القاهرة 21 ابريل 2016 الساعة 02:10 م
قالت:سرقتنى سنوات العمر وتصورت أن النجاح يمكن ان يغنينى عن كل الأشياء بما في ذلك إنسان أحبنى بصدق وأعترف اننى تعاليت عليه كثيرا، فقد كنت اشعر اننى أكثر منه ذكاء وحضوراً..وبرغم انه حاول ان يرضينى بكل الأساليب فإن الرغبة في النجاح كانت اكبر كثيرا من الحرص على الحب، وبعد ان عصفت به رياح اليأس قرر ان يرحل وانفصلنا بعد زواج قصير لم يدم إلا شهورا قليلة واعترف لك اننى لم اندم عليه كثيرا فقد نسيت كل شىء امام نجاحاتى في عملى وفى شلة الأصدقاء والمعجبين ورغم اننى إنسانة عاقلة فقد كانت تشدنى كثيرا مظاهر الإعجاب والناس تحيط بى من كل جانب ومع المناصب الكبرى التى توليتها كانت مواكب المعجبين تزداد يوما بعد يوم وانا غارقة في نجاحاتى..
جمعت أموالا كثيرة في زحمة الثراء التى اجتاحت مصر في العهود البائدة أمام علاقات وطيدة مع السلطة لم تخل من بعض المجاملات ولم تكن جميعها بريئة..كنت أحيانا أذكر هذا الرجل الذى احبنى بصدق وقرر ان يترك الدنيا كلها ويهاجر بعد انفصالنا، لم أحاول ان اسأل عنه ولكننى كنت أسمع بعض أخباره من بعيد..ولا أدرى ماذا فعلت به الأيام بعدى وان كنت أحيانا أشعر بالذنب تجاهه لأن المشكلة لم تكن فيه..بعد انفصالنا كان يحاصرنى طابور طويل من الراغبين في الزواج ولكننى كنت ارفض لاننى تصورت ان زوجى القادم لا بد ان يكون من كوكب آخر..ومع رحلة الحياة والزمن بدأ الطابور يتناقص يوما بعد يوم حتى اختفى تماما والآن أعيش وحيدة وسط قصر كبير فيه الخدم والحشم ولم يعد للمعجبين مكانا فيه..لم يعد للمال أى قيمة في حياتى فماذا أفعل به وسنوات العمر سرقتنى..ومات أبى ورحلت أمى وكانا نقطة الضوء الباقية في حياتى..وحتى المناصب فقدت بريقها والآن أبحث عن لحظة دفء وحنان وانتظر إنسانا يدق بابى وأنا أدور بين الطرقات وعدت أفكر في هذا الرجل الذى احبنى بصدق رغم اننى طويت قصتى معه منذ زمن بعيد..ولا أدرى من كان السبب في محنتى هل هو طموحى أم هو النجاح.