القاهرة 11 ابريل 2016 الساعة 12:51 م
من وحى أمل فى فك الضيق ومقاومة خدم الفناجين
أنا من جديد السيدة "س" قارئة الفناجين بمهارة ، من ترى بوضوح سماوات مفتوحة بين جبال البن الداكنة وتبصر بفراسة طرقاً ممهدة بين مطبات مصنوعة من فخاخ مغطاه بأوراق شجر تشبه الاسفلت ..
أنا الذى يطلب منها أحد أصدقائها بأن تكف عن الكتابة عن نفسها .. وهو بعد لم يقرأ كل ما كتبته من رسومات الفناجين ..نعم أعترف.. أنا قارئة أفشى أسرار من أقرأ فنجانهم فى ثنايا قصصى ورواياتى .. فلم أقرأ إلا للعباقرة والعظماء والمهمومين .. فهل يجوز أن أدع مصائرهم تذهب هباءا مع المياه فى غسيل الفنجان ؟
السيدة "س" ترى لكل من تقرأ لهم بهجة حاضرة مؤكدة فى حين تخاف أن تقرأ لنفسها خطا واحدا من رسوماته .. تضيق وتضيق الايام على جسدها وترتبك خطواتها وتطلب مدد دائما من حبيبها الذى لم يترك يدها أبدا ، لكنها أبدا لم تكن ماهرة يوما بأن تأمر خدم رسومات الفناجين بأن يمنحوها ثروة هائلة تنجيها من ذلك الضيق ..
تنسى السيدة "س" هم الضيق بالمواهب الممنوحة لها من حبيبها والتى تتجمع كلها فى سلة واحدة شهية هى " القراءة" .
من وحى كتابة الأمانى فى زنزانة مارى جرجس
لا أملك الأن سوى كتابة الرسائل لك ، أنت الوحيد الذى تستحق أن أخاطبك ، وبرسائلك التى ترد بها على أعرف أجاباتٍ للكثير من الأسئلة الحزينة منها
لماذا تترك إنسان مثقل بالهموم ؟ وأين مساعدتك له ؟
لماذا جعلتنى ومن يشبهوننى نعتاد الوحدة ونفقد حواس الاحتياج ؟
وما الذنب الذى اقترفناه لنظل فى محاولة دائمة للتكفير عنه حتى الموت ؟
حبيبى .. كل إجاباتك جاءت مرضية بالنسبة لى ، بل حققت اكتفاءا مذهلا بقناعتى بها ..
فأنت يا مالك أمرى ، وحدك من تستحق أن اضئ له الشموع ، فمنك تأتى العطايا و تحفظ أسرارى وتيسر مشوارى وتحمى من أحب من الأذى ، ما من مرة دعوتك إلا واستجبت ، فكيف أكتب رسائل لغيرك ، اجتمعت تناقضات كونية تستحيل التفسير ، ولا يهمنى تفسير ، فانا مهمومة بعشقك أنت ، يا من تغنينى عن كاذبين الأرض ، يا من تحمينى من المحتالين واللصوص والراغبين فى مظهر خادع والطامعين الذين يُكتشفون بمجرد الاقتراب انه طمع فى لا شئ ..
سأكتب لك وأكتب وأضئ شموع .. نور كل شمعة يجفف نهر دموع