القاهرة 26 مايو 2016 الساعة 02:24 م
بعد أداء العمرة بحمد الله.. انتهي اليوم الأول.. وعشنا في مكة المكرمة عدة أيام نصلي كل الصلوات في المسجد الحرام.. وندعو الله أن يمن علينا وعلي أحبائنا بالصحة والستر وأن يخرجنا من هذه الحياة سالمين.. حتي جاء وقت الذهاب إلي المدينة المنورة فذهبنا إلي المسجد الحرام لأداء طواف الوداع بعد صلاة الفجر.. حيث تمكنا من الدخول إلي الحرم المكي وكان الزحام قد خف قليلا.. لكن الكتل البشرية لم تمكننا من لمس الكعبة وان كنا علي مسافة قريبة جداً منها.. لكنه زحام المحبين المشتاقين إلي المولي عز وجل.. صلينا ركعتين لله سبحانه وتعالي قبل أن نغادر الكعبة في طريقنا إلي المدينة المنورة التي أخذ الطريق إليها خمس ساعات تقريباً بالأتوبيس.. وهناك كانت المشاهد التالية:
أولاً : المدينة المنورة
بدت لنا أنوار المآذن تتلألأ من بعيد ونحن علي مقربة من دخول المدينة المنورة والشمس تغيب ليبدأ الليل المضاء بأنوار مسجد المصطفي.. دقائق معدودة وضعنا خلالها أمتعتنا بالفندق.. وهرولنا إلي ثاني الحرمين الشريفين "المسجد النبوي الشريف" لنصلي العشاء.. فالمدينة مثوي النبي الكريم وفيها مسجده الذي هو أحد ثلاثة مساجد لا تشد الرحال إلا إليها كما قال- صلي الله عليه وسلم-: لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصي.. والصلاة في مسجد رسول الله خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.. فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة.
ثانياً: في المسجد النبوي
دخلنا المسجد النبوي بالقدم اليمني قائلين: باسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله.. اللهم افتح لنا أبواب رحمتك.. ثم صلينا ركعتين تحية المسجد ونظراً للزحام الشديد لم نتمكن من أداء الركعتين في الروضة "ما بين قبر النبي ومنبره" ولهذا كانت الصلاة في أي مكان بالمسجد.. ذهبنا إلي قبر النبي وقلنا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.. اللهم صل علي محمد وآته الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته.. اللهم إجزه عن أمته أفضل الجزاء.. ثم نتحول قليلاً إلي اليمين لنقف أمام قبر أبي بكر الصديق -رضي الله- عنه ونسلم عليه وندعو له بالرحمة والمغفرة.. ونفس الشيء أمام قبر عمر بن الخطاب -رضي الله- عنه الذي يجاوره.. بعد ذلك زرنا قبور أهل البقيع التي تضم العديد من الصحابة.
ثالثاً: شهداء أحد
وفي اليوم التالي كانت زيارة قبور شهداء أحد ومنهم سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنهم.. وقد علمنا الرسول أن نقول عند زيارة القبور: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية.
من السنة أيضا زيارة مسجد قباء ــ أول مسجد في الإسلام ــ والصلاة فيه حيث قال الرسول: من تطهر في بيته ثم أتي مسجد قباء فصلي فيه صلاة كان له كأجر عمرة.
رابعاً: استئذان بالرحيل
قضينا عدة أيام في المدينة المنورة نصلي كل الأوقات في المسجد النبوي.. حتي جاء يوم الرحيل والعودة إلي الوطن.. فذهبنا إلي المسجد النبوي لنصلي ركعتين لله شكراً ونستأذن في مغادرة الأراضي المقدسة عائدين إلي أرض الوطن.. داعين أن يمنحنا ويمنحكم الله عز وجل الفرصة للفوز بمثل هذه العمرة.. والحج.
وبعد.. علي مدي 4 أسابيع تحدثت عن تفاصيل العمرة.. ولمن فاته متابعتها يمكنه قراءتها في مقال واحد إذا كتب علي جوجل "9 مشاهد من رحلة العمر".