القاهرة 31 مايو 2016 الساعة 02:24 م
يمتد التاريخ العربي الحديث والمعاصر لعدة قرون من مطلع القرن السادس عشر حتى منتصف القرن العشرين أو قرب نهايته، وهي فترة زاهرة بالعديد من الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، تخللتها فترات من الضعف والتخلف والجمود والعزلة وأخرى اتسمت بالقوة والتقدم والنهضة والاحتكاك بالعالم الخارجي.
وتختلف آراء المؤرخين أيضا حول بداية التاريخ العربي المعاصر فمنهم من يرى أنه يبدأ مع بداية القرن العشرين، ومنهم من يرى أنه يبدأ مع الحرب العالمية الأولى باعتبارها نقطة تحول في تاريخ المنطقة العربية. بينماالبعض الآخر أن الحرب العالمية الثانية هي بداية التاريخ العربي المعاصر. والرأي الراحج أن تاريخ العرب الحديث يبدأ مع دخول العثمانيين إلى المنطقة العربية وينتهي عند بداية الحرب العالمية الأولى ليبدأ التاريخ العربي المعاصر في أعقاب هذه الحرب العظمى.لعب العالم العربي دورا كبيرا في مراحل مهمة ومؤثرة من مجريات الأحداث العالمية، تاريخ حافل طويل يضرب بجذوره في التاريخ الذي يمثل واحدة من أهم مراحل التاريخ العالمي فأحداثه منذ القرن السادس عشر متشابكة ومتداخلة، بالإمبراطورية العثمانية من جانب ومع أوروبا وأطماعها الاستعمارية بعد أن تم القضاء على الإمبراطورية العثمانية، وحيث بدأت أوروبا تلعب بمقدرات الشعوب العربية حتى تركتها منهكة القُوى وسلمت بعض أجزائها للصهيونية.
وتزخر هذه الفترة بالكثير من الأحداث الجسام المختلفة والمتنوعة، فقد كان ضعف الدولة العثمانية وعجزها عن الدفاع عن الدول العربية التي تحت حمايتها في مواجهة التنافس الاستعماري بين القوى الاستعمارية الغربية، بالإضافة إلى تطلع هذه القوة للسيطرة على المنطقة العربية لأهميتها الاستراتيجية والعسكرية دافعا للسيطرة عليها لتحقيق أطماعها فيها باعتبارها نقطة وثوب إلى أهداف أخرى أو باعتبارها هدفا في حد ذاتها.
وازدادت أهمية المنطقة بعد اكتشاف البترول مما زاد من حدة التنافس والوجود الاستعماري بها. وقد فرضت بعض الدول الاستعمارية سيطرتها على معظم الدول العربية بأشكال مختلفة وبدرجات متفاوتة الأمر الذي خلف آثارا بعيدة المدى على هذه الدول في مجالات عديدة. وقد قاومت هذه الدول الاستعمار فكانت حركات التحرر الوطني والمقاومة في دول المشرق والمغرب العربي سعيا للتحرر والاستقلال.
(وعن المكتب المصري للمطبوعات بالقاهرة، صدرت أخيرا طبعة جديدة من الكتاب المرجعي “تاريخ العرب الحديث من الفتح العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى” للمؤرخ الدكتور أحمد زكريا الشلق.
(يتناول الكتاب عرضًا مركزًا وشاملاً لتاريخ العالم العربي في العصر الحديث، ويغطي فترة تاريخية تبلغ نحو أربعة قرون، تبدأ بالتوسع العثماني التركي في بلاد الشام ومصر وتمتد حتى بداية الحرب العالمية الأولى 1914- 1918
يرصد المؤلف تاريخ العرب خلال هذه الفترة التى مرت بمرحلتين واضحتين؛ أولهما المرحلة التي انفرد فيها الأتراك العثمانيون بحكم العالم العربي، بعد ضمّه إلى دولتهم، واستمرت هذه المرحلة حتى نهاية القرن الثامن عشر، أي أنها بلغت نحو ثلاثة قرون إلا قليلًا, وثانيهما مرحلة النفوذ والاستعمار الأوروبي، التي بدأت مع الحملة الفرنسية على مصر والشام (1798- 1801) وانتهت إلى استعمار معظم أقطار العالم العربي طوال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مما يشكل عنصرًا حاكمًا ومؤثرًا في مسيرة التاريخ العربي الحديث، وهو ما انعكست آثاره بطبيعة الحال على علاقة العرب بالدولة العثمانية، وأسهم في إضعاف هذه العلاقة، حتى بلغت، بفعل عوامل أخرى أيضًا، مرحلة الصدام بينهما قبيل الحرب العالمية الأولى وفي أثنائها.
وتحديدا يبدأ الكتاب بضم العثمانيين للعالم العربي، وينتهي بثورة العرب القومية عليهم عام 1916، وهي الفترة التي يصطلح عليها المؤرخون على تسميتها بـ (تاريخ العرب الحديث).