القاهرة 16 يونيو 2016 الساعة 12:27 م
كتبت : ميرفت عياد
تستكمل وزارة الآثار مشروع دراسة الرقائق الذهبية التي تم العثور عليها داخل صندوق خشبي بأحد مخازن المتحف المصري بالتحرير، وذلك بمنحة مقدمة من مركز البحوث الأمريكي مقدارها 28500 دولار تحت اسم (المنحة السنوية لدعم المشروعات البحثية ARCE Endownment Fund 2016).
صرحت بذلك إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، موضحة أن الدراسة سيقوم بها فريق من الأثريين والمرممين المصريين من المتحف المصري سيبدأ بدراسة مجموعة أخرى من هذه الرقائق والتي من المرجح أنها مكملة لتابوت المقبرة رقم KV 55 والموجودة بالبر الغربي بالأقصر.
وأوضحت صلاح أن هذه الدراسة ستساهم بشكل كبير في حسم الخلاف حول هوية التابوت الأكثر جدلا في التاريخ المصري القديم وهو تابوت المقبرة رقم KV 55 والمعروض حاليا بالمتحف، لافتة إلى أن الدراسات التي أجراها فريق العمل العام الماضي أشارت إلى احتمالية تبعية هذه الرقائق للتابوت.
وأشار إسلام عزت عضو المكتب العلمي لوزير الآثار والمنسق العلمي للمشروع إلى أنه بعد استكمال هذه الدراسة المستفيضة سيتم تحديد هوية صاحب هذا التابوت وبالتالي معرفة صاحب المقبرة رقم KV 55، حيث أن فريق العمل يعكف حاليا على تأريخ ومضاهاة هذه الرقائق بالتابوت ونقوشه.
و عند اكتشاف الصندوق الخشبي داخل مخازن المتحف كان يحتوي على حوالي 500 رقيقة ذهبية وجزء صغير من جمجمة بشرية وورقة مكتوبة باللغة الفرنسية بخط اليد تعود لوقت اكتشاف المقبرة تشير إلى أن هذه الرقائق تخص أحد التوابيت الملكية ولكنها لم تحدد اسم صاحب التابوت.
ويعمل الفريق البحثي تحت إشراف مجموعة كبيرة من علماء الآثار المصرية والترميم في مصر والعالم وهم أ/ د. فائزة هيكل أستاذ الآثار المصرية بالجامعة الأمريكية و أ/د. حسن سليم أستاذ الآثار المصرية بجامعة عين شمس وأ/ د. مارك جابولد أستاذ اللغة المصرية القديمة بجامعة مونبيليه الفرنسية وأ/ د. أرنست برنيكاس أستاذ علوم المواد بجامعة هايدلبيرغ الألمانية و أ/د. سوزران جانيسكي كبير مرممي متحف بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية و هالة حسن رئيس القسم الأول بالمتحف المصري.
وعلى صعيد اخر تفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار متحف قصر محمد علي بمنطقة شبرا الخيمة للوقوف على حالة المبنى المعمارية والإنشائية، واتخاذ ما يلزم نحو البدء في مشروع ترميمه.
وخلال جولته داخل القصر صرح د. العناني أن مشروع ترميم القصر سيبدأ فور الانتهاء من أعمال الدراسات الخاصة بحالة القصر وذلك تمهيدا لإعادة افتتاحه، بما يتناسب مع قيمة المكان التاريخية والأثرية، كما وجه تعليماته بضرورة تأهيل الحديقة الخاصة بالقصر.
يذكر أن متحف قصر محمد علي بشبرا الخيمة مغلق منذ عام 2012 نظرا للحالة المتردية التي وصل إليها المبنى، كما حدث له أضرار بالغة جراء الحادث الإرهابي الذي تعرض له مبنى الأمن القومي خلال عام 2015.
أما عن تاريخ المبنى فقد شيده محمد على باشا الكبير مؤسس الأسرة العلوية فيما بين أعوام 1223 و 1237 هـ / 1808 و 1821 م، بغرض السكن وإقامة الاحتفالات الخاصة به.
المتحف المصرى الكبير
وفى هذا الصدد تم نقل 2500 قطعة أثرية من المخزن المتحفي بتل الربع بالمنصورة للمتحف المصري الكبير، صرح بذلك الدكتور طارق توفيق المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير.
وأوضح أنه من المقرر الانتهاء من نقل القطع الأثرية في غضون أسبوعين، لافتاً إلى أن هذه القطع تنتمي لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة يأتي من بينها تمثال من الجرانيت للملك "نختنبو الأول" من الأسرة الثلاثون، ومجموعة متميزة من التوابيت من العصر المتأخر مصنوعة من الحجر الجيري، بالإضافة إلى توابيت وتمائم وأواني من الألباستر تعود لعصر ما قبل الأسرات وتمثال للربة "إيزيس" ترضع طفلها "حورس" يعود لعصر الدولة الحديثة.
وأشار عيسى زيدان مدير عام الترميم الأولي بالمتحف إلى أنه سيتم جرد كافة القطع عند استلامها وتسجيل حالتها قبل البدء في عمليات التغليف، مؤكداً أنه فور وصول هذه القطع للمتحف سيتم إجراء أعمال الصيانة والترميم الأولي لها بمعامل الترميم بالمتحف الكبير.
كما استقبل المتحف المصري الكبير (117) قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير، لتدخل ضمن سلسلة القطع الأثرية التي تم نقلها للمتحف الكبير خلال الفترة الماضية.
وصرح د. طارق توفيق المشرف العام على مشروع المتحف الكبير، بأنه فور وصول تلك القطع إلى المتحف تم إيداعها بمعامل الترميم لإجراء أعمال الصيانة والترميم الأولية لها، حتى تكون جاهزة لتدخل ضمن سيناريو العرض المتحفي الخاص بالمتحف.
من جانبه قال عيسى زيدان مدير عام الترميم الأولي بالمتحف الكبير أن القطع التي تم نقلها تعود لعصر الأسرة الثامنة عشر (الدولة الحديثة) وهي عبارة عن تمثال للملك حور محب، ومجموعة متميزة من تماثيل الكتلة بالإضافة إلى لوحة من الحجر الجيري عليها نقوش بالحفر الغائر لزهرة اللوتس و الإلهتين "ايزيس" و "نفتيس" مصورتان في وضع الجلوس.
الصين وقانون حماية الآثار
وعلى صعيد اخر اجتمع وفد من جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية برئاسة كلاً من الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار و السيد Yuan Shuhong نائب وزير مجلس الدولة للشئون التشريعية، وذلك في إطار قيام جمهورية الصين الشعبية بتعديل قوانين حماية الآثار والتراث الخاصة بهم.
وأوضح د. أمين أن هذا اللقاء جاء من منطلق حرص الجانب الصيني على الاستفادة من الخبرات المصرية في مجال التشريعات والقوانين الخاصة بحماية الآثار وتنظيم العمل الأثري، خاصة وأن مصر من الدول الرائدة في حماية الآثار والتراث ومحاربة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية.
ومن جانبه قال أحمد عبيد المشرف العام على إدارة المنظمات الدولية ومسئول ملف التعاون الدولي بالوزارة أن اللقاء تناول مناقشة التشريعات الخاصة بحماية الآثار وآليات تنظيم عمل البعثات الأجنبية في مصر بالإضافة إلى كيفية تعامل مصر مع التحديات والمشكلات التي تواجه العمل الأثري وتحول دون خروجه على أكمل وجه ممكن.
وفي نهاية اللقاء أعطى الجانب المصري الوفد الصيني نسخة من قانون حماية الآثار المصري رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته بالقانون رقم 3 لسنة 2010 باللغة الإنجليزية للاستفادة من بنوده حال قيامهم بوضع القانون الصيني الجديد الذي هم بصدد تعديله.
كما أعرب Yuan Shuhong عن كامل تقديره للتعاون المثمر بين مصر والصين وخاصة مجال العمل الأثري، لافتاً إلى أنه على ثقة تامة أن بلاده ستحقق الاستفادة الكاملة من الخبرات المصرية في هذا المجال خاصة في ظل التشابه الكبير بين الحضارتين المصرية والصينية.
يذكر أن هناك اتفاق تعاون قد تم توقيعه مؤخراً بين المتحف المصري بالتحرير ومتحف شنغهاي بالصين في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقد زار الوفد الصيني العديد من المناطق الأثرية بمصر من بينها آثار محافظة الأقصر والمتحف المصري بالتحرير.
مقصورة قبطان مركب خوفو الثانية
كما أعلن د. خالد العناني وزير الآثار البدء في أعمال التجميع المبدئي لأرضية مقصورة قبطان مركب خوفو الثانية، وذلك بمعمل الترميم الموجود خلف هرم خوفو بمنطقة أهرامات الجيزة.
وأشار د. العناني إلى أن المقصورة عبارة عن ستة ألواح خشبية كانت موجودة داخل حفرة المركب في حالة سيئة من الحفظ إلا أن فريق الترميم نجح في رفعها وإجراء عملية الترميم المبدئي والتقوية والأقلمة لها لتخفيض درجات الحرارة والرطوبة بها تمهيدا لنقلها لمعامل ترميم المتحف المصري الكبير.
وأوضح عيسي زيدان، مدير عام إدارة الترميم الأولي بالمتحف المصري الكبير أنه تم التوصل إلى أن هذه الألواح تخص مقصورة قبطان المركب من خلال مقارنة هذه المركب بمركب خوفو الأولى وكذلك الاستعانة بخبراء متخصصين في مجال صناعة المراكب للتعرف على وظيفة كل جزء بالمركب، لافتاً إلى أن للمركب مقصورتين أحدهما تخص الملك موجودة في مؤخرة المركب والثانية تخص القبطان وموجودة في المقدمة.
وأشار زيدان إلى أنه من المقرر تصوير المقصورة بعد الإنتهاء من تجميعها باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد (laser Scan)، تمهيداً لنقلها إلى مخازن المتحف المصري الكبير لعرضها بقاعة خاصة بالمتحف عند افتتاحه.
يذكر أن مشروع ترميم مركب خوفو الثانية بدأ عام 2009 بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار حينذاك وفريق عمل ياباني من جامعة "واسيدا" برئاسة د. ساكوجي ياشيمورا، حيث قام الفريق بتنظيف حفرة المركب من الحشرات ودراسة حالة ألواح المركب داخل الحفرة والتي وجدت في 13 طبقة تحت الأرض. و في عام 2010بدأت البعثة اعمال رفع الألواح و ترميمها تمهيدا لإعادة تركيبها مثل مركب خوفو الأولي المعروضة بمتحف مركب خوفو بجوار هرم خوفو.