القاهرة 16 يونيو 2016 الساعة 12:58 م
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " المائــدة:93
أورد السيوطي في ( الدُّرِ المنثور) أن ناساً شربوا الخمر بالشام فقال لهم الوالي : شربتم الخمر؟ قالوا : نعم ، واستدلوا بآية المائدة السابقة
فكتب فيهم إلى عمر – رضي الله عنه - ، فكتب عمر إليه : إن أتاك كتابي هذا نهاراً فلا تُنْظِرْ بهم إلى الليل وإن أتاك ليلاً فلا تُنْظِرْ بهم إلى النهار حتى تبعث إليَّ لا يفتنون عباد الله
فلما قدموا على عمر – رضي الله عنه – سألهم : هل شربتم الخمر ؟ قالوا : نعم ، فقرأ عليهم : " إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ "المائدة:90، فقالوا: اقرأ الآية التي بعدها " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا المائدة : 93,فأوضح لهم عمر – رضي الله عنه – أنه لمَّا حرم الله الخمر ذهب بعض الصحابة للنبي – صلى الله عليه وسلم – وقالوا : كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر ؟ فنزلت الآية ، فهي تنفي الإثم والجناح عن الذين كانوا يشربون الخمر وماتوا قبل تحريمها ، وليس الذين يشربون الخمر بعد التحريم .. ثم جلدهم ثمانين.
وكثير من الناس يتناولون الخمر والمخدرات هرباً من المشاكل ، أو مجارةً لأصدقاء السوء , وهم بهذا يدمرون عقولهم ويضيعون أموالهم, ويخالفون شرع الله , فيجب تحذيرهم بالقول الطيب والموعظة الحسنة, ومساعدتهم على الخروج من الكارثة المدمرة.