القاهرة 09 مايو 2016 الساعة 02:53 م
عشت في " صالة تحرير " الاهرام مع الاستاذ " سامي فريد " اتعرف علي اسرار بعض ما كان يدور وراء الكواليس
في الكتاب المثير توقفت امام روايتين ؛ الاولي حزينة عن ملابسات وفاة الاستاذ " علي حمدي الجمال " الذي تولي رئاسة الاهرام في ظروف صعبة وشبح الاستاذ " هيكل " ما زال يثير شكوك الرئيس السادات وغضبه رغم عزله له والاصرار علي مطاردته وخنق قلمه
// مكالمة صباحية مبكرة من الرئيس يعاتب ويعنف بشدة علي الجمال ويقول : قريت مقال (.......) النهاردة يا علي ؟ .. رد وقد استيقظ من نومه منزعجا علي رنين التليفون : لا والله يا ريس لسه ما قريتوش .. قال السادات : كمان ما قريتهوش يا علي ؟ انا الظاهر غلطت اني عينتك رئيس مجلس ادارة الاهرام .. ساله الاستاذ الجمال منزعجا : هو في ايه المقال يا ريس ؟! هاقراه دلوقتي حالا .. قال الرئيس السادات : العيال الناصريين بيلعبوا بيك يا علي ؛ عاملينك ( وقال كلمة جارحة )
مرت فترة ثم تكرر نفس الحوار الذي انتهي بقول السادات : انت بتشتغل ايه بالظبط في الاهرام يا علي ؟! دا انت بقي زي ما قالولي عنك
ثم جاء موعد احدي زيارات السادات للولايات المتحدة الامريكية وبصحبته رؤساء التحرىر كلهم ؛ ولم يكن من بىنهم هذه المرة علي حمدي الجمال الذي سأل عن السبب فنصحوه بان يسال نائب الرئيس " حسني مبارك " فساله .. قال انه لا يعرف السبب ونصحه بسؤال الهانم " جيهان السادات " فأكدت له ان الرئيس يحبه ولا بد انه خطأ اداري ؛ وقالت : سافر يا علي بيه معلش علي نفقة الاهرام وكل شيئ يتسوي بس ما تتأخرش عن الوفد الصحفي اللي مع الريس
في واشنطن اتجه الي الفندق الذي ينزل فيه الصحفيون المرافقون للرئيس فلم يجد اسمه مسجلا لدي ادارة الفندق ؛ والكل يسأله عن رقم غرفته بينمايجلس متعبا حزينا مقهورا في بهو الفندق مع حقائبه ؛ حتي فأحأته أزمة قلبية نتيجة ارهاق السفر والاحساس بالاهانة المقصودة .. فلما اشتدت عليه الازمة طلب الاستاذ " محمد حقي " مدير مكتب الاهرام في نيويورك مستنجدا به " انا تعبان قوي ؛ خدني رجعني لمصر "
اسرع "حقي " ليستقل اول طائرة تحمله الي واشنطن ؛ هناك وجد" الجمال "يكاد يشرف علي الموت فقام بنقله بسرعة الي اقرب مستشفي ؛ لكن روحه الكريمة كانت قد فاضت الي ربها
// اما القصة الثانية فضاحكة لا نكاد نصدقها لولا ان كاتبها و هو الاستاذ " سامي فريد " كان شاهدا عليها ومشاركا فيها ؛ وكان هناك شهود آخرون
عندما جاء الاستاذ " علي امين " الي الاهرام ؛ وحان موعد اجتماع "الديسك المركزي" اليومي الذي يدير الحركة الصحفية بالاهرام برئاسة الاستاذ " عبد الحميد سرايا " إذ كان يرأسه الاستاذ هيكل ؛ وكانت له تقاليده الراسخة ؛ يبدأ في تمام الساعة الخامسة في جو من الهدوء التدريجي حتي ينقطع الصوت تماما في الخامسة ويدخل الاستاذ هيكل من مكتبه الي باب منتصف الصالة يرافقه الدكتور " عبد الملك عودة " مساعد رئيس التحرير وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الاسبق ومن خلفهما " منير عساف " مدير مكتب الاستاذ هيكل ويتقدم الدكتور " عودة " ليفتح للاستاذ هيكل الباب فيقوم المجتمعون واقفين حثي يجلس الاستاذ
في ذلك اليوم - وكان اول اجتماع بدون هيكل - جلس المجتمعون واغلق باب الصالة لكن الصوت لم ينقطع ؛ ومرت دقائق ثم ربع ساعة ؛ وتململ الحاضرون .. قال الاستاذ سرايا : ما تقوم يا سامي ( فريد ) شوف لنا الاستاذ" علي "ما جاش ليه ؟! .. نقر علي الباب فلم يسمع ردا .. فتحه فوجد علي امين مستغرقا في الكتابة ؛ نسي الاجتماع ؛ وقال معلش كنت باكتب شوية اخبار للجرنال ؛ ثانية واحدة خدني معاك .. سار امامه يدله علي الطريق بعد ان قال : لسه ما عرفش سكك الاهرام .. لمم اسمع خطواته خلفي فالتفت ليجده مرتديا جوربيه فقط ؛ ويلبس قميصا نصف كم ابيض وقد انفتح زراره الاعلي فبان شعر صدره الكثيف ونحن في عز الشتاء
.. دخل علي امين معتذرا ولم يقف الحاضرون .. قام سرايا بتلخيص الاخبار المحلية والعالمية والمقالات والتحقيقات .. قال علي امين : علي فكرة النهاردة " شيرلي تمبل " بتزور مصر طبعا فاكرينها .. قال سرايا والمطلوب ايه ؟ خبر ؛ نعمل خبر .. رد علي امين : لا .. خبر ايه يا جماعة ؛ نحط نها صورة كبيرة في الصفحة الاولي علي تلاته عمود مثلا وتحتها موضوع برضه علي تلاته عمود ؛ ويمكن كمان يبقي فيه متابعة علي صفحة داخلية .. حاجة تهم الناس يعني
ارتفع صوت الاستاذ سرايا بانفعال : انت جاي تعلمنا الصحافة يا علي !!!!