القاهرة 12 يونيو 2016 الساعة 12:54 م
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى :
" وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " "البقرة :195
غزا المسلمون القسطنطينية وكان قائدهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وكان ضمن الجيش أبو أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – واصطف جيش الروم مُلصقاً ظهره بحائط المدينة ، فـحمل رجل على العدو، فقال الناس : لا إله إلا الله يُلقِي بيديه إلى التهلكة,
فقال أبو أيوب – رضي الله عنه - : إنَّمَا نَزَلَت هذه الآية فينا معشرَ الأنصارِ ، لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا : هلمَّ نقيم في أموالنا ونصلحها ، فأنزل الله تعالى : " وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.. قال الرواي : فما زال أبو أيوب يجاهد حتى دُفِن في القسطنطينية
فحقيقة التهلكة هي ترك الجهاد والإقامة على الأموال . ومازال هذا الفهم الخاطئ ينتقل في عقول المسلمين فإذا ما قام داعية للحق والخير سارع إليه أهل الباطل يلقون عليه التهم ويضيقون عليه وقد يسجنوه ، فإذا بالناس يتوجهون إليه باللوم : يا فلان إن الله تعالى قال : " وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"
فينبغى على المسلم أن يختر مَيْداناً من ميادين الجهـاد يسهُلُ عليه المشاركة فيه إما ببذل المال أو بالكلمة ( كالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو الإصلاح بين الناس ) ولا يكن همه الراحة والانشغال بالنفس , فتلك هي التهلكة الحقة , وخسران الدنيا والآخرة,وترك المهمة الأساسية التى خلق الإنسان من أجلها.