القاهرة 26 مايو 2016 الساعة 11:59 ص
- لسنا في حاجة لجمع دلائل وبراهين.. نثبت بها أن الأوضاع صعبة.. بل وشديدة الصعوبة.
- وأن الكل من شعب مصر.. تتهدده المخاطر.. وتحاصره التحديات.
- وأن الضرورة.. بل وتحدي الحياة ذاتها.. لا تترك ثغرة يمكن أن يستغلها البعض ويتوقف عندها هروبا من الواقع المخيف.
* لسنا في حاجة أيضا إلي التأكيد. والتنبيه.. إلي أن تجاوز هذا الوضع.. والخروج والبعد عن مضاعفاته. ونتائجه المرعبة.. يستوجب وبكل قوة أن تتكاتف جميع قوي وفصائل وتجمعات الشعب المصري وتواجهه معا.. الواقع الصعب.. والاحتمالات الأكثر صعوبة.. إذا لم نلتق معا.. ونواجه معا.
* كما لابد وأن نتأكد وبكل اليقين - أن القوي والأجهزة والدول الخارجية.. هي التي تخطط وتسلح وتدير كل هذه المؤامرات والعمليات الإجرامية التي تتم ضد مصر.. مستخدمة في ذلك كل الوسائل والأساليب التي تفكك أوصال الدولة المصرية.. وتحطم كل أسباب التواصل والتفاعل بين أبناء الشعب المصري.. وتثير الفتن والشكوك بين تجمعاته.
صحيح أن هناك العديد من الدوافع والأسباب التي تدفع بالكثيرين من أبناء الوطن للتجاوب.. أو الاشتراك في كثير من الشرور والأفعال المشينة.. سواء بالجهل أو حسن النوايا وشرورها.. وأهمها الفقر والحاجة.. وقبل هذا وبعده "الرشوة..".. والتآمر.
لكن غاب عن هؤلاء جميعا.. ممن ينجرفون إلي الانخراط في هذه الأفعال والتصرفات الخسيسة.. انهم هم أنفسهم المستهدفون والضحايا المباشرون.. لما يتم علي أيديهم من أفعال.
وإذا كانت الحاجة والجهل والتفسخ هي دافع هذه الفئة التي يستخدمها ويستغلها الجناة الحقيقيون في تعبئة وتجهيز وتفعيل برامج الفتنة.
لكن المؤسف والمؤلم.. أن عددا ضخما من المتآمرين والمحرضين ومثيري الفتنة لا يملكون ولا يمسكون في أيديهم.. أي سبب أو مبرر يدفعهم للتآمر والفتنة.. خاصة هذه الفئة من أبناء هذا الوطن.. التي تعتبر نفسها.. أهل العلم. والمعرفة. والخبرة..
هؤلاء الذين يتقدمون الصفوف.. أو يحاولون ذلك باعتبارهم "النخبة..".. القادرة علي التوجيه والارشاد والقيادة.
هذه النخب التي تسيطر علي وسائل الإعلام.. وتحتل المساحات المتعددة لمقالات الرأي في الصحف.. وتتحكم في التعليقات والبرامج التي تذيعها محطات الاذاعة والتليفزيون.
هذه النخب نفسها هي التي تتولي مهمة..
تشويه الحقائق..
وإثارة الأكاذيب.. والفتنة..
وإشاعة حالة عامة من عدم اليقين.. والتشكيك في كل شيء.
***
وعلي سبيل المثال.. تخرج علينا الأنباء.. كل يوم.. بل كل لحظة..
تعلن مقتل عدد من ضباط وجنود الجيش والشرطة.
وتعلن تدمير عدد من المدرعات والعربات والمصفحات التابعة للجيش..
ثم نفاجأ.. في اليوم نفسه.. أو ما بعده..
أن هذا العمل المريع والمخيف.. والذي ينال وبشكل كامل ومباشر.. أمن مصر وسلامتها.. لا يحتل أكثر من..:-
خبر صغير علي صفحات الجرائد.
وقد لا يحتل أي نوع من الاهتمام علي وسائل التواصل الإعلامي والاجتماعي في البرامج السياسية بالتليفزيون والاذاعة..
الأكثر مأساوية وغرابة.. هو..:-
أن أحدا من الكتاب والمعلقين.. وأهل المعرفة والخبرة الإعلامية والسياسية.. لا يتوقف ولو للحظة أمام هذه الجريمة الوطنية الكبري.
لا أحد يعلق.. ولا أحد يتكلم.. ولا أحد يحاول أن يكشف حجم هذا الجرم.. وهذه المؤامرة.. المستمرة والمتواصلة.
ولا أدري.. ما إذا كانت هذه النخب.. وهؤلاء المعلقون من أبناء هذا الوطن..؟!
أم أنهم كيانات دخيلة لا تربطها بالبلد رابطة.. ولا يهمهم أو يؤثر فيهم سقوط الدولة وانهيارها.
إن وقفة بسيطة أمام هذه الظاهرة الغريبة والمريبة.. تكشف وبشكل واضح ومباشر أهداف هذا الموقف.. وهو حرمان البلاد.. حرمان مصر.. من أي قوة أو سلطة.. قادرة علي مواجهة هذه العمليات التدميرية..
خاصة أن عمليات الاغتيال ضد الضباط والجنود من الجيش والشرطة. تستهدف عناصر وطنية.. تتولي حماية المواطنين في كل مكان من أرض الوطن.. وتستهدف حماية المؤسسات العامة الانتاجية والخدمية.. وتستهدف المحافظة والرعاية لما تقدمه الدولة وأجهزتها.. من جهد وعمل من أجل وصول المياه والكهرباء والطاقة إلي جميع أهل مصر.. في منازلهم.. ومصانعهم.. ومحل تواجدهم.. بيسر وأمان.
ثم علينا أن نسأل.. من هؤلاء الذين تمتد إليهم أيادي أهل الشر.. بالقتل والاغتيال.. بالجيش والشرطة.
هل يجئ هذا الاغتيال الإجرامي للجنود والضباط.. جيشا وشرطة.. نتيجة رد فعل لتصرفات عنيفة أو إجرامية اقترفها الجنود والضباط..؟!
أم هو التخطيط الإجرامي الخارجي الهادف إلي تخليص مصر من جميع وسائل وأسباب القوة والمنعة.. والحياة الآمنة.
والغريب في الأمر.. أن النخب علي اختلاف تنوعها وتعددها تمارس هذا الموقف.. القائم علي التجاهل الكامل لهذه الجرائم.. جرائم الاغتيال المدبر والمخطط للضباط والجنود.. وكأنه جزء لا يتجزأ من الحياة العادية.
بينما.. الضحايا ليسوا "مرتزقة.." ولا عصابات أجنبية محترفة.. ولا تربطهم بأحد عداوة أو ثأر.. ولا تجمعهم معا خلفيات حزبية أو عقائدية.. فالعكس هو الصحيح.
فالجناة.. عملاء.. وأصحاب توجهات مشبوهة. ومنحرفة.. والجناة مرتبطون وممولون من جهات أجنبية هدفها ضرب مصر.. والقضاء علي وحدتها وتماسكها.. وقطع الطريق أمام كل المحاولات الجادة للخروج بمصر بعيدا عن الأزمة.
***
والسؤال.. هل كل هذه الحقائق المؤلمة.. بل والمخزية.. يمكن أن تؤثر علي ضمائر هذه "النخب المصرية.." المنحرفة.. فيعيدون النظر فيما هم فاعلون أو مشاركون فيه..؟!
أم أن المسألة أكبر من هذا وأعمق..؟
فقد سبق.. وهرب عدد غير قليل من هذه النخب من المسئولية.. وتوجهوا إلي الخارج.. حيث المأوي الآمن والأموال والرشاوي.. بينما كانت كل مراكز الحكم والسلطة في أيديهم داخل مصر.
وتصوروا وقتها.. أن "المعلم الأكبر..".. المخطط والمدبر الأجنبي.. بقادر علي أن يعيدهم إلي البلاد والسلطة في أعلي المراكز والمناصب.
واتضح ان الفشل هو المردود الوحيد.. وظل العملاء "الهاربون..".. والعملاء المتنطعون يزيدون ويعيدون في لغو فارغ.. وشعارات مزيفة.. يختفون بعض الوقت.. ويعاد تنشيطهم.. بالأوامر والتعليمات في وقت آخر.. مع جولات تشكيك وعدوان.. وتحركات للإثارة ونشر الفوضي.
والأمر الواضح والجلي.. ان المعلم الخارجي.. لا ييأس وبالتالي لا يتوقف عن التآمر والعمل الإجرامي.. فكل فترة يخرج علينا بمؤامرة أو خطة جديدة.. يستهدف بها اشعال الفتنة والفوضي.. والغضب داخل مصر.. ولاشك ان حادث الطائرة الأخير.. هو أحد هذه المحاولات الدائمة والمستمرة.. لإثارة الاضطراب داخل مصر.. وبين أبناء شعبها.
وعلي الرغم من أن الحادث الخسيس والمؤلم.. قد استهدف في الأصل والأساس مصر.
وعلي الرغم من أن مصر هي الضحية الأولي لهذا العمل الحقير.. أيا كانت دوافعه وأسبابه..
وعلي الرغم من حقيقة أن مصر وشعب مصر والدولة المصرية لم تكن طرفا في الجريمة أو في الحادث.. إلا من خلال أن الطائرة مصرية.. إلا أن التركيز الدولي أو شبه الدولي.. خاصة المشبوه والمؤثم منه.. يحاول أن يجعل من مصر الفاعل الأصلي.
والأغرب في هذا كله.. أن أطرافا مصرية.. وعناصر مصرية.. تحاول أن تأخذ من هذه المأساة أداة لضرب مصر.. وتشويه سمعة مصر.. بل والشماتة في مصر.. ومعايرة مصر والمصريين.
***
قد يخطئ من يظن.. أن مؤامرة الطائرة المصرية.. هي آخر المؤامرات.. أو المحاولات.. فالطريق طويل.. والمتآمرون مصممون ومستمرون في محاولاتهم.
وهذا التحدي لابد من مواجهته بقوة وحزم.. من جانب الشعب.. ومن جانب الدولة.. ولابد من كشف "العملاء..".. خاصة عملاء الداخل.. وخاصة هذه الفتنة التي تعتبر نفسها أهل رؤية وحكمة.. بينما هي فارغة من كل شيء.
لا معرفة.. ولا ضمير.. ولا رؤية.. ولا هدف..
حتي لو كان البعض منهم مازال علي قناعة مغلوطة من أن الأهداف الخسيسة قد اقتربت من أيدهم.
وحقيقة الأمر.. في البداية والنهاية.. لا أحد يعرف.. ماذا يريد هؤلاء الخونة والمزيفون.. وباسم من يتحدثون.. ولأي هدف يسعون وضد من بالضبط يتحركون ويتآمرون.. فليست لديهم رؤية أو برنامج يطرحونهما وليس هناك عدو مباشر يواجهونه.. ليسوا أيضا.. أبناء حزب أو توجه سياسي ينتمون إليه.
إنما هي تعليمات مشبوهة. تحركهم وتجمعهم.. من أجل ضرب مصر.. وشعب مصر.
ولا أحد منهم بقادر علي أن يضع أمامنا وبين أيدينا برنامجا مقبولا ومعقولا يشرح ويعلن.. من هؤلاء.. ولمن يتآمرون.. وضد من يتحركون.. هل ضد السيسي وحده.. أم ضد مصر.. وشعب مصر؟!.