القاهرة 25 مايو 2016 الساعة 02:37 م
أقصد بذلك الشاب محمد بدران، رئيس حزب «مستقبل وطن» بمناسبة الخبر الذى نشر يوم السبت الماضى (21/5) ونصه «عاد صباح اليوم محمد بدران...
إلى الولايات المتحدةالأمريكية لاستكمال ما بدأه منذ اربعة اشهر فى رحلته التعليمية هناك، كان بدران قد عاد إلى مصر فى زيارة مفاجئة يوم الخميس الماضى استغرقت يومين ترأس فيها اجتماع المكتب التنفيذى للحزب، وحضر اجتماع المحافظات بمقر الحزب». أى أنه حضر من الولايات المتحدة, فى رحلة تستغرقحوالى 12 ساعة كما نعلم، لزيارة الحزب لمدة يومين ثم عاد إلى هناك! إننى لست محتاجا لتأكيد على إيمانى الكامل بدور الشباب فى إحداث التغيير فى مصراليوم، منذ أن أشعلوا فتيل ثورتها العظيمة فى 25 يناير 2011 ولكن الشاب بدران صعد- قبل 25 يناير- باعتباره رئيسا لاتحاد طلاب جامعة بنها- قبل ثورة يناير، وكلنا يعلم الدور الأساسى والحاكم الذى كانت تلعبه أجهزة الأمن فى اختيار تلك القيادات «الطلابية». غير أن بدران يملك أيضا من لباقة الحديث، والتوجه المنفتح إزاء الجميع والحرص على عدم إغضاب أحد، ما مكنه من كسب الكل...بعيدا عن الالتزام برسالة أو مبدا ما، ولذلك فإنه يرفض مصطلح «شباب الثورة» لأنه عندما كان هؤلاء فى الميدان كان هو يلعب دورا مختلفا تماما بدعم الأجهزة إياها، وهى نفسها التى ساعدته على إنشاء حزب كبير فى بضعة أشهر، يتفاخر بأن عدد أعضائه فى البرلمان يفوق عدد أعضاء حزب الوفد العريق! وكان هذا الحزب بالطبع احد المكونين الأساسيين لقائمة «فى حب مصر» التى جسدت استمرار التدخل الحكومى والأمنى بقوة فى تشكيل البرلمان لضمان السيطرة على الأغلبية فيه! إننى اتساءل هنا: ما ذا يفعل محمد بدران فى نيويورك؟ ماذا يدرس؟ ماهى الجامعة او المعهد الذى يدرس فيه؟ ما هى الشهادة التى يسعى للحصول عليها؟ إن بدران يقول- وهذا من حقه تماما- إن هدفه هو أن يكون رئيسا لوزراء مصر، هذا طموح جميل و رائع، ولكنى أقول له يابني، لا يكفى لتكون أهلا لرئاسة الوزارة أن تتمني، وأن تلبس بدلة و كرافتة أنيقة، وأن توثق علاقاتك بأجهزة معينة، عليك قبل ذلك وبعده أن تتعب، وأن تتعلم، وأن تشقى لتكون فى المقدمة من الأوائل، ثم يكون من حقك بعد ذلك أن تطمح لأن تكون رئيسا للوزراء أو رئيسا للجمهورية!