القاهرة 15 مايو 2016 الساعة 02:00 م
كتبت : ميرفت عياد
فى ظل اهتمام العالم بالفرعون الذهبى "توت عنخ آمون" اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير والذى استمر على مدار ثلاثة أيام متواصلة بمشاركة عدد كبير من علماء الآثار المصرية من مختلف دول العالم .
وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات من أهمها ضرورة إجراء المزيد من أعمال المسح الراداري داخل مقبرة الملك "توت عنخ آمون" بوادي الملوك بالأقصر باستخدام كافة التقنيات العلمية الحديثة وأجهزة رادار مختلفة للتأكد من مدى وجود فراغات حول حجرة دفن الملك توت أم لا.
وأكد د. خالد العناني وزير الآثار خلال الجلسة الختامية للمؤتمر والتي كانت بمثابة نقاش علمي مفتوح حول أعمال المشروع البحثي الذي بدأ بالمقبرة منذ عدة أشهرأنه لن يتم عمل أي ثقب بالمقبرة إلا بعد التأكد من وجود فراغ بنسة 100%، لافتاً إلى أن هذه الجلسة جاءت بمشاركة عدد من علماء الآثار والرادار من بينهم د. زاهي حواس وزير الآثار الأسبق ود. ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق و "واتانابي" خبير الرادار الياباني وعالم الأثار البريطاني "نيكولاس ريفز" و د. ياسر الشايب أستاذ كلية الهندسة جامعة القاهرة وعدد من علماء المصريات وأساتذة الجامعات والمعنيين بمجال العمل الآثري.
و قال د. زاهي حواس وزير الآثار الأسبق أن المسح الراداري يعد غير كاف للخروج بكشف أثريجديد ، مؤكداً رفضه للفرضية التي أطلقها العالم البريطاني "نيكولاس ريفز" بأن مقبرة الملكة نفرتيتي موجودة خلف أحد جدران مقبرة الملك "توت عنخ آمون" حيث قدم حيث قدم العديد من الأدلة والبراهين التي تشير إلى عدم صحة الفرضية مضيفاً ضرورة الاستعانة بلجنة تضم علماء آثار ومتخصصي رادار واستشعار عن بعد لاستكمال أعمال البحث بالمقبرة.
كما ألقى الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق محاضرة تحت عنوان" إعادة اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون" استعرض خلالها كافة مراحل العمل مشروع المسح الراداري لمقبرة الرفعون الذهبي، موضحاً أن كافة مراحل العمل تشير إلى وجود فراغ خلف جدران المقبرة بنسبة 50%.
وفي سياق متصل أضاف د. طارق توفيق المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير أنه جاء من ضمن توصيات المؤتمر تشكيل لجنة أثرية مصرية يتم تزويدها بخبراء أجانب لوضع خطة واضحة لعملية نقل آثار الفرعون الذهبي ذات الحالة الحرجة مثل العجلات الحربية والمقاصير، وكذلك عرض المنسوجات الخاصة بالملك بطريقة تبادلية للحفاظ عليها و تزويدمركز الدراسات الخاص بالملك توت عنخ آمون والذي بدأ إنشاؤه العام الماضي بناء على توصيات المؤتمر بقناة نشر إلكترونية لنشر كافة الدراسات والأبحاث المتعلقة بالملك.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه تم على هامش المؤتمر عرض فيلم وثائقي يستعرض انجازات مركز ترميم المتحف الكبير وما يتم به من أعمال ترميم لكافة القطع التي يتم نقلها للمتحف والتي وصل عددها لألآف القطع الأثرية.
كما ألقى عالم الترميم الألماني كريستيان ايكمان محاضرة عن أعمال ترميم ودراسة لحية القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون وكذلك ألقى د. فتحي صالح محاضرة تحت عنوان "عن اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون: عرض الواقع الإفتراضي.
الفرعون الذهبي من أشهر الفراعنة
يعود الملك توت عنخ آمون الى الأسرة الثامنة عشر وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م. في عصر الدولة الحديثة ، وكان عمره وقتها تسع سنوات، ويعنى اسمه باللغة المصرية القديمة "الصورة الحية للإله أمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد، وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة.
و يعد الفرعون الذهبي من أشهر الفراعنة، لأسباب لا تتعلق بانجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما لأسباب أخرى من أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، إضافة إلى اللغز الذي أحاط بظروف وفاته في سن مبكرة وعمره لم يتجاوز العشرين عاماً ، خاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة الى جانب زواج وزيره من أرملته وتنصيب نفسه فرعوناً ، الأمر الذي جعل الكثيرين يظنون انه لم يمت وإنما تم قتله في عملية اغتيال .
اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون
اكتشفت مقبرة الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون" في عام 1922، من قبل عالم الآثار البريطاني والمتخصص في تاريخ مصر القديمة "هوارد كارتر"، عندما كان يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك رمسيس الرابع في وادي الملوك بالبر الغربى بالاقصر، فلاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون، وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات، وقد أحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم، نظراً للتوصل إلى مومياء الفرعون الصغير كاملة المحتويات، وبكامل زينتها من قلائد وخواتم والتاج والعصي وكلها من الذهب الخالص والأبنوس.
وترجع أهمية مجموعة الملك توت عنخ آمون إلى العديد من الأسباب، أولها ، أن تلك الأمتعة ترجع إلى الأسرة الثامنة عشرة، أزهى عصور مصر القديمة، حيث انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم، بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية، من تصدير واستيراد للمواد والمنتجات المصنعة، ونشاط أهل الحرف والفنانين . السبب الثاني أن كنز توت عنخ آمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه، ولا نظير له. إذ يتألف من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع، وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان، أحدها من الذهب الخالص، والآخران من خشب مذهب. أما السبب الثالث فهو وجودأمتعة الحياة اليومية.كالدمى واللعب، ثم مجموعة من أثاث مكتمل، وأدوات ومعدات حربية، فضلاً عن رموز أخرى وتماثيل للأرباب تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر. هذا بالاضافة الى السبب الرابع وهو ان هذا الكنزنعلم منه حياة الملك، مثل حبه للصيد وعلاقته السعيدة بزوجته "عنخ آسن آمون" وحاشيته الذين زودوه بالتماثيل التي تقوم بإنجاز الأعمال بالنيابة عن المتوفى في العالم الآخر.
أهم محتويات مقبرة توت عنخ امون
ومن أهم محتويات المقبرة تتمثل فى كرسى العرش الوحيد الذى وصل لنا من حضارة المصريين القدماء والأسرة و العجلات التى تجرها الخيول وأدوات القتال من سيوف وخناجر ،والتابوت الذهبى للملك الذى يزن أكثر من 110 كيلوجرامات، والقناع الذهبى المرصع بالأحجار شبه الكريمة الذى كان يغطى وجه المومياء. كما يوجد تابوتان آخران من الخشب المغطى بالذهب ، وهناك 314 تمثالاً كانت توضع فى المقبرة لكى تقوم بالعمل بدلاً من الملك فى العالم الآخر . كما يوجد 32 تمثالاً للملك وألهة العالم الآخر من الخشب المذهب.
كما عثر ايضا فى المقبرة على كثير من الصناديق المزخرفة بالمناظر الحربية ومناظر الصيد والترفيه والمقاصير الكبيرة من الخشب المذهب ونقشت عليها مناظر من كتب العالم السفلى تصور علاقة الملك مع الشمس والمعبودات المختلفة. وكذلك مجموعة من 143 قطعة من الحلى الذهبية المرصعة بأحجار شبه كريمة أغلبها يمثل معبود الشمس بأشكاله المختلفة والقمر ايضاً، فهناك الأساور والأقراط والخواتم والصدريات والدلايات، بل هناك درع صنع للملك من الذهب ورصع بالأحجار والزجاج الملون وزخرف بأشكال المعبودات التى تحمى الملك وترعاه فى حياته وبعد وفاته، كما عثر هناك على مجموعة هائلة من الأوانى التى صنعت من الألبستر أهمها بالطبع ذلك الإناء الذى يمثل علامة الوحدة بين شطرى البلاد يربطهما معبود النيل،
وتعد مجموعة مجوهرات "توت عنخ آمون" من أشهر وأندر مجوهرات ملوك مصر الفرعونية، حيث تضم هذه المجموعة عدداً كبيراً من القلادات والأقراط والتيجان، من بينها القلادة الصدرية المزخرفة والمصنوعة من الذهب والفضة والعقيق الأبيض والأحمر وحجر الكالسيت واللازورد والفيروز وحجر الاوبسيديان والزجاج الأبيض والأسود والأخضر والأحمر والأزرق.والتكوين الزخرفى لهذه القلادة شديد الدقة ، حيث يتكون الجزء السفلى منها من زخارف نباتية وزهرية، فى حين يتكون الجزء الأوسط من شكل زخرفى على صورة صقر مصنوع من الذهب المرصع وباسط جناحيه بالإضافة إلى الرمزين النباتيين "زهرة اللوتس" للوجه البحرى و"نبات السَّعاد" للوجه القبلى.