القاهرة 27 ابريل 2016 الساعة 12:55 م
حين يخيم علي الواقع باحباطاته لا أجد أمامى إلا الله والفن .. فى رحاب الله أجد الراحة والسكينة .. وفى محراب الفن أجد تذكرة السفر إلى الحلم والخيال ... أحلق بعيدا عن الواقع لحظات أو دقائق أو ساعات حسب التساهيل لكنها بالنسبة لى النقطة الحرجة التى تفصلنى أو تنقذنى من حالات الجنون والذهول ... بدأت الإسبوع الماضى حوارا مع الصديق والزميل الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة واستكمل حلقات الحوار معه اليوم :-
قلت : توليت الوزارة في ظروف صعبة جدا... كيف تعامل الكاتب الصحفي الذى يحلم بالكمال المطلق مع منصب الوزير الذى" يكلبشه "الواقع ؟
قال : مارست العمل التنفيذي مرتين في وزارة الثقافة كنائب لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للكتاب ، كرئيس لمجلس إدارة دار الكتب والوثائق مرورا برئاسة هيئة الكتاب وقبل ذلك رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال ...و للعمل التنفيذي أدواته وآلياته غير الكتابة الصحفية ، فأنت ملزم هنا بقوانين ولوائح وسياسات ومصالح عامة، ولست حرا كالكتابة.
قلت: بصراحة هل كُبّل قلم الكاتب الصحفي وهو يكتب حتى الآن ... وهل تأثر وتحرج بعد أن أصبح صاحبه وزيرا للثقافة ؟
قال :لم يتأثر قلمى ولم يكبل !!
قلت : لماذا ؟
قال : موقع الوزيرعمل حاجتين لى : إتاحة مصدر للمعلومات لم تكن متاحة لك من قبل،لكنك لست حرا في استخدام تلك المعلومات فى الكتابة لأنها متعلقة بالدولة وأسرارها ، ولست مخولا في استخدامها ، ومن هنا يتولد الصراع أثناء الكتابة لأنك لا تستطيع استخدام المعلومات ككاتب....
الأمر الثاني: مسألة الوقت الذى لم يعد كله ملكا للكتابة والتأمل ، بصراحة لم أشعر بقيود ومنذ كنت رئيسا لمؤسسة دار لهلال ومنذ استقالتي منها في عهد الإخوان لم يكن مطلوب مني سوى كتابة مقال.
• قلت : يعنى ليس كل ما يعرف يكتب ، لكن هل يمكن أن تعبر عن الأفكار والمشاعر الخاصة بك بحرية وأنت تجلس على كرسى الوزير؟
قال : ليس كل ما يعرف يكتب ، ما أقصده ليس متعلقاً بالأفكار إنما متعلق بالمعلومات ، فأنا كوزير أمامي بنود الميزانية مثلا أو أشارك في اجتماعات على مستوى مصر ودول أخرى ، وليس من حقك التصريح بهذه المعلومات ، لأن مصلحة الدولة تتطلب هذا، مش من حقك تكشف عن معلومات تمس مصلحة الدولة ، ومصلحة الدولة تلزمك بهذا ، مش علشان خايف على نفسك لا سامح الله!!
قلت : فقد منصب الوزير بريقه الأدبى ... فهل فقد بريقه المادى .... يعنى بصراحة كم مرتب الوزير ؟
قال : لما تحسب الرواتب والمكافآت التى يحصل عليها كبار المسئولين تجدها شيئا مثيرا للرثاء، مثلا لما يكون أستاذ جامعي كبير أو طبيب مشهور ترك كل شىء ليكون وزيراً ويكتفي بالحدود الدنيا من المرتبات ، ثم تمارس عليه كل هذه الضغوط "هايقولك فى النهاية : السلام عليكم ...ويمشي" بصراحة هناك نوع من الضغوط العنيفة وتمارس بسيادية شديدة "لتطفيش "الكفاءات .
قلت :هل هذه محاولة ممنهجة لإبعاد الكفاءات عن أي منصب قيادي؟
قال : ليس فقط إبعاد الكفاءات فقط لكن هناك أمر خطير يجرى منذ ثورة 25 يناير وكنا بندرسه في العصر العثماني وكان أحد أسباب انهيارالدولة !!
• قلت : وماهو ؟
قال : كان كل والي على ولاية عثمانية لا يستمرفى مكانه أكثر من عامين ،ومنذ ثورة 25 يناير يتم تغيير الوزير عندنا كل 6 شهور، فعمليا كأنه لا يوجد وزير فى منصبه ،لذلك تتوحش البيروقراطية أكثرويصبح لها الهيمنة وتزداد معاناة الناس، وقد حدث هذا في كل الوزارات لا وزارة الثقافة وحدها ، مثلا
لما تشوف دكتورمحمود فوزي وزير خارجية فى عهد عبد الناصر استمر فى منصبه سنوات طويلة نجح فيها بامتياز .
قلت :متى نصل لمرحلة تشبه الدول المتقدمة حيث يكون لكل وزارة خطط عمل وتنمية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل بغض النظر عن تغير الوزراء والأحزاب الحاكمة والسياسات ؟
قال : هذا يحدث بالفعل والذى يتغير هو آداء الوزير ، لكن الخطط بشكل عام ليس فيها الانقلابات والتغيير الذي نتوقعه.
• قلت :بصراحة هل هناك "فرق سرعات" في وزارة الثقافة من حيث العمل وتنفيذه وأنت الذي اعتاد العمل بطريقة وأسلوب الصحفي أى "الرتم السريع "؟
قال: الفارق كبير ومخيف مثلا عندما كنت رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال و رأيت أهمية إجراء تغييرات صحفية وقيادية فى إصدارات المؤسسة ، ذهبت للدكتور علي السلمي ومعي قائمة بالتغيير وفي خلال أيام كان التغيير قد تم ....أما في وزارة الثقافة فالتغير مرتبط بخطوات روتينية أولها العثور على الكفاءات ثم موافقتها على العمل معنا وخصوصا أن رواتب القيادات فى وزارة الثقافة متدنية وأغلب الكفاءات من أساتذة الجامعة ورواتب الجامعة أعلى، ولوائح البيروقراطية تجعل التنفيذ بطيئا ، بداية من الإعلان في جريدتين يوميتين في يوم واحد ويتولى جهاز التنظيم والإدارة الإعلان في مدة 15 يوما ، ثم 15 يوما أخرى أمام لجنة لدراسة ملفات المتقدمين ، ومن يفز يجب أن يخضع لدورة تدريبية لإعداد القادة مدتها 6 أسابيع ثم تُعرض الملفات على الأجهزة الرقابية ... باختصار تغيير قيادي واحد ربما يستغرق 6 شهور .
• قلت : لماذا رفعت الوزارة يدها عن الإنتاج السينمائي ومتى تعود بعد ما نراه من انهيار فى مستوى الانتاج السينمائى ؟
قال : في زمن حكومة د. عاطف عبيد تمت الخصخصة و" الذي منه " ورحم الله الجميع ،وأصبحت هيئة الاستثمار هي المسئولة عن دور السينما والإنتاج السينمائى ، باختصار لم يعد البحث عن القيمة والأخلاقيات هو الهدف وإنما تحقيق الربح فقط لأنه أصبح مجرد مشروعا استثماريا ،ولم يكن لدينا سوى الدعم المقدم من صندوق التنمية والمركز القومي للسينما ...لكن نحاول الآن أن نستعيد تبعية الانتاج السينمائي انشأنا الشركة القابضة ونحاول استعادة بعض دور السينما، لكن هناك أزمات تواجهنا ، مثلا تم تأجير محلات في بعض دور السينما بعقود تمليك بالإضافة إلى مشاكل نحاول حلها في ظل الوضع الأمني الآن باختصار المجتمع لسه بيتعافى!!
قلت : كوزير للثقافة .. أنت رأس حرب في معركة مهمة الأساس فيها التطرف فما هي أدواتك ؟
قال : أدواتي .. رقم واحد هي مشكلة الثقافة والتربية والتعليم وفيما يخص الثقافة أنا مدرك أن الثقافة المصرية مازالت ثقافة شفوية وأن أعظم كاتب يبيع 5000 أو 1000 نسخة ونسبة الأمية مرتفعة وحجم القراءة محدود لكن عندما تعمل عرض في الأوبرا يمكن يشوفه مليون شخص ،أدواتي أيضا المسرح و السينما و الأوبرا مسارح الدولة أطلقناها في أنحاء الجمهورية ولها رد فعل جماهيري جيد في الإسكندرية ودمنهورالأوبرا وتعمل بكل طاقتها وعندنا أوبرا المنصورة وطنطا نهاية هذا العام يكونوا في الخدمة وأوبرا بورسعيد خلال شهرين تكون في الخدمة وبدأنا الاستعداد لدار أوبرا الأقصر.
• قلت : هناك حواجز لا مرئية بين الجمهور وهذه الأماكن .. لماذا ؟
قال : نحن نقدم خدمة ثقافية بأسعار رمزية وفي المرات التي زرت فيها مسارح الدولة خلال عروض مسرحية كان الحضور معقول وفي بعض العروض كعرض الفنان يحيى الفخراني في المسرح القومي كان المسرح كامل العدد كان في 3 مليون مشاهد هاتطلب إيه من الجمهور أكثر من كده؟ وأنت تعلم أن دار الأوبرا بها ألف كرسي نجد 5000 تذكرة تم بيعها ونضطر نعمل خمس حفلات، أنا شخصيا أراهن على الجمهور لإنه يأتى عندما يجد شيئا جيدا !!
قلت: بوصفك "جورنالجي" ما أصعب موقف تعرضت له كجورنالجي وكوزير للثقافة ؟
قال :أصعب موقف وأنا جورنالجي لما انضرب فرج فودة وأنا كنت من حضور مناظرته الأخيرة وكنت قاعد في الصف الأول وأتذكر إني الصحفي الوحيد الذي كتب في نهاية تغطيته للمناظرة :فهل تكون هذه المناظرة نهاية حياة فرج فودة ؟
واتهاجمت وقتها على ما كتبته حتى قتل فتيقنوا من صدق كلماتى ....
وأصعب موقف تعرضت له وأنا وزير طبعا أحكام السجن الأخيرة لبعض الأدباء والمفكرين ،نريد أن يرتفع مستوى الحرية في البلاد ولا يجوز أن نرتد إلى الخلف ... هل يعقل أن رواية صدرت في 2014 و نصدر حكم بالسجن على كاتبها في 2016 ، وعلى فكرة ماكانش اتباع من الرواية غير 50 نسخة الآن هناك 3 مليون متصفح للرواية ، وواحدة من أكبر جامعات كندا تطلب أستاذة مصرية علشان تلقى محاضرة عن الرواية و وهناك افتتاحيات جرائد كبرى
تكلمت عن الرواية.
قلت : عاصفة هجومك على الوهابية والإخوان في مصر هل شكلت مناطق صعبة في مسيرتك ؟
قال :هذه العاصفة كانت ستواجهني في أي موقف .
قلت : لأ ..بس الحساسية أكتر في منصب الوزارة ؟
قال :عندما توليت رئاسة مجلس إدارة دار الهلال كان الاعتراض الأول من المتأسلمين والثاني من صحيفة إسرائيلية كتب المحرر الثقافي فيها كيف تعين مصر حلمي النمنم المعروف بعدائه لإسرائيل على رأس أكبر مؤسسة ثقافية مصرية والحوار دا موجود ومنشور .
قلت : بالنسبة للتطبيع وما أثير حول النائب توفيق عكاشة هل انتهت المعركة إلى هذا الحد؟
قال : مسألة توفيق عكاشة ليست مسألة تطبيع ،فماحدث لا يندرج في باب التطبيع فلم يحدث أن سعى أحد لمقابلة السفير الإسرائيلي وعادة ما كان السفير الإسرائيلي هو من يسعى لهذه اللقاءات ،وعكاشة كان وقتها نائب في البرلمان ولا يجوز له مناقشته في مسائل سياسة تتعلق بالدولة ، مثلا موضوع مياه النيل ليس من سلطة البرلمان،وسأحكى لك حكاية حكاها لى د. مصطفى خليل رئيس وزراء مصر ، عندما تحدث الرئيس السادات عن النيل في "قعدة" لمناحم بيجن ، دبر د. مصطفى خليل مسرحية تمت في مجلس الشعب بالاتفاق مع المهندس سيد مرعي لاستجواب د. مصطفى خليل حول ما ذكر فى جلسة السادات وبيجين حول مد النيل إلى إسرائيل لكي يدعو الرئيس السادات ... باختصار من الذى منح عكاشة الإذن للتباحث وطلب تعويضات ؟ ..هذا ليس من سلطة نائب في البرلمان لكن من يقم بذلك يجب أن يكون مفوضا وفي منصب رسمي ، ثانيا : هناك جهات سيادسة يجب الرجوع إليها للاستشارة
قلت : لو طلب منك السفير الإسرائيلي لقاءه ؟
قال : أنا متمسك بموقف الثقافة المصرية بعدم التطبيع وحتى الآن أنا عضو نقابة الصحفيين وعضو اتحاد الكتاب، وللنقابتين موقف واضح وضوح الشمس بعدم التطبيع مع إسرائيل ، وأنا واحد من الجماعة الثقافية المصرية وموقفي لن يتغير ضد التطبيع.
انتهى الحوار ومازال النقاش مستمرا !!ا
الإنسان الإنسان الطيب
وعندما وجدتنى أهبط على الواقع باحباطاته سرعان ما هربت وحلقت مع الصديق محمد سعيد مدير ثقافة القاهرة إلى مسرح الطليعة لمشاهدة أحد العروض المسرحية التى تنتمى إلى التجريب حيث المسرح يلتف حوله المشاهدون فى مسرح الغرفة ..والسبب هو الإنسان الطيب ...أنت الآن علي موعد مع روحك....أغمض عينيك .. وراقب بهدوء .. تابع طريق الهواء شهيقاً وزفيراً......كن ساكناً .. كن مستعداً.....لأنك بعد قليل ..ستراهم......سيأتون بسرعة متدافعين .. سيأتون من كل مكان .. سيعبرون في عروقك....فلا تخف… ..وأكمل....اصغ إلي صوتك الداخلي ونفذ ما يقوله لك، بغض النظر إن اعتبر الآخرون فعلك هذا خطأ أم صواب. إذا كنت قادراً علي أن تكون أنت نفسك، أن تعثر علي جوهرك الحقيقي وطبيعتك الطيبة النقية، عندئذ ستنال النعمة والسلام الذي تعجز الكلمات عن وصفه....ستصبح قصيدة، أغنية، رقصة، لأنك ستنسجم مع الوجود، ولا يمكن أن تكون منسجماً مع الوجود إلا إذا كنت منسجماً مع نفسك، لا أحد بحاجة إلي إرشادات، لأنها مسميات حلوة تعلمك الإعتماد علي الآخرين الذين سيجعلونك علي مثالهم." هكذا يصرخ الكاتب والمخرج سعيد سليمان فى أوبرا صوفية غنائية طقسية .. والعرض كما يقول سليمان: نتاج ورشة معتمدة على التدريبات الشاملة في الغناء والعزف والرقص والتمثيل، ويطرح تساؤلاً حول إمكانية تعايش الروح النقية للنفس البشرية بكل ما تحمله من حب وعطاء في هذا المجتمع مع تغيراته الدائمة، أم أنها تتغير مع تغير الحياة، وهل يمكن أن تؤثر النفس الطيبة في المجتمع بالسلب أو بالإيجاب....الإنسان الطيب بطولة: نجلاء يونس - هاني عبد الناصر - حسام حمدي - مصطفي الزيات وعمرميتشو - ميما أحمد - زياد سمير - محمد عبد الفتاح - آية جمال - ماري جرجس وشروق القناوي - نور الهدي - أحمد كاسبر - مريم سعيد - هنا هاني - فاطمة الزناتي...ديكوروملابس : صبحي عبد الجواد...موسيقي وألحان : د . هاني عبد الناصر
مهزلة فى أسيوط !!
• مهزلة فى أسيوط .. حاول أعضاء يدعون الانتماء لهيئه قضايا الدولة بأسيوط وبصحبتهم بعض الخفراء مساء الخميس الموافق 21/4/2016 اغتصاب قطعة أرض ملك هيئة قصور الثقافة وأشهروا أسلحتهم فى وجه مدير عام فرع ثقافة أسيوط وقاموا بنزع يافطة ( نادى الثقافة الجماهيرية ) ووضعوا يافطة ( نادى مستشارى هيئة قضايا الدولة ) وكسروا السلسلة التى يغلق بها الباب ، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا باحتجاز مدير عام فرع ثقافة أسيوط، داخل المكان والتعدى عليه بالألفاظ، وعندما استنجد موظفو الثقافة برئيسة الحى جاءت لتنال نصيبها من الألفاظ غير اللائقة، والحكاية بدأت تخصيص هذه الأرض بقرار محافظ أسيوط رقم 1317 لسنة 2014م والذى نص فى المادة (2) على أنه: " ترخص قطعة أرض أملاك دولة بمساحة 1500متر على شاطئ الترعة الإبراهيمية من الناحية القبلية التابعة لحى غرب أسيوط لصالح الهيئة العامة لقصور الثقافة ( فرع ثقافة أسيوط ) لاستغلالها فى إقامة أنشطه ثقافية وفنية تحت اسم ( نادى الثقافة الجماهيرية ) و تم استلام قطعه الأرض المذكورة من رئاسة حى غرب أسيوط بمحضر تسليم فى 29/9/2014م. وتم رفع التوقيع على خرائط مساحية للأرض يوم 1/3/2015م كما تمت موافقة هندسة الرى بأسيوط... ومنذ ذلك التاريخ وقصور الثقافة تمارس أنشطتها على هذه الأرض لكن يبدو أن الكعكة فى إيد اليتيم عجبه، فقد استكثر البعض على أهالى اسيوط وفنانيها ومثقفيها أن يكون لهم متنفسا ثقافيا على النيل فحاولوا الاستيلاء عليه وبالسلاح ..!!.
أهدى القصة للسادة وزراء العدل والداخلية والثقافة والتنمية المحلية ومحافظ أسيوط دون تعليق !!
yousrielsaid@yahoo.com