القاهرة 05 ابريل 2016 الساعة 11:58 ص
اعداد :رحمه منصور
شارع القصر العينى من الشوارع الهامه والحيويه فهو من اشهر شوارع القاهره ويحمل فى طياته الكثير من الحكايا والمبانى الاثريه التى تشهد على تاريخ هذا الشارع فكان ملاذ للأمراء والملوك وايضا للضباط والجنود وملجأ الثوار فقد شهد الكثير من الاحتجاجات .
سمى هذا الشارع باسم القصر العيني لآن أحد القصور القديمة التي كان يملكها "العيني باشا" موجوده فيه والتي تم تحويلها فيما بعد إلى مستشفى لتكون أقدم مدرسة للطب في مصر ويسمى الان بمستشفى القصر العينى ولقد تم افتتاح هذا الشارع فى القرن الـ 19
شارع القصر العينى او كما يقول البعض النطق الصحيح له شارع قصر العينى حصل (احمد العينى ) على ارض هذا القصر هديه من الامير المملوكى ايام الظاهر بيبرس الذى شيد هذا المكان بعد ان كان صحراء وعندما أكمل احمد العينى بناء قصره دعا سلطان البلاد السلطان <خوشقدم> لآقتتاحه وزيارته فستجاب السلطان وزار القصر وشاهد النيل ومنح أحمد العينى رتبة الاماره العسكريه
وفيما بعد القى السلطان فيتباى القبض على العينى بعد توليه الحكم واستولى على قصرالعينى باشا وبعد ان وعد السلطان بسداد 20 الف دينار كل شهر أفرج عنه ثم ألقى القبض عليه مره أخرى ولكنه هرب الى مكه
وتوفى العينى باشا فى المدينه المنوره عام 909 هـ واصبح قصره ملكا للدوله وبسقوط الدوله المملوكه وتحولها الى ولايه عثمانيه استولى عليه بكوات المماليك وحولوه الى مكان للنزهه واحيانا الى قصرالضيافه اوالى مكان للحبس لمن يغضب عليه الامراء
وعندما جاءت الحمله الفرنسيه على مصر طلب نابليون بونابرت تخصيصها لجنود وضباط الحمله حيث حولها الى مستشفى عسكرى ولما قتل سليمان الحلبى كليبر تم دفن جثته فى حديقة المستشفى ولنهك أخذوها معهم عند جلائهم عن القاهره
وأهمل القصر الى ان جاء محمد على باشا وأنشأ فيه مدرسه حربيه عام 1825 ثم حوله بعد ذلك الى مستشفى يرأسها (كلوت بك ) ثم بدأت مسيرة قصر العينى مع الطب في عهد محمد على باشا
ويتمتع هذا الشارع بوجود معالم كثيره فيه تميزه عن غيره مما يجعله شارع حيوى دائما نظرا لوجود كم هائل من الوزارات فيه منها وزارة التموين والتجاره الداخليه ووزارة البحث العلمى كما يقع فيه مبنى رئاسة مجلس الوزراء وأيضا يطل على كل من مجلسى الشعب والشورى
وايضا هو الشارع الرئيسى المؤدى الى وزارات الداخلية والتعليم والمالية والصحةوكذلك يوجد فى الشارع معهد الدراسات التعاونية وكلية الصيدلة ومؤسستا روزاليوسف ودار الشعب الصحفية
ومقر الأمانة العامة للحزب الوطني بالقاهرة ومقر النقابة العامة لأطباء مصر والذي يرجع تاريخه إلى 1941 المعروفة باسم دار الحكمة ومقر الهيئة العامة لقصور الثقافة
والأهم من ذلك وهو ما يميز هذا الشارع وجود مستشفى قصر العيني الذى يسمى الشارع بأسمه لذلك في الوقت الحاضر يوصف شارع القصر العيني بـ"منتجع الأمراء" أو "ساحة الموظفين"
وما يميز هذا الشارع أيضا وجود متحف القصر العينى فيه ففى عام 1909 بدأ التفكير فى انشاء متحف القصر العينى لجمع تراث كلية طب قصر العيني الذي كان موزعا بين جنبات الكلية، وبذلك يعد هذا المتحف هو أول متحف متخصص لهذا النوع من المقتنيات الطبية والتحف الفنية التي تخدم وتؤرخ لتاريخ الطب في مصر
بل وبعض الدول الأوروبية التي كانت لها علاقات طيبة بمصر في ذلك الوقت. يضم المتحف بين جنباته الكثير من الأدوات الطبية التي استخدمها مشاهير علماء الطب من المصرين والأوربيين منذ إنشاء مدرسة الطب المصرية في عهد "محمد علي باشا" كما يضم الكثير من الكتب الطبية النادرة ولا سيما في علم التشريح هذا فضلا عن كثير من التحف الفنية النادرة التي تصور لنا بدايات مدرسة الطب في منطقة أبو زعبل ومدرسة طب قصر العيني بالقاهرة.
ويوجد به الجمعية الجغرافية المصرية التي أنشئت عام 1875 حيث أصدر الخديو إسماعيل مرسوماً بإنشائها في إطار مشروعه النهضوي، وتم نقلها إلي مقرها الحالي عام 1925 التي تحوي كنوزاً علمية نادرة وهي أول جمعية جغرافية في الشرق الأوسط، وتضم دراسات مهمة ونادرة للصحراء المصرية وكذلك اكتشافات منابع النيل وكافة الاكتشافات العلمية الغنية التي قام بها المكتشفون الأجانب أمثال «استانلي» وفيها متحف أثنوجرافي يحكي تاريخ الحياة الاجتماعية في مصر وكذلك مجموعة من الخرائط المهمة والنادرة.
كما يتبع الشارع عدة سفارات وقنصليات أهمها القنصلية السعودية وسفارات السودان وبريطانيا وكندا واليونان.
وأيضا يعتبر شارع القصر العينى مفجر الثورات فكان ملجأ لثوار25 يناير فهو يبدأ من ميدان التحرير قلب الثوره فلا يمكن ان ننسى مشهد الشاب الذى وقف أمام مدرعة الامن المركزى التى كادت ان تدهسه وكذلك تصدى الثائربن الشباب لخراطيم المياه العنيفه التى اصابت الكثير منهم وبالرغم من هذا لم
يكل الثائرين ولم يتراجعو فكانت ارصفته مركزا لخيام المعتصمين أبان الثوره فهو الشريان المؤدى الى ميدان التحرير
فعندما اندلعت ثورة 25 يناير أصبحت الكاميرات تنقل الاحداث هذه الأحداث نقلت قصر العيني من مرحلة الهدوء الحذر إلي مرحلة الصدام المباشر..
فقبل اندلاع ثورة يناير،وحتي عام 2009 كان الشارع شاهداً علي تجمعات المواطنين أمام البرلمان انتظاراً للنواب لتوقيع طلباتهم ، ثم أصبح الشارع مقراً للمحتجين من جميع أنحاء الجمهورية، ولعل أشهر الاحتجاجات التي شهدها الشارع لموظفي مركز المعلومات التابع لرئاسة الوزراء
وموظفي الضرائب العقارية وعمال الشركات الخاصة في العاشر من رمضان، كما شهد اعتصام عمال هيئة النقل العام الذي استمر لأكثر من أسبوعين قطعوا فيها الشارع أكثر من مرة، وفي شهر أكتوبر 2011فقط شهد الشارع أكثر من 50 اعتصاماً لذوي الاحتياجات الخاصة ورجال دين وأطباء، كذلك احتجاجات عمالية ومدرسين.
أما مكانه فهو في وسط القاهرة , ويسير محاذيا لمترو القاهرة الخط الأول ويبدأ شارع القصر العينى من ميدان التحرير وينتهى عند ميدان فم الخليج ، ويمر بعدة مبانى حكومية ، ، وتقطعة عدة طرق جانبية منها شارع الشيخ ريحان ، وشارع المبتديان ، وشارع امين سامى ، وشارع الديوان ، شارع الدكتور حندوسة
وكان يسير فى هذا الشارع ترام القاهرة.حيث شهد تصوير مشهد شهير من فيلم حياة او موت عام 1954 للفنان عماد حمدىحيث تظهر الطفلة وهي تسير من العتبة وحتي الملك الصالح مرورا بشارع قصر العيني.