القاهرة 12 يوليو 2016 الساعة 02:13 م
كتبت : ميرفت عياد
تعد مركب خوفو الثانية التي يرجع عمرها إلى أكثر من 4500 من أهم القطع المختارة للعرض بالمتحف المصري الكبير، حيث كان المخطط في البداية أن يتم عرضها بموقعها ولكن بعد الدراسة المتأنية تم التوصل إلي عرض المركب في مبني مخصص يقع بجوار مبني المتحف الرئيسي يتميز بتصميم صديق للبيئة
ومن هنا جاءت أهمية فعاليات الملتقى العلمي لمركب خوفو الثانية والذي أقيم بالعاصمة اليابانية طوكيو، وبمشاركة عدد كبير من علماء المصريات والخبراء المتخصصين في دراسة وبناء السفن في مصر القديمة ، خاصة ان فريق العمل المسئول عن مشروع إعادة بناء مركب الملك خوفو الثانية تمكن من التوصل إلي تقنيات علمية حديثة تستخدم في رفع القطع الخشبية للمركب من الحفرة مكان الاكتشاف إلي معمل الترميم بالموقع لإجراء أعمال الترميم الخاصة بها دون إحداث أي تغيرات في أبعادها أو خصائصها.
وأوضح عيسي زيدان مدير عام الترميم الأولي بمشروع ترميم مركب خوفو الثانية مراحل أعمال الترميم لمركب خوفو الثانية وكيفية رفع أخشابها من الحفرة التي أمام هرم خوفو ونقلها لمعمل الترميم بالموقع، وكذلك الدراسات والأبحاث التي تتم على المركب لمعرفة أنواع الأخشاب المستخدمة في صناعتها.
وأضاف زيدان ان المرحلة الأولى من المشروع بدأت منذ عدة سنوات باعداد الموقع ورفع الكتل الحجرية الخاصة بغطاء مركب الملك خوفو الثانية ووضع كتل خشبية بدلا منها ذات مواصفات خاصة لعزل الحفرة بالكامل، وتسجيل وتوثيق علمي واسع للمنطقة المحيطة بحفرة المركب الثانية وإقامة هناجر حول حفرة المركب بهدف المحافظة على درجات الحرارة والرطوبة حتى لا تتعرض أخشاب المركب للتلف بعامل الرطوبة والحرارة.
وتشمل المرحلة الثانية أخذ عينات من أخشاب المركب و اجراء كافة التحاليل المعملية عليها في كل من مصر و اليابان، و ذلك لتحديد مظاهر التلف و نسبة الرطوبة و الأملاح و أنواع الفطريات التتي توجد بالاخشاب ثم يتم وضع خطة الترميم المناسبة .
أما المرحلة الثالثة فتم بها أخذ عينات من أخشاب المركب والبدء بمعالجة أخشاب المركب مع الانتهاء من معمل الترميم والمخزن الخاص بالأخشاب بالموقع قبل البدء في أعمال الترميم. وتتم جميع التحاليل المعملية علي المركب في كل من مصر واليابان, وذلك لتحديد مظاهر التلف ونسبة الرطوبة والأملاح وأنواع الفطريات التي توجد بالأخشاب.
من جانبه أكد د. ساكوجى يوشيمورا عالم الآثار الياباني ورئيس بعثات جامعة "واسيدا" بمصر على تقدم سير العمل بالمشروع، خاصة في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه البلدين له باعتباره أحد أهم وأكبر المشاريع العملاقة في الفترة الحالية.
وأشار إلى أن كل جزء يتم استخراجه من باطن الحفرة يتم تصويره قبل وبعد الترميم لتسجيل مراحل كل قطعة خشبية حتى عملية التجميع النهائى لجسم المركب والتى ستتم بالمكان المخصص لعرض مركب خوفو الثانية.
ومن الجدير بالذكر انه عثر عام 1957 على الحفرة التي تضم المركب الثاني المعروض حاليا في متحف يحمل الاسم نفسه بعد ترميمه واعادة تجميعه بالطريقة نفسها التي كان يستخدمها الفراعنة.
ويذكر أن الجمعية الجغرافية الأمريكية ومقرها واشنطن قد اتفقت مع هيئة الآثار المصرية عام 1987 على إدخال كاميرا في هذه الحفرة وقامت بتصوير محتوياتها حيث اكتشفت وجود حشرات على أخشاب المركب وفي حالة مفتتة نتيجة الثقوب التي تم فتحها عند كشفها 1957 كما تم الاتفاق في منتصف التسعينات مع جامعة واسيدا على إحضار فريق علمي متكامل قام بالتعامل مع الحشرات والتخلص منها وإقامة هيكل حماية فوق الحفرة لحمايتها من أشعة الشمس،هذا وسوف يقوم المجلس الأعلى للآثار بتحديد رسم خاص مقابل مشاهدة هذا الكشف الأثري عبر الشاشات الخاصة .