القاهرة 03 مايو 2016 الساعة 01:18 م
طرح كثير من الكتاب كما تساءل كثير من المواطنين في الدول الغربية السؤال لماذا يكرهوننا ؟ وذلك بوجه خاص بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وكرر بعض السياسيين والمثقفين في الدول الغربية نفس السؤال بعد أحداث باريس وبروكسل وغيرها في عام 2016، ومن العجيب أن تأتي الإجابة من فم الأسد الغربي الهصور وهو هنري كيسنجر في مقابلة نشرتها له جريدةThe Daily Squib الساخنة التي تصدر في نيويورك والمقابلة أجراها الفرد هاينز Alfed Heinz ونشرت بتاريخ 27 نوفمبر 2011 تحت عنوان " هنري كيسنجر ": إذا لم تسمع قرع الحرب فأنت بالتأكيد أصم " If you cannot Hear the Drums of war you must be Def. أجريت المقابلة في شقة كيسنجر في ما نهاتن وأهم ما ذكره كيسنجر ما يلي :-لقد سمحنا للصين أن تزيد قوتها العسكرية ولروسيا أن تستعيد منهجها السوفيتي لكي نعطيهم إحساسا كاذبا بالقوة وهذا سوف يعجل بموتهما.
-إننا أي أمريكيا مثل القناص الجريء عندما يمسك بالبندقية ستحدث الكارثة
فالحرب القادمة ستكون قاسية. It is bang bang
- ولهذا فالإتحاد الأوروبي يسرع الخطى لإكمال دولته فهم يدركون إن البقاء مرهون بتحويل أوروبا إلي دولة واحدة متماسكة . ويتأوه كيسنجر كما يذكر الصحفي "آه كيف أحلم بهذه اللحظة ألجميلة ثم يستطرد كيسنجر ليقدم حكمة من حكمه الكبيرة قائلا "تحكم في النفط تتحكم في الأمم وتحكم في الطعام تتحكم في الشعوب "
Control oil and you control nations and control food you control the people .
ثم يتوقف كيسنجر ليضيف لقد أبلغنا العسكريين أننا يجب أن نستولي على 7 دول شرق أوسطية ؛ لما لديها من موارد وتقريبا أنهينا هذه المهمة ويأتي الحجر الأخير وهو إيران والتي سترجح الميزان ، وتساءل إلى أي مدى تستطيع الصين أو روسيا تقف لتراقب أمريكا وهي تنظف العالم ؟ سوف يستيقظ الدب الروسي وأبو منجل الصيني من نومهما وفي تلك اللحظة يجب على إسرائيل أن تقوم بحرب بكل
قوتها وأسلحتها لكي تقتل أكبر عدد ممكن من العرب وإذا سارت الأمور كما هو مخطط فإن نصف الشرق الأوسط سيكون إسرائيليا
This is when Israel will have to fight with all its might and weapons to kill as many Arabs as it can Hopefully if all goes well half the Middle East will be Israeli
ويضيف قائلا" إن شبابنا تم تدريبه جيدا على الحرب من خلال نداء الواجب للعبة الحرب العالمية الثالثة. إن شبابنا الأمريكي والغربي مستعد لأنه تم تدريبهم بأن يكونوا جنودا أشداء وممتازين ويعرفون كيف يطعمون مدافعهم. وعندما تصدر لهم التعليمات للخروج إلى الشوارع لمحاربة المجانين الصينيين والروس سيطيعون الأوامر ومن الحطام سوف نعيد بناء العالم الجديد وستكون هناك قوة عظمى واحدة وحكومة عالمية هي التي تنتصر ويجب ألا تنسون أن الولايات المتحدة لديها أحسن الأسلحة ولديها معدات لا تتوافر في أي دولة وسوف نستخدمها عندما يحين الوقت المناسب انتهى كلام كيسنجر .
السؤال إذا كان هذا الثعلب الأمريكي يقول ذلك وينشر في الصحف الأمريكية حتى لو كانت الصحيفة التي نشرته من الصحف الساخرة فماذا يقول أنصار القاعدة و داعش عندما يقرؤون ذلك ؟ وكيف يكون رد فعلهم ؟ وكيف يكون رد فعل الصينيين والروس ؟ وهل من العجيب أن يعلن أوباما عقيدته بالقيادة من الخلف انتظارا للحظة المناسبة للولايات المتحدة وإسرائيل كما ذكر كيسنجر لتستولي على الشرق الأوسط بعد أن تستيقظ روسيا والصين من نومهما ؟ وماذا سيكون الدور الإيراني إن جملة كيسنجر تحتمل تفسيرات عديدة ، إنه يقول ستكون إيران هي الحجر الأخير الذي يرجح الميزان ؟ ونتساءل هذا الحجر الأخير لمصلحة من من الأطراف ؟ وإن كانت إسرائيل ستقود حربا بلا هوادة ؛ لقتل أكبر عدد من العرب وتستولي على نصف الشرق الأوسط ، فمن الذي سيقود باقي الحرب ليقتل باقي العرب ويستولي على النصف الأخر من الشرق الأوسط ؟
لا ندري هل كان كيسنجر في كامل وعيه؛ ليفصح عن كل هذا المنطق العجيب أم كان فاقد الوعي ؟ ولقد لفت نظري ما ذكره الصحفي في نهاية المقال إنه عند تلك اللحظة من حديث كيسنجر قام مساعده بإخراج الصحفي من مكتب كيسنجر إلى الخارج ؟ وإذا حللنا كلام كيسنجر مع تصريحات دونالد ترامب أو مع عقيدة أوباما أو مع الواقع الذي يحدث في الشرق الأوسط بتدمير دول النظم الجمهورية فإننا نتساءل حول عنوان المقال " إن طبول الحرب تقرع ومن لا يسمعها فهو بالتأكيد أصم ، هذا ما قاله كيسنجر عبقري القرن العشرين والحكيم الذي يعبر عن زرقاء اليمامة في القرن الحادي والعشرين ، ولنتذكر الرواية المشهورة للراوي والأديب الأمريكي ارنست هيمنجواى " لمن تقرع الأجراس " .وهل ما يحدث في الشرق الأوسط هدفه تدمير باقي دوله عن طريق الغرور بالقوة المزيفة ؟ أم هدفه استدراج روسيا والصين لتدميرهما ؟ لا ندري إنه مجرد تساؤل من منطق البحث العلمي ؟