح عبد الستار الشخصية الأكثر احتراما فى كل باكستان مما جعل جوائز العمل الاجتماعى تنهال عليه لكنه لم يغير حياته، فقد ظل يعيش فى غرفة متواضعة قرب أحد مشروعاته وكل مايملكه عباءتان يبدل فيهما، أما مبادئه فقد حددها فى عدم الايمان بالسياسة ولا بفتاوى الشيوخ ونبذ الطمع والمصالح الشخصية. فقط الانسان من أجل الانسان.
وقد أدت مبادئه بالنسبة للفتاوى الى معاداة بعض الشيوخ له لدرجة اتهامه بالكفر.
ومنذ ثلاثة أعوام أصيب عبد الستار بالفشل الكلوى ورغم الالحاح عليه للعلاج فى الخارج فإنه رفض وظل بين المرض والعمل الخيرى الى أن لبى نداء ربه .