القاهرة 22 يونيو 2016 الساعة 12:30 م
لم يكد يقع حادث أورلاندو المرعب والأكثر دموية فى تاريخ الولايات المتحدة منذ أحداث سبتمبر، الذى ادى إلى سقوط 49قتيلا وأكثر من 50جريحا فى ناد ليلى يخص المثليين جنسيا،
تعرضوا لعملية قصف مستهدف قام بها عمر متين (29عاما)، مواطن امريكى مسلم ولد فى نيويورك لابوين افغانيين، كان كثير التردد على هذا النادي!، حتى سارع المرشح الجمهورى دونالد ترامب إلى تأكيد موقفه من قضية منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة بصورة أكثر حدة ومباشرة، لكن المذهل فى القضية انه برغم ردود افعال قادة الحزبين الجمهورى والديمقراطى التى أدانت تصريحات ترامب، ارتفعت شعبية ترامب فى قياسات الراى العام كما زاد التأييد له كمرشح للرئاسة على حساب منافسه الديمقراطى كلينتون إلى حد ان البعض يتوقع نجاحه..، الأمر الذى يؤكد لنا ان ترامب ليس كل المشكلة،وان جانبا كبيرا من المشكلة يكمن فى الرأى العام الامريكى الذى احتفى بالمرشح الجمهورى وكافأه على تصريحاته المستفزة!. ورغم تأكيدات الرئيس اوباما وكل اجهزة معلوماته بأن الجانى لا ينتمى إلى اى من منظمات الإرهاب المعروفة، وليس له شركاء ساعدوه على ارتكاب الجريمة، وانه فى الاغلب من الذئاب المنفردة والذى اختمرت الفكرة فى ذهنه بسبب شيوع افكار التطرف على شبكة المعلومات الدولية، ورتب لتنفيذها، ونجح فى شراء ثلاثة انواع من الاسلحة النارية، رغم وجوده على قائمة المشتبه فى انهم ارهابيون استجوبته الشرطة الفيدرالية مرتين..، رغم كل هذه الحقائق تصر نسبة غير قليلة من الرأى العام الامريكى على ان الاسلام هو المتهم الاول، وتشير قياسات الرأى العام الاخيرة الى ان 64% من الجمهوريين يوافقون ترامب على آرائه لانها فى صالح أمن الولايات المتحدة وامن الامريكيين!، وكذلك 45%من المستقلين و26% من الديمقراطيين بما يؤكد ان الجانب الأهم فى المشكلة داخل الرأى العام الامريكي.
ومع ان التحقيقات الامريكية اكدت ان الجانى عمر متين لم يكن له اى صلة بأى من منظمات الارهاب سارعت داعش إلى إعلان مسئوليتها عن الحادث فى انتهازية رخيصة، تتجاهل تصريحات عمر متين التى اكد فيها انه ارتكب جريمته انتقاما من الامريكيين الذين يضربون بلده افغانستان على امتداد هذه السنوات الطويلة، والواضح من مجمل الموقف انه ليس هناك ما يحول دون ان يتم انتخاب ترامب رئيسا للجمهورية لانه الاكثر تعبيرا عن المزاج الامريكى الراهن!.